هوس العشق وحب التملك.. أمراض سيطرت على بطل أولى حلقات مسلسل ساعته وتاريخه
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
نالت الحلقة الأولى من مسلسل ساعته وتاريخه، الذي انطلق أمس عبر منصة watch it إعجاب قطاع كبير من الجمهور، إذ جسدّت خلاله الفنانة مايان السيد، دور فتاة جامعية تتعرض للتهديد المستمر من أحد زملائها، بسبب هوسّه بها ورغبته في الزواج منها، رغم رفضها المستمر له، وهو تصرف تتعرض له بعض الفتيات والسيدات من قبل أشخاص غير أسوياء نفسيًا، وقد يُعرضهن للأذى والمخاطر.
أبرزت حلقة مسلسل ساعته وتاريخه السلوك غير السوى للشاب، الذي يحاول الارتباط بمايان السيد، فكان يلاحقها في كل مكان، ويحاول تشويه سمعتها بين أصدقائها والمحيط الذي تتواجد فيه، حتى يجبرها على الانصياع إلى طلبه في الزواج منه، وعندما فشلت جميع حيله قرر الانتقام منها وطعنها بسكين.
ونتناول في التقرير التالي أسباب حالة العشق المرضية التي دفعت الشاب في النهاية إلى التخلص من زميلته بالجامعة.
أعراض اضطراب حب التملكيُعرف الاضطراب الذي يُعاني منه بطل أولى حلقات مسلسل ساعته وتاريخه، باضطراب حب التملك، وفق ما أوضحه الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، مؤكدا أنها حالة يصبح فيها الحب مرض، خاصة عندما يُقابل بالرفض، وتظهر علاماته في التطور العاطفي السريع، إذ يقع المصاب في الحب خلال فترة قصيرة، ويبدأ بالضغط على الطرف الآخر ليبادله نفس المشاعر، ويتتبع خطواته ويراقب تصرفاته بدقة شديدة.
وأضاف استشاري الطب النفسي خلال حديثه لـ«الوطن»، أن المصاب بحب التملك عادة ما يتطفل على الطرف الآخر، وينتهك خصوصيته، ويحاول بكل الطرق السيطرة على كامل وقته وحياته، وقد يتطور الأمر إلى تهديد الطرف الآخر في حال رفض الارتباط به أو الحديث معه.
هناك عدة أسباب تؤدي إلى الإصابة باضطراب حب التملك، أشار إليها الدكتور جمال فرويز، أبرزها تعرض الشخص للإهمال في طفولته أو الإساءة العاطفية، كما تتولد رغبة حب التملك عندما يشعر الشخص بانعدام قيمته وقلة ثقته بنفسه، أو نتيجة اصابته باضطرابات نفسية أخرى، مثل اضطراب هوس العشق، وهو اضطراب يجعل الشخص يتوهم أن الطرف الآخر يحبه، وأن مصيرهم سيكون سويًا في كل شيء.
ووجه استشاري الطب النفسي نصيحة إلى الأهالي بضرورة إعطاء أبنائهم الحب والدعم الكافي في طفولتهم، حتى لا يُصابوا باضطرابات نفسية في الكبر تؤدي إلى عيشهم في صراعات نفسية لا نهاية لها مع ذاتهم والمحيطين بهم، كما نصح المصابين بحب التملك، بالاهتمام بالنفس بدلاً من الاهتمام المبالغ بالشخص الآخر، والتخلص من ذكريات الماضي السيئة، مع طلب المساعدة النفسية من متخصص.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مسلسل ساعته وتاريخه مايان السيد حب التملك مسلسل ساعته وتاریخه الطرف الآخر
إقرأ أيضاً:
الاختلاف وثقافة الحوار مع الآخر
مايو 22, 2025آخر تحديث: مايو 22, 2025
نزار السامرائي
قرأت الكثير عن الندوة التي استضاف بها الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الكاتب المصري يوسف زيدان يوم الثلاثاء الماضي، وحضرتها شخصيا. وما يمكن اجماله بشكل عام عن خطاب المنشورات والتعليقات التي قرأتها، وهي لا تخرج عن طبيعة كتاباتنا بشأن رؤانا نحو مفكرين وكتاب وأدباء آخرين، والتي غالبا ما تكون تحت عنوان الشخصنة، فأما ان نهاجمهم ونرفض كل ما يخرج عنهم، او نمدحهم ونجعلهم في القمة بالكامل، بعيدا عن مواضع الصواب والخطأ في أفكارهم ورؤاهم، وذلك يعود كما أرى الى افتقادنا الى ثقافة الاختلاف والحوار مع الاخر، كوننا اسرى ما نعرف او نريد الاخرين ان يتبنوه بغض النظر عن متبنياتهم الشخصية، وهو امر ذهب بنا الى اطلاق الاتهامات التي تنطلق من وجهات نظر أيديولوجية، محملة بانتماء كلي احادي الاتجاه، وهذا احد الأمور التي جعلتنا نفقد بوصلة معرفة اتجاهات العالم واتجاهاته المستقبلية، لنبقى ندور كثور الساقية مغمم العينين، في دائرة تعود بنا لنقطة البداية دائما.
