أعلنت شركة أمازون ويب سيرفيسز (AWS)، الذراع السحابية لشركة أمازون، عن إطلاق عائلة جديدة من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي متعددة الوسائط تحت اسم Nova.

جاء الإعلان خلال مؤتمر AWS re:Invent الذي أقيم في لاس فيغاس، حيث استعرض الرئيس التنفيذي لأمازون، أندي جاسي، التفاصيل المتعلقة بهذه النماذج المبتكرة.  


تضم عائلة Nova أربعة نماذج مخصصة للنصوص تحمل أسماء Micro وLite وPro وPremier.



تتميز هذه النماذج بتدرجها في الحجم والتعقيد والإمكانات، إذ إن النماذج الثلاثة الأولى متاحة للاستخدام الفوري، بينما لا يزال النموذج الأكثر تطوراً، Premier، قيد التدريب ومن المتوقع إطلاقه في أوائل عام 2025.
 

إلى جانب النماذج النصية، كشفت أمازون عن نموذجين إبداعيين: Nova Canvas لإنشاء الصور وNova Reel لإنتاج مقاطع الفيديو. توفر هذه النماذج قدرات متقدمة للمستخدمين في إنشاء محتوى بصري إبداعي بجودة عالية، مع إمكانية تعديل الصور والفيديوهات بناءً على الأوامر النصية.  


أقرأ أيضاً.. دراسة.. الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تلخيص الآراء المتباينة



إمكانات النماذج النصية  


تم تصميم نماذج النصوص في عائلة Nova لتلبية احتياجات متعددة. نموذج Micro، وهو الأصغر، متخصص في النصوص فقط ويوفر استجابات سريعة وفعالة بتكلفة منخفضة، مما يجعله مناسبًا لمهام مثل الترجمة وتلخيص النصوص وإجراء المحادثات. أما نموذج Lite، فيدعم النصوص والصور والفيديوهات، مما يجعله مثاليًا لتحليل المستندات أو التفاعل مع العملاء في الوقت الحقيقي.  

نموذج Pro، الذي يُعد الأكثر تقدمًا حاليًا، يجمع بين إمكانيات النماذج السابقة ويُستخدم لتنفيذ مهام معقدة دون إشراف بشري، مثل إعداد التقارير وإرسالها تلقائيًا. بالإضافة إلى ذلك، يعمل هذا النموذج كـ"مدرس" لتدريب النماذج الأصغر مثل Micro وLite، مما يسمح بنقل المعرفة وتحسين الكفاءة.

 

 

 


 



حلول مخصصة للقطاعات المختلفة  


أوضحت أمازون أن نماذج Nova تم تصميمها لتكون مرنة وقابلة للتخصيص بما يتناسب مع احتياجات المؤسسات والصناعات المختلفة. يمكن لهذه النماذج أن تتكيف مع المصطلحات المتخصصة لأي قطاع، مثل القطاع الطبي أو الصناعي، لتوفير أداء دقيق وتحليل بيانات متقدم يعكس احتياجات العملاء.  

أخبار ذات صلة تحت رعاية نهيان بن مبارك.. «المؤتمر الدولي لمستقبل أكثر استدامة» يعقد فعالياته في أبوظبي "ميتا" تعلن عن أكبر مركز بيانات للذكاء الاصطناعي في لويزيانا


قدرات إبداعية متقدمة

 
فيما يتعلق بالنماذج الإبداعية، يتيح Nova Canvas إنشاء صور احترافية من النصوص أو تعديل الصور الحالية بسهولة. يمكن للمستخدم، على سبيل المثال، تغيير تفاصيل ملابس معينة أو تعديل خلفيات الصور وفقًا لتفضيلاته. من جهة أخرى، يقدم Nova Reel إمكانيات عالية لإنشاء مقاطع فيديو قصيرة بناءً على الأوامر النصية، مع دعم لحركات كاميرا سينمائية مثل التكبير أو التدوير.  

