في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات ،أي في ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٠ كتبت نعيا في رحيل رئيس حزب "الأمة القومي" وزعيم "الأنصار" الحبيب، المفكر، السيد الصادق المهدي .

عبًرت في المقال عن الفقد الكبير برحيله لحبيباته وأحبابه، ومعظم السودانيين ، وليس كل السودانيين، لأننا بشر، وقلت إنني شخصيا فقدته وهو فقد كبير، إذ ربطت بيننا آصرة احترام ومودة متبادلة.



قلت إن السودان فقد برحيله زعيما معتدلا كان يسعى إلى أن تمر الفترة الانتقالية بعد الثورة الشعبية بسلام ، لينعم السودانيون بحياة الحرية والديمقراطية ، وهو صاحب تضحيات كبيرة في هذا المجال .

حذرت في المقال يوم رحيله من العمل الفردي الذي لا يحترم المؤسسية، مشيرا. إلى حزب" الأمة القومي" والمشاركين في "الفترة الإنتقالية" وهم عسكريون ومدنيون.

نبهت في الوقت نفسه إلى خطورة غياب العمل الجماعي، وقلت إن غياب المؤسسية في " الفترة الانتقالية" سيهدد عمليةً الانتقال ، أي ينسف الفترة الانتقاليةً.

وهاهي توقعاتي للأسف وجدت طريقها إلى أرض الواقع ، داخل حزب "الأمة القومي" الذي يعاني تضاربا في مواقف قياداته وحرب بيانات ، تؤكد أن الحزب يعاني بشدة كغيره من أحزاب سودانية أخرى من غياب العمل المؤسسي.

كنت نبهت إلى خطورة ذلك في أوقات سابقة، ودعوت كل الأحزاب السياسية السودانية إلى إصلاح حالها ، لتواكب روح العصر، ووعي الجيل الجديد.

توقعي الثاني الذي أشرت اليه في يوم رحيل المهدي يتعلق بـ " تهديد" الفترة الانتقالية في حال عدم التمسك بالعمل الجماعي والمؤسسية.

انقلاب الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش والفريق محمد حمدان (حميدتي) قائد قوات ( الدعم السريع) أطاح الفترة الانتقالية والحكم المدني، وهذه جريمة لا يمكن إنكارها ، فأي انقلاب جريمة .

وهاهي الحرب البشعة تتواصل حاليا بين الطرفين كنتيجة للانقلاب وقد قلت في مقال يوم اندلاع الحرب أنه من غير الممكن أن تستمر سلطة انقلابية برأسين .

أطراف عدةً انخرطت في الحرب الحالية ، فدمروا السودان وقتلوا أعدادا كبيرة من المواطنين الأبرياء، وشردوا ملايين البشر، وتسببوا في الجوع والمرض ، وأذلوا السودانيين ، اذ انعدمت مقومات العيش الكريم لأهلنا ، داخل السودان وخارجه.

الحبيب الصادق المهدي أكرمه الله ، إذ لم يشهد مشاهد حرب المسيرات والمدافع والسحل والذبح وحروبا عنصرية بغيضة.

بعض أطراف الحرب ربما هم سعداء بغياب الصادق، أو ربما سعوا للتخلص منه، لأنهم يعلمون أنه يقف مبدئيا ضد الانقلاب، ويرفض ويدين ويناهض بفكره ووعيه مفجري الحرب ومشعليها، وساكبي الزيت على نارها ، سواء جرىً ذلك بالأسلحة المدمرة ، أو بالكلام الأجوف، المضلل،الغارق في وحل الافتراءات، و عمليات التضليل المدروسة، والمبرمجة.

رحم الله الراحل الحبيب الإمام.

افتقدتك بشدة.. ويفتقدك الوطن.

يفتقدك كثيرون في السودان وخارجه، وخصوصا المظلومين، أصحاب القضايا العادلة في أيةً بقعة من بقاع العالم.

في الليلة الظلماء يفتقد البدر.

