تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وسط حضور كبير لأهالي قرية بني عامر بمحافظة المنيا شهدت المدرسة الابتدائية بالقرية عدداً من الفعاليات الثقافية والفنية ببرنامج تعزيز قيم وممارسات المواطنة والانتماء لدى النشء والشباب، الذي تقدمه وزارة الثقافة بشكل دوري بقرى المنيا، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، و تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.

استهلت الفعاليات التي نفذها بيت ثقافة العدوة بالسلام الوطني، وأكد مدير البيت أن برنامج المواطنة يسهم بشكل كبير في ترسيخ المفاهيم الأساسية الصحيحة لدى الشباب، كما عقدت محاضرة تثقيفية بعنوان "المرأة والعمل السياسي والنهوض بالمجتمع" ناقشت خلالها نادية الشريعي مكانة المرأة ودورها في العمل السياسي والنهوض بالمجتمع، مشيدة بالدور الحيوي والفعال الذي يقدمه قطاع الثقافة في نشر الوعي الثقافى وترسيخ الهوية الوطنية للشباب والأطفال وإبراز أهمية الوعي الوطني داخل المجتمع، وتعزيز قيم المواطنة والانتماء.

وقدمت لأبناء القرية عدة ورش متنوعة، حيث أقيمت ورشة فنون تشكيلية بعنوان "الطبيعة الخلابة" للفنانة مها محمد، إلى جانب ورشة أشغال يدوية للفنانة أحلام محمد، وتوافد الجمهور على معرض ومنفذ بيع إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة.

وتقدم هيئة قصور الثقافة أنشطة أسبوعية بقرى محافظة المنيا، دعماً للمواطنة وقبول الآخر، وضمن برامج التوعية والعدالة الثقافية لوزارة الثقافة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومحافظة المنيا، وتتنوع الفعاليات بين اللقاءات والمحاضرات و الأمسيات والندوات الثقافية والعروض الفنية وورش اكتشاف الموهوبين، وتلقى الفعاليات إقبالا غفيرا من أبناء القرى المستهدفة.


 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: محافظة المنيا تعزيز قيم وممارسات المواطنة وزارة الثقافة الهيئة العامة لقصور الثقافة الطبيعة الخلابة

إقرأ أيضاً:

تحولات الهوية الثقافية الكردية في سوريا.. من القمع إلى التأصيل

في إحدى قرى القامشلي (شمال شرقي سوريا)، أوضح الكاتب والجامعي هيمن صالح، الذي ينشر كتاباته بالكردية (باللهجة الكرمانجية والحرف العربي)، أنه كان يخفي كتب اللغة الكردية خلف خزانة المونة، بعيدا عن أعين رجال الأمن. يقول في حديثه مع الجزيرة نت: "لم يكن الكتاب مدرسيا، بل كان كيانا مقاوما، رمزا لهوية مهددة بالنسيان". في "سوريا الأسد"، لم يكن الكرد ممنوعين فقط من التعليم بلغتهم بل -وفقا لتعبير هيمن- "حتى من الحلم بها أيضا، لهذا لم أخف كتابا، كنت أختبئ فيه كي لا أمحى".

هذه القصة الفردية ليست حالة استثنائية، بل تعكس ذاكرة جماعية ومسيرة طويلة من الطمس الثقافي، تخللتها لحظات شجاعة وتحدّ، وصولا إلى محاولات تأسيس نهضة ثقافية ما زالت تتلمس طريقها وسط العواصف السياسية والعسكرية. فكيف انتقل الكرد من الإنكار إلى التأصيل؟ وما رهاناتهم في الحفاظ على ثقافتهم كجسر نحو المواطنة لا كجدار عزل؟

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سليمان منصور.. بين الريشة والطين: إبداع مقاوم يروي مآساة وأمل فلسطينlist 2 of 2مسرحية "لا سمح الله" بين قيد التعليمية وشرط الفنيةend of listعقود من الطمس

أضاف هيمن "منذ صغري وأنا أتساءل: لماذا لا أستطيع الكتابة بلغتي الأم؟ ولماذا كل هذا العداء والحقد من حزب البعث على اللغة الكردية في المدارس والمنازل؟".