 



أقرأ أيضاً.. تكنولوجيا جديدة من أمازون لتسريع خدمة التوصيل


دعم لغوي واسع  

تمتاز نماذج Nova بقدرتها على معالجة وإنشاء النصوص بأكثر من 200 لغة، بما في ذلك العربية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية. ومع ذلك، فإن النماذج الإبداعية (Canvas وReel) تدعم الأوامر النصية باللغة الإنجليزية فقط.  

 

 

 

 




التوافر عبر Amazon Bedrock  



تتوفر نماذج Nova حاليًا، باستثناء Premier، من خلال منصة Amazon Bedrock، وهي خدمة سحابية مُدارة تتيح للمستخدمين الوصول إلى نماذج ذكاء اصطناعي متطورة من أمازون وشركات أخرى. توفر المنصة أدوات متكاملة تساعد المستخدمين على بناء التطبيقات الذكية وتجربة النماذج لتلبية احتياجاتهم.  

بهذا الإطلاق، تسعى أمازون إلى تقديم حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة تجمع بين الكفاءة والتكلفة المنخفضة، مع التركيز على دعم الصناعات المختلفة وتحقيق أقصى استفادة من التكنولوجيا التوليدية الحديثة.

المصدر: وكالات

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفيديوهات أمازون الصور الذكاء الاصطناعي الفيديو الإبداع

إقرأ أيضاً:

هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟

 

 

أمل بنت سيف الحميدية **

يشهد التعليم العالمي تحوّلًا مُتسارعًا بفعل الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد مجرد تقنية مساعدة؛ بل أصبح محركًا رئيسًا يُعيد تشكيل العملية التعليمية؛ ففي العقود الماضية كان التعليم يعتمد على التلقين والمناهج الثابتة، أما اليوم فقد دخلت أدوات التحليل الذكي والتعلم التكيفي والفصول الافتراضية إلى المدارس والجامعات، لتفتح آفاقًا جديدة أمام الطلبة والمعلمين.

هذا التحول ليس خيارًا ترفيهيًا؛ بل ضرورة تفرضها متغيرات العصر ومتطلبات بناء رأس مال بشري قادر على المنافسة، وهو ما أكدته رؤية "عُمان 2040" التي وضعت التعليم أولوية وطنية للتنمية.

وتكمُن أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم في قدرته على جعل العملية التعليمية أكثر عدلًا وتخصيصًا ومرونة. فقد أوضحت منظمة اليونسكو في تقرير "الذكاء الاصطناعي في التعليم" الصادر عام 2023، أنَّ النماذج التعليمية الذكية تتيح مُتابعة تقدم الطلبة بشكل فردي، وتقديم محتوى يتناسب مع مستوياتهم وسرعتهم في الاستيعاب. كما إن الاستثمار في هذه الأدوات يدعم المعلمين في أدوارهم التربوية والإبداعية، ويحررهم من المهام الروتينية مثل إعداد الاختبارات أو متابعة الحضور. وفي السياق العُماني، يعدّ هذا التحول مُتسقًا مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040 التي تستهدف بناء نظام تعليمي متطور قادر على استيعاب الثورة الرقمية.

ويُؤكد تقرير الثورة الرقمية للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي الصادر عن البنك الدولي لعام 2023، أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في التعليم العالي، عبر أدوات تحليل البيانات التعليمية والتنبؤ بمعدلات النجاح وتخصيص المناهج. كما يشير تقرير المسارات الرقمية للتعليم "تمكين أثر أكبر للجميع" الصادر عن البنك الدولي عام 2023، إلى أنَّ بناء بيئة تعليمية رقمية متكاملة يتطلب خططًا استراتيجية طويلة المدى تشمل البنية التحتية والتشريعات والتدريب المستمر للكوادر.

وبحسب الدليل الصادر عن منظمة اليونسكو بعنوان الذكاء الاصطناعي والتعليم: دليل لصانعي السياسات (صدر عام 2021)، فإنه يوضح كيفية إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم بصورة أخلاقية تكفل العدالة وتكافؤ الفرص. ويشير إلى ما ينطوي عليه الذكاء الاصطناعي من مخاطر وفوائد، داعيًا إلى استخدامه بما يضمن المساواة والشمولية. كما يتناول قضايا التحيُّز في الخوارزميات وضرورة معالجتها عند تصميم النظم التعليمية، ويؤكد على خضوع السياسات ذات الصلة لمبادئ أخلاقية تراعي الأبعاد المجتمعية، ويربط ذلك بحق التعليم العادل وإتاحة فرص متكافئة لجميع المتعلمين.

