الجزيرة:
2025-07-29@16:25:22 GMT

نتنياهو سيدمر نفسه بيده

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

نتنياهو سيدمر نفسه بيده

عندما صدر القرار 1701 لإعلان وقف حرب 2006، لم يكن معبّرًا عن حجم الانتصار الميداني الذي حققه حزب الله عسكريًا، على الأرض. وذلك بالرغم من اضطرار الكيان الصهيوني للسعي من أجل وقف الحرب، ولا سيما بعد مقبرة الدبابات في وادي الحجير.

طبعًا كان المسؤول الأول عن عدم عكس القرار 1701، لميزان القوى العسكري في الميدان، ولا سيما، مع تهالك الجيش الصهيوني، والقيادة السياسية لوقف الحرب، هو أميركا، والمعادلة السياسية اللبنانية التي لم تلحظ بدورها، أو لم تعكس، واقع ميزان القوى العسكري.

وكانت رئاسة الوزراء، في حينه، ضدّ المقاومة.

لقد وضعت تقييدات في بعض بنود القرار، وكان على حزب الله تجاوزها، عمليًا، عند محاولة تنفيذ القرار، ومن ثم تثبيت الحالة التي طبق فيها القرار، واقعيًا، لتعكس، واقع ميزان القوى، أكثر مما كان يعكسه القرار في بعض بنوده.

إن استحضار هذا المثل قد يفيد في التعاطي مع، بل في قراءة، بعض بنود الاتفاق الراهن الذي وُوفق عليه في صباح السابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني لهذا العام 2024، حيث تضمن بعض البنود التي لا تعكس ميزان القوى العام، ولا ميزان القوى الميداني من بعض الأوجه، وقد عبّرت عن الدور الأميركي-الفرنسي المنحاز إلى الكيان الصهيوني، من جهة أخرى. فضلًا عن "ورقة الضمانات الأميركية لتنفيذ القرار" (خارج الاتفاق)، وذلك لإنقاذ ماء وجه نتنياهو، الذي أخفق في تحقيق الأهداف، التي أعلنها في شنّه للعدوان العسكري على حزب الله ولبنان.

كما عبّر عما يبيّت، خصوصًا، أميركيًا لمحور المقاومة في المرحلة الآتية ما بعد هذا التاريخ، وعلى التحديد مرحلة ترامب الذي شدّد، من وراء ستار، على التوصل لاتفاق لوقف الحرب في لبنان.

من هنا، فإن قراءة نصوص الاتفاق، وما صدر إلى جانبه من "تفاهم" أميركي– صهيوني (ورقة الضمانات) في مواجهة مرحلة ما بعد الاتفاق، يجب ألا يستند تقويم الاتفاق إليهما فقط؛ لأن ما قبل هذا الاتفاق، يجب أن يُقرأ باعتباره، نكسة كبيرة للأهداف التي وضعها نتنياهو للحرب على حزب الله.

وهذا يفسّر الكثير من النقد الذي وجّه، صهيونيًا، إلى نتنياهو بسبب هذا الاتفاق، الذي جسّد فشل نتنياهو في تحقيق الهدف، الذي وضعه لحرب العدوان، وما سيترتب عليه من نتائج على المستويين، بالنسبة إلى عدم عودة الذين تخلوا عن مستوطناتهم شمال فلسطين، وإلى عدم تأمينهم من أي خطر مستقبلي عليهم.

لقد وقع الاتفاق، ونفذ وقف إطلاق النار. وبدأ من نزحوا من اللبنانيين العودة إلى بيوتهم. وهم يرفعون شارة النصر من نوافذ سياراتهم. فقد قُرِئ الاتفاق، بحق، باعتباره هزيمة للعدوان، وفشلًا لنتنياهو، بعيدًا من نصوص الاتفاق، وما حملته التعهدات الأميركية، لنتنياهو في حالة تنفيذ الاتفاق.

وبهذا فإن مستقبل الاتفاق، تقرّر منذ اللحظة الأولى، بأنه عبّر عن هزيمة العدوان، وتوقف إطلاق النار، فيما استمر حزب الله هو المتحكم الأول في التطبيق العملي، تمامًا، كما حدث مع القرار 1701 بعد حرب 2006.

طبعًا هذا هو الطبيعي والمنطقي، على ضوء موازين القوى المعطاة عمومًا، كما في الأرض اللبنانية، وهو الاتجاه العام الذي ستتخذه الأحداث. وما سيؤول إليه مصير الوضع القائم، والقادم في لبنان، كما الصراع في المنطقة، ابتداءً من مرحلة ما بعد الاتفاق. الأمر الذي يضيف مسوغًا آخر للموافقة على الاتفاق.

