الأقمار الصناعية تعزز تطور أنشطة النقل والتخزين واللوجستيات وخدمات الاتصالات
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
حققت الشركة العمانية "عدسة" إنجازًا تقنيًا بارزًا بإطلاق قمر صناعي متخصص في الاستشعار عن بُعد ومراقبة الأرض من منصة الإطلاق الصينية في نوفمبر الماضي، يعكس هذا الإنجاز تقدم سلطنة عمان في مسار التطور التقني والابتكار، واستثمارها في الفرص التي يتيحها الاقتصاد الرقمي وتطبيقات علوم الفضاء. تسهم الأقمار الصناعية في تطور العديد من القطاعات، مثل النقل والاتصالات، وتدعم تحقيق أهداف الاستدامة، بما في ذلك الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
جاءت هذه الجهود منسجمة مع "رؤية عمان 2040"، التي شهدت إطلاق مبادرات وبرامج طموحة لتعزيز مكانة سلطنة عمان في مجالات التكنولوجيا والفضاء، كان أبرزها المرسوم السلطاني (90/2020) الذي نص على إنشاء المركز الوطني للفضاء والتقنية المتقدمة والذكاء الاصطناعي تحت إشراف وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، يتولى المركز وضع برنامج وطني للفضاء، ودعم تطبيقات علوم وتكنولوجيا الفضاء، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذه المجالات.
من بين الإنجازات المهمة أيضًا إطلاق السياسة الوطنية للفضاء عام 2023، التي تهدف إلى تحويل سلطنة عمان إلى بوابة إقليمية في خدمات وعلوم الفضاء، ويعكس ذلك التزامًا بتنفيذ برامج التحول الرقمي (2021-2025) التي تضمنت مبادرات مثل التحول الرقمي الحكومي، والصناعة الرقمية، والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تعزيز البنية الأساسية التقنية.
دعمًا للتحول نحو اقتصاد المعرفة، استثمر جهاز الاستثمار العماني في شركات عالمية بارزة مثل "سبيس إكس" الأمريكية، وشارك في تأسيس صندوق الاستثمار في تقنيات المستقبل بالتعاون مع البنك الصيني التجاري الدولي.
علاوة على ذلك، أطلقت سلطنة عمان برامج تأهيل الكفاءات الوطنية من خلال التدريب ومعسكرات العمل والمسابقات. استهدفت حلقات العمل في مجال الفضاء تطوير مهارات المشاركين في التقنيات الفضائية، إعداد خطط أعمال للشركات الناشئة، ودراسة الأسواق الإقليمية لابتكار خدمات جديدة.
وفي إطار جهودها لتعزيز البحث العلمي، أطلقت سلطنة عمان بالتعاون مع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية برنامجًا لدرجة الماجستير في التحول الرقمي والابتكار، يُعد الأول من نوعه في المنطقة، كما أقر مجلس الوزراء البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة (2024-2026)، الذي يتضمن مبادرات مثل إنشاء منصة وطنية للبيانات المفتوحة ومركز بحثي للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تطوير "استوديو" للذكاء الاصطناعي لربط المتخصصين بالشركات الباحثة عن حلول تقنية.
تمثل تطبيقات الأقمار الصناعية ركيزة أساسية لتعزيز الاستدامة البيئية، ودعم تحول قطاع النقل والخدمات اللوجستية نحو الأتمتة والرقمنة، كما تستهدف سلطنة عمان زيادة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10% بحلول 2040.
تشير التوقعات العالمية إلى أن اقتصاد الفضاء سيرتفع من 630 مليار دولار في عام 2023 إلى 1.8 تريليون دولار بحلول 2035، كما يُتوقع أن يلعب الفضاء دورًا أوسع في التصدي للتحديات العالمية، مثل التغيرات المناخية والإنذار المبكر للظواهر الطبيعية، مما يفتح آفاقًا جديدة لتطوير التقنيات والخدمات.
مع استثمارها في علوم الفضاء والذكاء الاصطناعي، تمهد سلطنة عمان الطريق نحو تحقيق قفزات نوعية في الاقتصاد الرقمي. يُتوقع أن تسهم هذه الجهود في تعزيز ريادة الأعمال وتشجيع الشركات الناشئة على استغلال الفرص الهائلة التي توفرها صناعة الفضاء عالميًا، بهذا التوجه الطموح، ترسخ عمان مكانتها في مصاف الدول التي تقود الابتكار التقني والرقمي عالميًا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
عبيدات يكتب ( نقلة نوعية في قطاع النقل العام )
صراحة نيوز – بقلم : طارق عبيدات
يشهد قطاع النقل العام في المملكة الأردنية الهاشمية نقلة نوعية وتطوراً ملحوظاً، مدفوعاً بجهود حثيثة ومشاريع استراتيجية تهدف إلى الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمستثمرين على حد سواء.
فالمتابع لمشروع الربط العاصمة بالمحافظات يرى فيه توفير شبكة نقل متكاملة وفعالة تربط العاصمة عمان بمختلف المحافظات، مما يسهل على المواطنين التنقل بين المدن بيسر وسهولة، وبعد بدء المشروع في محافظتي إربد وجرش، وحسب المؤشرات سيتم قريبا استكماله ليشمل محافظتي الكرك والسلط بعد الافتتاح الرسمي.
ولا ننسى أن توفير رحلات منتظمة وذات تردد عالٍ على هذه الخطوط يمثل نقطة هامة في هذا المشروع، حيث يضمن للمواطنين القادمين من المحافظات المعنية إلى عمان وبالعكس، وسيلة نقل موثوقة ومريحة، تسهم في تقليل الازدحامات المرورية وتوفير الوقت والجهد.
تتجسد الجهود الجبارة في أتمتة خدمات النقل البري في إدخال أنظمة حديثة ومتطورة، تشمل أنظمة التتبع والمراقبة والدفع الإلكتروني، والتي لا تضمن فقط كفاءة أعلى في إدارة أسطول النقل العام، بل تسهم أيضاً في توفير تجربة سلسة ومريحة للمستخدمين.
إن تطبيق أنظمة التتبع والمراقبة يعزز من مستوى الأمان والالتزام بالمواعيد، بينما يسهل نظام الدفع الإلكتروني عملية شراء التذاكر ويقلل من الحاجة إلى التعامل النقدي، مما يوفر الوقت والجهد على الركاب.
هذه الخطوات نحو الأتمتة تضمن التسهيل على المستثمرين والعاملين في قطاع النقل البري، من خلال توفير بيئة عمل أكثر تنظيماً وشفافية.
ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتوجه بأطيب التحيات وأصدق عبارات الشكر والتقدير لكافة الكوادر العاملة في وزارة النقل، وأمانة عمان الكبرى، وشركة رؤية عمان، والشركة المتكاملة للنقل المتعدد، وهيئة تنظيم النقل البري… إن جهودكم المبذولة وتفانيكم في إنجاح مشروع الربط بين المحافظات وتطوير قطاع النقل العام هو محل فخر واعتزاز.
نتمنى لكم مزيداً من التوفيق والنجاح في مساعيكم النبيلة، فالتغير الإيجابي الذي يشهده القطاع اليوم سينعكس بلا شك على حياة المواطنين، ويسهم في ازدهار قطاع نقل الركاب، نحو مستقبل أكثر إشراقا وتقدما لبلدنا الحبيب الأردن.