هل يكرر نتنياهو سيناريو سوريا في لبنان؟
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
بالرغم من كل التجاوزات والاختراقات التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي لقرار وقف اطلاق النار، الا ان التحليلات التي تتوقع سقوط هذا الاتفاق ليست دقيقة، اذ ان القرار الدولي الكبير والغطاء السياسي الشامل لوقف الحرب لن يسمح بعودة المعارك الى لبنان، بل ان هدفه نقل التجربة الى غزة وانهاء الحرب والتوترات في الشرق الاوسط.
لكن الحدث الكبير حصل من خلال عودة النازحين الاحتفالية الى الجنوب وبسرعة قياسية حتى وصلت الامور الى الحافة الامامية ما احرج اسرائيل بشكل كبير واظهرها بمظهر المنهزم، وهي ليست كذلك بعد كل ما حصل، لذلك كان لا بد من اعادة تصويب التوازنات بهدف اساسي هو تطمين المستوطنين الذين لم يعودوا الى الشمال كما عاد الجنوبيون.
كما ان المخاوف الاسرائيلية من اعادة ترتيب "حزب الله" لاوراقه العسكرية فتح الباب امام بنيامين نتنياهو بالذهاب نحو فكرة تكرار التجربة السورية في لبنان عبر اعطاء المجال لنفسه بالقيام بحرية الحركة الجوية في لبنان، علما ان هذا الامر غير وارد في اتفاق وقف اطلاق النار الذي تضمنه الولايات المتحدة الاميركية، وعليه بدأت وبشكل متزايد الخروقات الاسرائيلية البرية والجوية.
يريد نتنياهو استغلال الضربات التي وجهها لـ "حزب الله" والتي تمنعه من الهرولة للحرب مجددا من اجل تكريس معادلة تقوم على كسر الردع نهائيا في لبنان وتحويل الساحة الداخلية الى ساحة مشرعة من خلال الاغتيالات المباشرة او الاستهدافات للمنشآت العسكرية او لقوافل السلاح الذي يأتي من لبنان الى الجنوب ومن سوريا الى لبنان.
هناك احتمالان، الاول هو ان يتعايش "حزب الله" مع الواقع الجديد ويجد البدائل الممكنة لترميم واقعه العسكري من دون ان تستطيع اسرائيل اكتشافه وعندها، وبعد عدة سنوات يمكن ان يذهب الى تعديل الواقع من خلال معركة عسكرية او اظهار القدرات او غيرها من الاساليب، وهذا حصل عام ١٩٩٦ عندما وضع الحزب حدا للتجاوزات الاسرائيلية ضد المدنيين، وعليه فإن هذا السيناريو ليس خياليا اذ من الممكن ان تستمر اسرائيل بخطواتها التصعيدية.
اما الاحتمال الثاني فهو ان يقوم "حزب الله" بالرد، وبما ان قرار نهاية الحرب قد اتخذ فإن اسرائيل لن تذهب بعيدا، وعليه ستكون اعادة ترتيب الواقع الميداني واساسيات الردع امراً معقد في المرحلة المقبلة وقد يؤدي الى حدود عودة المعارك، فكيف تتجه الامور ؟
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية اللبناني: إسرائيل تستعد لهجوم واسع.. وتعمل على هذا الأمر
كشف وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، أن الرسائل التي وصلت بيروت مؤخرا تؤكد استعداد الاحتلال لشن عملية عسكرية واسعة ضد لبنان.
وقال رجي خلال مقابلة مع شبكة "الجزيرة" إن دولة الاحتلال تعمل على فصل المسار التفاوضي عن مسار التصعيد العسكري،
وأضاف الوزير أن حكومة سلام نواف تلقت تحذيرات غربية وعربية حملها موفدون دوليون مباشرة إلى بيروت، وتفيد بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لتوسيع عملياته في الجنوب وفي مناطق أخرى، وأن وتيرة الغارات الحالية تأتي في سياق هذا التمهيد.
وأشار رجي إلى ترامن الرسائل مع إعلان إسرائيل عمليا فصل المسارين السياسي والعسكري، بحيث لا يؤثر تقدم المفاوضات على قرارها بالتصعيد، وهو ما عبّرت عنه بوضوح في الاتصالات التي وصلت إلى الخارجية اللبنانية خلال الأيام الأخيرة.
والخميس، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استكمل إعداد خطة خلال الأسابيع الأخيرة لشن هجوم واسع ضد مواقع تابعة لحزب الله، إذا فشلت الحكومة والجيش في لبنان بتنفيذ تعهدهما بتفكيك سلاح الحزب قبل نهاية عام 2025.
ونقلت الهيئة عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن "الخطة أعدتها قيادة الجيش بمشاركة قيادة المنطقة الشمالية وشعبتي الاستخبارات والعمليات، في إطار الاستعداد لاحتمال انهيار المساعي السياسية التي تقودها بيروت لتجريد حزب الله من سلاحه".
وأضافت المصادر، أن سلاح الجو أجرى في الأيام الماضية تدريبات واسعة في الأجواء الداخلية وفوق البحر المتوسط، شاركت فيها مقاتلات، بهدف رفع الجاهزية لاحتمال تنفيذ العملية العسكرية في جنوب لبنان.
ونقلت الهيئة عن مسؤول أمني كبير قوله إن "إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها ستتحرك بنفسها لنزع سلاح حزب الله، إذا لم يتم ذلك بشكل فعّال، حتى لو أدى الأمر إلى أيام من القتال أو إلى تجدد المواجهات على الجبهة الشمالية".
ولفت المسؤول إلى أن "واشنطن نقلت التحذير الإسرائيلي إلى الجانب اللبناني"، إلا أن بيروت أوضحت أن العملية معقدة وتتطلب وقتًا إضافيًا لتحقيق المتطلبات التي وُضعت.
وأواخر الشهر الماضي، قالت القناة الـ13 إن "الجيش الإسرائيلي قدّم خطة عملياتية لتوسيع الهجمات ضد حزب الله، خلال اجتماع خاص عُقد مع نتنياهو، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين".
وجاء تقرير الهيئة، عقب ساعات من اعتبار كتلة الوفاء للمقاومة أن "السلطة اللبنانية ارتكبت سقطة أخرى بتسميتها مدنيا للمشاركة في لجنة الميكانيزم"، التي تشرف على اتفاق وقف الأعمال العدائية.
وقالت الكتلة في بيان، إن "هذه الخطوة مخالفة حتى للمواقف الرسمية السابقة التي ربطت مشاركة المدنيين بوقف الأعمال العدائية"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية.
وأنشئت لجنة الميكانيزم بموجب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وتقوم بمراقبة تنفيذه، وتضم كلا من لبنان وفرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
ومطلع آب/ أغسطس الماضي، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح ومن بينه ما يملكه حزب الله بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة وتنفيذها قبل نهاية 2025.