مبعوث ترامب للشرق الأوسط أقام صلات تجارية سابقة مع دول خليجية
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا أعده إريك ليبتون قال فيه إن مرشح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لكي يكون مبعوثه الخاص في الشرق الأوسط، أقام صلات سابقة مع دول خليجية غنية بالنفط. وقالت إن مشاركة ستيفن ويتكوف مع صندوقين سياديين عندما اشترى ثم باع فندق بارك لين منهاتن يظهر احتمال تضارب المصالح في دوره الجديد.
وأشارت الصحيفة إلى أن ويتكوف،رجل الأعمال ومدير شركة عقارات في نيويورك كان في عام 2018 بمأزق، حيث وجهت وزارة العدل وزارة العدل اتهامات بالاحتيال إلى المستثمر المشارك لويتكوف في مشروع فندق منهاتن.
كما تم تعليق خطة لتحويل الفندق إلى شقق سكنية فاخرة. ثم جاءت عملية إنقاذ مكونة من جزئين. وهي شكل من أشكال الإنقاذ الذي بات مستثمرو العقارات في نيونيوك يلجأون إليه وبشكل متزايد.
ففي البداية، وسع صندوق الثروة السيادية في أبوظبي حصته في الفندق المتعثر، باركلين، الذي يقع على الحافة الجنوبية من سنترال بارك.
ثم في خطوة أكثرأهمية، أرسلت هيئة الاستثمار القطرية العام الماضي 623 مليون دولار لشراء ويتكوف وشركائه بالاستدانة. وتعلق الصحيفة أن التعاقدات المالية والتي تشمل صندوقين سياديين غنيين في الشرق الأوسط، هي بمثابة لمحة عن التدفق الكبير للدولارات إلى سوق العقارات الأمريكية من كيانات مرتبطة بدول مثل قطر والإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت.
وبالنسبة لويتكوف، فإن هذا من شأنه أن يخلق تعقيدات عندما يتولى منصبه الجديد وسوف يتفاوض قريبا مع زعماء الدول التي كانت في الماضي، وربما في المستقبل، مقرضة أومشترية لمشاريع العقارات العائلية.
ولم يشر ويتكوف، الذي لم يستجب لطلبات الصحيفة للتعليق، فيما إن كان ينوي التنحي عن منصبه كرئيس تنفيذي مشارك لمجموعة ويتكوف التي يديرها مع ابنه أليكسو يتكوف.
وقال ترامب واصفا اختيار ويتكوف لمنصب الممثل الخاص له إلى الشرق الأوسط "سيكون ستيف الصوت الذي لا يكل من أجل السلام وسيجعلنا فخورين". ولم يحدد ترامب شروط وظيفة ويتكوف الذي ليست لديه خبرة دبلوماسية سابقة.
وفي حالة المصادقة عليه وتوليه عملا فيدراليا رسميا، فيجب عليه التنحي عن شركته العقارية والكشف عن كل ممتلكاته وأمواله.
وبالإضافة إلى ذلك، فسيحظر عليه بموجب القانون الفيدرالي اتخاذ أي إجراء رسمي قد يعود بالنفع المالي المباشر عليه شخصيا، وربما طلب منه أيضا بيع بعض الاستثمارات.
وربما تجنب ويتكوف هذا وزعم أنه يعمل كمستشار غير حكومي لترامب.
وهذامن شأنه أن يسمح له بمواصلة التعامل مع المستثمرين في الشرق الأوسط، حتى وهو يقدم المشورة للبيت الأبيض بشأن الدبلوماسية الأمريكية بالمنطقة.
وحاولت الصحيفة الحصول على إجابات من فريق ترامب الانتقالي والكيفية التي سيتعامل فيها مع هذا الأمر.
ومن المقرر أن يلقي ويتكوف كلمة الشهر المقبل في مؤتمر للعملات المشفرة في أبوظبي.
وقد ساعد في تأسيس شركة العملات المشفرة التي أطلقتها عائلة ترامب مؤخرا "ورلد ليبرتي" كما شارك أبناؤه أليكس وزاك في تأسيسها.
وقدم منظمو مؤتمر العملات المشفرة ويتكوف بالفعل باعتباره "مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط"،على الرغم من أن إدارة ترامب لم تبدأبعد.
