ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو؟ وما القادم؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
#سواليف
أصدرت #المحكمة_الجنائية_الدولية اليوم الخميس مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف #غالانت، وقالت إن هناك “أسبابا منطقية” للاعتقاد بأنهما ارتكبا #جرائم_حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع #غزة.
وأضافت المحكمة أن “هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات على السكان المدنيين”.
وأوضحت أن جرائم الحرب المنسوبة إلى نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاحا للحرب، كما تشمل جرائم ضد الإنسانية والمتمثلة في #القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية.
مقالات ذات صلةكما أصدرت أيضا مذكرة توقيف بحق قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) محمد الضيف.
ونسعى في السطور التالية إلى تسليط الضوء على القرار وتداعياته وشرح بعض جوانبه.
1- ما المحكمة الجنائية؟ وماذا تفعل؟
محكمة أُسست بصفة قانونية في الأول من يوليو/تموز 2002 بموجب “ميثاق روما” الذي دخل حيز التنفيذ في 11 أبريل/نيسان من السنة نفسها، وتعمل على وقف انتهاكات حقوق الإنسان عبر التحقيق في جرائم الإبادة وجرائم الحرب.
وقد وافقت 120 دولة في 17 يوليو/تموز 1998 خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة في إيطاليا على “ميثاق روما”، واعتبرته قاعدة لإنشاء محكمة جنائية دولية دائمة، وعارضت هذه الفكرة 7 دول، وامتنعت 21 عن التصويت.
2- كيف وصلت الجنائية إلى محطة إصدار مذكرة التوقيف؟
في 20 مايو/أيار الماضي طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات توقيف بحق قادة من حركة حماس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والحرب على غزة.
ووصف نتنياهو حينها الطلب بأنه “سخيف” والمدعي العام #كريم_خان بأنه أحد “أبرز المعادين للسامية في العصر الحديث”.
3- ما تهم نتنياهو وغالانت؟
وفق ما جاء في موقع المحكمة الدولية على الإنترنت، فإن نتنياهو وغالانت متهمان بـ”جريمة الحرب المتمثلة في استخدام التجويع وسيلة للحرب، والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرها من الأعمال اللاإنسانية”.
ورأت المحكمة أن “ثمة أسبابا معقولة للاعتقاد بأن المتهمين حرما عمدا وعن علم السكان المدنيين في غزة من الأشياء التي لا غنى عنها لبقائهم -بما في ذلك الطعام والماء والأدوية والإمدادات الطبية، وكذلك الوقود والكهرباء- من 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على الأقل إلى 20 مايو/أيار 2024”.
وأضافت “من خلال تقييد أو منع وصول الإمدادات الطبية والأدوية إلى غزة -ولا سيما مواد وآلات التخدير- فإن الرجلين مسؤولان أيضا عن إلحاق معاناة كبيرة عن طريق أعمال غير إنسانية بالأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج”.
كما حمّلت المحكمة نتنياهو وغالانت المسؤولية عن الأعمال التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية تحت قيادتهما، بما في ذلك حالات التعذيب والعنف الوحشي والقتل والاغتصاب وتدمير الممتلكات.
4- ما المتوقع بعد صدور مذكرة التوقيف؟
بمجرد أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف فإن قراراتها تعتبر ملزمة، لكنها تعتمد على أعضائها لضمان التعاون.
وبالتالي، فإذا سافر نتنياهو أو غالانت إلى أي من الدول الأعضاء البالغ عددها 124 دولة فستكون السلطات في تلك الدول ملزمة باعتقالهما وتسليمهما إلى مقر المحكمة في مدينة لاهاي الهولندية.
ويرى مراقبون أن نتنياهو وغالانت ربما لن يتعرضا للاعتقال إن سافرا إلى دول حليفة لإسرائيل، وبالتالي فإن مذكرة المحكمة الجنائية الدولية ستكون بمثابة “انتصار أخلاقي” لفلسطين أكثر من أي شيء آخر، كما أنها ستعمق الضغط الدولي على إسرائيل، إذ لا يمكن لنتنياهو السفر إلى العديد من الدول الصديقة لها دون إحراج حكوماتها.
5- كيف قرأت واشنطن وتل أبيب قرار “الجنائية الدولية”؟
أدان نتنياهو وغيره من قادة إسرائيل قرار “الجنائية الدولية”، ووصفوه بالمخزي والمعادي للسامية.
كما انتقده أيضا الرئيس الأميركي جو بايدن، معربا عن دعمه ما وصفه بـ”حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حماس”.
