بوابة الوفد:
2025-12-13@07:52:59 GMT

جمعة: أول العلم الصمت فاجعل أذنك أكبر من لسانك

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية السابق، أن الصمت هو الخطوة الأولى في مسيرة العلم والتعلم، وهو ضرورة أساسية لتحقيق الاستماع الجيد والفهم العميق. وأوضح أن الإسلام يحث على التروي والتأمل قبل الكلام، مشيرًا إلى أن الإسراف في الحديث دون تدبر يؤدي إلى ضياع الفائدة وقد يوقع الإنسان في الأخطاء.

 

أول العلم الصمت": حكمة إسلامية تعزز الفهم والتدبر

في حديثه، أكد الدكتور علي جمعة على أهمية أن يكون الإنسان مستمعًا جيدًا، إذ قال: "اجعل أذنك أكبر من لسانك". ويعني ذلك أن من أراد تحصيل العلم لا بد أن يبدأ بالصمت، ثم ينتقل إلى الاستماع الفاعل، يليه الحفظ، ثم العمل بما تعلمه، وأخيرًا نشر هذا العلم بالطرق الصحيحة.

وأضاف أن القرآن الكريم والسنة النبوية أعلنا مرارًا أهمية ضبط اللسان. واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت".

الصمت كقيمة تربوية

أكدت تعاليم العلماء مثل الإمام الأصمعي أن الصمت ليس غاية بحد ذاته، لكنه وسيلة لتحقيق مراحل متقدمة من المعرفة. ويظهر ذلك من مقولته الشهيرة: "أول العلم الصمت، والثاني الاستماع، والثالث الحفظ، والرابع العمل، والخامس النشر"​

كما يرتبط الصمت بضبط النفس والتفكر في ما يقال، وهو ما يعزز التواضع واحترام آراء الآخرين، مما يدعم بناء بيئة تعليمية صحية ومثمرة.

أثر الصمت في الحياة العملية

يشير الدكتور علي جمعة إلى أن الصمت يساعد الإنسان على التفكير المنظم واتخاذ قرارات واعية، كما يحميه من الوقوع في القيل والقال الذي قد يجلب الفتن. ولذا، يجب على المتعلمين، سواء كانوا طلبة علم أو عامة الناس، أن يدركوا أن العلم يبدأ بالصمت والتأمل، وهو ما يفتح الباب للفهم الصحيح وتحصيل المعرفة النافعة.

 

كيف يصمت الإنسان؟

الاستماع بعناية: الصمت لا يعني دائمًا التوقف عن الكلام فقط، بل يمكن أن يشمل الاستماع الفعّال. من خلال الاستماع بانتباه، يمكن للفرد أن يفهم ما يقال بشكل أفضل قبل الرد، مما يساعد في تجنب التفوه بالكلمات غير المدروسة أو المتسرعة.

التحكم في اللسان: في العديد من النصوص الدينية والفلسفية، يُنصح الإنسان بأن يراقب لسانه قبل التحدث، ويقيس الكلمات بشكل دقيق. الصمت هنا يكون تمرينًا على ضبط النفس والابتعاد عن الكلام الذي قد يكون ضارًا أو غير ضروري.

التأمل والتفكير: الصمت يوفر الوقت للتفكير قبل اتخاذ أي خطوة. بتخصيص وقت للتأمل الداخلي، يمكن للإنسان أن يفهم مشاعره وأفكاره بشكل أعمق ويختار الردود التي تتماشى مع مبادئه.

التفاعل من خلال الإيماءات: في بعض الأحيان، يمكن أن يكون الصمت أقوى من الكلمات. استخدم الإيماءات، مثل الإيماء بالرأس أو الابتسامة، لتوصيل مشاعر أو تأكيدات دون الحاجة للكلام.

الابتعاد عن الجدال: في المواقف التي قد تتطور إلى جدال أو نزاع، يمكن أن يكون الصمت هو الحل الأمثل لحفظ السلام الداخلي وتجنب التصعيد. أحيانًا، الصمت يكون أكثر تعبيرًا من محاولة الدفاع عن وجهة نظر قد لا تكون ذات جدوى.

الاستفادة من العزلة: يمكن للإنسان أن يختار أن يكون في حالة صمت داخلي من خلال الابتعاد عن المشتتات الاجتماعية والإلكترونية، مما يعزز قدرته على التركيز والتفكير بعمق.

التفكير في الفائدة: قبل أن يتكلم الإنسان، عليه أن يسأل نفسه: "هل ما سأقوله سيضيف قيمة أو سيكون مفيدًا؟". هذا يساعد في اتخاذ قرار الصمت عندما تكون الكلمات غير ضرورية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة علي جمعة الدكتور علي جمعة أثر الصمت أن یکون

إقرأ أيضاً:

علي جمعة يوضح الفرق بين القلب والفؤاد..فتعرف عليه

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن يقول سبحانه وتعالى يقول: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 110].

الفرق بين القلب والفؤاد

إذًا فهناك ما يُسمَّى بالقلب، وهناك ما يُسمَّى بالفؤاد. وكلمة «القلب» في اللغة العربية سُمِّيَت بذلك؛ لأن القلب له أحوال، فهو يتقلَّب في هذه الأحوال. وقال الشاعر:

وما سُمِّيَ القلبُ إلَّا أنَّه يتقلَّبُ * وما أوَّلُ ناسٍ إلَّا أوَّلُ النَّاسِ

فأوَّل مَن نَسِيَ سيدُنا آدمُ عليه السلام.