وهنا قبل الاسترسال في تقدير الموقف لسنة 2025، يجب أن نرقب بدقة، ماذا سيطرحه دونالد ترامب من إستراتيجية، وسياسات على مستوى العالم (الصراع مع الصين)، أو على مستوى الإقليم، خصوصًا الصراع مع إيران.

لهذا، وكما حدث مع القرار 1701، طبعًا مع الفارق بين المرحلتين، سيواجه الاتفاق، معادلة تطبيق غير ما تنصّ عليه بنود هذه، أو تلك من بنوده. الأمر الذي يعني، أن الاتفاق سيفتح مجالًا واسعًا للأزمات عند محاولة تطبيقه. وذلك بسبب ما سعت أميركا من داخله، ومن خارجه (الالتزام الخاص بينها وبين نتنياهو)، إلى تأمين مكاسب لنتنياهو، لم يستطع أن يحققها في ميدان الحرب، ولا يستطيع تحقيقها إذا حاول العودة للعدوان.

وذلك بسبب ما سيُواجهه من موازين قوى ليست في مصلحته. ومن مقاومة خرجت منتصرة من حرب العدوان، على مدى شهرين، سبقا الاتفاق، وفرضا على نتنياهو، السعي لوقف إطلاق النار، وهو كاره. وإلا ما كان هنالك من سبب، يفرض عليه التراجع، غير نتائج الفشل في الميدان العسكري.

الأمر الذي يوجب أن يُقرأ هذا الاتفاق، بأنه غير ذاهب لتطبيق نصوصه، أو كما يريد نتنياهو وأميركا، أن تطبق، وإنما ما سيوّلده التطبيق من معادلة صراع نتاج ما سيتشكل من موازين قوى على الأرض، وفي الوضع العام للصراع. وذلك ليس في لبنان فحسب، وإنما أيضًا على مستوى المنطقة، الذي تشكل منذ ما بعد حرب الطوفان في قطاع غزة، وفي المنطقة والعالم.

وهنا يجب أن تُقرأ مرحلة تطبيق الاتفاق، آخذين في الاعتبار المرحلة الجديدة القادمة، بعد أن يتسلم ترامب، رئاسة الولايات المتحدة، ويحدّد أولويات إستراتيجيته، إزاء الدول الكبرى، الصين، وروسيا، وأوروبا، وعلى الخصوص إزاء إيران ومحور المقاومة. وبأخصّ الخصوص الحرب، في مواجهة المقاومة المنتصرة، بإذن الله، في قطاع غزة.

على أن من الضروري الاستدراك لقراءة أبعاد القصف الذي شنه الطيران الصهيوني على صيدا في 28/11 في اليوم التالي من تنفيذ الاتفاق. وذلك بحجة الرد على حدوث مخالفة لبنود الاتفاق. وقد دعم هذا الاعتداء السافر بأن أميركا بلغت به، وفقًا لـ "ورقة الضمانات". الأمر الذي يهدد بنسف الاتفاق بهذا الخروج السافر.

إن امتلاك الكيان الصهيوني حق التدخل بهذه الطريقة، بما يكشف عن طبيعة تفاهم أميركي صهيوني من تحت الطاولة، يجعل الاتفاق على كف عفريت لينفجر على قاعدته حتى قبل مجيء ترامب.

وبهذا يكون الاتفاق الذي صمم بعهد بايدن، يراد منه التصعيد والتأزيم واستمرار الحرب. ومن ثم لا بد من إعادة النظر في الاتفاق حتى من حيث أتى؛ لأن نتنياهو وبايدن يريدانه اتفاقًا يشكل استمرارًا للعدوان.

أما من ناحية أخرى، فيكون نتنياهو قد دمر، بيده، هدفه في إحداث الفصل بين المقاومتين في غزة ولبنان.

علمًا أن مثل هذا، ما كان ليحدث، بسبب طبيعته المبدئية والإستراتيجية حتى لو مضى اتفاق وقف العدوان إلى نجاح، كما كان متوقعًا.

وبهذا، من جهة أخرى، يكون لبنان الرسمي: (الحكومة والبرلمان) والمقاومة قد جعلا من تأييدهما للاتفاق مسؤولية الحرب التي شنت على لبنان، مسؤولية خالصة في رقبة بايدن ونتنياهو (أميركا والكيان الصهيوني) في شنّ الحرب. وذلك حين يهددان الاتفاق بمثل هذا القصف الذي يقود إلى عودة إطلاق النار، وإلا ما معنى امتلاك حق القصف متى شاءا، أو أوَّلَا، أي موقف أو حدث.

وبكلمة إن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يقف أمام مفترق، إما المحافظة عليه، وإما كما يريد نتنياهو العودة إلى الحرب.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار میزان القوى الأمر الذی القرار 1701 حزب الله فی لبنان ما کان ما بعد

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يعقد مشاورات أمنية بشأن غزة ويُصر على "هدفي الحرب"

يعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، جلسة للكابينيت المصغر عند الساعة السابعة من مساء اليوم الإثنين، من أجل بحث الأوضاع في غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار.

