أزمة الاتحاد التونسي للشغل تحتدّ وسط مطالب بتغيير القيادة
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
تحتد الأزمة داخل الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر منظمة نقابية في تونس، وسط مطالب بضرورة عقد مؤتمر استثنائي يمهّد لانتخاب قيادة جديدة.
وتأتي الخلافات التي تشقّ الاتحاد في ظرف تواجه فيه قيادته الحالية انتقادات بسبب طريقتها في إدارة المرحلة التي تلت إجراءات 25 يوليو 2021 التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيد، فضلا عن تعطل الحوار الاجتماعي مع الحكومة.
وتعود جذور الأزمة الداخلية صلب المنظمة الشغيلة إلى المؤتمر الاستثنائي الذي عقد في يوليو 2021 وأفضى إلى تعديل المادة 20 من قانونها الداخلي بما أتاح لاحقا لخمسة أعضاء من القيادة لتمديد بقائهم على رأس المنظمة، في خطوة وصفتها المعارضة النقابية بـ"الانقلاب".
وفيما لم يحسم القضاء التونسي بعد في مآلات ذلك المؤتمر الاستثنائي، فإن تصاعد وتيرة الأزمة التي يعيشها الاتحاد فتح النقاش في الأوساط النقابية في تونس بشأن وضعية المنظمة الشغيلة ومدى استجابة القيادة الحالية لمطالب عقد مؤتمر استثنائي.
سر الأزمةفي تشخيصه للأزمة الداخلية للاتحاد العام التونسي للشغل، يؤكد المتحدث باسم اتحاد المعارضة النقابية، الطيب بوعائشة، أن "المنظمة الشغيلة أصبحت عاجزة ودخلت في حالة عطالة تامة وجمود وانسداد للأفق".
ويوضح المتحدث باسم الاتحاد، الذي يضم نقابيين منشقين عن الاتحاد العام التونسي للشغل، في حديثه لـ"الحرة"، أن السبب وراء وصول وضعية الاتحاد إلى ما هي عليه اليوم هو تنقيح المادة 20 من القانون الداخلي للمنظمة، فضلا عن "إبعاد كل صوت يعارض توجهات القيادة الحالية وخياراتها في معالجة قضايا الشغالين، وهو ما أدى إلى أزمة ثقة بين المكتب التنفيذي الحالي والقواعد".
ويقول في السياق ذاته إن "الصورة السيئة التي بات عليها المكتب التنفيذي الحالي دفعت قيادات صلبه إلى الدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي أو تقديم موعده إلى الثلاثة أشهر القادمة"، لافتا إلى أن المعارضة النقابية "لا ترى في هذا التوجه حلا لأزمة الاتحاد".
ويعتبر أن هذه الخطوة "تهدف إلى إخراج جناح من القيادة واستبداله بجناح آخر من نفس التيار الذي تزعم حملات الدعوة إلى تنقيح القانون الداخلي"، مؤكدا ضرورة "تغيير كامل" للقيادة الحالية و"إعادة النظر بشكل جذري في آليات تسيير الاتحاد العام التونسي للشغل وتوجهاته العامة".
وسبق للأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، أن أقرّ خلال إشرافه على تجمع نقابي في محافظة سوسة الساحلية في 21 نوفمبر بوجود خلافات داخلية، معتبرا أنها "ظاهرة صحية تعكس الحيوية والديناميكية صلب المنظمة".
كما أقر الطبوبي بأن الاتحاد "أخطأ في بعض القضايا وأصاب في عدة قضايا أخرى"، مؤكدا أن المنظمة الشغيلة تعتزم تجديد خطابها ودورها النقابي وتصوراتها للمستقبل.
في أفق المؤتمر"وفق موازين القوى الحالية، ما يزال الأمين العام يمسك خيوط اللعبة، وسيرفض تماما فكرة عقد مؤتمر استثنائي وسيصر على تاريخ 2027 لعقد مؤتمر عادي، ومن سخرية الأقدار، أنه قد يرشح نفسه لدورة أخرى". هذا ما يراه المحلل السياسي خالد كرونة بخصوص مطالب نقابية تتعلق بضرورة عقد مؤتمر استثنائي للاتحاد.
