استراتيجية الهيمنة في كتابة التاريخ .. أوليات الموروث اليهودي
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
إبراهيم محمد الهمداني
إن استراتيجية كتابة التاريخ، القائمة على الوصف المجرد، دون إشباعه بفلسفة التحليل، ومنهجية الربط العلمي، تعد تشويها وتحريفا وانتهاكا، لكل مقومات الوجود الإنساني، كما أن حرفية الشكليات المنهجية، المرتبطة بمركزية الإنسان أو الزمان أو المكان، لا يمكن أن تقدم معرفة تاريخية حقيقية، يمكنها تصوير فعل السيرورة التاريخية الشاملة، في صورة اكتمال المسار التاريخي، المتكامل بحضور ثلاثي قواه الفاعلة “الزمان والمكان والإنسان”، وترابط محوري حركتيه المتوازيان، بين تطور حركة الأحداث، وتطور حركة الأفكار، تزامنيا وتعاقبيا، بما من شأنه تحقيق وظيفة التاريخ المعرفية والفكرية، وصناعة وعي جمعي شامل، محصن بعلاقة الارتباط الوثيق، والاتصال الإيجابي الفاعل، المتفرد بخصوصية الهوية والانتماء والوجود، المتحقق بتكامله التراكمي، في المسار الجمعي الحضاري.
يمكن القول إن طبيعة الاتصال الحضاري، بين الأمم والشعوب المختلفة، قد فرضت على اللاحق، معظم أيديولوجيا ومنظور السابق، بحكم انتقال الإرث المعرفي والحضاري، وطبيعة التأثر الحتمي، ورغم محاولة الحامل الجديد للمشروع الحضاري، إنكار وتجنب مظاهر التأثر بسلفه، والسعي نحو اجتراح نموذج مغاير، إلا أنه لا يلبث أن يستسلم لهيمنة مركزية المعرفة، وسلطة مرتكزات المشروع الفكري، التي لا تنفصل عن صانعها ومبدعها، بل تمنحه حياة أبدية في كل تفاصيلها، ليبقى فيها ومعها، بمقدار قدرتها على البقاء والاستمرار، في حياة الأجيال، التي تتوارثها بكل سلبياتها وإيجابياتها، لتضيف إليها بصمتها وإسهامها الحضاري، الذي يعكس منظور وفكر اللاحق، دون أن ينال من إسهام أسلافه، حتى وإن كان مخالفا لمعطيات العقل والمنطق، إلا فيما ندر.
اتسم المعطى التاريخي الإنساني، بانحيازه المطلق لمركزية السلطة، واستسلامه لمنظور وفكر كاتبه المنتصر، الذي يجعل المنجز التاريخي بشقيه الفكري والنهضوي، يتمحور حول المركز السلطوي، في مختلف صور هيمنته وحضوره، وهو ما نراه ماثلا في مضامين التاريخ اليهودي، منذ عهد الملك سليمان عليه السلام، وما تلا عصر التفوق اليهودي، حيث استمر حضور منظور وفكر اليهود، كثيمة مهيمنة على مسار التاريخ، رغم تحول الدور الحضاري عنه، وهو ما يفسر هيمنة الحضور اليهودي، على مساحات واسعة من تاريخ الأمم المتعاقبة، التي كتب تاريخها ووثق منجزها الحضاري، انطلاقا من منظوره الخاص، وتصوره المهيمن المتعالي، وموقفه العدائي المتطرف تجاه الآخر، ولم يكن المعطى التاريخي الإسلامي، أحسن حالا من سابقه، ورغم أن القرآن الكريم، قد قدم المنهجية الصحيحة، لاستراتيجيتي كتابة وقراءة التاريخ القومي والإنساني، في أرقى نماذجه الحضارية المشرقة، إلا أن التاريخ الإسلامي، قد التزم هيمنة المركز السلطوي، ومنهجية تكريس حضور وقداسة الذات، على حساب تهميش ومحو الآخر، متبنيا معظم مقولات الفكر اليهودي، في صياغة نظرية التاريخ، بشقيها النظري والتطبيقي، خاصة فيما يتعلق بمبدأ الحق الإلهي في الحكم، وما ترتب عليه من ادعاء الأفضلية المطلقة، بدعوى الاختيار والاصطفاء والتفضيل الإلهي، الذي استعاره بنو أمية ومن بعدهم من اليهود، لإثبات استحقاقهم التفرد بالمركز السلطوي، واختصاصهم بمطلق الهيمنة السياسية، لأن الله تعالى قد ارتضاهم حكاما، ولذلك يعد الخروج عليهم، خروجا على مقتضى حكمة الله سبحانه وتعالى، ورفضا لمن ارتضاه بتمكينه، وهو ما لا يجوز بأي حال من الأحوال، مهما كانت الدوافع والأسباب، حتى وإن أتى الحاكم كفرا بواحا، أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الثنيان: الهلال قادر على بلوغ نصف النهائي بعد التعادل التاريخي مع الريال.. فيديو
ماجد محمد
أعرب نجم الهلال السابق يوسف الثنيان عن تفاؤله بمستقبل الزعيم في بطولة كأس العالم للأندية 2025، مؤكدًا أن الفريق بات يمتلك من الثقة والخبرة ما يؤهله للوصول إلى الأدوار المتقدمة، لا سيما بعد الأداء القوي أمام ريال مدريد.
وقال الثنيان خلال ظهوره في برنامج “نادينا” عبر قناة MBC1: “نتيجة التعادل مع ريال مدريد تمثل دفعة معنوية كبيرة للفريق، والهلال قادر على العبور إلى أدوار متقدمة مثل ربع النهائي أو حتى نصف النهائي.”
وأضاف أن تصريحات النجم سالم الدوسري، الذي أكد أن الهلال جاء للمنافسة على اللقب، تعكس الطموح العالي داخل الفريق، وتبعث برسالة واضحة بأن الهلال لا يشارك لمجرد الحضور، بل ينافس بكل جدية على اللقب.
وأشار الثنيان إلى أن النسخة المقبلة من البطولة ستشهد تنافسًا استثنائيًا، لكن الهلال يمتلك العناصر والخبرة التي تمكّنه من التألق، خاصة في ظل النظام الجديد الذي يرفع من أهمية كل نقطة في دور المجموعات.
هذا ويُعد التعادل مع ريال مدريد، بطل دوري أبطال أوروبا، أحد أبرز محطات استعداد الهلال لكأس العالم للأندية، حيث رفع من سقف التوقعات لدى الجماهير والإعلام، وزاد من ثقة اللاعبين بقدرتهم على مجاراة الكبار عالميًا.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/yqeAylgL0F0qHpke.mp4