تناولت الصحف تطورات وقف إطلاق النار في لبنان، الذي يرى البعض أنه يعكس الإرهاق العالمي والإقليمي من الحرب، مشيرة إلى وجود فرصة تاريخية أمام الرئيس الأميركي جو بايدن لتطبيق حل الدولتين.

فقد أكدت صحيفة ليبراسيون الفرنسية أن وقف إطلاق النار جاء مدفوعا بالإرهاق العالمي والإقليمي من الصراع في لبنان وقطاع غزة، لأنه "يتعارض مع أهداف التيار اليميني الذي يدير الحكومة الإسرائيلية".

وقالت الصحيفة إن طرفي الصراع كان لديهما ما يبرر الخطوة، إذ تحمل السكان في لبنان شهرين كاملين من القصف العنيف، فضلا عن أن الضربات الموجعة التي تلقاها حزب الله لم تمنعه من التباهي بقدرته على الهجوم حتى آخر لحظة.

أما الحكومة الإسرائيلية، فيمكنها القول إنها أعادت حزب الله سنوات إلى الوراء وأفسحت المجال أمام عودة سكان الشمال، كما تشير الصحيفة إلى أن صمود الاتفاق "مرهون بسياسة إدارة دونالد ترامب".

نتنياهو خلال اجتماع مع رؤساء مستوطنات الشمال، قبيل الإعلان عن وقف إطلاق النار بلبنان (مواقع التواصل) قرار محرج لليمين الإسرائيلي

وفي صحيفة هآرتس، قال مقال رأي إن ردود الفعل داخل ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو تجاه اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان "تعكس شعورا بالحرج، لأنه يتناقض مع مبادئ التيار اليميني ومزاج قاعدته الشعبية".

وأضاف المقال أن فصل جبهتي الشمال والجنوب (غزة ولبنان) قد يُحسب إنجازا لإسرائيل، لكن لا ينبغي نسيان الفرق الكبير بينهما، مؤكدا أن "مطامع شركاء نتنياهو في غزة مختلفة تماما عنها في لبنان".

وفي فايننشال تايمز البريطانية، قال تقرير إن أنباء موافقة الرئيس جو بايدن على صفقة سلاح بقيمة 680 مليون دولار لصالح إسرائيل "تأتي بينما يضع نتنياهو تأخر شحنات الأسلحة في مقدمة مبرراته لدعم وقف إطلاق النار مع حزب الله".

وأشار التقرير إلى أن مسؤولين أميركيين سارعوا لنفي أي تأخيرات متعمدة في توريد الأسلحة لإسرائيل. وقال إن الأسلحة الأميركية "ظلت تتدفق على تل أبيب حتى مع تراجع كمية المساعدات الموجهة إلى غزة إلى مستويات غير مقبولة لدى إدارة بايدن نفسها".

بايدن يمكنه تطبيق حل الدولتين

أما مجلة فورين أفيرز، فقالت إن على بادين أن يستغل فرصة إنقاذ رصيده في الشرق الأوسط خلال ما تبقى من أيامه في الحكم، مضيفة "يمكن لبايدن جعل حل الدولتين ممكنا، خصوصا بعد تحرره من كل الضغوط، فهي فرصة سانحة ولم تتح لأسلافه".

واقترح مقال بالصحيفة على بايدن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية ورعاية قرار في مجلس الأمن بشأن حل الدولتين وتطبيق القانون الأميركي في ما يتعلق بتوريد الأسلحة"، وقال إن هذه الإجراءات "ستكون سهلة على بايدن ويصعب الرجوع عنها".

وفي وول ستريت جورنال، تناول تقرير موقف فرنسا من قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، مشيرا إلى أن حديث باريس عن إمكانية استفادة المسؤولين الإسرائيليين من حصانة "يثير تساؤلات بشأن اختصاص المحكمة في جميع أنحاء العالم".