وتعلق الصحيفة أن هناك العديد من الأمثلة عن شخصيات تدور في دائرة ترامب ممن حصلوا على استثمارات بملايين الدولارات من قادة الشرق الأوسط، وبعد عملهم في مناصب بإدارة الرئيس الأولى. وأفضل مثال هو صهر الرئيس المنتخب، جارد كوشنر الذي لعب دورا مشابها للدور الموكل به ويتكوف، حيث ساهم كوشنر بعمليات تطبيع دول في الخليج مع "إسرائيل"، فيما عرفت باسم اتفاقيات "إبراهام". ولم تمض سوى فترة قصيرة على مغادرة كوشنر البيت الأبيض إلا وحصل على التزامات بـ 3 مليارات دولار أمريكي من الصندوق السيادي السعودي والقطري والإماراتي لشركته الاستثمارية المتخصصة في الأسهم الخاصة "أفينتي بارتنرز".
وكذا ستيفن مونشين، الذي عمل وزيرا للخزانة في فترة ترامب الأولى، حيث أنشأ شركة أسهمه الخاصة بعد مغادرته منصبه، وبقيمة 2.5 مليار دولار، جاء جزء كبير منه وغير معلن من الصندوق السيادي السعودي الذي دعم كوشنر.
وتشير الصحيفة إلى أن ويتكوف، كان لديه اهتمام خاص بدولة قطر. وزار عاصمتها الدوحة في أيار/ مايو للمشاركة في منتدى اقتصادي إلى جانب مسؤول حكومي كبير ينظم مشاريع العقارات في البلاد والبحث عن الفرصة لمشاريع جديدة في المنطقة.
وقال ويتكوف في ندوة نقاش عقارية: "قطر في الحقيقة مدهشة جدا" و"السياحة في تزايد والفنادق رائعة، من ذا الذي لا يعود إلى المنطقة؟".
وكان ابنه أليكس في قطر بالشهر الماضي لحضور مناسبة رعاها رئيس الوزراء القطري وحضرها مسؤولون بارزون من الصندوق السيادي للبلد، من أجل "استكشاف فرص في قطاع العقارات القطري"، ورفض أليكس التعليق.
وتعود صداقة ترامب مع ويتكوف لعقود، وقد وصفه عام 2018 عندما كان رئيسا "برجلي" و"صديقي". وبدأت العلاقة عندما كان ويتكوف محاميا في شركة تتعامل معها عائلة ترامب. وأنشأ ويتكوف شركته الخاصة عام 1997 "ويتكوف غروب" وهي متخصصة في بناء العقارات في نيويورك ولوس أنجلوس وساوث فلوريدا. وظلا على صداقة منذ عقود، حيث تبرع ويتكوف على مدى العقد الماضي بمليوني دولار لقضايا ترامب السياسية، وكان يلعب الغولف مع ترامب في أيلول/ سبتمبر عندما تعرض لمحاولة اغتيال ثانية.
وأشارت الصحيفة إلى فندق بارك لين منهاتن الذي كان مملوكا من الملياردير هاري هيلمسلي وزوجته ليونا. وقد بني عام 1970 ولكن معماره لم يكن جميلا، مع أنه يمنح رؤية جميلة للسنترال بارك. وعندما قرر هيلمسلي بيعه عام 2013، انضم ويتكوف إلى رجل الأعمال الماليزي جو لو والصندوق السيادي الإماراتي لشرائه، بـ 600 مليون دولارا، جاء منها 135 مليون دولارا من مبادلة للاستثمارات. وكانت الخطة هي هدم الفندق وبناء شقق فاخرة "صف المليارديرات" وبخاصة أن المنطقة شهدت ازدهارا في هذا النمط، لكن المشروع تعثر بسبب بطء سوق الشقق الفاخرة، ولهذا قرر ويتكوف تجميد خطط التحويل.
وبعد عامين وجهت وزارة العدل اتهامات للو في قضية الصندوق الماليزي الإستثماري 1 أم بي دي ولأنه استخدم أموال الصندوق لمنافعه الشخصية ومنها الحصة في شراء بارك لين.
وعندما حاولت الحكومة الأمريكية السيطرة على الفندق من أجل استعادة بعض الأموال، زادت المساهمة من مستثمري الشرق الأوسط، حيث زادت مبادلة حصتها إلى 140 مليون للمساعدة في وقف الجهود. وهنا دخلت قطر عبر شركة استحواذ سنترال التي اشترت بارك لين بمبلغ 622.9 مليون دولارا بما فيها حصة ويتكوف.
