عادة سنوية تتجدد مع الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر كل عام في منطقة نجع النزلة بالشرقى بهجورة  التابعة لمركز نجع حمادى شمال قنا، حيث ينتشر الأهالى في الشوارع حاملين" الأطعمة والمشروبات" لإكرام ضيوفهم القادمين من القرى المجاورة، وإكرام الفقراء الذين يحرصون على الحضور للمنطقة في هذا التوقيت من كل عام، للحصول على نصيبهم من خيرات الله، الذى يتم توزيعها تنفيذاً لنذر آبائهم وأجدادهم.

العادة السنوية التي يحرص عليها منطقة نجع النزلة بالشرقى بهجورة، لم تأتى من فراغ، لكن ورائها أسرار وحكايات عجيبة، يرويها الكبار ومازال يتناقلها الصغار جيلاً بعد آخر، حيث يشير أهالى المنطقة، إلى أن حرصهم على إطعام الطعام في هذا اليوم، وفاءاً لنذر قطعه أجدادهم على أنفسهم بإطعام الطعام للفقراء والمساكين وعابرى السبيل، حال شفائهم من مرضى الطاعون والكوليرا، حيث أصيبت القرية بالكامل بالوباءين، وقد تحقق لهم ما أرادوا من المولى عز وجل.

محافظ قنا والمدير الإقليمي للبنك الدولي يتفقدان مصانع المنطقة الصناعية بكلاحين قفطقرعة الداخلية..حصول محافظة قنا على 218 تأشيرة حج لعام 1446

استمرار العادة للعام الـ 84 على التوالي، يدل على كرم أهالى القرية واحترام الأجيال الحالية، لنذر أجدادهم، وحتى تكون صدقة جارية لأباءهم الراحلين ولهم وأبنائهم من بعدهم، حيث يتنافس الجميع في إكرام الضيوف سواء من الفقراء أو عابرى السبيل، بوضع " صوانى" الطعام في الشوارع والطرقات، وتوزيع كميات من اللحوم والخبز على السائلين القاصدين لقريتهم خلال هذا اليوم.

موسم الحصاد

ارتبط اختيار الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر، بموسم حصاد بعض المحاصيل، وعلى رأسها " السمسم والكركدية"، حيث يكون لدى الأهالى ما يكفى للإنفاق على موائد الطعام التي تحتاج إلى سيولة مادية لشراء ما يتاح من لحوم ودقيق وبعض الفواكه، حسب مقدرة كل أسرة بالقرية، لتوزيعها على أكبر عدد متاح من السائلين، أو إطعام عابرى السبيل، والأصدقاء الذين يحرصون على مشاركة أهالى القرية فرحتهم بهذه الذكرى السنوية.

وقال محمد عبدالناصر، تاجر، يرجع احتفالنا بهذا اليوم لحوالي 84 عاماً مضت، حيث تعرضت منطقتنا "النزلة" التابعة لقرية الشرقى بهجورة بـ نجع حمادى، لمرضى الطاعون والكوليرا والذى تمكن من إصابة المئات وتسبب في وفاة العشرات من أجدادنا، فما كان منهم إلا التضرع للمولى عزوجل لإنقاذهم من هذا الوباء القاتل، ونذر أجدادنا على أنفسهم، حال نجاتهم من الوباء، بإطعام الطعام للفقراء والمساكين تقرباً لله.

صدقة جارية تحمينا من الأمراض 

وتابع عبدالناصر، وبعد أن تحقق لهم ما أرادوا من المولى عزوجل، حرص أهالينا بالقرية على تنفيذ نذرهم، وتقديم الطعام للفقراء والمساكين وعابرى السبيل، وأصبحت صدقة جارية منذ هذا التاريخ حتى الآن، نحرص على تنفيذها ونرغب أطفالنا وأبنائنا حتى يحرصوا عليها بعد مماتنا، لأنها وعد ونذر يجب أن يوفى وألا ينقطع مهما كانت الظروف والأحوال التي تحيط بنا.

وأضاف عبيد سالم، مزارع"، اختيار يوم محدد لتنفيذ هذا النذر، يعود لموسم حصاد بعض المحاصيل خلال هذه الأيام منها " السمسم والكركديه"، حيث يحصل الأهالى على ثمار وحصاد مجهودهم، والذى يمكننا من الإنفاق على احتياجات هذا اليوم، وحتى يكون يوم موحد للقرية بالكامل، يتعاون فيه الجميع لتنفيذ هذه الوصية والنذر، لتكون صدقة جارية تحمينا وتحمى أبنائنا من الأمراض.

الصوانى والأطعمة في الشوارع

وأشار سيد حمدالله، موظف، قبل أيام من حلول الجمعة الأخيرة لشهر نوفمبر، يجتمع أهالى القرية للتجهيز لهذا اليوم، ومشاركة أطفالهم لغرس هذه العادة الطيبة فيهم، ويتم الاتفاق على شراء احتياجات هذا اليوم، ودعوة الأصدقاء وأهالى القرى المجاورة، لمشاركتهم احتفالهم بهذه الذكرى السنوية، وعقب انتهاء صلاة الجمعة يتوافد أبناء القرية بـ " صوانى" عليها ما لذ وطاب من الأطعمة، أمام المسجد الكبير وشوارع القرية، ليأكل منها الجميع الفقراء وعابرى السبيل، فى مشهد بديع ينتظره الجميع كل عام.

