تكثفت لقاءات عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في العاصمة السعودية الرياض مؤخرا، مع سفراء ودبلوماسيين أجانب، وذلك على وقع تطورات في المشهد اليمني، ورغبة سعودية لترتيب أوراقها، قبيل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب للبيض الأبيض في يناير القادم.

 

الزبيدي التقى في الرياض عدة سفراء أجانب، وبحث معهم العديد من القضايا، أبرزها عملية السلام في اليمن، والأحداث في البحر الأحمر، وممارسات جماعة الحوثي.

 

وبدا واضحا تصدير الزبيدي من العاصمة السعودية الرياض للواجهة مرة أخرى، بعد أن ظل لفترة طويلة بعيدا عن الحضور الدبلوماسي للحكومة اليمنية، واقتصار ذلك على رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.

 

لقاءات الزبيدي كانت مع سفراء لدول مؤثرة في ملف اليمن، كالصين وروسيا، وأخرى لها علاقات بعدة قضايا متصلة في اليمن، كالهند، وكوريا الجنوبية، وتركيا، وأستراليا، وغيرهم.

 

هذه اللقاءات تأتي متسقة مع لقاءات أخرى للزبيدي، أبرزها مع حزب الإصلاح، وذلك في لقاء عقد مؤخرا، وتناول العديد من القضايا، وهدف لتقريب وجهات النظر، وتوحيد الجهود المشتركة، ومواجهة جماعة الحوثيين.

 

تشير هذه اللقاءات مع الزبيدي إلى تحضيرات ربما يجري تهيئتها خلال الفترة المقبلة، وقد تكون متصلة بالوضع في المحافظات التابعة للحكومة اليمنية، خاصة في عدن، ومن ذلك التنسيق لمواجهة محتملة مع جماعة الحوثي، إما بحرا، عبر السواحل اليمنية، أو برا، عبر نقاط التماس مع الجماعة.

 

ومن المرجح أيضا أن يتعلق الأمر بإذابة الخلافات بين مكونات مجلس القيادة الرئاسي، وذلك بعد تصاعد الأصوات التي تتحدث عن تباين داخل أروقة المجلس، والافتراق تجاه قضايا كثيرة، وهو ما تحدث عنه عضو المجلس فرج البحسني أكثر من مرة.

 

أطراف يمنية أشارت إلى أن لقاء الزبيدي بحزب الإصلاح، وسفراء أجانب يأتي في سياق عودة جلسة مجلس النواب في عدن، وهو ما كان يرفضه الانتقالي من قبل، ويعارض أي عودة محتملة للبرلمان، ونوه إليه فريق الخبراء الأممي، متهما الانتقالي بمنع انعقاد جلسات البرلمان، والدفع بهئة التشاور والمصالحة إلى الواجهة ككيان بديل.

 

هذه التحركات للزبيدي تنشط في العاصمة السعودية الرياض، وتقف السعودية خلفها بشكل كبير، وتسعى جاهدة لهندسة المشهد في اليمن، قبيل عودة ترمب للبيت الأبيض، خصوصا بعد المؤشرات الأولية لهوية الإدارة الأمريكية الجديدة التي ستعمل مع ترمب، وأغلبها يبادل إيران العداء، ويحرض على مواجهة أذرعها في المنطقة.

 

يفضل المجلس الانتقالي حاليا الصمت تجاه طبيعة هذه التحركات، ومثله تفعل الحكومة، ومجلس القيادة الرئاسي، لكن هذا لم يعد يخفي أن ثمة تحركات تمضي في هذا الإطار، ولم يعد سوى الوقت فقط لتبيان إن كان الأمر يتعلق بترتيب قادمة، أم احتواء الخلافات، أم خوض معركة عسكرية مباشرة.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن استراليا جماعة الحوثي عيدروس الزبيدي الحكومة اليمنية مجلس القیادة الرئاسی

إقرأ أيضاً:

الجريري: الانتقالي مرتهن للإمارات ويخشى من تنامي الحراك القبلي في حضرموت

الجديد برس| خاص| شن المحلل السياسي اليمني عبدالجبار الجريري، هجوماً لاذعاً على المجلس الانتقالي الجنوبي، متهماً إياه بـ”الارتهان الكامل للإمارات” وفشل تقديم أي مكاسب لأبناء المحافظات الجنوبية. وفي تصريح نقله موقع “المهرية نت”، تابعه “الجديد برس” قال الجريري إن “الانتقالي أُنشئ بدعم مباشر من أبوظبي، ويعمل على خدمة المصالح الإماراتية في الجنوب اليمني، أكثر من خدمته لقضايا المواطن الجنوبي”. وأضاف أن المجلس يخشى من الحراك المتصاعد في حضرموت، والذي تقوده قبائل محلية رافضة للوصاية والهيمنة، مشيراً إلى أن حلف قبائل حضرموت بدأ بالفعل في إنشاء قوات محلية لحماية المحافظة، وسط توقعات بأن تتولى هذه القوات مهام الأمن والاستقرار مستقبلاً. وأكد الجريري أن حضرموت — التي تشكل أكثر من ثلث مساحة اليمن وتعد من أغنى المحافظات بالثروات النفطية والموارد الاقتصادية — أصبحت هدفًا واضحًا للانتقالي، الذي يحاول فرض سيطرته عليها بعد فشله في ملفات سياسية وأمنية داخل المناطق التي يسيطر عليها. وشدد على أن المجلس الانتقالي “حاول مراراً استخدام القوة للهيمنة على حضرموت، ووجه تهديدات مباشرة لحلف القبائل، لكنه فشل في اختراق نسيج المحافظة السياسي والاجتماعي”. وتشهد محافظة حضرموت في الآونة الأخيرة تصاعدًا في حدة التوترات الشعبية، وسط سخط واسع بسبب تردي الخدمات وانهيار الوضع المعيشي، تزامناً مع تصاعد الصراع بين مكونات التحالف المسيطر على جنوب اليمن.

مقالات مشابهة

  • رئيس المجلس الانتقالي يعزي الرئيس الصيني في ضحايا الفيضانات
  • المجلس الانتقالي الجنوبي يتبرأ من أحداث حضرموت ويلقي بكامل المسؤولية على مجلس القيادة الرئاسي
  • فضيحة مدوية.. أربع شخصيات نافذة في الرئاسي تسبب بتسارع انهيار الريال اليمني في عدن (الأسماء)
  • الانتقالي يحمّل مجلس القيادة الرئاسي مسؤولية تدهور الأوضاع في حضرموت
  • عيدروس الزبيدي يدعو في اجتماع عسكري رفيع المستوى لقادة الجيش حضره قائد قوة الواجب السعودية إلى وحدة الصف والاستعداد للقضاء على عدو واحد مشترك
  • “البعثة الأممية” : انتخابات المكتب الرئاسي لمجلس الدولة تعكس توافقاً واسعاً بين الأعضاء
  • ماذا وراء تجدد النزاع بين المشري وتكالة حول رئاسة الأعلى الليبي؟
  • الجريري: الانتقالي مرتهن للإمارات ويخشى من تنامي الحراك القبلي في حضرموت
  • “حراك تحرير الجنوب”: تهديدات الانتقالي باجتياح حضرموت “انتحار السياسي”
  • انقسام داخل المجلس الرئاسي حول توحيد الإيرادات واتهامات للزبيدي بالفساد