وتعلق الصحيفة أن صناديق الثروة السيادية من الشرق الأوسط، وهي منطقة صغيرة نسبيا من العالم، فيها نحو خمسة تريليونات دولار، أو أكثر من 40 في المئة من الأموال في الحسابات المملوكة للحكومة، وفقا لمؤسسة غلوبال إس دبليو إف،التي تتعقب هذه الصناديق.
وكان صندوق قطر وحده، الذي يبلغ مجموع أصوله المدارة نحو 800 مليار دولار، قد قام بعمليات شراء في منهاتن، حيث ضخ ما يقدر بنحو مليار دولار في العقارات في مدينة نيويورك العام الماضي، وفقا لمجلة"ذا ريل ديل" المتخصصة في تجارة العقارات.
وأصبحت الصناديق التي تتخذ من الشرق الأوسط مقرا لها لاعبا حيويا ليس فقط في صناعة العقارات، بل وأيضا في شركات رأس المال الاستثماري والأسهم الخاصة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، على الرغم من أن شركات الثروة السيادية غالبا ما لا تنشر تفاصيل عن المكان الذي تضع فيه أموالها.
وتقول الصحيفة إن كوشنر، أظهر مدى الفائدة التي تعود على العمل كمستشار لترامب في شؤون الشرق الأوسط.
ومثل ويتكوف، لم يكن لدى كوشنر أي خبرة حقيقية في دبلوماسية الشرق الأوسط، وكل ما كان في سيرته الذاتية هي عمله كمدير تنفيذي في شركة عقارية عائلية، عندما دخل إدارة ترامب الأولى. ويقول السناتور الديمقراطي عن ولاية أوريغان، رونويدن، ورئيس لجنة المالية بمجلس الشيوخ، إنه سيراقب وضع ويتكوف عن كثب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب ويتكوف الخليج الخليج امريكا ترامب ويتكوف صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصندوق السیادی الشرق الأوسط العقارات فی ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
«معلومات الوزراء» يستعرض آفاق النفط والغاز في الشرق الأوسط خلال العقد المقبل
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن وكالة فيتش والذي يتناول آفاق قطاع النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك في إطار متابعة المركز المستمرة لأبرز التقارير والدراسات الدولية التي تتناول القضايا والموضوعات ذات الأهمية للشأن المصري، مشيراً إلى أن توقعات الوكالة أكدت على أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستشكل أحد المحركات الرئيسة لنمو المعروض العالمي من الطاقة خلال العقد القادم، مع زيادة الاستثمارات من أجل استغلال الموارد الواسعة في المنطقة.
وأشار المركز نقلاً عن فيتش، إلى أن النفط سيبقى المورد الأساسي، لكنه سيشهد تنافسًا متزايدًا من الغاز الطبيعي، خاصة مع توجه الحكومات لتطوير مواردها المحلية. ويتوقع أن ينمو الطلب على الغاز بشكل كبير بالتوازي مع المعروض، بينما يستمر الطلب على النفط في الارتفاع مدعومًا بالعوامل السكانية والاقتصادية الكلية الإيجابية.
وأشار التقرير، إلى تراجع مستويات إنتاج النفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث التزمت الدول المنتجة الرئيسية باتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده مجموعة أوبك+، ومع ذلك، ومع بدء المجموعة في التراجع عن خفض الإنتاج البالغ 2.2 مليون برميل يوميًا، من المتوقع أن يشهد الإنتاج قفزة كبيرة خلال النصف الثاني من عام 2025 وعام 2026، ومن المتوقع أن يتم إلغاء التخفيضات البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا بالكامل خلال النصف الثاني من عام 2025، مما سيرفع إجمالي نمو الإمدادات للمجموعة إلى نحو 2.5 مليون برميل يوميًا خلال العام بأكمله.
ومع ذلك، لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن كيفية تطور استراتيجية أوبك+ استجابةً لتغيرات أوضاع السوق. فقد أصبح التوجه العام أكثر ميلًا للتراجع، وقد قامت الوكالة هذا الشهر بمراجعة توقعات سعر خام برنت نحو الانخفاض. وأبقت الوكالة على توقعاتها لعام 2025 دون تغيير، عند متوسط سنوي يبلغ 68 دولارًا للبرميل، لكن من المتوقع الآن متوسطًا سنويًا قدره 67 دولارًا للبرميل لعام 2026، انخفاضًا من 71 دولارًا في التقديرات السابقة. وإذا واجهت الأسعار تراجعات كبيرة ومستمرة، فقد تختار المجموعة التدخل، إما بإيقاف زيادات الإنتاج أو التراجع عنها.