وقال مايكل والتز المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب “توقعوا ردا قويا في يناير/كانون الثاني المقبل على تحيز الجنائية الدولية المعادي للسامية”، في إشارة إلى موعد تسلم ترامب منصبه رسميا.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف المحكمة الجنائية الدولية نتنياهو غالانت جرائم حرب غزة القتل كريم خان المحکمة الجنائیة الجنائیة الدولیة نتنیاهو وغالانت
إقرأ أيضاً:
تضحيات النصر القادم
حاتم الطائي
◄ نصر غزة يتجلى في الصمود الأسطوري أمام آلة الإبادة الصهيونية
◄ المنظمات الدولية فقدت مكانتها بصمتها المُخزي إزاء الجرائم الإسرائيلية
◄ على الولايات المتحدة أن تكُف عن التواطؤ في جرائم الحرب بغزة
لا يُمكن لأي مقاومة أن تحقق النصر دون تضحيات، ولا نضال بلا فداء، ولا استرجاع حقوق دون أثمان، وهذا هو الحال في غزة الجريحة العصيَّة الأبيَّة المُقاوِمة لكل جرائم الإبادة، الرافِضة لكل محاولات التهجير القسري غير المشروع، غزة التي يواجه أهلها أقوى الأسلحة والذخائر بصدور عارية وإيمان صلب لا يتزعزع بأن النصر قادم لا محالة، غزة التي تنزف دمًا منذ قرابة العامين، دون أن يهتز الضمير العالمي، ويصرخ في وجه الظالمين المتكبرين.
والنصر الذي نتحدث عنه هو ذلك الصمود الأسطوري الذي لا نقرأ ولا نسمع عنه سوى في الروايات، صمود لا مثيل له على وجه الأرض، فكيف بشعب يعيش تحت الحصار الإسرائيلي منذ عقود، ويرزح تحت نيران القصف العشوائي الهمجي من القوات الإرهابية الإسرائيلية لمدة تقارب العامين، استُشهِد منه عشرات الآلاف وأصيب مئات الآلاف، وغيرهم من آلاف أخرى لا يعلم أحد مصيرهم، وآخرون يقبعون في سجون الاحتلال، يتجرعون مرارة الأَسْر لدى جيش ظالم إرهابي، يصبرون على الجوع القاتل؛ إذ لا يجدون كسرة خبز تسد جوعهم، ولا شربة ماء تروي عطشهم؛ ففي ظل هذا العدوان الإجرامي الشنيع والحصار المُفضي للموت، يئن أبناء غزة، يستصرخون العالم، ولكن لا حياة لمن تنادي، قد عُميت الأبصار، وخرست الحناجر، وتوقفت القلوب، ومات الضمير.. نعم مات الضمير العالمي الذي لم يعد يشعر أو يرى كل تلك المذابح التي يرتكبها أحقر جيش في العالم، وإلّا أين مجلس الأمن، وأين الأمم المتحدة، وأين الجامعة العربية، وأين مجلس التعاون الخليجي، وأين وأين كل هذه المنظمات التي صدّعت رؤوسنا بالحديث عن حقوق الإنسان، وعن الكرامة الإنسانية، وعن استقلال الدول، وعن حق الإنسان في العيش الآمن دون خوف من موت أو اعتقال؟!
الآن وبعد مرور أكثر من عشرين شهرًا، على بدء العدوان الصهيوني على غزة، نسأل ما الذي تغيّر؟ وما الذي طرأ على أوضاع أهل غزة الأبرياء؟
الحقيقة الواحدة التي لا تقبل الشك، هي أن المقاومة ما تزال صامدة في وجه هذا العدوان الوحشي، المقاومة ما تزال ترفع سلاحها الأبيّ الرافض لكل محاولات الإذلال والتركيع، المقاومة ما تزال تُكبِّد الصهاينة خسائر تؤلمهم وتُفرحنا؛ إذ لا يمر يوم إلّا وتأتي البشريات من غزة الصامدة، بمقتل جنود أو تفجير دبابة أو إحكام كمين لعناصر الجيش الإرهابي الإسرائيلي. لم تتراجع المقاومة قيد أنملة عن أهدافها المشروعة في مقاومة المُحتل، مهما نفذت آلة التدمير والقتل الصهيونية أبشع الذابح، لم تركع المقاومة، ولم تقبل بالمساومة على حقوق الشعب الفلسطيني الأبيّ. ورغم الاغتيالات المُمنهجة لقياداتها، لم تتفكك المقاومة أو تعاني من التشتت؛ بل حافظت على تماسكها ووحدتها حسبما أُتيح لها من قوة.