ويضيف كرونة لـ"الحرة" موضحا أن "هذا يعني أن أزمة الاتحاد مرشحة للاستدامة، ويعني أيضا أن القيادة أحرقت كل المراكب وهو ما سيفاقم تضاؤل دور المنظمة وضمور فعلها في الساحة السياسية المحلية".
ويصف المتحدث ما يحدث بـ"المأزق التاريخي" مستطردا بالقول إن القيادة الحالية "تتحمل مسؤوليته وتبعاته منذ عقدها بالتعاون مع رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي مؤتمر البدعة غير الانتخابي وما تلاه من خطوات تدمير الهياكل وتحطيم قوة المنظمة".
ويتوقع المتحدث أنه "حتى 2027، ستكون مياه كثيرة قد جرت في النهر، ولا أحد يعلم تحديدا ما ينتظر بعض القيادات في ضوء حملة التطهير التي تشنها السلطة التنفيذية وما يثار من شكوك واتهامات قد تطال بعض الرؤوس ذات يوم" وفق قوله.
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد عقد مؤتمره العادي في 2022 وأفضى إلى انتخاب القيادة الحالية التي تمتد عهدتها إلى 2027، غير أن تزايد وتيرة الخلافات الداخلية والتي "يتحفظ " المكتب التنفيذي عن التداول والنقاش فيها إعلاميا تبقي أبواب الجدل بشأن مآلات هذه المنظمة مفتوحة على مصراعيها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الاتحاد العام التونسی للشغل القیادة الحالیة
إقرأ أيضاً:
الكنزاري مدرب الترجي التونسي: نصنع المفاجأة في كأس العالم للأندية
تونس- بعد أقل من 3 أشهر على توليه تدريب الترجي التونسي، نجح المدرب ماهر الكنزاري في قيادته إلى التتويج بثنائية، الدوري والكأس قبل أن يبدأ الفريق استعداداته للمشاركة في النسخة الموسعة لكأس العالم للأندية.
ويبدأ الترجي التونسي، الذي يشارك للمرة الرابعة في مونديال الأندية، مشواره في البطولة يوم الثلاثاء عندما يلاقي فلامنغو البرازيلي ضمن افتتاح منافسات المجموعة الرابعة التي تضم تشلسي وغالاكسي لوس أنجلوس.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نتيجة وملخص مباراة باريس سان جيرمان ضد أتلتيكو مدريد في كأس العالم للأنديةlist 2 of 2ميسي ينقذ افتتاح كأس العالم للأندية فماذا عن باقي المباريات؟end of listوسبق للترجي أن خاض مونديال الأندية في 3 مناسبات، 2011 و2018 و2019 وحقق أفضل نتائجه في البطولة في آخر مشاركتين بالحلول في المركز الخامس.
ويتطلع الترجي لبلوغ الدور الثاني في مشاركته الرابعة بحسب ما أكده المدرب ماهر الكنزاري في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت.
وتحدث الكنزاري للجزيرة نت عن تجربته الثانية في تدريب الترجي وأهدافه مع الفريق في كأس العالم للأندية 2025، كما تطرق إلى حظوظ الأندية العربية فضلا عن رأيه في المستوى الفني المتوقع للبطولة في ضوء حضور كبرى الأندية في أوروبا.
ـ وضعت قرعة المونديال الترجي في المجموعة الرابعة مع تشلسي وفلامنغو وغالاكسي لوس أنجلوس، كيف استعد فريقك لهذه المواجهات الثلاث في الدور الأول؟
ـ استعداداتنا للبطولة لم تأخذ الكثير من الوقت لكون مشاركتنا في الدوري والكأس انتهت تقريبا في أوائل شهر يونيو /حزيران الحالي، وأعتقد أن مبارياتنا الأخيرة في الدوري والكأس تندرج ضمن التحضير للمونديال.
إعلاننظريا يبدو فلامنغو وتشلسي هما الفريقان الأوفر حظا في المجموعة الرابعة لكننا عازمون على أن تكون حقيقة المستطيل الأخضر مخالفة للأحكام الأولية وأن نصنع المفاجأة في هذه المجموعة.
ـ تكتسي مباراة الافتتاح عادة أهمية كبرى في تحديد مسار الفريق على امتداد البطولة.. إلى أي مدى تعتقد أن الترجي قادر على تحقيق نتيجة إيجابية أمام فلامنغو؟
ـ نحن ندرك أن المنافس من أفضل أندية البرازيل وأميركا اللاتينية، ونعتقد أن مواجهته تتطلب الكثير من العزيمة والجهد، والترجي سيدخل المباراة متسلحا بمكانته وخبرة لاعبيه ودعم جماهيره التي تحولت بالآلاف إلى فيلاديلفيا.
