قال المهندس عمرو صبحي، الخبير في مجال امن المعلومات، إن الذكاء الاصطناعي أحدث طفرات خطيرة، فقد يمكن له أن يسهم في إطالة عمر الإنسان، ولكن بطريقة غير مباشرة، فالفترة الماضية شهدت تطورا هائلا في المجال الطبي، وخاصة في العمليات الجراحية واستخدام الروبوتات.

التقنيات الحديثة لعلاج السمنة.. من الجراحة إلى العلاجات الدوائية نظام غذائي مبتكر يسرع من تعافي مرضى السرطان بعد الجراحة


وأضاف خلال حواره ببرنامج "العنكبوت"إن الروبوتات أصبحت بالفعل في خدمة الطب، فقد ساهمت في إجراء أكثر من 1.

5 مليون عملية جراحية سنوية بنجاح مذهل بنسبة 98%.

وأكد أنه مع التطور الهائل في التكنولوجيا، أصبحت الجراحة الروبوتية واقعًا يغير مفهوم العمليات الجراحية، وهذه التقنية ثورة في الطب يمكن أن تتفوق على مهارة الأطباء البشر.

النانو روبوتس


وشدد على أن الذكاء الاصطناعي له أوجه مختلفة من بينها الروبوتس، ومن بين المشاريع التي شارك بها أيضا الذكاء الاصطناعي هي “النانو روبوتس” وهي في حجم حبة الفول تقريبا قادرة على الوصول إلى النقطة الحساسة في جسد الإنسان والعمل عليها بدقة كبيرة جدا دون أن يكون هناك تدخل جراحي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجراحة الجراحة الروبوتية الذكاء الاصطناعي الطب بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

احتكار الذكاء الاصطناعي لا يفيد

ترجمة قاسم مكي

عندما أصدرت السلطات التي تتولى فرض قانون مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة الموجِّهات الجديدة الخاصة باندماج الشركات في عام 2023 كان هنالك تفاؤل حذر بأن الدروس المستفادة من الحقبة السابقة لصفقات شركات التقنية الكبرى قد تم استيعابها.

أوضحت تلك الموجهات أن الإندماجات ستخضع للفحص ليس فقط عندما تستحوذ شركة ما على شركة أخرى موجودة ومنافسة وتتجاوز حصتها بذلك 30% من حجم السوق ولكن أيضا إذا استحوذت على منافس محتمل أو شكَّلت جزءا من سلسلة من الاندماجات.

كانت الموجة الأخيرة من شراكات الذكاء الاصطناعي اختبارا حقيقيا لهذه المبادئ. وفي العام الماضي فقط دشنت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية دراسة عن شراكات الذكاء الاصطناعي وحذرت من أضرار محتملة.

لكن المزاج تغير منذ ذلك الوقت. فالاحتكارات المحلية يعاد توصيفها الآن وتعتبر شركات وطنية في سباق جيوسياسي مع الصين.

بدأت المشكلة مع «ستارجيت» وهذا مشروع استثمار مشترك بين شركات آرم ومايكروسوفت وانفيديا وأوراكل وأوبن أيه آي بتكلفة 500 بليون دولار. مشروع بهذا الحجم ويوحِّد هذا العدد الكبير من شركات التقنية يجب أن يخضع إلى فحص «اندماج» صارم. لكن بدلا من ذلك أُعلِن عنه بواسطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إشارة إلى مباركة حكومية ضمنية له. وجرى الاحتفاء به كوسيلة لتعزيز التفوق التقني للولايات المتحدة.

وفي العام الماضي عقدت شركات اوبن أيه آي وأوراكل وكور وَيف ومايكروسوفت وأيه إم دي وسوفت بانك سلسلة من الشراكات التي تهدف إلى تمكين البنية التحتية الأمريكية الضخمة للذكاء الاصطناعي من العمل بكفاءة.

في الواقع، يثير التمويل الدائري للشركات في هذه الصفقات مخاطر انفجار فقاعة في صناعة الذكاء الاصطناعي. (التمويل الدائري يعني اقتصار الشركات على تمويل بعضها البعض وعدم اللجوء إلى مصادر خارجية- المترجم).

لكن الذي اجتذب قدرا أقل من الانتباه مشكلةُ المنافسة التي تنتج عن ذلك. فهذه الصفقات تشكل سلسلة من «خنادق الاحتكار» عبر سلسلة التوريد بأكملها. (حسب موسوعة انفستوبيديا خندق الاحتكار مصطلح يُقصد به المزايا التنافسية القوية التي تحمي وضع الشركة في السوق في الأجل الطويل من الشركات المنافسة وعلى نحو يماثل وظيفة الخندق الذي يحيط بالقلعة - المترجم.)

يجب أن تثير الاندماجات والاستحواذات والمشروعات والاستثمارات المشتركة الكبيرة اهتمام سلطات مكافحة الاحتكار.

فالجهات التنظيمية الفيدرالية وفي الولايات أيضا لديها السلطة والأدوات التي تمكنها من العمل. يجب أن تفحص مراجعاتُ الاندماجات الكيفيةَ التي تعيد بها الصفقات تشكيل المنافسة سواء أفقيا (عندما يندمج المتنافسون أو يتعاونون) أو رأسيا (عندما تتكامل الشركات عند مختلف مستويات سلسلة التوريد بطرائق يمكن أن تزيد التكاليف للشركات المنافسة). تثير الفورة الحالية لاستثمارات وشراكات الذكاء الاصطناعي مخاوف رأسية وأفقية على السواء. فاستثمار «إنفيديا» حوالي 5 بلايين دولار في منافستها «إنتل» على سبيل المثال له دلالات أفقية واضحة في سوق الرقائق الإلكترونية التي يوجد بها أصلا تركُّز. (بمعنى تسيطر على سوقها شركات قليلة وأساسا تي اس ان سي التايوانية ثم سامسونغ الكورية الجنوبية ـ المترجم).

