الديمقراطيون منقسمون حيال اعتقال نتانياهو وغالانت
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
تسبب القرار الذي اتخذته المحكمة الجنائية الدولية هذا الأسبوع، بتوجيه الاتهام إلى القادة الإسرائيليين بارتكاب جرائم حرب في غزة، في إشعال السجال مجدداً في صفوف الديمقراطيين في الولايات المتحدة حول تعامل إسرائيل في حربها ضد حماس.
إنها تلك المجموعة الليبرالية التي تهلّل للمحكمة الجنائية الدولية على قرارها الخميس
وكتب مايك ليليس في موقع ذا هيل الأمريكي، أنه من ناحية، سارع أقوى حلفاء إسرائيل الديمقراطيين إلى مهاجمة المحكمة، واتهموها بالتحيز لمصلحة الفلسطينيين وتقويض حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة التهديدات الإرهابية.
ومن ناحية أخرى، أشاد المنتقدون الليبراليون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بخطوة المحكمة الجنائية الدولية، قائلين إن الأزمة الإنسانية في غزة الناجمة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية تستدعي تدقيق المحكمة. التحدي الأطول
وسيواجه الديمقراطيون في البيت الأبيض والكونغرس – على رغم وقوفهم بشكل مباشر مع إسرائيل - التحدي الأطول المتمثل في تخفيف التوترات بين الفصائل المتناحرة في الحزب في شأن قضية شائكة فرقت بينهم لسنوات.
Arrest warrants for Israeli leaders amplify Democratic rupture https://t.co/M80BevQWSB
— The Hill (@thehill) November 24, 2024واحتدم هذا الصراع الداخلي منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل وأدت إلى اختطاف نحو 250 آخرين.
وبينما أكد الديمقراطيون من جميع المشارب دعمهم لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس، فإن رد نتانياهو القوي - الذي أدى إلى مقتل أكثر من 44 ألف فلسطيني في غزة - أدى إلى انقسام تلك الجبهة الموحدة، مما أدى إلى نفور المشرعين الأكثر ليبرالية الذين يتهمون نتانياهو الآن بانتهاكات حقوق الإنسان، ودعوا الرئيس جو بايدن إلى حظر شحنات الأسلحة إلى تل أبيب.
وتلك المجموعة الليبرالية باتت تهلّل للمحكمة الجنائية الدولية على قرارها الخميس، بإصدار أوامر اعتقال بحق نتانياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، لاتهامهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
A rift appears to be intensifying between the US and its allies over the Gaza conflict, observers said after the International Criminal Court’s (ICC) had issued arrest warrants for Israeli Prime Minister Benjamin #Netanyahu and former defense minister Yoav #Gallant.… pic.twitter.com/Ta5lUVxuyi
— Global Times (@globaltimesnews) November 22, 2024وقال النائب الديمقراطي عن ولاية جورجيا هانك جونسون: "إنها مسألة تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان ذات أبعاد إبادة جماعية".
واستطرد: "لقد سعت المحكمة الجنائية الدولية إلى ممارسة اختصاصها القضائي، وسنرى ما سيحدث...أنا لا أختلف مع قرارهم الذي يدعمه بالتأكيد سبب محتمل للاعتقاد بحدوث انتهاكات لحقوق الإنسان".
وصورت النائبة الديموقراطية عن ولاية واشنطن براميلا جايابال التي تتولى رئاسة التجمع التقدمي في الكونغرس، قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتباره "خطوة مهمة جداً" في السعي لتحقيق المساءلة في زمن الحرب.
وجهة نظر مختلفةوفي خضم الانقسام، فإن أقرب حلفاء إسرائيل الديمقراطيين لديهم وجهة نظر مختلفة.
وتؤكد هذه الأصوات أن إسرائيل تدافع فقط عن حدودها في مواجهة حماس وإيران والقوى المعادية الأخرى في المنطقة.