المباراة الأولى في كل المسابقات هامة جدا وهي بمثابة المؤشر على ما سيحققه الفريق على امتداد البطولة، وبالتالي نحن نمنح هذه المباراة أهمية كبرى دون أن نغفل بقية المباريات، فلامنغو يملك على الورق أسبقية على حسابنا ولكننا جاهزون لمنافسته بثقة كبيرة.
ـ عموما، ما هي أهداف الترجي في المونديال؟
ـ في مثل هذه البطولات الكبرى عادة ما أرفض الحديث عن أهداف عامة بقدر ما أتحدث عن الأهداف بحسب المباريات، سنتعامل مع كل مواجهة كما لو أنها المباراة الوحيدة لنا في البطولة، وبعد المباراة الأولى سأجتمع مع لاعبيّ ونرى ما علينا أن نفعله في المواجهة الموالية.
لكن هذا لا يمنع من القول إن أهدافنا في الترجي هي تشريف النادي والوطن بشكل عام، وأن نترك أفضل الانطباعات عن الكرة التونسية وما بلغته من مستوى، ولكن إذا نجحنا في بلوغ الدور الثاني فسيكون ذلك إنجازا عظيما في تاريخ الترجي.
ـ تشارك 5 أندية عربية في مونديال الأندية. الترجي والأهلي والوداد والهلال السعودي والعين الإماراتي.. هل تتوقع مفاجأة عربية في البطولة؟
ـ هذه البطولة تعتبر استثنائية لكونها الأولى التي تشهد مشاركة 32 ناديا في تاريخ المسابقة، أعتقد أن كل الفرق جهزت نفسها على أكمل وجه لتقديم مستوى لافت والخروج بشيء يحفظه تاريخ كأس العالم للأندية.
الفرق العربية الخمسة، بما فيها الترجي والأهلي والوداد والهلال والعين تملك خبرة وتجربة في المونديال، ومكانتها كبيرة محليا وقاريا وبالتالي فأهدافها متشابهة وحظوظها متقاربة ولكن ما أؤكده أن جميعها ستلعب من أجل الانتصار، الفوز هو كلمة العبور لكل الفرق المشاركة في الحدث العالمي.
إعلانـ من ترى الأقدر من بين الأندية الكبيرة في العالم التي تشارك في البطولة على لعب الأدوار الأولى والمنافسة على اللقب؟
ـ لا أعرف صراحة مدى جاهزية الأندية لأن البطولة تقام في نهاية موسم استثنائي في بعض الدوريات ولكن الفرق التي تألقت على المستوى الأوروبي والفرق المتعودة على لعب الأدوار الأولى ستكون في المقدمة للذهاب بعيدا في المنافسة.
ما هو ثابت ومؤكد أن كبار أوروبا سينافسون بقوة على اللقب ولكن قبل ذلك أتوقع أن أندية أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية ستعمل على أن تبلي البلاء الحسن في هذه النسخة الاستثنائية والقوية من المونديال، فنحن شاهدنا الكثير من المفاجآت الملهمة في البطولات الكبيرة وكان آخرها منتخب المغرب في مونديال 2022.
ـ حققت مع الترجي لقب الدوري والكأس في موسم استثنائي، في مقابل الإخفاق في دوري أبطال أفريقيا.. كيف تنظر إلى مسيرتك مع الفريق الأحمر والأصفر؟
ـ التتويج بلقبين في موسم واحد أمر مشرف جدا للترجي ولمسيرتي التدريبية، حققت الكثير من الألقاب مع النادي لاعبا ولكن إنجازنا هذا الموسم وأنا في منصب المدرب سيحفزني على مزيد من الجهد لانتصارات قادمة محليا وقاريا لأن المهمة ستكون أصعب في الموسم المقبل.
في تونس للأسف لا يمكن للمدربين أن يضعوا برنامج عمل على المدى البعيد لعدة أسباب ولكن تحضيراتنا للموسم المقبل ستتضمن بالتأكيد الحفاظ على هذه النجاحات بجانب قيادة الترجي التونسي لاستعادة سيطرته على الكرة الأفريقية.