يمانيون:
2025-05-20@23:53:21 GMT

الشهيد العفيف

تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT

الشهيد العفيف

غسّان ملحم

لم يكن استشهاد القائد الحاج محمد عفيف النابلسي مفاجئاً البتّة. النبأ ليس مستهجناً، ولا مستغرباً. هو كان ينشد الشهادة، ويتوق لها، وفي طريقه إليها. وهي كانت مسألة وقت فحسب. لكن شهادته كانت لامعة. نعم هي كانت كذلك، بحيث لا بدّ من الوقوف والتوقّف عندها والتأمّل والتفكّر فيها. هو نجل العلّامة الراحل فضيلة الشيخ عفيف النابلسي، أحد أبرز علماء المقاومة.

وهو من الجيل المؤسس والرعيل الأول في الحزب والمقاومة. وهو مسؤول الإعلام في الحزب والمقاومة. فما الذي يمكن تدوينه والإدلاء به هنا في حضرة الشهيد محمد عفيف؟
كاريزما القيادة الإعلامية
كانت شخصية القائد الشهيد محمد عفيف – بميزان لغة الجسد (Body Language)، فنّ التواصل أو الاتصال السياسي (Political Communication Art)، الخطاب السياسي والخطاب العمومي والخطاب الإعلامي (Political Discourse, Public Speech and Media Speaking) – ملفتة، وربما مثيرة للجدل، بالنسبة للبعض من الأشخاص والأطراف في الوسطين السياسي والإعلامي.
فقد كان حضوره الشخصي قويّاً وبارزاً داخل الحزب وعلى صعيد العلاقات مع الإعلام والعلاقات العامّة. بهذا المعنى، يمكننا القول إنه كان يتمتع ويمتاز بما يمكننا أن نصطلح على تسميته “كاريزما القيادة الإعلامية” لدى توصيفه وتصنيفه.
العلاقة مع قيادة الحزب والمقاومة
كانت علاقة الشهيد الحاج محمد عفيف بقيادة الحزب والمقاومة وثيقة جداً، بل ربما كانت خاصة جداً، سواء كانت مع الأمين العام الراحل الشهيد السيد عباس الموسوي سابقاً، أو كانت مع الأمين العام الراحل أيضاً الشهيد السيد حسن نصر الله لاحقاً – وهي الحقبة الذهبية من حياة الحزب والمقاومة وتجربتهما في السياسة والميدان – ومعهما نائب الأمين العام سابقاً والأمين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم.
هو لم يكن بعيداً على الإطلاق عن الأمانة العامة للحزب، بل كان لصيقاً بها، وربما أيضاً جزءاً لا يتجزّأ منها. هو كان يضطلع بمسؤولية وحدة العلاقات الإعلامية، وبالتالي أو بالتبعية كان يشغل العضوية الحكمية في المجلس السياسي لهذه الصفة؛ وهو كان يتولّى مسؤولية المعاونية الإعلامية في الأمانة العامة إلى جانب الأمين العام بشخصه. كما أنه كان على تماسٍ مباشر مع قادة الجناح العسكري للحزب، أو لنقل قادة المقاومة العسكرية.
المشاركة في صناعة القرار وممارسة السلطة
كان القائد الشهيد محمد عفيف شريكاً في عملية صناعة القرار بصورة خاصّة وعملية ممارسة السلطة بصورة عامّة داخل الحزب والمقاومة، والمقصود بالسلطة هو القيادة بشقّيها السياسي والعسكري، وليس الإعلامي فقط، بالنظر إلى ماهية وطبيعة منصبه الرفيع بالدرجة الأولى، وصفاته الشخصية، الذهنية والفكرية والأخلاقية، بالدرجة الثانية. فكانت مشاركته أو مساهمته في تسيير شؤون الحزب والمقاومة وازنة في زمن السلم بطبيعة الحال، ومضاعفة في زمن الحرب، كما في حالات الظروف الاستثنائية والقوة القاهرة والداهمة، وذلك لأسباب ذاتية تتصل بشخصه، وموضوعية تتصل بهيكلية الحزب ودوره ضمن هذه التركيبة.
الحزب والمقاومة والحرب الإعلامية
كان الشهيد الحاج محمد عفيف يدرك جيداً أهمية وخطورة الحرب الإعلامية والحرب النفسية على حد سواء، بالتوازي وبالتزامن مع الحرب العسكرية والمقاومة المسلحة في سياق وفي خضمّ المواجهة المفتوحة والصراع المفتوح مع العدو الإسرائيلي، ومن معه ومن خلفه.
من هنا، هو كان يولي في عهدته أهمية خاصة، وهي باتت أهمية مضاعفة، للمعركة الإعلامية، من ضمن المعركة السياسية، كما المعركة العسكرية، سواء كان قبلها أو في غمارها أو بعدها، وكذلك على صعيد الجبهة الداخلية والجبهة المعنوية للبلد والمقاومة وجمهورهما، وعلى صعيد الجبهة الداخلية والجبهة المعنوية للعدو وجمهوره في المقابل أيضاً.
البصمة الشخصية في وحدة العلاقات الإعلامية
لم يكن حضور القائد الشهيد محمد عفيف عابراً على رأس وحدة العلاقات الإعلامية، وهو ليس رتيباً من طبيعة شخصيته، ولا حتى في سلوكه وممارسته. هو مثّل علامة فارقة على صعيد الإدارة والقيادة لإعلام المقاومة، وهو شكّل بشخصه حالة فريدة ومتميّزة، فرضت وتفرض نفسها على إعلام المقاومة وإعلام البلد في الماضي والحاضر والمستقبل. لقد ترك بصمة شخصية عميقة وبليغة بهيبته وأدائه. وعليه، لن يكون سهلاً، ولا بسيطاً، على من يخلفه بموقعه أن يملأ الفراغ الذي خلّفه، وأن يبقى على القدر والمستوى نفسه من الحسّ بالمسؤولية والقدرة على الاضطلاع بها.
كان الرجل جريئاً وشجاعاً، لا يهاب الموت، بل يهوى الشهادة، كعشقه للشهيد المقدّس، سماحة السيد حسن نصر الله. كما أنه لم يكن يخشى في قول كلمة الحقّ أمام سلطان جائر لومة لائم، ولم يكن يخشى سلوك درب الحقّ والمضي به قدماً والذهاب به بعيداً، وإلى النهاية، حتى انقطاع النفس والرمق الأخير، أي الشهادة، لقلّة سالكيه. كان، بحضوره ونبرة خطابه ونظراته وحراكه، كالليث بالإعلام وميدان المعركة الإعلامية والحرب الإعلامية والمواجهة الإعلامية من الضاحية الجنوبية إلى الجبهة الجنوبية، وإن كان قليلون يعرفونه، وكثيرون يجهلونه، ولا يعرفونه، وعديدون يظلمونه. هكذا هم رجالات المقاومة.
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشهید محمد عفیف الحزب والمقاومة الأمین العام على صعید لم یکن هو کان