على المدى الطويل، توقع التقرير استمرار الاستثمارات الرأسمالية في النمو بمعدل 4.2% سنويًا حتى 2029، وهو ما يفوق بكثير متوسط النمو العالمي في هذا المجال، وستكون دول الخليج في طليعة هذا التوسع، بإضافة 3.74 مليون برميل يوميًا خلال فترة التوقعات الممتدة لعشر سنوات حتى 2034، تليها دول الشرق الأوسط غير الخليجية وشمال إفريقيا. وستقود السعودية النمو الإقليمي بزيادة إنتاج تبلغ 1.71 مليون برميل يوميًا، تليها الإمارات التي سترفع إنتاجها بمقدار 1.31 مليون برميل، بينما تسجل قطر والكويت زيادات معتدلة.
أشار التقرير، إلى أن إيران والعراق يهيمنان على إنتاج النفط في الشرق الأوسط خارج دول مجلس التعاون الخليجي. وفي العراق، من المتوقع أن يزداد الإنتاج بمقدار 1.43 مليون برميل، مدعومًا باستثمارات ضخمة أبرزها من شركة بي بي البريطانية. وعلى العكس، يبقى مستقبل إيران غير مؤكد بسبب الاضطرابات الجيوسياسية والقصف الأمريكي للمواقع النووية الإيرانية وخطر العودة إلى صراع، رغم توقعات مبدئية بزيادة 1 مليون برميل. أما في شمال إفريقيا، فتسجل ليبيا وحدها نموًا ملحوظًا في الإنتاج رغم الأوضاع السياسية المعقدة، بينما تواجه الجزائر انخفاضات ناتجة عن التراجع المتزايد في الحقول الناضجة والاعتماد المفرط على شركة سوناطراك المملوكة للدولة. ورغم أن الإصلاحات الأخيرة والحوافز الموجهة للمشروعات الجديدة قد تحسّن من الآفاق المستقبلية، فإن المخاطر لا تزال قائمة.
أوضح التقرير، أن الطلب على الوقود المكرر في المنطقة سيواصل نموه بمعدلات قوية، حيث من المتوقع أن يزداد استهلاك المنتجات النفطية المكررة في المنطقة بمقدار 2.44 مليون برميل يوميًا خلال السنوات العشر المقبلة، ليصل إلى 11.94 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2034. تدعم هذه الزيادة عوامل ديموغرافية واقتصادية، مع تركّز أكبر للاستهلاك في السعودية وإيران، وهما الأكبر من حيث السوق المحلي.
على صعيد المصافي، أشار التقرير، إلى أن المنطقة أضافت قدرات كبيرة خلال العقد الماضي، لكن النمو المستقبلي سيكون محدودًا بـ170 ألف برميل فقط بين 2025 و2026، دون توسعات بعد ذلك. يتركز الاستثمار الحالي في تحديث المصافي القائمة، من خلال مشاريع لتحسين جودة الوقود ورفع الكفاءة التشغيلية، مع زيادة متوقعة في معدلات الاستخدام. تسجل دول الخليج أعلى معدلات الاستخدام، بينما تبقى ليبيا واليمن في أدنى المراتب.
أوضح التقرير، أن الغاز الطبيعي يمثل أولوية إستراتيجية للمنطقة، مع توقعات بزيادة الإنتاج بمقدار 202 مليار متر مكعب حتى عام 2034. وتقود دول الخليج هذا النمو، خاصة السعودية التي استثمرت 110 مليارات دولار لتطوير حقل الجافورة، والإمارات التي تسعى لتعزيز إنتاجها من الغاز غير التقليدي.
وتظل إيران منتجًا رئيسًا رغم تحديات التمويل والعقوبات، فيما تسعى العراق لاستغلال الغاز المحترق وتطوير موارده، وانطلاق مشاريع واعدة بدعم من شركات دولية.
اقرأ أيضاًمعلومات الوزراء: مصر حققت فائض تجاري مع 83 دولة خلال الربع الأول من 2025
معلومات الوزراء: أكثر من 100 صندوق استثمار متداول للذهب حول العالم حتى الآن
«معلومات الوزراء»: الطاقة الشمسية الكهروضوئية ستصبح أكبر مُساهم في توليد الكهرباء