في أول رد فعل على موافقة مجلس الوزراء السعودي، أمس الثلاثاء، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على نظام تملك غير السعوديين للعقار، شهدت أسهم قطاع التطوير العقاري في سوق الأسهم السعودية قفزات قوية تجاوزت 6% ما يؤشر على قفزة نوعية تنتظر القطاع مستقبلاً.
وبينما تلقت الأسهم القرار بإيجابية، أجمع محللون وبنوك استثمار، على أهمية القرار في دعم وتعزيز المنتج العقاري وتشجيع الاستثمارات العقارية النوعية.


يستهدف النظام المحدث لتملك غير السعوديين للعقارات المدن الكبرى ويتماشى مع خطط السعودية الاستثمارية الضخمة في أعمال البناء.
من جانبه، قال مدير تحرير الاقتصاد في صحيفة الرياض خالد الربيش، إن النظام الجديد يسمح بتملك الأجانب للعقار في المدن السعودية الكبرى ومكة والمدينة بشروط محددة، وسيكون التملك في مكة والمدينة متاحا للمسلمين فقط وفي مشاريع كبرى محددة مثل “مسار مكة”.
وأضاف في مقابلة مع “العربية Business”، أن تملك الأجانب في الرياض وجدة، سيكون محصورا في مناطق محددة وفق ما ستحدده اللائحة التنفيذية، ويُتوقع أن يرفع القرار جودة المشاريع من خلال دخول الاستثمارات الأجنبية.
وبشأن مدى تأثيره على أسعار العقار، قال الربيش، إن الهدف من القرار ليس رفع الأسعار، بل تحسين نوعية المشاريع عبر استثمارات نوعية.
ستحدد الهيئة العامة للعقار قريبا مناطق التملك المسموح بها للأجانب لتجنب التأثير السلبي على الأسعار، ولا يتوقع ارتفاع كبير في الأسعار لأن التملك سيكون محدودا وموجها، وسيحفز النظام الجديد دخول شركات تطوير عقاري عالمية خاصة في مشاريع كبرى بالرياض، وفق الربيش.

3 أهداف رئيسية
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة منصات العقارية، خالد المبيض، إن ‎نظام تملك الأجانب للعقار يحقق 3 أهداف رئيسية، هي حماية مصلحة المواطن الأساسية، ودعم المشاريع العملاقة والمدن الجديدة، وتشجيع الاستثمارات العقارية المتخصصة.
وأوضح المبيض، أن حماية مصلحة المواطن الأساسية، تتمثل في ضمان ألا يؤثر تملك الأجانب للعقارات سلبا على المواطن، أو يُنافسهم في شراء المساكن، مع الحرص على تحقيق منفعة حقيقية للمواطنين.
ويتمثل دعم المشاريع العملاقة والمدن الجديدة، في تمكين بيع العقارات ضمن هذه المشاريع للأجانب؛ لاجتذاب العملة الصعبة وتعظيم العوائد الاقتصادية منها، ويشجع الاستثمارات العقارية المتخصصة، عبر تيسير عمل الشركات الأجنبية الرائدة في تطوير المشاريع العقارية الكبرى، وضمان حقوقها الأساسية لا سيما في حفظ وتوثيق ملكيتها، وفق المبيض.

وتوقع خالد المبيض، أن يركز النظام على المدن الكبيرة والجديدة مثل نيوم والبحر الأحمر، وأيضاً يشجع الاستثمار في المدن الصغيرة.