لا ينكر أن يوسف زيدان كاتب اشكالي، شخصيا، لا اتفق مع الكثير من طروحاته، وهو امر أيضا اجده مع العديد من الكتاب والمفكرين، عراقيين وعرب وحتى عالميين، ولكن لم يمنع هذا من التواصل معهم سواء بلقاءات مباشرة او بمتابعة كتاباتهم وافكارهم، فمع ما اراه من أخطاء فيها، اجد منها ماهو سليم ويستحق المراجعة والبحث، وهكذا ديدننا جميعا، اذ لا يمكن ان نكون على صواب دائم، كما لا يمكن ان يكون الاخرين ممن نختلف معهم على خطأ دائم.. فالمسألة تتعلق بمواقف متجددة مبنية على رؤية شمولية يمكن ان تتغير في الاتجاهات مع كل اكتشاف جديد.
قبل حضور ندوة زيدان قلت لأستاذنا مالك المطلبي أن حضرت وأعاد طرح ما نعرفه من طروحاته سأسله سؤال واحد، هذا الاتجاه الممنهج بهدم او محاول هدّ المتبنيات التاريخية او الفكرية هل هو لغاية الهدم المجرد، ام هناك أسس للبناء وفق رؤى تجدها سليمة؟
والمسألة هنا تتعلق بكون كل فئة تأتي لتسلم قيادة الامة تعمل على هد كل ما قبلها لتبدأ من جديد، وقبل ان تعمل شيء ترحل بفعل فاعل ليأتي آخرون يفعلون مثلما فعل السابقون، وبالنتيجة دائما نجد أنفسنا بالبدايات فيما العالم يتقدمنا بمراحل.
ولكن لم يطرح زيدان أي إشكاليات فكرية حقيقية “لا شأن لي بآرائه السياسية”، في المحاضرة التي القاها، حتى يمكن الحوار بشأنها بشكل جدي، لذلك جاءت الكثير من المداخلات في سياق ما قاله وصرح به سابقا، بمعنى ان المتداخلين جاءوا برؤية واستعداد مسبق كما فعلت أنا. غير ان الحوار خرج عن السياق وهذه احدى مشاكل حواراتنا في المجال العام، اذ يكون الحديث ذو شجون يجر بعضه بعضا حتى يختلط الحابل بالنابل وتضيع الفائدة.
ولكن في الوقت نفسه طرح يوسف زيدان معلومات او اراء تحتاج الى مراجعة فكرية وتاريخية، مستندة الى وثائق ومعلومات دقيقة، اذ يمكن ان تغير بعض المتبنيات، او تعدل منها، وهذا العصف الذهني الذي احدثه بنقاط متناثرة يجعل الموضوع مثير للاهتمام، وهو الجدوى الحقيقية من الحوار والاستماع الى الآخر الذي نختلف معه. ليكون حوارنا مبنيا على أسس معلوماتية واضحة لا على صورة ذهنية بنينانها استنادا الى مرجعياتنا ومعرفياتنا السابقة.
اتفق مع زيدان فيما ذكره ان السياسة والثقافة أحدهما يؤثر بالآخر، ولكن على المثقف ان يؤثر بالسياسة لا العكس، كما يحصل عندنا.
لذلك خلصت الى ان أقول له على هامش المحاضرة وبعد انتهاء الندوة في رواق فندق المنصور: أستاذ زيدان الذي توصلت اليه هو ان هناك تياران يتصارعان في عالمنا الأول خطاب شعبوي يريدنا ان نعيش التراث كما هو، وخطاب تنويري يريدنا ان نستلهم التراث لنبني حضارتنا بشكل معاصر.