السعودية تفتح باب التملك للأجانب.. والقطاع العقاري يستعد لقفزة كبرى
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
في أول رد فعل على موافقة مجلس الوزراء السعودي، أمس الثلاثاء، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على نظام تملك غير السعوديين للعقار، شهدت أسهم قطاع التطوير العقاري في سوق الأسهم السعودية قفزات قوية تجاوزت 6% ما يؤشر على قفزة نوعية تنتظر القطاع مستقبلاً.
وبينما تلقت الأسهم القرار بإيجابية، أجمع محللون وبنوك استثمار، على أهمية القرار في دعم وتعزيز المنتج العقاري وتشجيع الاستثمارات العقارية النوعية.
يستهدف النظام المحدث لتملك غير السعوديين للعقارات المدن الكبرى ويتماشى مع خطط السعودية الاستثمارية الضخمة في أعمال البناء.
من جانبه، قال مدير تحرير الاقتصاد في صحيفة الرياض خالد الربيش، إن النظام الجديد يسمح بتملك الأجانب للعقار في المدن السعودية الكبرى ومكة والمدينة بشروط محددة، وسيكون التملك في مكة والمدينة متاحا للمسلمين فقط وفي مشاريع كبرى محددة مثل “مسار مكة”.
وأضاف في مقابلة مع “العربية Business”، أن تملك الأجانب في الرياض وجدة، سيكون محصورا في مناطق محددة وفق ما ستحدده اللائحة التنفيذية، ويُتوقع أن يرفع القرار جودة المشاريع من خلال دخول الاستثمارات الأجنبية.
وبشأن مدى تأثيره على أسعار العقار، قال الربيش، إن الهدف من القرار ليس رفع الأسعار، بل تحسين نوعية المشاريع عبر استثمارات نوعية.
ستحدد الهيئة العامة للعقار قريبا مناطق التملك المسموح بها للأجانب لتجنب التأثير السلبي على الأسعار، ولا يتوقع ارتفاع كبير في الأسعار لأن التملك سيكون محدودا وموجها، وسيحفز النظام الجديد دخول شركات تطوير عقاري عالمية خاصة في مشاريع كبرى بالرياض، وفق الربيش.
3 أهداف رئيسية
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة منصات العقارية، خالد المبيض، إن نظام تملك الأجانب للعقار يحقق 3 أهداف رئيسية، هي حماية مصلحة المواطن الأساسية، ودعم المشاريع العملاقة والمدن الجديدة، وتشجيع الاستثمارات العقارية المتخصصة.
وأوضح المبيض، أن حماية مصلحة المواطن الأساسية، تتمثل في ضمان ألا يؤثر تملك الأجانب للعقارات سلبا على المواطن، أو يُنافسهم في شراء المساكن، مع الحرص على تحقيق منفعة حقيقية للمواطنين.
ويتمثل دعم المشاريع العملاقة والمدن الجديدة، في تمكين بيع العقارات ضمن هذه المشاريع للأجانب؛ لاجتذاب العملة الصعبة وتعظيم العوائد الاقتصادية منها، ويشجع الاستثمارات العقارية المتخصصة، عبر تيسير عمل الشركات الأجنبية الرائدة في تطوير المشاريع العقارية الكبرى، وضمان حقوقها الأساسية لا سيما في حفظ وتوثيق ملكيتها، وفق المبيض.
وتوقع خالد المبيض، أن يركز النظام على المدن الكبيرة والجديدة مثل نيوم والبحر الأحمر، وأيضاً يشجع الاستثمار في المدن الصغيرة.
الإقامة المميزة وتملك الأجانب للعقارات
من جانبها، ذكرت بحوث المجموعة المالية “هيرميس” في مذكرة بحثية في يناير الماضي، أن تعديل قانون تملك الأجانب في السعودية، خاصة إذا شمل تقليل الحد الخاص بالإقامة المميزة المرتبطة بامتلاك العقارات، سيؤدي إلى تعزيز الطلب على العقارات من قبل المستثمرين غير السعوديين، خاصة المغتربين والأجانب الراغبين في الاستفادة من برامج الإقامة المميزة. هذا التغير من المتوقع أن يوسع قاعدة المشترين ويزيد من نشاط السوق العقاري، مما يدعم نمو القطاع بشكل أكبر.
وتعتقد “هيرميس” أن هذه الخطوة، قد تُحدث نقلة نوعية في القطاع. حالياً، يشترط الحصول على الإقامة المميزة تملك عقار لا تقل قيمته عن 4 ملايين ريال سعودي، وهو رقم يُعد عائقاً أمام شريحة واسعة من الوافدين. لكن التوجه الجديد قد يشهد خفض هذا الحد، ما من شأنه أن يفتح الباب أمام موجة جديدة من الطلب، ويمنح السوق دفعة قوية نحو النضج والانفتاح.
الوافدون، الذين لطالما شكّلوا جزءاً كبيراً من النسيج الاقتصادي والاجتماعي في المملكة، قد يصبحون قريباً من أبرز اللاعبين في سوق العقارات السكنية. أما غير المقيمين، فقد يجدون في المدن المقدسة – مكة المكرمة والمدينة المنورة – وجهة استثمارية وسياحية جذابة، خصوصاً في ظل الطفرة التي تشهدها السياحة الدينية.