لم تتوقف المقاومة لحظةً عن التفاوض عبر الوسطاء لإنهاء هذه الحرب المأساوية، حمايةً للشعب الفلسطيني ودمائه الطاهرة، لكنه تفاوض دون تركيع، وتفاوض بلا إذلال؛ بل تتفاوض المقاومة ورأسها مرفوعة شامخة، لا ترتضي الذل ولا الخنوع، ولا تقبل بالاستسلام أو المذلة. ولذلك يجب أن ننظر إلى الانسحاب الأمريكي من مفاوضات وقف إطلاق النار، على أنه تحرك خبيث من الرئيس دونالد ترامب لممارسة ضغوط شديدة على المقاومة لكي تقبل بأي اتفاق يُفرض عليها، لأنه بالطبع سيكون في صالح الطرف الإسرائيلي. وما يؤكد ذلك تصريحات الوسطاء قبل الانسحاب الأمريكي، والحديث عن إمكانية التوصل لاتفاق، وإعلان تلقي رد إيجابي من حركة "حماس" إزاء المقترحات التي يتضمنها الاتفاق. غير أن التواطؤ الأمريكي في العدوان على غزة، وانصياع الرئيس الأمريكي لكل المطالب الإسرائيلية بقيادة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك ما يُحاك لغزة من مخططات ما تزال قائمة، ولم يتراجع عنها أي طرف. فما يزال المخطط التآمري لتهجير أهل غزة قسريًا قائمًا وساري المفعول، حتى في ظل الرفض الإقليمي والدولي؛ لأن إسرائيل -ومن ورائها أمريكا- كيان إرهابي يمارس البلطجة والتمرد في كل تحركاته وقراراته.
إن هذا التورط الأمريكي المباشر وغير المباشر في العدوان على غزة، يؤكد أن الطرف الأمريكي لم يكن يومًا مُحايدًا في وساطته في أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة؛ بل كان طرفًا أصيلًا في صالح الطرف المُعتدي وهو إسرائيل، ومن المؤسف أن نجد رئيسين أمريكيين مُتتابعين، وهما جو بايدن ودونالد ترامب، يركعان أمام إسرائيل ويسعيان بكل حرص على تنفيذ الأحلام المريضة والأفكار الخبيثة والعدوانية لمجرم الحرب نتنياهو. لقد قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل أسلحة وذخائر قتالية مميتة بمليارات الدولارات، ووفرت لها الغطاء الدبلوماسي عبر استخدام "الفيتو" في مجلس الأمن ضد أي قرار أممي يطالب بوقف إطلاق النار، كما قدمت الغطاء السياسي من خلال الزيارات المتكررة للمسؤولين الإسرائيليين إلى واشنطن، أو زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى تل أبيب، وهي زيارات وصلت لأعلى مستوى، وليس فقط على مستوى وزراء الخارجية أو ما يناظرهم.
والرئيس ترامب كعادته السيئة، يُمارس كُل الحِيَل والألاعيب لمزيد من التواطؤ الأمريكي في هذا العدوان الإجرامي على غزة وعلى الشعب الفلسطيني بأكمله، والعالم بأسره على يقين بأن ترامب إذا ما أراد وقف إطلاق النار في غزة، سيأمر إسرائيل بذلك فورًا، دون تردد، لكنه لا يزال يعمل على تحويل أحلام مجرم الحرب نتنياهو إلى واقع، وما حدث في حرب الـ12 يومًا بين إيران وإسرائيل خير دليل، فبعد أن دكّت إيران كل المدن الإسرائيلية بصواريخها الباليستية ونجحت في تكبيد الصهاينة أشد الخسائر غير المسبوقة في تاريخها بأكمله، سارع ترامب لإنقاذ إسرائيل من الفناء الحتمي، وقرر التظاهر بضرب المفاعلات النووية الإيرانية، ليُقنع إسرائيل بأن هذه هي خاتمة الحرب! لكن الحقيقة التي يعلمها كثيرون أن إسرائيل تعرضت لهزيمة نكراء أمام إيران، ولم تنجح في تحقيق أي من أهدافها المُعلنة مثل تدمير البرنامج النووي الإيراني أو البرنامج الصاروخي لإيران؛ بل إنها أتاحت الفرصة لإيران لكي تكتشف قوتها الحقيقية والفعلية، وقدرتها على دك إسرائيل بلا هوادة.
لقد كان نتاج هذا الانحياز الأمريكي السافر لإسرائيل، مزيدا من التطرف والعربدة الصهيونية، وآخرها إقرار البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" لمشروع قانون بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية (المحتلة أصلًا) وغور الأردن، وهو ما يعني استمرارًا لمشاريع الضم واقتطاع الأراضي، وإذا ما دخل هذا المشروع حيز التنفيذ، فإن إسرائيل ستكون بذلك قد احتلت جميع الأراضي الفلسطينية، في ظل احتلالها القائم حاليًا للقدس الشريف ولقطاع غزة.