الإقامة المميزة وتملك الأجانب للعقارات
من جانبها، ذكرت بحوث المجموعة المالية “هيرميس” في مذكرة بحثية في يناير الماضي، أن تعديل قانون تملك الأجانب في السعودية، خاصة إذا شمل تقليل الحد الخاص بالإقامة المميزة المرتبطة بامتلاك العقارات، سيؤدي إلى تعزيز الطلب على العقارات من قبل المستثمرين غير السعوديين، خاصة المغتربين والأجانب الراغبين في الاستفادة من برامج الإقامة المميزة. هذا التغير من المتوقع أن يوسع قاعدة المشترين ويزيد من نشاط السوق العقاري، مما يدعم نمو القطاع بشكل أكبر.
وتعتقد “هيرميس” أن هذه الخطوة، قد تُحدث نقلة نوعية في القطاع. حالياً، يشترط الحصول على الإقامة المميزة تملك عقار لا تقل قيمته عن 4 ملايين ريال سعودي، وهو رقم يُعد عائقاً أمام شريحة واسعة من الوافدين. لكن التوجه الجديد قد يشهد خفض هذا الحد، ما من شأنه أن يفتح الباب أمام موجة جديدة من الطلب، ويمنح السوق دفعة قوية نحو النضج والانفتاح.
الوافدون، الذين لطالما شكّلوا جزءاً كبيراً من النسيج الاقتصادي والاجتماعي في المملكة، قد يصبحون قريباً من أبرز اللاعبين في سوق العقارات السكنية. أما غير المقيمين، فقد يجدون في المدن المقدسة – مكة المكرمة والمدينة المنورة – وجهة استثمارية وسياحية جذابة، خصوصاً في ظل الطفرة التي تشهدها السياحة الدينية.
لكن التحديات لا تزال قائمة. فغياب منتجات رهن عقاري مخصصة للأجانب، إلى جانب هيمنة العروض الحكومية على السوق، يحدّ من قدرة الوافدين على الدخول بقوة. كما أن نموذج البيع على الخارطة، الذي تم تطبيقه حديثاً، لم يترسخ بعد بما يكفي ليكون أداة فعالة في هذا التحول.
ومع ذلك، فإن تخفيف القيود، سواء عبر التشريعات أو عبر تسهيلات الإقامة، قد يكون الشرارة التي تُطلق العنان لمرحلة جديدة من النمو العقاري في المملكة، وتُعيد رسم خريطة التملك والاستثمار في واحدة من أكثر الأسواق ديناميكية في المنطقة.
تستهدف السعودية توفير أكثر من مليون منزل وأكثر من 362 ألف غرفة فندقية، وأكثر من 7.4 مليون متر مربع من مساحات التجزئة، بالإضافة إلى 7.7 مليون متر مربع من المساحات المكتبية الجديدة بحلول نهاية العقد.
سوق الأسهم السعودية
وعلى مستوى سوق الأسهم السعودية، رجحت “هيرميس” استفادة شركات مثل “رتال” والتي ارتفع سهمها 6.76% اليوم الأربعاء، بالإضافة إلى شركات أخرى تكيفت مع النموذج الجديد للبيع على الخارطة، مثل “العقارية” والتي ستستطيع استغلال الفرص بشكل أسرع بعد التعديلات نظراً لحجم محفظة أصولها العقارية الضخمة.
كما أن تقليل الحد للإقامة المميزة المرتبط بامتلاك العقارات سيوفر حافزاً أكبر للأجانب لشراء العقارات، وهو ما سيدعم بشكل مباشر تطور السوق بشكل أوسع وأكثر تنوعاً، بحسب تقرير “The Year ahead 2025″، والذي اطلعت عليه “العربية Business”.

العربية نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الإقامة الممیزة

إقرأ أيضاً:

بيوت تنظّم ورشة عمل بالتعاون مع مركز أبوظبي العقاري لمناقشة “مضمون” بحضور نخبة من وكالات العقارات في العاصمة

في إطار التزامها المتواصل بتعزيز الشفافية وترسيخ الشراكات ضمن قطاع العقارات في دولة الإمارات، نظّمت بيوت بالتعاون مع مركز أبوظبي العقاري ورشة عمل متخصصة في مقر المركز لمناقشة آلية تطبيق منصة “مضمون” الجديدة.

وشهدت الورشة حضور أكثر من 50 ممثلاً عن أبرز شركات العقارات في أبوظبي، حيث تم فتح باب النقاش المباشر مع فريق مركز أبوظبي العقاري، مما أتاح للمشاركين فرصة مشاركة استفساراتهم وملاحظاتهم ومقترحاتهم حول النظام، بهدف فهم أفضل لمتطلباته وتأثيره على العمليات اليومية.