وأضاف حمدالله، بأن هذا اليوم من كل عام بمثابة عيد، يتصافح الجميع فى فرح وسرور، مع تقديم التهانى لبعضهم البعض ابتهاجاً وفرحاً بهذه المناسبة السعيدة التى كانت بالنسبة للقرية بمثابة يوم نجاة من وباء الطاعون والكوليرا، كما أن الأطفال يشعرون بأن هذا اليوم له قيمة مختلفة كون ما يحدث به من مظاهر مختلف عن أي يوم آخر، ما يساعد فى الحفاظ على هذا الموروث الشعبى والعادة الطيبة التي توارثناها عن آبائنا وأجدادنا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قنا الطاعون نجع حمادى الجمعة الأخيرة المزيد المزيد صدقة جاریة هذا الیوم کل عام

إقرأ أيضاً:

مضغ العلكة قبل الأكل.. حيلة غذائية أم فخ للجهاز الهضمي؟

هل يمكن لمضغ العلكة أن يساعد في إنقاص الوزن؟ يعتقد البعض أن مضغ العلكة قبل تناول الطعام يُسهم في تقليل الشهية، ويساعد على تناول كميات أقل من الطعام من خلال تحفيز إفراز هرمون الشبع بسرعة أكبر.

وقد دعمت بعض الدراسات هذا الطرح؛ إذ أظهرت مراجعة علمية شملت 15 دراسة، من بينها 5 تناولت مضغ العلكة بشكل مباشر، أن عملية المضغ قد تُنشط إفراز هرمونات معينة في الجهاز الهضمي تقلل الإحساس بالجوع وتسهم في خفض كميات الطعام المستهلكة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وجبات ذكية لذاكرة أقوى.. كيف يساعدك الطعام على التركيز؟list 2 of 2تغنيك عن المهدئات.. 7 مشروبات طبيعية تهدئ القلق والتوترend of list نتائج متباينة للدراسات

تشير الدراسات التي تدعم فكرة أن مضغ العلكة قد يساعد في إنقاص الوزن إلى أن فعاليته تكمن في تقليل إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة خلال اليوم.
ففي إحدى الدراسات، أفاد المشاركون الذين مضغوا العلكة بين الإفطار والغداء بأنهم شعروا بجوع أقل، وتناولوا في المتوسط نحو 68 سعرة حرارية أقل في وجبة الغداء مقارنة بمن لم يمضغوها.

ومع أن هذه النتائج تبدو مشجعة، إلا أن الباحثين يؤكدون أن تأثير مضغ العلكة على تقليل السعرات محدود نسبيا، ولا توجد أدلة كافية حتى الآن على فعاليته في تحقيق خسارة وزن كبيرة على المدى الطويل.

من جهة أخرى، لا يمكن اعتبار أن نتائج الدراسات التي أشارت إلى فوائد مضغ العلكة في تقليل الوزن تنطبق على جميع الحالات، إذ لم تُسجّل نتائج مماثلة في أبحاث أخرى.

ففي دراسة أجراها باحثان من قسم علوم التغذية بجامعة بيرديو الأميركية، جرى اختبار تأثير مضغ العلكة -بتفاوت في درجة صلابتها- على مؤشرات الشبع، واستهلاك الطاقة، وإفراغ المعدة. ورغم محاولة توثيق العلاقة بين المضغ والشعور بالشبع بشكل دقيق، أظهرت النتائج آثارا محدودة وغير متسقة، ولم يلاحظ أي تأثير واضح للمضغ على الإحساس بالجوع.

وتظهر نتائج الأبحاث عموما تباينا ملحوظا؛ إذ أفاد بعض المشاركين في دراسات أخرى أن مضغ العلكة لم يكن له سوى تأثير طفيف على كمية الطعام أو السعرات الحرارية المستهلكة. لذلك، يبدو أن مضغ العلكة ليس وسيلة فعالة للجميع في تقليل الجوع أو خفض كميات الطعام.

دراسات: مضغ العلكة ليس وسيلة فعالة للجميع في تقليل الجوع أو خفض كميات الطعام (بيكسابي) تأثيرات محتملة

تشير بعض الدراسات إلى أن مضغ العلكة قد يؤثر سلبا على جودة النظام الغذائي، إذ يمكن أن يقلل من رغبة الشخص في تناول الأطعمة الصحية مثل الفاكهة.

إعلان

ففي دراسة نُشرت في مجلة "إيتنغ بيهافيورز" عام 2013، تبيّن أن الأشخاص الذين مضغوا علكة بنكهة النعناع كانوا أقل ميلا لتناول الفاكهة كوجبات خفيفة. ويرجح أن السبب يعود إلى الطعم القوي للنعناع الذي قد يجعل طعم الفاكهة غير مستساغ بعده.