وفي ظل الصورة القاتمة عن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، إلا أننا متمسكون ببصيص الأمل القادم من نضال المقاومة، ومن تحركات بعض الدول لإنصاف الفلسطينيين، فهناك الكثير من المواقف الدولية المشرفة والتي تحتاج إلى دعم أكبر لتكوين جبهات ضاغطة على نتنياهو المطلوب للعدالة، ومن هذه الدول إسبانيا وأيرلندا وجنوب أفريقيا وغيرهم، كما أن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر المقبل، يعد خطوة مهمة لنسف المخططات الصهيونية الشيطانية لإقامة دولتهم الكبرى المزعومة، وفي حال ما نفذت فرنسا وعدها ستكون أول قوة غربية كبرى تعترف رسميًا بالدولة الفلسطينية.
هذا فيما يخص بعض الدول الأجنبية التي اتخذت خطوات فاعلة لدعم القضية، ليبقى لنا السؤال: ماذا عن دولنا العربية والإسلامية؟ وما هي خطواتهم الفاعلة على الأرض بعيدا عن تصريحات الإدانة؟! بل إن خطابات الإدانة أيضا باتت منظور في أمرها، فها هو شيخ الأزهر الشريف الأستاذ الدكتور أحمد الطيب ينشر بيانا يوجه فيه صرخة للإنسانية وللعالم أجمع بإيقاف المذابح في غزة وإدخال المساعدات للمجوّعين، لنفاجأ جميعا بعد وقت قليل بحذف البيان، وسط حديث عن ضغوط أمنية وسياسية دفعته لذلك، وهو ما أثار جدلا كبيرا في الشارع المصري والعربي والإسلامي. وبعد ذلك نشر الأزهر أن حذف البيان كان هدفه الحرص على مسار المفاوضات حتى لا يكون سببا في تعثرها، وها هي المفاوضات تهدمها أمريكا بتصريحات مبعوثها ستيف ويتكوف الخبيثة حيث حمّل المقاومة سبب تعثرها، وذلك خلافا لتصريحات الوسطاء الذين أكدوا أن رد المقاومة إيجابيا ويُنتظر موافقة إسرائيل عليه.
ويأتي حذف هذا البيان من أكبر مؤسسة دينية سنية في العالم ليكشف لنا مدى الخذلان العربي والإسلامي لأشقائنا الفلسطينيين، ويضع عالمنا العربي والإسلامي أمام مفترق طرق سيتحدث عنه التاريخ، إما الإسراع في إنقاذ أهل غزة، أو تركهم للجوع وآلة القتل الصهيونية، والتاريخ سيكون شاهدا.
الأيام المقبلة قد تحمل الكثير من التطورات، لكن ما يعنينا هنا هو أهمية محاسبة مجرمي الحرب أمثال نتنياهو وسوموتريتش وبن غفير، ولذلك يجب أن يعود الزخم إلى مجريات قضايا جرائم الحرب والإبادة الجماعية المرفوعة في كلٍ من محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، مع مطالبة كل دول العالم، بتنفيذ مذكرة الاعتقال بحق مجرم الحرب نتنياهو ومساعديه، مع استمرار الضغط العالمي لإدانة الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الحرب في غزة والضفة، وجرائم انتهاك السيادة في كلٍ من سوريا ولبنان واليمن، كي لا تظل إسرائيل كيانًا مُتمردًا غير خاضع للقانون الدولي.
إننا وعبر هذه السطور، نُخاطب كل شرفاء وأحرار العالم، نناشد الضمير الإنساني في كل مكان، أن يواصلوا المسيرات المُنددة بالعدوان وجرائم الحرب، ألا يتوقفوا عن المطالبة بإتاحة إدخال المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية، لأهل غزة المحاصرين في بضع كيلومترات؛ فالخناق يضيق على أهل غزة الأبرياء، والجوع يفتك بهم، ونخشى ما نخشاه أن يفقدوا الأمل في النصر بعد كل هذه التضحيات الجسام.
ويبقى القول.. إنَّ الجرائم الصهيونية في غزة وفي كل الأراضي العربية، لن تمر دون عقاب أو محاسبة، طال الزمن أو قصر، ويقيننا في العدل الإلهي لا حدود له، لأن الله العدل لا يرضى بالظلم، لكن في المقابل، علينا أن نواصل التعبير بالكلمة وبكل ما أوتينا من قوة -كلٌ حسب استطاعته- لنقول لا بصوت عالٍ في وجهة الطغيان والجبروت الإسرائيلي والأمريكي، وعلى الولايات المتحدة أن تحافظ على ما تبقى لها من مصداقية وأن تتوقف عن التواطؤ في هذا العدوان الإجرامي، وأن تقوم بمسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية، لوقف نزيف الدماء في كل فلسطين.
عاشت فلسطين حُرّة أبيّة.. ولا نامت أعين الجبناء!
رابط مختصر