عين علي الحرب
الجميل الفاضل
“النفاق” سلاح إستراتيجي في حرب السودان؟! (2)

النفاق هو النفاق، أيا كان زمانه ومكانه، نوعه وشكله ومحتواه.
والمنافق مهما تطورت أدوات ووسائل نفاقه، يظل هو المنافق، الذي: إذا تحدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا إاتؤمن خان، وإذا خاصم فجر.
المهم فإن حرب السودان، بحسبانها معركة سرديات زائفة في الأصل تستهدف عقول السودانيين قبل أجسادهم، لم تخرج هي بأي حال من الأحوال عن مربع النفاق التقليدي بأركانه وعلاماته المعروفة منذ الأزل.


حتي وإن وصفنا ما تنتجه غرف الدعاية الحربية اليوم، بأنها “معلومات مضللة” تسعي للتلاعب بالرأي العام، أو أنها “أخبار كاذبة” تحتوي علي عناصر من الحقيقة، جاءت غير دقيقة بالمجمل لشيء في نفس يعقوب بالضرورة.
ولعل أعرف الناس بالنفاق، كان هو سيدنا حذيفة بن اليمان، حتي قيل أنه كان يعرف المنافقين بسيماهم، فلا يخطئ واحدا منهم، الي حد أن سيدنا عمر بن الخطاب كان لا يصلي على جنازة لم يصل عليها حذيفة إذا كان حاضرا.
ويقول ابن حجر في كتابه “الإصابة في تمييز الصحابة” عن حذيفة، أنه كان فقيهاً مفتياً له دراية واسعة بأخبار الفتن كلها والي قيام الساعة.
كما روى الإمام مسلم في صحيحه عن حذيفة رضي الله عنه قوله: لقد حدثني رسول الله (ص) بما كان وما يكون حتى تقوم الساعة.
ويفسر حذيفة كيف بلغ هذا المبلغ من العلم بقوله: كان الناس يسألون رسول الله (ص) عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله: “إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم.
قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟.
قال: نعم، وفيه ‌دخن.
قلت: وما دخنه؟.
قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر.
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟.
قال: نعم، دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها.
قلت يا رسول الله صفهم لنا.
فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا.
قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك؟
قال: تلزم جماعة المسلمين”.
ومن أطرف ما يُروى أنَّ حُذيفة، سَمِعَ رجلاً يقول: اللهم أهلك المُنافقين، فقال: “يا بن أخي، لو هَلَكَ المنافقون، لاستوحشتم في طرقاتكم من قِلة السالكين”.
تري ماذا سيقول “إبن اليمان” لو أنه عاش يوما واحدا من أيام شهور حربنا العشرين؟، أظن أنه سيجزم بخلو طرقات السودان عن بكرة أبيها والحال ما نري، من وجود سالكين لها غير منافقين.
بل وقبل أن نصل الي ما يعرف اليوم، بالحرب الهجين، وبحروب الجيل الرابع والخامس، هذه الحروب التي تقوم أصلا علي أركان “النفاق” الأربع، كان سيدنا حذيفة المطلع علي أخبار الفتن إلي قيام الساعة، قد قال منذ قرون: “إن المنافقين اليومَ شرٌّ منهم على عهد النبي (ص)، فقد كانوا يومئذٍ يُسِرُّون، لكنهم اليومَ يَجهرون”.
وأي جهر بالنفاق، أكثر مما يصدر عن أبواق الدعاية السوداء في حرب السودان الآن.
ـ ونواصل ـ

الوسومالدعم السريع الكيزان حرب السودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الدعم السريع الكيزان حرب السودان

إقرأ أيضاً:

دول “البحيرات” توضح موقفها من حكومة “تأسيس”

متابعات – تاق برس- أعربت الأمانة التنفيذية لدول مؤتمر البحيرات العُظمى عن بالغ قلقها وإدانتها لإعلان قوات الدعم السريع تشكيل “سلطة موازية” في السودان.

وأكدت معارضتها لهذه الخطوة الأحادية التي تهدد سيادة ووحدة البلاد وتقوّض مساعي السلام الإقليمي والدولي.

وفي بيان صحفي لها أشادت الأمانة العامة بخطوات الحكومة السودانية العملية نحو تشكيل حكومة مدنية، مجددة التزامها بوحدة السودان وسلامة واستقراره.

وشددت الأمانة التنفيذية على أهمية دعم المجتمع الدولي للحكومة السودانية للتوصل لتحول ديمقراطي سلمي.

وتضم دول البحيرات العظمى اثنتي عشرة دولة هي: أنغولا وبوروندي وجمهورية أفريقيا الوسطى, وجمهورية الكونغو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكينيا، وأوغندا، ورواندا، وجمهورية جنوب السودان، والسودان وتنزانيا، وزامبيا.

الحكومة السودانيةحكومة تأسيسدول البحيرات العظمى

مقالات مشابهة

  • تحالف “صمود” ينزع الشرعية عن الجميع
  • غرف في الجنة يدخلها من فعل 4 أمور.. حاول أن تكون منهم
  • دول “البحيرات” توضح موقفها من حكومة “تأسيس”
  • “حماس”: سلاح التجويع الصهيوني في غزة إبادة جماعية ممنهجة
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • مناوي عقب لقاء “كلمي”: التركيز على الرغبة في إنهاء الحرب
  • هل يجوز قضاء السنن الرواتب لمن فاتته؟.. الإفتاء تجيب
  • علي جمعة: الخطأ من شيم النفس البشرية وعلى المسلم أن يتوب ويتسامح مع نفسه والآخرين
  • يوسف عزت .. الأوضاع بقيام “سلطتين في السودان” وصلت إلى نقطة تقسيم البلاد
  • “اغاثي الملك سلمان” يوزّع (1,000) سلة غذائية في السودان