المسلة:
2025-08-12@01:09:46 GMT

السيد حسن نصر الله.. قائداً وشهيداً

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

السيد حسن نصر الله.. قائداً وشهيداً

3 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة:

نوري المالكي

(الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية)

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلَئِن قُتِلتم في سبيل اللّه أو مُتّم لَمَغفرةٌ من اللّه ورحمةٌ خيرٌ مما يَجمعون﴾

مرة أخرى؛ نعزي إخواننا في حزب الله ومراجعنا الكرام وكل أمتنا، باستشهاد الأخ المجاهد القائد الفذ السيد حسن نصر الله، ونعزي أنفسنا أولاً؛ لأن السيد الشهيد كان ابناً باراً للحركة الإسلامية منذ نعومة أضفاره، وركناً أساسياً في النهضة الإسلامية العالمية التي تجمعنا، كما كان أخاً عزيزاً وصديقاً كريماً وعضداً قوياً وسنداً وفياً، ولم ينقطع تواصلنا معه يوماً، سواء في أيام المعارضة ضد نظام البعث أو بعد سقوطه، وسنبقى نعيش أنفاسه الطيبة ومحبته، ونستذكر إنجازاته وانتصاراته ومنهجه، ما حيينا.

كما نستذكر بكل فخر المواقف التاريخية المشرفة التي وقفتها المقاومة الإسلامية اللبنانية إلى جانب العراق وشعبه وقواته، وبأوامر مباشرة من السيد الشهيد حسن نصر الله، وخاصة في مواجهة موجات الإرهاب التي قادها تنظيم داعش التكفيري، خلال الأعوام 2014- 2016، والتي اختلطت فيها دماء مجاهديها بدماء إخوانهم العراقيين.

إن جريمة اغتيال السيد نصر الله هي حلقة من سلسلة جرائم التصفية التي ظل يرتكبها الاستكبار العالمي وحلفاؤه وعملاؤه، طيلة العقود الخمسة الأخيرة، ويستهدف فيها قادتنا ورجالنا، كما يستهدف قدراتنا التنظيمية والاجتماعية والسياسية. ونحن هنا لا نفصل بين جرائم البعث وجرائم الصهاينة وجرائم دول الاستكبار وجرائم بعض الأنظمة العربية وجرائم المنظمات الإرهابية التكفيرية والطائفية؛ فهي تنبع من مصدر واحد، وتحمل هدفاً مشتركاً، وتصب في المسار نفسه.

ورغم كثرة عمليات الاستهداف والاغتيال والإرهاب؛ إلّا أن شجرة الحركة الإسلامية ومقاومتها وحواضنها بقيت قويةً منيعةً، بل تزداد قوة ومنعة واندفاعاً، كلما سقط قائد وجرح آخر؛ فدماء الشهداء هي دافع للأمة لكي تستعيد نهوضها في كل منعطف. وها هي الحراكات الإسلامية في العراق وإيران ولبنان واليمن والبحرين؛ نماذج مشرقة لمعادلة انتصار الدم على السيف؛ ففي العراق غيّبوا قائد الحركة الإسلامية الإمام الشهيد محمد باقر الصدر؛ إلّا أن الحركة استمرت ببركة دمائه. وقبله قتلوا كثيراً من قادتها، كالشهيد عبد الصاحب دخيل والشيخ عارف البصري ومحمد هادي السبيتي، وفي لبنان غيّبوا السيد موسى الصدر، ثم اغتالوا السيد عباس الموسوي؛ لكن الحراك الإسلامي النهضوي استمر أقوى وأعظم من السابق. وفي إيران قتلوا كثيراً من قادة الثورة الإسلامية، وفي المقدمة الشيخ المطهري والسيد البهشتي ورجائي وباهنر؛ لكن الثورة باتت أقوى من السابق.

وحتى بعد سقوط نظام البعث، حاول الاستكبار وعملائه من بعثيين وطائفيين وتكفيريين، ضرب تجربة العراق الجديد، عبر عمليات التفجير والاغتيال؛ فاغتالوا السيد محمد باقر الحكيم وعز الدين سليم، وصولاً إلى أبي مهدي المهندس وسليماني؛ لكن التجربة تبلورت ونضجت وهي في طريق النجاح، رغماً عن أنوف أعدائها.

وبالتالي؛ فمن يعتقد أن المقاومة الإسلامية في لبنان انهارت أو ستنهار، لمجرد استشهاد قادتها العسكريين وأمينها العام؛ فهو واهم؛ لأن هذه المقاومة ليست جماعة شخصية أو مليشيا مسلحة أو كتلة انتخابية، بل هي النخبة النضالية التي أنجبها المجتمع ويحتضنها ويحميها ويجدد لها دماءها.