رأى المعترضون على خطوة المحكمة الجنائية الدولية أن اتهامها لقائد حماس محمد ضيف بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، يبرز مخاوفهم بشأن ما وصفوه بمحاولة المحكمة خلق مساواة غير منطقية، فهم يعتبرون أن وضع قيادات إسرائيل، التي يرونها حكومة ديمقراطية منتخبة وحليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، على قدم المساواة مع قيادات حماس، المصنفة كمنظمة إرهابية، يشوه الواقع ويعزز ما يصفونه بـ"معادلات زائفة".
وقال النائب الديمقراطي عن ولاية إلينوي براد شنايدر: "إن إسرائيل تخوض حرباً وجودية، وأعتقد أن لوائح الاتهام الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية مضللة وخاطئة".
ولم تصادق الولايات المتحدة ولا إسرائيل ميثاق المحكمة الجنائية الدولية، مما يعني أن المحكمة ليس لديها سوى القليل من الموارد لمحاكمة الجرائم المزعومة التي يرتكبها مواطنون من تلك البلدان.
ومع ذلك، يقول منتقدو المحكمة إن الاتهامات الموجهة ضد القادة الإسرائيليين، تبعث برسالة خطيرة إلى العالم، حول أيهما الجانب الذي يتمتع بمكانة أخلاقية عالية.
واعتبر شنايدر أن "الهدف يجب أن يكون السلام لجميع شعوب المنطقة".
وانحاز زعماء الديمقراطيين إلى معسكر شنايدر. وأصدر الرئيس جو بايدن بياناً مقتضباً الخميس انتقد فيه أوامر الاعتقال ووصفها بأنها "شائنة".
وأصدر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب النائب عن ولاية نيويورك حكيم جيفريز تنديداً مشابهاً، وصف فيه خطوة المحكمة الجنائية الدولية بأنها "مخزية".
وذهب نتانياهو أبعد من ذلك عندما اتهم المحكمة الجنائية الدولية، في معرض رفض الاتهامات، بمعاداة السامية.
لكن عدداً من الديموقراطيين في الكابيتول هيل رفضوا هذه الاتهامات، بحجة أنه ليس كل إدانة لإجراءات محددة من قبل الحكومة الإسرائيلية، تشكل تعصباً.
ونبّه النائب الديمقراطي عن ولاية ميشيغن دان كيلدي إلى أن "هناك الكثير من الأمثلة على زيادة معاداة السامية في العالم والتي نحتاج إلى معالجتها... ولكن وجود معاداة للسامية، لا يعني بالضرورة أن بنيامين نتانياهو غير قادر على انتهاك القانون".
ولم يصل كيلدي إلى حد تأييد فكرة أن القادة الإسرائيليين ارتكبوا جرائم حرب. وقال: "أنا لا أحكم مسبقاً على أي اتهام جنائي"، لكنه انتقد أيضاً سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي في الصراع، والذي شمل فرض قيود صارمة على إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومنع الصحافيين الأجانب من دخول القطاع بحرية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة غزة وإسرائيل المحکمة الجنائیة الدولیة عن ولایة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة التالية؟
(CNN)-- بعد 12 يوما من تبادل الضربات المكثفة بين إسرائيل وإيران- والتي تخللها القصف الأمريكي للمواقع النووية الإيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع، والرد الانتقامي من جانب طهران– بدا أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة صامد، الثلاثاء.
لكن في غزة، لم يظهر الهجوم الإسرائيلي أي علامات على التراجع، حيث أودت النيران الإسرائيلية بحياة المئات هناك منذ بدء الصراع الإيراني- الإسرائيلي.
ومع هيمنة إيران على عناوين الأخبار، غاب الفلسطينيون وعائلات الرهائن المحاصرين في أطول حرب في المنطقة عن الصفحات الأولى، وتم نسيانهم إلى حد كبير وسط الضربات المدمرة بين اثنتين من أقوى دول الشرق الأوسط.
ودعا منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، الثلاثاء، إلى توسيع نطاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ليشمل غزة.