لندن ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤

هنا رابط مقالي في يوم رحيل الصادق المهدي
https://www.facebook.com/share/1GH5bhCAPB/?mibextid=WC7FNe

[email protected]

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الفترة الانتقالیة یوم رحیل

إقرأ أيضاً:

خبراء لـ«الاتحاد»: تنظيم الإخوان يقف ضد أي مسار حقيقي للسلام في السودان

عبدالله أبوضيف (القاهرة)

أخبار ذات صلة مفوضية حقوق الإنسان لـ«الاتحاد»: تداعيات كارثية جراء استمرار الحرب في السودان مدرب السودان يتمسك بالحظوظ في كأس العرب

تتصاعد خلال الآونة الأخيرة، التحذيرات من مراكز بحثية وصحف دولية بارزة من سطوة الميليشيات، وخصوصاً تنظيم الإخوان على مراكز الحكم، واتخاذ القرار في السودان، ما يدفع إلى منع وقف نزيف الدماء واستمرار التصعيد العسكري ورفض أي مبادرة لحل الأزمة.
وأشارت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إلى أن القوات المسلحة السودانية، ليست سلطة حكم فعالة في السودان، إذ فشلت خلال ثلاثة عقود في إدارة النزاعات الداخلية، وتعتمد حالياً على متطرفين وميليشيات، للبقاء في السلطة.
وقال فداء الحلبي، الباحث في الشأن العربي، إن المهيمنين على «سلطة بورتسودان» يواجهون اليوم عزلة داخلية متزايدة نتيجة المقاومة الشعبية، التي تسعى لاستعادة مكتسبات ثورة ديسمبر، ما دفع هذه الأطراف إلى محاولة تحويل الأنظار إلى الخارج عبر ترويج اتهامات باطلة، في محاولة بائسة لتبرير إخفاقاتهم السياسية، وإخفاء عجزهم عن إدارة شؤون البلاد.
وأضاف الحلبي، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن سيطرة الميليشيات والجماعات المتطرفة ظاهر على هذه الأزمة، حيث ترفض «سلطة بورتسودان» اتخاذ أي قرار بوقف التصعيد العسكري، ومنع المزيد من الأضرار للشعب السوداني الذي عانى الأمرين نتيجة تصعيد الصراع العسكري، والذي تتبناه هذه الأطراف الميلشيوية المتطرفة وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية.
وتؤكد الباحثة في الشؤون الدولية، ميرا زايد حمزة، في تصريح لـ «الاتحاد» أن هذه الجماعات تتبع نهجاً تصعيدياً منذ بداية الأزمة، حيث ترفض أي مسعى جاد نحو التهدئة أو معالجة الأزمة الإنسانية، وتعتمد على الهجوم الإعلامي وتشويه أي مبادرة سياسية، مضيفة أن هذه الممارسات تعكس أسلوباً ثابتاً للهروب من مواجهة الواقع الفعلي على الأرض. 
 وفي ضوء ذلك، قالت الباحثة السودانية في شؤون الإرهاب، رشا عوض، إن تنظيم الإخوان في السودان كانت أحد أبرز المحركات التي دفعت نحو إشعال الحرب، في محاولة لإجهاض الثورة، ومنع انتقال السلطة إلى الحكم المدني، بما يخدم مشروعها القائم على احتكار النفوذ السياسي والاقتصادي. 
 وأضافت في تصريح لـ «لاتحاد»، أن هذا التوجه يرتبط أيضاً بحسابات إقليمية أوسع، إذ تسعى قوى متطرفة وتنظيمات مرتبطة بالإخوان إلى إيجاد موطئ قدم جديد يعوض خسائرها في المنطقة، ويعيد بناء شبكات النفوذ التي تلقت ضربات قاسية خلال السنوات الماضية.
وتوضح عوض أن تنظيم الإخوان السوداني يمتلك خبرة ممتدة في إعادة تشكيل تنظيماته عسكرياً وسياسياً، ما يجعله يرى في الحرب فرصة لإعادة إنتاج مشروعه السياسي داخل السودان.  وتؤكد أن هذا التيار يقف بقوة ضد أي مسار حقيقي للسلام، باعتباره المستفيد الأكبر من استمرار القتال، ولا يقبل وقف الحرب إلا في إطار صفقة تضمن له العودة إلى مركز السلطة واحتكار القرار الوطني من جديد.

مقالات مشابهة

  • محللون: العقوبات الأميركية وحدها لن توقف الحرب في السودان
  • تناسل الحروب
  • حرب وانتهاكات جسيمة: السودان.. واقع مظلم في يوم حقوق الإنسان
  • خبراء لـ«الاتحاد»: تنظيم الإخوان يقف ضد أي مسار حقيقي للسلام في السودان
  • وزير الخدمة المدنية: تقييم الأداء أداة رئيسية لتطوير الكفاءة المؤسسية
  • المهدي المنتظر | منشور غامض من ياسمين الخطيب عن محمد صلاح
  • Local ONLY يا له من خطاب كراهية مفزع
  • سقوط أمطار على عدد من المحافظات والأرصاد تحذر
  • الأمم المتحدة تؤكد التزامها بالعمل لإنجاح الفترة الانتقالية في سوريا
  • بعد غياب ثلاث سنوات.. «أغاني وأغاني» يعود ويثير الجدل