وعلى نحو مماثل تعمل شركات مايكروسوفت وأوراكل وكور ويف في نفس سوق خدمات الحوسبة التي تهيمن عليها قلة من الشركات. وبانضمامها إلى تحالفات مثل مشروع ستارجيت ربطت بين مصالحها الاقتصادية. ومثل هذه الشراكات الاستراتيجية تخاطر بتحييد المنافسة المباشرة بين الشركات.

تثير التحالفات أيضا مخاوف رأسية تتعلق بالحرمان من الحصول على المدخلات الأساسية (كالرقائق أو البيانات) وذلك حين تتيح السيطرةُ على أحد هذه المدخلات لشركةٍ ما ميزةً على الشركات المنافسة.

لنأخذ شراكة إنفيديا ـ أوبن أيه آي كمثال على ذلك. السؤال الذي يتعلق بمنع الاحتكار في هذه الحال هو: هل ستخص انفيديا شريكتها اوبن أيه آي بالأولوية في الحصول المبكر على أحدث رقائقها المتقدمة أم تقدمها لها بأسعار مخفضة؟ ففي سوق تشهد طلبا مرتفعا على الرقائق سيحِدُّ مثل هذا التصرف من إمكانية حصول شركات الذكاء الاصطناعي المنافِسة على أحد المدخلات الضرورية.

أيضا لهذه المشكلة ضرر آخر. فشركات تصنيع الرقائق المنافسة لإنفيديا ستجد صعوبة في بيع رقائقها إلى شركة أوبن أيه آي.

إلى ذلك، تفتح هذه الشبكة المتمددة من التحالفات الباب أمام مخاوف تقليدية تتعلق بمحاربة الاحتكار مثل الصفقات الحصرية وحَزْم المنتجات (تجميع عدة سلع أو خدمات وبيعها معا).

يفرض العديدون من مزوّدي خدمات الحوسبة السحابية التزاماتٍ على العملاء بحد أدنى من الإنفاق، وهذا يقيد العملاء ويحد من قدرتهم على تنويع مزوِّديهم بهذه الخدمات.

شراء الشركات الناشئة والمنافسة أسلوب قديم من أساليب الاحتكار وأيضا الصفقات التي توفِّق بين مصالح شركات معينة وتحيّد المنافسة المحتملة. فشركة جوجل دفعت الى آبل بلايين الدولارات كي تصبح محرك البحث الافتراضي على أجهزتها، وهذا أيضا شجع آبل على الابتعاد عن مجال محركات البحث.

كما عقدت جوجل أيضا اتفاقية لإثناء فيسبوك عن تدشين تقنيات إعلانات منافسة ومنحت بموجبها فيسبوك معاملة تفضيلية في مزاد إعلاناتها. المخاطر واضحة. مع تزايد ارتباط وتداخل الحظوظ الاقتصادية لشركات الذكاء الاصطناعي عبر الاستثمارات المتبادلة والشراكات يتآكل الحافز الذي يدفع إلى التنافس. وقد يحل محل النظام التنافسي تنسيق صامت مع حماية كل شركة «لخندق» احتكارها وفي الوقت ذاته اقتسام ريع الاحتكار مع الشركاء.

الافتراض بأن التركُّز (هيمنة شركات قليلة على السوق) يصنع قوّة خاطئ تاريخيا واقتصاديا. فالتنافس وليس الحمائية أو التركُّز هو الذي يحرك الابتكار.

على الجهات المسئولة عن محاربة الاحتكار مقاومة جاذبية خطاب «الأمن القومي» وإدراك حقيقة هذه التحالفات كمساعٍ لترسيخ النفوذ وتمديد السيطرة الاحتكارية إلى الحقبة التكنولوجية التالية.

مادهافي سينغ نائبة مدير مشروع ثورمان ارنولد وباحثة بجامعة ييل الأمريكية

الترجمة عن الفاينانشال تايمز

مقالات مشابهة

  • هل يصبح الذكاء الاصطناعي بديلاً للعولمة؟
  • جيش الاحتلال يطلق نظام ذكاء اصطناعي لمراقبة حسابات جنوده على مواقع التواصل
  • كيف يمكن للذكاء الاصطناعي دفع التحوّل نحو الطاقة النظيفة؟
  • ذكاء اصطناعي يرسم خريطة مذهلة لـ100 مليار نجم في درب التبانة بدقّة غير مسبوقة
  • احتكار الذكاء الاصطناعي لا يفيد
  • «البترول»: «بوابة مصر للاستكشاف» تفوز بجائزة أفضل وكيل ذكاء اصطناعي في مؤتمر الجيوميكانيكا
  • البترول : فوز مهند عاطف بجائزة أفضل وكيل ذكاء اصطناعي
  • خبير ذكاء اصطناعي عن خاصية X الجديدة: الخلافات العربية كانت وهمًا يدار من تل أبيب
  • هل اقتربنا من سيناريوهات نهاية العالم على يد الذكاء الاصطناعي؟
  • ثورة في الطب الشرعي.. تقنية جديدة تتيح اكتشاف البصمات على الطلقات المحروقة