من جهته، صرّح حيدر خان، الرئيس التنفيذي لشركة بيوت ورئيس مجموعة دوبيزل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “تعد منصة ‘مضمون’ خطوة محورية نحو بناء سوق عقاري رقمي أكثر شفافية وموثوقية في أبوظبي. ونحن في بيوت نفخر بالتعاون مع مركز أبوظبي العقاري لفتح قنوات حوار مباشرة مع الشركاء، وتوفير التوعية والدعم اللازمين لمواكبة التغيرات التنظيمية.”

سلّطت الورشة الضوء على أهداف “مضمون”، والتي تتمثل في تعزيز موثوقية الإعلانات العقارية، وترسيخ مبادئ الشفافية في السوق، ودعم الامتثال للوائح التنظيمية ذات الصلة بالإعلانات العقارية في الإمارة. وتم خلال الجلسة معالجة أبرز الأسئلة المتداولة من قبل الوكالات، وسط أجواء إيجابية تدعم التوجّه نحو حلول عملية وشراكات أكثر فعالية.

وعلّق أمين القدسي، الرئيس التنفيذي والمالك لشركة نيشن وايد الشرق الأوسط للعقارات على هذه المبادرة قائلاً: “تعد منصة (مضمون) بلا شك من أبرز المبادرات الإيجابية التي شهدها سوق العقارات في أبوظبي. ونحن في نيشن وايد الشرق الأوسط للعقارات نعتبره نقلة نوعية نحو تعزيز الثقة والوضوح والمساءلة. وللمرة الأولى، بات بإمكان الملاك والعملاء والوكالات العقارية العمل في بيئة شفافة بالكامل، مما يُسهم في ترسيخ الثقة في كل عملية عقارية. ومع تصدّر أبوظبي لمشهد التحول الرقمي تأتي منصة (مضمون) لتضع معيارًا جديدًا لطريقة عمل القطاع العقاري: نظام مفتوح، وآمن، وجاهز لمتطلبات المستقبل.”

ومن جهته قال عدنان طارق، الرئيس التنفيذي لشركة هاي فيجن العقارية:
“نُعرب عن خالص تقديرنا لمنصة بيوت على تنظيم هذه الورشة القيّمة بالتعاون مع مركز أبوظبي للعقارات . لقد سلطت النقاشات المطروحة حول منصة ‘مضمون’ الضوء على تحول جذري في مشهد القطاع العقاري في أبوظبي. ونؤمن بأن هذه المنصة ستُسهم في تعزيز مستويات الشفافية والثقة، ودفع عجلة النمو المستدام على المدى الطويل في السوق. إنها بالفعل خطوة نوعية تُحدث فرقاً حقيقياً لكافة الأطراف المعنية.”

وتأتي هذه الورشة في إطار سلسلة من ورش العمل والجلسات التدريبية التفاعلية التي تعتزم بيوت تنظيمها، بهدف تمكين المهنيين في قطاع العقارات من فهم اللوائح الجديدة، وتعزيز جاهزيتهم للتحوّل الرقمي والامتثال التنظيمي.


مقالات مشابهة

  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • رئيس الوزراء يفتتح مقر مكتب خدمات الأجانب «زواج – تملك» بالعاصمة الإدارية
  • بيوت تنظّم ورشة عمل بالتعاون مع مركز أبوظبي العقاري لمناقشة “مضمون” بحضور نخبة من وكالات العقارات في العاصمة
  • تعديل قانون للسماح للأجانب بالتملك في السعودية.. يشمل مكة والمدينة
  • تعديل قانون للسماح للأجانب في التملك بالسعودية.. يشمل مكة والمدينة
  • محلل أسواق مالية يكشف أسباب تصدّر الأسهم العقارية
  • تحول اقتصادي كبير.. السعودية تفتح باب تملّك العقارات لغير المواطنين
  • مجلس الوزراء السعودي يوافق على نظام تملك الأجانب للعقار
  • قرار تاريخي يمهد لتملك الأجانب في مكة والمدينة.. وحراك استثماري غير مسبوق في السوق العقاري السعودي