ومن الأمثلة التطبيقية، استعرضت دراسة كمالوف وزملاؤه عام 2023 المنشورة على منصة (arXiv) نماذج عملية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصفوف الدراسية، مثل أنظمة التدريس التكيفي، التي تقوم على تخصيص عملية التعليم وفق احتياجات كل طالب، إضافة إلى الاختبارات الذكية التي تكيّف أسئلتها وفق مستوى المُتعلِّم؛ وهي نماذج يمكن أن تجد طريقها إلى المدارس في سلطنة عُمان.

إنَّ التحولات الرقمية تطرح تحديات موازية، من أبرزها الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية، واحتمال انحياز الخوارزميات، وضعف جاهزية المعلمين للتعامل مع الأدوات الجديدة. وقد شددت منظمة اليونسكو في تقريرها حول الذكاء الاصطناعي التوليدي عام 2023، على أهمية تطوير سياسات واضحة لضمان الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات، مع التركيز على مبادئ الأخلاق والشفافية وإتاحة الوصول للجميع. وتؤكد رؤية "عُمان 2040" ضرورة بناء قدرات وطنية في البحث العلمي والتعلم الرقمي، وهو ما يعزز مكانة المعلم كشريك أساسي في التحول، وليس مجرد منفّذ للتقنية.

وبناءً عليه، يمكن صياغة خارطة طريق محلية لتبني الذكاء الاصطناعي في التعليم في سلطنة عُمان. تبدأ هذه الخارطة بتقوية البنية التحتية الرقمية في المدارس والجامعات، ثم تدريب المعلمين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بكفاءة، يلي ذلك إطلاق برامج تجريبية في عدد من المؤسسات التعليمية لتقييم جدوى النماذج المختلفة، وأخيرًا توسيع التطبيق على نطاق وطني مع مراجعة دورية للنتائج. وهذا التدرج يتوافق مع ما أوصى به تقرير التقنيات المتقدمة من أجل التعليم الصادر عن البنك الدولي عام 2023، الذي أكد أن نجاح دمج التقنيات الحديثة يتطلب التوازن بين الابتكار والبُعد الإنساني.

إنَّ مستقبل التعليم في سلطنة عُمان يسير نحو نموذج ذكي ومستدام يجمع بين التقنية والقيم الإنسانية. فالذكاء الاصطناعي لا يُراد له أن يكون بديلًا عن المُعلِّم؛ بل شريكًا يسهّل مهمته ويعزز دوره في بناء القيم وتوجيه التفكير. ويبقى الهدف الأسمى إعداد جيل قادر على التكيّف مع متغيرات العالم الرقمي، مع الحفاظ على الهوية الوطنية. وهكذا، فإن الذكاء الاصطناعي يصنع الأدوات، أمَّا التعليم فهو الذي يصنع الإنسان القادر على توظيفها لخدمة التنمية والمجتمع.

** كاتبة وباحثة تربوية

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مايكروسوفت تكشف عن أول نموذج توليد صور بالذكاء الاصطناعي خاص بها
  • ريلمي تراهن على الذكاء الاصطناعي لمواصلة النمو وسط ضغوط الأسعار والمنافسة
  • مستقبل مراكز مصادر التعلّم في ظل الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي.. من الإبداع إلى الخداع
  • أكثر من 65 ألف متدرب ضمن "مبادرة سمّاي" لتعليم الذكاء الاصطناعي بعسير
  • الذكاء الاصطناعي يحل لغزًا فيزيائيًا استعصى على العلماء لأكثر من قرن
  • «هاكاثون» لتطوير الذكاء الاصطناعي في طب العيون
  • هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟
  • «الاتحادية للضرائب» تكشف عن مُبادراتها في مجالي الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
  • توسع أمازون في تسويق أدوات المراقبة والذكاء الاصطناعي للشرطة