لكن التحديات لا تزال قائمة. فغياب منتجات رهن عقاري مخصصة للأجانب، إلى جانب هيمنة العروض الحكومية على السوق، يحدّ من قدرة الوافدين على الدخول بقوة. كما أن نموذج البيع على الخارطة، الذي تم تطبيقه حديثاً، لم يترسخ بعد بما يكفي ليكون أداة فعالة في هذا التحول.
ومع ذلك، فإن تخفيف القيود، سواء عبر التشريعات أو عبر تسهيلات الإقامة، قد يكون الشرارة التي تُطلق العنان لمرحلة جديدة من النمو العقاري في المملكة، وتُعيد رسم خريطة التملك والاستثمار في واحدة من أكثر الأسواق ديناميكية في المنطقة.
تستهدف السعودية توفير أكثر من مليون منزل وأكثر من 362 ألف غرفة فندقية، وأكثر من 7.4 مليون متر مربع من مساحات التجزئة، بالإضافة إلى 7.7 مليون متر مربع من المساحات المكتبية الجديدة بحلول نهاية العقد.
سوق الأسهم السعودية
وعلى مستوى سوق الأسهم السعودية، رجحت “هيرميس” استفادة شركات مثل “رتال” والتي ارتفع سهمها 6.76% اليوم الأربعاء، بالإضافة إلى شركات أخرى تكيفت مع النموذج الجديد للبيع على الخارطة، مثل “العقارية” والتي ستستطيع استغلال الفرص بشكل أسرع بعد التعديلات نظراً لحجم محفظة أصولها العقارية الضخمة.
كما أن تقليل الحد للإقامة المميزة المرتبط بامتلاك العقارات سيوفر حافزاً أكبر للأجانب لشراء العقارات، وهو ما سيدعم بشكل مباشر تطور السوق بشكل أوسع وأكثر تنوعاً، بحسب تقرير “The Year ahead 2025″، والذي اطلعت عليه “العربية Business”.
العربية نت
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الإقامة الممیزة
إقرأ أيضاً:
أبل تستعد لقفزة في الآيباد .. تسريبات تؤكد iPad القادم أسرع بكثير مما نتوقع
أوضحت تسريبات حديثة أن آبل تستعد لقفزة غير معتادة في أداء آيباد “الأساسي”، بعد سنوات كان يُنظر فيها إلى هذا الطراز كخيار مدرسي أو منزلي متواضع بإمكانات محسوبة بعناية.
وتشير التقارير إلى أن الجيل الثاني عشر المتوقع في 2026 لن يكون مجرد تحديث روتيني، بل محاولة حقيقية للاقتراب من فئة iPad Air في السرعة والذاكرة وتجربة الاستخدام اليومية.
شريحة A19 بدل التدرج التقليديكشفت تحليلات لشفرة مبكرة من iOS وiPadOS أن آبل تتجه لاستخدام شريحة A19 – نفسها المنتظرة في سلسلة iPhone 17 – داخل iPad 12، في كسر واضح لعادة منح الطراز الأساسي شرائح من جيل أقدم.
تعني هذه الخطوة عمليًا قفزة كبيرة عن شريحة A16 الحالية، مع تحسينات ملموسة في المعالجة والرسوميات تجعل الجهاز أقرب إلى فئة “المتوسط القوي” وليس مدخل عالم الآيباد فقط.
أوضحت التسريبات أن آبل تخطط لرفع ذاكرة الوصول العشوائي في iPad 12 إلى 8 جيجابايت، بدل 6 جيجابايت في الجيل الحالي، استجابة لمتطلبات iPadOS الحديثة وميزات Apple Intelligence.
وكشفت التقارير كذلك أن الآيباد الأساسي سيحصل على شريحة N1 اللاسلكية الجديدة، المقرر استخدامها أيضًا مع عائلة iPhone 17، لتقديم اتصال أكثر استقرارًا عبر Wi‑Fi وبلوتوث.
يعكس وجود هذه الشريحة في فئة “المدخل” رغبة آبل في توحيد مستوى الاتصال عبر خط المنتجات، وتهيئة الآيباد لدعم تجارب تعتمد بشكل أكبر على البث، الألعاب السحابية، والتطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي من السحابة.
iPad Air مع M4… ترقية متوقعة بلا مفاجآتفي المقابل، أوضحت التسريبات أن iPad Air القادم في 2026 سيحصل على ترقية أكثر “منطقية”، بالانتقال من معالج M3 الحالي إلى M4 مع الحفاظ على التصميم تقريبًا كما هو.
تضع هذه الخطوة iPad Air في موقع مريح كخيار شبه احترافي لمن لا يريد دفع سعر iPad Pro، مع قوة معالجة تكفي لتحرير الفيديو والتصميم ثلاثي الأبعاد واستخدام تطبيقات احترافية على شاشة أكبر.
إستراتيجية جديدة لخط الآيباد: قوة في الأسفل وثبات في الوسطترى تحليلات مختصة أن ما تسرب من خطط 2026 يعكس تبدلًا في طريقة تفكير آبل؛ فبدل الاكتفاء بإبقاء الآيباد الأساسي “مقيدًا”، يبدو أن الشركة تريد أن تجعل أقل طراز قادرًا على تشغيل Apple Intelligence وتجارب الذكاء الاصطناعي بسلاسة.
في المقابل، يظل iPad Air هو “المنطقة الآمنة” التي تحصل على ترقيات محسوبة في المعالج فقط، مع الحفاظ على سعره وموضعه بين الآيباد الأساسي ونسخ Pro، في معادلة تضمن تنويع الخيارات دون إرباك هيكل الأسعار بالكامل.