وكرد فعل على تلك الممارسات، انضم هيمن إلى حزب كردي قومي محظور، "كان شرط الانتساب تعلم اللغة الكردية قراءة وكتابة، واقتنيت دواوين شعر كردية، ثم تحولت إلى تدريس اللغة الكردية لمن حولي سرا".

يختتم هيمن حديثه قائلا: "كنا ننسخ ألف باء تعلم اللغة الكردية باليد، فالنظام حرم طباعة أي شيء باللغة الكردية، ثم نقوم بتوزيعها على الطلبة وراغبي تعلم لغتهم الأم".

من جهته، قدم المؤرخ والروائي الكردي كوني رش، للجزيرة نت، مقتطفات من كتابه "الحياة الثقافية باللغة الكردية في الجزيرة ومسيرتي الأدبية"، تضمنت عرضا لسياسات الإنكار والتهميش الثقافي الذي مارسه نظام الأسد ضد الأكراد، قائلا: "تم حظر اللغة الكردية، ومنع تسجيل أسماء المحال التجارية والولادات الجديدة بأسماء كردية، وإلزامها بأسماء عربية، في سياق سياسات تهدف إلى إبادة الأكراد ثقافيا".

إعلان

وأضاف "حظر كل ما يمتّ للأكراد بصلة في المناهج المدرسية والثقافية، ومنع نشر الكتب والأغاني والشعر باللغة الكردية وكذلك طباعتها، لحظر الهوية الكردية، واستبدلت الأسماء بأخرى عربية".

المؤرخ والروائي الكردي كوني رش (الجزيرة)الثقافة الكردية تتحرر من العزلة

وقال الرئيس السابق لاتحاد كتاب الأكراد في سوريا، قادر عكيد، للجزيرة نت، إن الثورة السورية كسرت طوق العزلة والمحق عن الثقافة الكردية، حيث تم "إعداد مؤسسات لتعليم اللغة، وطباعة وتأسيس عدد كبير من المؤسسات الثقافية والأكاديميات التعليمية المتخصصة باللغة والأدب الكردي".

وأضاف عكيد أنه "بدأ التعليم بالكردية تدريجيا منذ 2012، واعتمد منهجيا في المدارس منذ 2014، مع تطوير مناهج خاصة وتدريب آلاف المعلمين عبر مؤسسات الإدارة الذاتية".

وأشار أيضا إلى "تراجع الحظر على الكتابة بالكردية، فظهرت العديد من دور النشر والمجلات التي نشرت باللغة الكردية، وافتتحت مكاتب لتشجيع الجيل الجديد على القراءة، وإقامة مهرجانات ثقافية منوعة".

الرئيس السابق لاتحاد كتاب الأكراد في سوريا قادر عكيد (مواقع التواصل)الثقافة الكردية تتجاوز السياسة

عبر حديثه مع الجزيرة نت، أكد الروائي والصحافي هوشنك أوسي ضرورة تأصيل الثقافة خارج الأطر السياسية والعسكرية، قائلا إن "أدلجة الثقافة وتسييسها يؤدي بها إلى التخندق، فتختفي بالمحصلة".

ويربط أوسي بين الشعوذة السياسية ونظيرتها الثقافية فيقول إنهما "يحتاجان إلى بعضهما بعضا. المشعوذون محسوبون على الفعل والحراك الثقافي"، ويقارنها مع رهان الوعي النقدي الإصلاحي "الذي ينتج قيم الخير والحرية والكرامة والعدالة، ويتطلب إبقاء الثقافة خارج أطر السياسة الموبوءة بالمصالح الشخصية والفئوية".

في حين ذهب الكاتب والباحث فارس عثمان، في حديثه مع الجزيرة نت، إلى وصف سوريا بأنها "متشظية"، وحدد الثقافة وأدوارها على أنها الوحيدة "القادرة على تجاوز السياسة والسلاح، والأمل في إعادة بناء الإنسان والمجتمع".