وقال التقرير إن هذا الحديث الفرنسي "يثير تساؤلات أخرى عما إذا كانت فرنسا ستعتمد المعايير نفسها عندما يتعلق الأمر بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين مثلا الذي أصدرت المحكمة ذاتها مذكرة اعتقال بحقه".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار حل الدولتین فی لبنان

إقرأ أيضاً:

رابطة العالم الإسلامي: مؤتمر “حلّ الدولتين” فرصة لدول العالم للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ

أعربت رابطةُ العالم الإسلامي عن تطلّعها بأملٍ كبيرٍ، مثلما تتطلع الأمّتان العربية والإسلامية وجميع شعوب العالم المُحبّة للعدالة والسلام، إلى المؤتمر الدوليّ رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالحلول السلمية وتنفيذ حلّ الدولتين، الذي ترأسه المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الجمهورية الفرنسية.

وقال معالي الأمين العام رئيس هيئة علماء المسلمين فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى في بيانٍ للأمانة العامة: “إن هذا الحدث التاريخي الذي ينعقد هذا الأسبوع، بمقرّ الأمم المتحدة في مدينة نيويورك بمشاركة دولية واسعة، يُعيد الأمل بإحياء مسار السلام وفق قرارات الشرعية الدولية الحاسمة، وثوابت الحقّ التاريخيّ والقانونيّ للشعب الفلسطيني، الذي كان وسيبقى السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل العادل والدائم في المنطقة”.

وأضاف فضيلته أن “على دول العالم كافة، تحمّل مسؤوليتها التاريخية في هذا المنعطف المهم في مظلومية الشعب الفلسطيني التي طال أمدها، واغتنام هذه الفرصة التي يمنحها المؤتمر، بالوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ، واتخاذ الموقف الشرعيّ المسؤول، دعمًا للحق والعدالة، وانتصارًا للشرعية الدولية، ووضْع حدٍّ لهذه المأساة الإنسانية المؤلمة، وتداعياتها الخطيرة على المنطقة والمجتمع الدولي والعالم ككلّ”.

اقرأ أيضاًالمملكة“مكافحة التستر التجاري” ينفّذ أكثر من 8 آلاف زيارة تفتيشية على مختلف القطاعات خلال الربع الثاني من 2025

وأكد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، تثمين الرابطة وشعوب العالم الإسلامي الموقفَ الثابت للمملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية، ولا سيما الحراك الدؤوب والمحوري الذي اضطلعت به بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، من خلال التحالف الدولي لتنفيذ حلّ الدولتين الذي أطلقته المملكة، وكذا رئاستها اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة.

وجدَّد فضيلته التأكيدَ لعدالة القضية الفلسطينية ومركزيتها في الوجدان العربي والإسلامي وكل ضمير حي، استنادًا إلى ثوابت الحق التاريخي والقانوني.

مقالات مشابهة

  • عاجل. الجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه
  • الجزائر ولبنان..علاقات تاريخية متجذرة
  • تقرير: نتنياهو يدرس ضم أراض في غزة حال فشلت مفاوضات وقف إطلاق النار
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو سيحدد مهلة لاتفاق قبل البدء في ضم مناطق بغزة
  • لبنان - شهيد و4 إصابات بقصف إسرائيلي على بنت جبيل
  • ترامب: وقف إطلاق النار في غزة مُمكن ولا أتفق مع نتنياهو بعدم وجود مجاعة
  • مشيدة بموقف المملكة.. رابطة العالم الإسلامي: مؤتمر «حلّ الدولتين» فرصة للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ
  • رابطة العالم الإسلامي: مؤتمر “حلّ الدولتين” فرصة لدول العالم للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ
  • مأزق الحرب في غزة.. هدنة إسرائيل المؤقتة لتخفيف حدة الانتقادات الدولية .. نتنياهو سيقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى هذه الحالة
  • متحدث الخارجية: مؤتمر نيويورك فرصة تاريخية لإعادة الزخم للقضية الفلسطينية