علي جمعة: قيام الليل مفتاح السكينة والتقوى في زمن الفتنعلي جمعة: الدنيا دار ابتلاء والله يقلب الإنسان بين الخير والشرعلي جمعة: التواضع أصل العفاف الباطني.. والجهاد الأكبر يبدأ من تهذيب النفسعبادة بسيطة يحبها الله تجعل نفسك مطمئنة وتنير وجهك.. علي جمعة يوضحها

وسُمِّيَ القلبُ لأنَّه يتقلَّب في الأحوال، ولذلك يقول سيدُنا ﷺ: «إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ». إذًا تقلُّبُ القلب بين الأحوال هو من أمر الله؛ فالله سبحانه وتعالى هو الذي يُثبِّت القلوبَ على حالٍ، أو يُقَلِّبُها بين حالٍ وحالٍ؛ فكلُّ ذلك بيد الله سبحانه وتعالى، يفعل ما يشاء. فإذا كان القلب في حالة الثبات على الخير، فإنَّه يُسمَّى «فؤادًا».

إذًا القلب يتقلَّب بين الأحوال؛ بين الخير والشر، وبين العلو والنقصان، فالإيمان يزيد وينقص. فإذا كان في حالة العلو، وكان في حالة الوضوح، وكان في حالة الثبات، كان «فؤادًا». لكنَّ الإنسان لا ينبغي له أن يأمَنَ مكرَ الله، بل لا بدَّ أن يُراقِبَ نفسَه، وأن يكون دائمَ المراقبة حتى لا يَذِلَّ، ولا يُخطِئ، ولا يتدهور حالُه مع الله سبحانه وتعالى من حيث لا يشعر؛ لأنَّه قد يُستدرَج وتتدهور حالُه دون أن يشعر. قال تعالى في شأن هؤلاء: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 182، 183].

إذًا فالإنسان العاقل يكون خصيمَ نفسِه، متدبِّرًا في حاله، يخشى أن يُستدرَج. فإن ترك الإنسانُ نفسَه للمعاصي استُدرِج، وتدهوَر؛ فتراه يرتكب المعاصي وهو يُنكِرها أوَّلًا، ثم يألفها ثانيًا فلا يُنكِرها، ويفعل المعصية دون نكير، لا يجد في قلبه حرجًا من فعلها، ثم بعد ذلك يتدهور حالُه مع الله سبحانه وتعالى فيستحلُّها.

في البداية يُبرِّرها لنفسه بقوله: «كلُّ الناس تفعل ذلك»، ثم يألفها حتى لا يرى فيها بأسًا، ثم يستحسنها، ثم يُخطِّئ مَن يُخالِفُه فيها؛ فالمعصية التي يفعلها هي في نظره «الصواب»، وغيرُها هو الخطأ. إذًا هذا استدراج.

 في الأولى فعلها وهو مُتوجِّسٌ خيفةً،

 وفي الثانية فعلها من غير توجُّس،

 وفي الثالثة فعلها مُستَحِلًّا لها،

 وفي الرابعة فعلها مُستَحسِنًا لها، ومُخطِّئًا مَن خالفها.

فهل لا يزال قلبُ ذلك الإنسان على حالةِ الفؤاد، أم أنَّه قد خرج من حالة الفؤاد إلى حالةٍ أخرى؟ يبدو أنَّه قد قُلِب.

الفؤاد

إذًا حالةُ الفؤاد قد تكون هي الحالةَ العُليا الصافية، ثم ينقلب على عَقِبَيْه، فإذا انقلب القلبُ لم يَعُدْ يُؤدِّي وظيفتَه، فيدخُل عليه الكِبْر، وهذا الكِبْر يمنعه من أداء وظيفته، فلا تستطيع أن تضع فيه شيئًا، ولا أن تستفيد منه فيما صُنِع له. فيصف الله حالَ هؤلاء بقوله: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ}؛ فما معنى هذا؟

أوَّلًا: أنَّهم كانوا على حالة الفؤاد، وهي حالةٌ خيِّرة.

ثانيًا: أنَّ الله سبحانه وتعالى قد استدرجهم، فأخرجَ الفؤادَ من حالته.

ثالثًا: أنَّه قَلَبَه؛ فنتج عن هذا القلبِ تعطيلُ الوظيفة؛ فالفؤاد الذي كان محلًّا لنظر الله، ولتَنَزُّلِ الرحمات من عند الله، أُغلِق وقُلِب، فذهبت وظيفتُه: وظيفةُ التلقِّي، ووظيفةُ الشفافية، ووظيفةُ البصيرة، ووظيفةُ الرؤية السليمة الربانية الإلهية التي يرضى عنها ربُّنا سبحانه وتعالى.

طباعة شارك علي جمعة الفرق بين القلب والفؤاد القلب الفؤاد الإيمان المعاصي

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: صلاح القلب مفتاح صلاح العمل وحسن العلاقة مع الله
  • هل تحدث علامات الساعة كلها في يوم واحد؟.. علي جمعة يرد بمفاجأة
  • ما سر قل أعوذ برب الفلق؟.. علي جمعة: تحصنك من 8 شرور مهلكة
  • "ساعة قبل الفجر".. نضال الشافعي في حكاية تكسر باب الصمت الزمني المخيف
  • بعد استهداف أكبر شريان حياة مالي لروسيا.. إلى أي مدى يمكن لأوكرانيا الضغط على بوتين؟
  • الاستماع لأقوال المصابين في حادث عقار إمبابة المنهار.. صور
  • علي جمعة يوضح الفرق بين القلب والفؤاد..فتعرف عليه
  • علي جمعة: قيام الليل مفتاح السكينة والتقوى في زمن الفتن
  • أتكاسل عن صلاة الفجر لشدة البرد فهل على إثم؟.. علي جمعة يجيب
  • علي جمعة: الدنيا دار ابتلاء والله يقلب الإنسان بين الخير والشر