وقدم شرحا مختصرا للتجربة الكردية السورية، فقال إنها "حملت مظلومية تاريخية عانت من السياسات الشوفينية والعنصرية، لكنها مع ذلك يمكن أن تتحول من حالة كردية إلى منصة للمشاركة الوطنية، ومن حكايات الأطراف المنسية والمهمشة إلى جوهر الثقافة الوطنية، بدلا من شيطنة الأكراد عند المتلقي العربي"، مؤكدا أهمية "بناء سردية ثقافية كردية لتتحول إلى جسر نحو المواطنة، عبر إنشاء منصات ثقافية وفلكلورية تعنى بالأدب والثقافة الكردية، وضرورة إبراز التنوع داخل المجتمع الكردي، عبر الانفتاح على فضاء ثقافي أوسع".

الكاتب الصحفي الكردي هوشنك أوسي (الجزيرة)التواصل الثقافي الكردي والعربي

وكثيرا ما تساءلت القواعد الاجتماعية عن الأدوار الواجب فعلها من المثقفين والأدباء السوريين العرب تجاه الأكراد وتمازج الثقافات في ما بينهم. يقول الصحافي والكاتب يعرب العيسى في حديثه مع الجزيرة نت: "بعكس التوترات بين الكرد والعرب الشعبويين، كان الوسط الثقافي أنضج، والمثقفون الأكراد المستقرون في دمشق وحلب كانوا حاضرين في الوسط المجتمعي والثقافي بعمق، ومشاركين وبالتفاعل الأدبي والفني المتبادل، وانعدم الفوارق".

إعلان

ووفقا لعيسى، فإنهم "تعمقوا في الحياة والثقافة الكردية عبر نتاجات المثقفين الكرد، والأدباء العرب نجحوا في مدّ جسور مع نظرائهم الكرد، بقدر ما مدّ المثقفون الأكراد يدهم إلى الثقافة العربية".

أما الكاتب محمد أمين من أهالي الطبقة (مدينة الثورة) فيعزو، خلال حديثه مع الجزيرة نت، أسباب القصور إلى الكرد والعرب معا، "لا سيما في المجال الثقافي باعتباره الأكثر أهمية واستدامة". بالمقابل، استشهد بأدوار دور النشر في التقارب، إذ إن "كثيرا منها يشارك في معرض أربيل الدولي للكتاب، ويشهد دوما تفاعلا فكريا وثقافيا واسعا".

وعرّج على الأنشطة التي يشهدها المعرض وتمثل دورا في التفاعل الكردي العربي الثقافي، "كاستضافة عدد من الكتاب والمفكرين العرب"، وقال إن ذلك "يشكل دفعا باتجاه مد المزيد من الجسور بين الثقافتين والكثير من التأثير والتجانس المتبادل"، مستمرا بدفاعه عن التواصل الثقافي الكردي والعربي، إذ قال: "بيننا تشابه نشأ منذ نحو 1400 عام من التاريخ والدين الواحد، لذا تبادلنا التأثير العميق، مما شكل روابط فكرية بين الشعبين تحتاج اليوم إلى تعزيز".

كما يقدم محمد أمين العوائق أمام الكتّاب العرب للوصول إلى القارئ الكردي أكثر، "فاللغة تشكل عائقا كبيرا، خاصة ضعف الترجمات من العربية إلى الكردية أو العكس، مع ذلك فالثقافة العربية حاضرة بقوة في المشهد الكردي، والكثير من الإخوة الأكراد في سوريا والعراق يتقنون اللغة العربية، فالشعبان تربطهما مشتركات راسخة كالجغرافية والتاريخ والمصالح والمصير".

إن التحديات أمام الثقافة الكردية اليوم ليست كما في سابق عهدها من طباعة الكتب إلى إحياء اللغة، بل في كيفية تحرير الثقافة من سطوة الأدلجة الحزبية والسياسية، وتحويلها إلى فضاء نقدي جامع. ويشترك الأكراد والعرب معا في أدوار مد جسور الإبداع المشترك، فإما أن تكون دولة لكل ثقافاتها، أو تبقى حبيسة المركزية القامعة، تتكرر فيها حوادث الظلم والإنكار.

مقالات مشابهة