وقالت المجموعة التي تطالب بإعادة الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس": "من يستطيع التوصل إلى وقف إطلاق النار مع إيران يستطيع أيضا إنهاء الحرب في غزة".
ولا يزال 50 رهينة محتجزين في القطاع، ويُعتقد أن 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة، بحسب الحكومة الإسرائيلية.
وقال المنتدى: "إنهاء هذه العملية الحاسمة ضد إيران دون الاستفادة من نجاحنا في استعادة جميع الرهائن سيكون فشلا ذريعا"، مضيفا أنه توجد الآن "فرصة حاسمة سانحة".
وردد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد عن هذه الرؤية أيضا، وكتب في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "والآن غزة. هذه هي اللحظة المناسبة لإغلاق تلك الجبهة أيضا. لإعادة الرهائن إلى وطنهم، وإنهاء الحرب. على إسرائيل أن تبدأ في إعادة الإعمار".
وقالت قطر، التي تلعب دور الوسيط الرئيسي في محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل و"حماس"، الثلاثاء، إنها تأمل أن يتم استئناف المحادثات غير المباشرة خلال اليومين المقبلين.
وذكر رئيس الوزراء القطري أن المحادثات "مستمرة"، مضيفا أن مصر وقطر على اتصال بالجانبين في محاولة لإيجاد "حل وسط" بشأن مقترح الهدنة الأخيرة التي طرحتها الولايات المتحدة على الطاولة.
ويدعو هذا المقترح إلى إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين وجثث 18 إسرائيليًا آخرين اُحتجزوا في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كجزء من وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت "حماس" إنها لم ترفض المقترح، لكنها طالبت بضمانات أقوى بشأن إنهاء الحرب.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو للصحفيين، الأحد، إنه "لا شك أن إنجازاتنا الكبرى في إيران تُسهم أيضا في تحقيق أهدافنا في غزة".
وقدّمت إيران دعما ماليا وعسكريا لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في القطاع.
وعندما سألته شبكة CNN عن مخرج لنهاية الحرب في غزة، قال نتنياهو: "انظروا، قد تنتهي هذه الحرب غدا. قد تنتهي اليوم، إذا استسلمت حماس، وألقت سلاحها، وأطلقت سراح جميع الرهائن، سينتهي الأمر. سينتهي الأمر في لحظة. إنهم يرفضون ذلك".
وأكدت "حماس" أنها منفتحة على هدنة، لكنها غير مستعدة لإلقاء سلاحها.
وبالنسبة لسكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، لم تهدأ الأوضاع في القطاع منذ أكثر من 20 شهرا من الموت والعنف واليأس.
فقد قُتل أكثر من 55 ألف شخص في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، من بينهم أكثر من 17 ألف طفل.
ومنذ بدء القصف الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/حزيران، قُتل أكثر من 860 شخصا في غزة بنيران إسرائيلية، وفقا لإحصاءات شبكة CNN لأعداد القتلى اليومية التي تصدرها وزارة الصحة الفلسطينية.
في غضون ذلك، حذرت الأمم المتحدة مرارا من تزايد احتمال حدوث مجاعة من صنع البشر في القطاع.
وتتصاعد الهجمات على المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى الإمدادات الغذائية، حيث قُتل أكثر من 500 شخص برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء سعيهم للحصول على المساعدة منذ 27 مايو/أيار الماضي بحسب وزارة الصحة في غزة.
وفي بيان صدر الثلاثاء، وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أفعال إسرائيل بأنها "جريمة حرب محتملة".
وتواصلت شبكة CNN مع الجيش الإسرائيلي للحصول على تعليق.
وأكد المدير التنفيذي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، مخاوف الفلسطينيين والعديد من المنظمات الإنسانية الداعمة لهم بشأن محنتهم، حيث قال: "تستمر الفظائع في غزة بينما يتحول الاهتمام العالمي إلى مكان آخر".