وقال نتنياهو، خلال زيارة إلى قاعدة تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، إن إسرائيل "لن تتراجع ولو لدقيقة واحدة عن هدفين مترابطين: القضاء على حماس واستعادة المختطفين".

وأضاف: "لدينا عمل لم يُستكمل بعد – القضاء على حماس، واستعادة مختطفينا. نحن لا نتنازل عن ذلك ولو لدقيقة. هذان هدفان متداخلان أحدهما بالآخر"، على حد قوله.

وزعم نتنياهو أن الحرب الأخيرة على إيران حققت "إنجازًا تاريخيًا" بفضل "التركيز الاستخباري والنوعية والدقة والعمق الذي أذهلني وأكسبني، وأكسب زملائي في الكابينيت، ثقة كبيرة"، وفق تعبيره.

وأضاف "ليس كل من في الحكومة كان مطّلعًا على هذه المعلومات الاستخبارية". وادعى أن "ما رأوه في إيران يُثبت أنه لا وجود لمحور، والخطة لتدمير إسرائيل أُزيلت حاليًا من جدول الأعمال"، على حد تعبيره.

اقرأ أيضا/ ترامب: وقف إطلاق النار في غـزة مُمكن ولا أتفق مع نتنياهو بعدم وجود مجاعة

وتابع: "النجاح تحقق من خلال عملكم أنتم وزملائكم الذين لم يحضروا اليوم. هذا إنجاز تاريخي، ولا أبالغ أو أستخدم كلمات جوفاء. قدرات سيادية ومهماتية فعلت فعل السهم الذي يصيب الهدف بدقة... وتكرر الأمر مرارًا وتكرارًا".

وأضاف نتنياهو "هذا عنصر هائل – هذا الدمج بين المستوى السياسي والعسكري، ومن ثم بين الاستخبارات وسلاح الجو وأذرع أخرى. هذا الدمج هو ما قاد إلى النتيجة".

وأشار إلى أن "المهمة لم تنته بعد"، ولفت إلى "وجود مهمات لا تزال قائمة في المحور، وهناك تهديدان رئيسيان لا يزالان ماثلين: حماس، و"تلك العصابة في الجنوب، هؤلاء المتوحشون" – في إشارة غير مباشرة إلى حزب الله – وقال: "سنعالج الأمر معهم أيضًا".

وأردف: "علينا، أولًا وقبل كل شيء، الحفاظ على إنجاز إبعاد تهديدين أساسيين: النووي، والصواريخ الباليستية، وستكون هناك تهديدات جديدة، لكن لا شك لديّ أننا قادرون على مواجهتها بفضل القدرات التي أثبتموها".

وختم حديثه بالقول: "لكم دور هائل في النجاحات حتى الآن، وأتمنى لنا جميعًا أن تواصلوا المساهمة في ضمان نصر إسرائيل. أشكركم".

 

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إسرائيل تضع شرطا لاستئناف المفاوضات مع حماس مستشاران بارزان لنتنياهو في واشنطن لبحث ملفات غزة وإيران منظمتان حقوقيتان في إسرائيل تؤكدان ارتكاب إبادة جماعية بغزة الأكثر قراءة محمد اشتية... خيرا فعلت واستمر في فعل الخير - بقلم : د. احمد المعروف حماس : نواصل المشاورات لإنجاز اتفاق مشرّف الكشف عن هدف العملية العسكرية في دير البلح محدث: ارتفاع عدد المتوفين نتيجة التجويع في غزة إلى 20 خلال يومين عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • بعد فاصل من اللعب معه.. طفل هندي يقتل ثعبان كوبرا بيده
  • تفاصيل الإتفاق الذي أفضى للإفراج عن الشيخ الموالي للحوثيين محمد الزايدي في المهرة
  • الاتحاد الأوروبي يدرس تعليق التعاون العلمي مع إسرائيل بسبب الحرب على غزة
  • نتنياهو يعقد مشاورات أمنية بشأن غزة ويُصر على "هدفي الحرب"
  • بروكسل: الاتفاق الحالي مع الولايات المتحدة أفضل من الحرب التجارية
  • ستارمر: صور أطفال غزة مروّعة.. وترامب يتحدث عن خطط مع نتنياهو
  • الاتفاق الذي انقلب على صاحبه، كيف تحولت مبادرة الجيش لأداة ضده
  • نتنياهو وعطلة الكنيست.. ماذا في جعبة الحاوي؟
  • ضابط اسرائيلي يناشد نتنياهو وقف الحرب
  • حماس: الاتفاق كان قريبا.. والاحتلال كان يريد السيطرة على 40% من القطاع وعدم الالتزام بوقف الحرب