ونحن في حزب الدعوة الإسلامية على يقين بأن إخوتنا في حزب الله سيتجاوزون المحنة سريعاً، ويملأون جميع المواقع الجهادية والتنظيمية التي شغرت باستشهاد مسؤوليها، خاصة بعد وقف إطلاق النار؛ لأن الأُمة التي أنجنب حزب الله وحزب الدعوة الإسلامية والثورة الإسلامية في إيران وحركة أنصار الله وغيرها من الكيانات الاجتماعية الدينية المتجذرة؛ هي أمة ولود، لن تعيقها العقبات والتضحيات والصعوبات.

ولايزال استهتار الكيان الصهيوني بأرواح الأبرياء في فلسطين ولبنان، يزداد وحشية، ويتصاعد كماً ونوعاً؛ بسبب التبني والتسويغ والدعم المطلق الذي يتلقاه من قوى الاستكبار العالمي، والتي تبذل له الأموال والسلاح والدعم اللوجستي والمخابراتي والسياسي؛ لفرض الموت والدمار في كل مكان تحل فيه قواته، ولولا هذا الدعم والتبني؛ لانهار الكيان الغاصب خلال أيام على أيدي المقاومين، ليس الآن وحسب؛ بل ومنذ مرحلة ما قبل تأسيسه؛ لأن الكيان الصهيوني هو الخندق المتقدم الذي تتمترس خلفه أهداف الاستكبار العالمي.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: نصر الله

إقرأ أيضاً:

الانتخابات بين اجتثاث البعث وتطهير الفساد: معركة قبل التصويت

11 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: يسلط قرار استبعاد عشرات المرشحين من السباق الانتخابي في العراق الضوء على واحدة من أعقد أزمات الحياة السياسية في البلاد، حيث تتقاطع معايير “حسن السيرة والسلوك” مع إرث المساءلة والعدالة وملاحقة الفساد، في مشهد يعكس تشابك القانون بالسياسة وتاريخ الانتماءات الحزبية.

ويكشف الحدث عن استبعاد 66 مرشحاً حتى الآن، وتهديد 75 آخرين بالإقصاء، بأن العملية الانتخابية تدخل هذه المرة بجرعة مكثفة من التصفية المسبقة، قد تحمل ملامح إعادة رسم الخريطة النيابية قبل أن يبدأ الاقتراع.

وتأتي هذه الخطوة في سياق يصفه مراقبون بأنه محاولة متأخرة لتطهير المشهد الانتخابي من إرث الفساد والبعثية، وهي مفردات مشحونة في الذاكرة السياسية العراقية، إذ لا تزال قوانين الاجتثاث والمساءلة تثير جدلاً حول استخدامها كأداة سياسية أو كضمانة أمنية وقانونية.

ويرى بعض المحللين أن استبعاد من تشملهم قضايا جنائية أو شبهة فساد أمر بديهي في أي نظام ديمقراطي، لكن التحدي يكمن في شفافية المعايير وعدم توظيفها لقصم ظهور خصوم سياسيين تحت لافتات قانونية.

ويشير التوقيت إلى أن العراق، قبل أشهر قليلة من انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، يعيش حالة شدّ وجذب بين قوى تريد فتح صفحة جديدة نظيفة، وأخرى ترى أن معركة الاستبعاد تدار بمنطق الحسابات الانتخابية. ويؤكد نشر مقاطع الفيديو والوثائق الرسمية حول الاستبعاد أن المفوضية العليا تسعى لإظهار نفسها كسلطة مستقلة، لكنها تواجه اختباراً حقيقياً في كسب ثقة الشارع الذي تعوّد على التشكيك في نزاهة العملية السياسية.

وتفتح هذه الإجراءات الباب أمام أسئلة أكبر حول مستقبل العملية الديمقراطية في العراق، ومدى قدرة النظام الانتخابي على التوازن بين حماية المؤسسات من الاختراق الفاسد أو البعثي، وبين ضمان حق المشاركة السياسية للجميع ما لم يصدر بحقهم حكم قضائي نهائي.

وفي ظل استمرار الحديث عن قوائم جديدة قادمة، يبدو أن الانتخابات المقبلة قد تتحول إلى اختبار وجودي لبعض القوى والشخصيات التي اعتادت التغلغل في مؤسسات الدولة رغم سجلها المثير للجدل.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • سكة الحديد بين العراق وإيران.. حلم جيوسياسي يصطدم بعقبة الشركات
  • الموارد المائية: نصف احتياطي مياهنا الجوفية موجود في الاقليم
  • العراق في عز الصيف.. والوزارة تعلن الانطفاء التام للكهرباء
  • العراق وإيران يوقعان مذكرة تفاهم أمنية بشأن الحدود
  • الانتخابات بين اجتثاث البعث وتطهير الفساد: معركة قبل التصويت
  • لاريجاني إلى بغداد لتوقيع اتفاقية أمنية
  • تركيا تؤكد مضي اتفاق إطلاق الدفعات المائية إلى العراق
  • مستشار السيد الخامنئي: اليمن جوهرة محور المقاومة أرسلها الله لدعمه
  • ملف البعث.. عقبة دستورية وأزمة توافق في زمن الانتخابات
  • العراق بين فكي الطاقة والسياسة.. حين تتحوّل الكهرباء إلى ورقة ضغط دولية