إقرأ أيضاً:

تشييع جثمان الشهيد عبده عزالدين الذي ارتقى جراء العدوان الصهيوني على ميناء الصليف

وندد المشيعون الذين تقدمهم وزير النقل والأشغال العامة محمد قحيم، ومحافظ الحديدة عبدالله عطيفي، ومديرا مديريتي الصليف عبدالرحيم الشامي، وكمران عبده مدني، بجرائم العدوان الإسرائيلي على المنشآت المدنية والمرافق الخدمية للشعب اليمني.. مؤكدين الاستمرار في مساندة الشعب الفلسطيني الشقيق مهما كانت التضحيات.

وأكد وزير النقل والأشغال أن استهداف ميناء الصليف والمرافق المدنية والخدمية يمثل شاهدا جديدا على إجرام وهمجية العدو الصهيوني.. مشيرا إلى أن الوزارة مستمرة في أداء واجبها الوطني ولن تثنيها هذه الجرائم عن تطوير وتعزيز جاهزية الموانئ والمرافق الخدمية في مختلف المحافظات.

فيما أوضح محافظ الحديدة، أن استهداف العدو الصهيوني للميناء يعد انتهاكا صارخا للقوانين الدولية والإنسانية.. مؤكدا أن أبناء الحديدة أكثر إصرارا على مواصلة الصمود، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.

وقد ووري جثمان الشهيد الثرى في روضة الشهداء في مديرية الصليف عقب الصلاة عليه في جامع الأسودي في مدينة الحديدة.

مقالات مشابهة

  • محافظ الإسماعيلية يقدم واجب العزاء لأسرة الشهيد رائد طيار محمد السيد سليمان
  • مدير أوقاف الإسماعيلية يقدم واجب العزاء لأسرة الطيار الشهيد
  • تفقد أنشطة مدرسة الشهيد زيد علي مصلح الصيفية في مديرية التحرير
  • الوكيل مثنى يفتتح المعرض الفني في مركز الشهيد هاني طومر الصيفي في باجل بالحديدة
  • حزب الجبهة الوطنية يُعلن عن تشكيل “أمانة الذكاء الاصطناعي”
  • سمو الأمير يستقبل مؤسس مجموعة بلومبيرغ الإعلامية
  • تشييع جثمان الشهيد عبده عزالدين الذي ارتقى جراء العدوان الصهيوني على ميناء الصليف
  • في الذكرى الـ77 للنكبة.. الثقافة الفلسطينية بين البقاء والمقاومة
  • ابن شقيق العندليب: حب عمر عبد الحليم حافظ كانت أم لطفلين وجدها رفضه
  • استشهاد الإعلامية نور قنديل وعائلتها