من ناحية أخرى، تحتوي العديد من أنواع العلكة الخالية من السكر على "السوربيتول"، وهو مُحل منخفض السعرات يُصنف ضمن كحوليات السكر، ويمتصه الجسم بشكل ضعيف، ما يمنحه خصائص مُلينة. وقد وثقت دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية حالات عانت من إسهال مزمن وآلام في البطن وعسر هضم نتيجة الإفراط في تناول العلكة المحتوية على السوربيتول، بمعدل يومي تراوح بين 15 و20 قطعة.

كما أن مضغ العلكة يؤدي غالبا إلى ابتلاع كميات من الهواء، ما يسبب الشعور بالانتفاخ والغازات.

ويُحذّر خبراء التغذية من أن مضغ العلكة يُحفز إفراز الحمض في المعدة حتى في غياب الطعام، وهو ما قد يربك الجهاز الهضمي ويؤدي على المدى الطويل إلى تهيج بطانة المعدة، وربما يُسهم في تطور مشكلات أكثر خطورة مثل القرحة، خاصة إذا تكرر الأمر بانتظام.

مشكلات صحية تسببها "العلكة"

إلى جانب الآثار السابقة، يشير موقع هيلث لاين إلى مجموعة من المشكلات الصحية الأخرى التي قد تنتج عن الإفراط في مضغ العلكة، خصوصا تلك المحلّاة بالسكر. إذ إن وجود السكر يُغذي البكتيريا الضارة في الفم، مما يؤدي إلى تكوّن طبقة البلاك على الأسنان وزيادة خطر التسوس مع مرور الوقت. كما يرتبط تناول كميات كبيرة من السكر بمشكلات صحية مزمنة مثل السمنة، مقاومة الأنسولين، ومرض السكري.

ولا يقتصر الضرر على صحة الفم فقط؛ فقد كشفت دراسة نُشرت في مجلة "جينيرال دِنتستري" أن مضغ العلكة لفترات طويلة قد يؤدي إلى إجهاد عضلات الفك، كما تم ربطه بزيادة احتمالية الإصابة باضطراب المفصل الفكي الصدغي، وهو اضطراب يسبب ألما عند فتح الفم أو المضغ.

ومن الآثار الجانبية الأخرى، المعاناة من نوبات صداع متكررة. فقد أشارت مراجعة بحثية إلى أن المضغ المستمر قد يكون محفزا للصداع، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أو صداع التوتر، ما يجعل مضغ العلكة عاملا مهيجا لتفاقم الأعراض لدى هذه الفئة.

كيف تُساعد العلكة في تقليل السعرات الحرارية؟

يمكن لمضغ العلكة أن يكون مفيدا للصحة إذا استُخدم باعتدال ووعي. ولتحقيق أقصى استفادة وتجنب الأضرار المحتملة، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:

تجنب الإفراط في مضغ العلكة، واكتفِ بعدد محدود من القطع يوميا. يفضل استخدام العلكة الخالية من السكر لتقليل خطر تسوس الأسنان، مع الانتباه إلى نوع المُحلّي المستخدم.

وللاستفادة من العلكة كأداة لدعم ضبط الشهية والتحكم في تناول السعرات، جرّب هذه النصائح:

امضغ العلكة عند الشعور برغبة في تناول وجبة خفيفة غير ضرورية، خصوصا بين الوجبات الرئيسية. اجعل مضغ العلكة جزءا من روتينك بعد الأكل، كإشارة ذهنية إلى انتهاء الوجبة وتجنّب تناول كميات إضافية. أبقِ فمك مشغولا أثناء الطهي بمضغ العلكة، ما قد يساعدك على تقليل التذوق المستمر للطعام خلال التحضير.

مقالات مشابهة

  • الكركم في المطبخ اليومي.. كيف نحصل على فوائده دون أن نفسد طعم الطعام؟
  • التنمر والتحرش والعنف على طاولة الشيوخ.. نواب: تهديد مباشر لتماسك المجتمع واستقراره النفسي.. تغليظ العقوبات وعودة مادة الدين السبيل لمكافحتها
  • أبو شقة: عودة مادة الدين للمدارس بنجاح ورسوب السبيل لمكافحة التنمر والتحرش
  • تطهير جسور النيل وإطلاق حملات لمكافحة الحشرات والقوارض بدمياط
  • روسيا والصين وباكستان يقدمون مشروع قرار لمجلس الأمن يدين الهجوم الأمريكي على إيران
  • مضغ العلكة قبل الأكل.. حيلة غذائية أم فخ للجهاز الهضمي؟
  • الدقهلية: استمرار انطلاق أسواق اليوم الواحد الجمعة والسبت كل أسبوع
  • استشهاد (70) غزاويا من قبل إسرائيل أثناء محاولة حصولهم على الطعام
  • استشهاد (70) غزاويا من قبل إسرائيل أثناء حصولهم على الطعام
  • تحذير برلمانى من انتشار إعلانات الدروس الخصوصية بالشوارع