حكم الصلاة بالحذاء في الأحاديث النبوية وأراء الفقهاء
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن الصلاة في الحذاء يدور حكمها بين الندب والإباحة، فلا يجوز اعتقاد وجوبها ولا اعتقاد حرمتها؛ لأن كليهما لم يشرع فيهما، فمن صلى فيها على وجه الندب، ومن تركها في الصلاة على وجه الإباحة؛ لم يتعد حدود الله فيها.
الأحاديث والآثار الواردة في الصلاة بالنعالروي عن أبي مسلمة بن يزيد الأزدي قال: سألت أنسًا رضي الله عنه: أكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي في نعليه؟ قال: "نعم" رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَلَا يُؤْذِ بِهِمَا أَحَدًا، لِيَجْعَلْهُمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، أَوْ لِيُصَلِّ فِيهِمَا».
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُصَلِّي حَافِيًا وَمُنْتَعِلًا" رواهما أبو داود.
وعن أبي عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه أنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نعليه، فصلى الناس في نعالهم، فخلع نعليه، فخلعوا، فلما صلى قال: «مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ فِي نَعْلَيْهِ فَلْيُصَلِّ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَخْلَعَ فَلْيَخْلَعْ»، وهو حديث مرسل صحيح الإسناد.
فهذه الأحاديث دالة على مشروعية الصلاة في النعال وعلى الإباحة والتخيير فيها، ولذلك اختلف عمل الصحابة والتابعين في ذلك؛ فكان لا يصلي في النعلين: عبد الله بن عمر وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهم، وكان ممن يصلي فيها من الصحابة: عمر وعثمان وابن مسعود وأنس بن مالك وعويمر بن ساعدة وسلمة بن الأكوع وأويس الثقفي رضي الله عنهم، ومن التابعين: سعيد بن المسيب وعطاء بن أبي رباح وعطاء بن يسار والقاسم وعروة بن الزبير وسالم بن عبد الله ومجاهد وشريح القاضي وطاوس وأبو عمرو الشيباني والأسود بن يزيد وإبراهيم النخعي وعلي بن الحسين رضي الله عنهم.
آراء الفقهاء في الصلاة بالنعال ومحلها
محل جواز الصلاة في النعال: إذا لم يكن بها نجاسة؛ كما نص عليه العلامة القسطلاني في "شرح حديث البخاري"، والنووي في "شرح حديث مسلم".
واختلف الفقهاء فيما به يطهر النعل في القذر والخبيث؛ هل يطهر بالحك في التراب والدلك في الأرض، أو لا بد من غسله بالماء؟.
قال الإمام القسطلاني -في "إرشاد الساري شرح صحيح البخاري" (1/ 408)-: [واختلف فيما إذا كان بها نجاسة؛ فعند الشافعية لا يطهرها إلا الماء. وقال الإمام مالك والإمام أبو حنيفة: إن كانت يابسة أجزأ حكها، وإن كانت رطبة تعين الماء] اهـ.
وقال الإمام النووي -في "شرح النووي على مسلم" (5/ 43)-: [ولو أصاب أسفل الخف نجاسة ومسحه على الأرض؛ فهل تصح صلاته؟ فيه خلاف للعلماء، وهما قولان للإمام الشافعي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الأصح: لا يصح] اهـ، أي: ويتعين تطهيرها بالماء.
وقال الإمام الشوكاني في "نيل الأوطار" -(2/ 141)-: [روى أحمد وأبو داود عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أَنَّهُ صَلَّى فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ؛ فَخَلَعَ النَّاسُ نِعَالَهُمْ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لَهُمْ:« لِمَ خَلَعْتُمْ» قَالُوا: رَأَيْنَاك خَلَعْت فَخَلَعْنَا. فَقَالَ: «إنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ بِهِمَا خَبَثًا، فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيُقَلِّبْ نَعْلَيْهِ وَلْيَنْظُرْ فِيهِمَا؛ فَإِنْ رَأَى فَلْيَمْسَحْهُ بِالْأَرْضِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ فِيهِمَا»] اهـ.
وقال أيضًا -(1/ 64)-: [ووردت أحاديث من طرق عدة يقوي بعضها بعضًا دالة على أن النعل يطهر بالدلك في الأرض رطبًا كان الخبث أو يابسًا، وإلى هذا ذهب الأوزاعي وأبو حنيفة وأبو يوسف والظاهرية وأبو ثور وإسحق وأحمد في رواية، وهي إحدى الروايتين عن الشافعي، وذهب العترة والشافعي ومحمد إلى أنه لا يطهر بالدلك لا رطبًا ولا يابسًا، وذهب الأكثر إلى أنه يطهر بالدلك يابسًا لا رطبًا] اهـ بتصرف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصلاة الصلاة بالحذاء حكم الصلاة بالحذاء الحذاء الإفتاء صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنهم رضی الله عنه قال الإمام ی الله ع عن أبی
إقرأ أيضاً:
ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج يزورون “المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية” بالمدينة المنورة
المناطق_المدينة المنورة
زار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، البالغ عددهم (2443) حاجًا وحاجة من أكثر من (100) دولة حول العالم، مساء أمس المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية بالمدينة المنورة, وذلك ضمن زيارة البرامج الثقافية التي أعدّتها الوزارة لضيوف البرنامج خلال زيارتهم المدينة المنورة.
واطّلع ضيوف البرنامج على أقسام المعرض والمتحف، بدءًا من جناح الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، وجناح النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم جناحي مكة المكرمة والمدينة المنورة قديمًا، وكذلك تجوّلوا في الجناح الخاص بالأدوات التي استخدمها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم جناح آداب النبي وأخلاقه وفضائله وشمائله، وجناح السيرة النبوية، وكذلك رحلة حجة الوداع.
وشاهد الضيوف الأفلام والصور التي تحكي واقع الدين الإسلامي السمح والسيرة النبوية المطهّرة وفضائل الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، من خلال استخدام وسائل العرض الحديثة من لوحات “جرافيكس” ثلاثية الأبعاد والبانوراما التعليمية، وقاعات العرض السينمائي.
ويهدف المعرض إلى التعريف بأسماء الله -عز وجل- وصفاته ودلائل قدرته، والتعريف بالإسلام وقيمه ومبادئه، وعرض سيرة نبي الأمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، والتعريف بالآثار والمعالم الحضارية الإسلامية باستخدام التقنيات الحديثة في عرض موضوعات السيرة النبوية والتفاعل معها.
وعبّر ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة عن سعادتهم بما شاهدوه في المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية من قطع أثرية فريدة، وترتيب وتنظيم للأحداث التاريخية الإسلامية، وتقديمها بطريقة مختلفة وموجزة تُبرز اهتمام المملكة بالتاريخ الإسلامي، مقدمين الشكر لوزارة الشؤون الإسلامية على تنظيمها مثل هذه الزيارات الثقافية الإثرائية.