جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-12@03:33:44 GMT

بين الجمع والطرح بقايا متناثرة..

تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT

بين الجمع والطرح بقايا متناثرة..

محفوظ بن راشد الشبلي

 

يجتمع البشر في محاور وزوايا، سواءً أكانت سطحية أو شكلية أو حتى حقيقية، فيحصل بينهم تقارب فكري، وأحيانًا تقارب مشاعر وأحاسيس وبعض التوافق في الرؤى والتطلعات، ورُبما لا يشعر بها البعض ولا يعيها طرف عن آخر، ولكنها تولد في نفوس البشر، بلا إرادة منهم، من خلال معايشتهم، فتتقارب الأفكار، وربما تختلف في المنظور والشكل، وأحيانًا تفترق في محطات غير محسوبة وبلا وعي، وتبقى مركونة في جانب مُعين دون شعور وإحساس، حتى يحين موعد نبشها وتحريكها.

 

من بعض تلك المحاور، يوجد محور الألفة غير المحسوبة، وهي تأتي بالصُدف، فتألف النفس أُخرى دون سابق إنذار، فتتولّد من خلالها تقاربات في بعض المواقف والصفات التي يجد بها طرف توافقه مع آخر، فيُفضي ذلك التوافق إلى نوع من الثقة وصفة للأمان المُطلق، والذي من شأنه يكشف طرف للآخر عن أسرار لا يُفصح بها لغيره، وهُنا تأتي العاقبة غير المحسوبة بينهما.

تمضي الحياة في طيبٍ دائم ما دام التوافق باقيا بينهما، وتأتي بعدها لحظات يبرد فيها ذلك التوافق، ليشعر البعض بثقله غير المرغوب على الآخر، وأنه أصبح خارج دائرة اهتمامه، فينسحب عنه احترامًا لشخصه الكريم الذي لا يبتغي له سوى الخير، وبالمقابل إن لم يُبادر ذلك الطرف بالسؤال عن صاحبه الذي أوجد في داخله فراغًا كان يشغله بوجوده معه ويسأله عن سبب انسحابه؛ فإن ذلك مؤشر حقيقي بأن توافقهما وصل إلى مراحله الأخيرة وأن البُعد هو سبيل غايتهما جميعًا.

 

تدور بعدها عجلة الأيام، لتصل للشخص المُبادر بالانسحاب شكوى، فحواها تهديد ووعيد له من ذلك الطرف، ومضمونها تلك الأحاديث والأسرار التي دارت بينهما، والتي وُضعت حينها موضع الثقة العمياء والمُطلقة بينهم، ليجعلها سلاحًا يُهدد بها صاحبه!! فيصل الأمر للدهشة والسؤال عن تلك الشكوى بِكيف ولِما ولِماذا؟ برغم أنهما كانا على خير، وتوافقا وترافقا على خير، وانسحبا على خير، ولم تحدث بينهما أي خلافات ولا نزاعات ولا حتى عتابات، ويا لها من مفاجأة تتبعها مُصيبة.

 

فتصل فرضية الأمر للتساؤلات حول ما بدر من شكوى ذلك الشخص، هل دخل طرف ثالث بينهما وفي نفسه نوايا دنيئة لتصفية حسابات مع الطرف الأول، ووجدها فرصة للنيل منه بعدما أفشى له ذلك الطرف عن سِرّه الذي أودعه عنده ليجد بها ذريعة ضده؟ هل نفسية الشخص المشتكي دخلت بها وسوسة شياطين الإنس والجن؟ هل ذلك الطرف كان يختبئ في جلد ثُعبان جرجر بها صاحبه بالكلام ليكشف عن وجهه الحقيقي ويُبدل جِلدته لاحقًا؟ أم أن إفشاء الأسرار العميقة بين الصِحاب والأقارب والأحباب، أصبح ثقافة خبيثة للابتزاز وتشويه سُمعة الآخرين؟ أم أن الخُبث أصبح غاية في نفوس البشر ضد أصحابهم؟ أم ماذا في الأمر من خفايا وأسرار خارجة عن منظور الفهم والإدراك والاستيعاب؟

 

خلاصة حديثنا هو أنه قد أصبحنا في زمن لا يعرف الشخص صديقه من عدوّه، ومن حافظ لأسراره ومن مُفشيها، وتخلخلت فيه موازين الثقة في الآخرين، وأصبحنا نحسب لفضفضتنا ألف حساب قبل إبدائها للآخرين مهما كانت حسابات الثقة عالية معهم، فبعض النفوس تحتاج أحيانا للتفريج عن خلجات أنفسها لأقرب الناس إليها، ولكنها تنصدم بما هو أمرّ من غاية الفضفضة بحاجات خارجة عن المفهوم والحسابات، ويجب الحذر من كل كلمة ينطقها الشخص في محيطه وعالمه، فبعض البشر الذين وثقت بهم يعطونك أحيانًا دروسًا لا يُمكن أن تنساها، وحقًا مهما جَمعت وطَرحت برصانة تامة وبفكرٍ مُتقن تبقى هُناك بقايا متناثرة بين هُنا وهُناك يصعب عليك لملمتها مهما كُنت بارعًا في فن التدقيق والحسابات واللّه المستعان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: ذلک الطرف

إقرأ أيضاً:

القط "بيبر" يساعد في اكتشاف فيروس جديد

عاد القط الأليف الذي تصدر عناوين الصحف العام الماضي لدوره في اكتشاف أول فيروس جيلونغ في الولايات المتحدة، من جديد. وهذه المرة، ساهمت براعته في الصيد في تحديد سلالة جديدة من فيروس أورثوروفيروس.

قام جون ليدنيكي، مالك بيبر وعالم الفيروسات في كلية الصحة العامة والمهن الصحية بجامعة فلوريدا، بأخذ صيد بيبر - وهو حيوان زبابة قصير الذيل من نوع إيفرجليدز ميت - إلى المختبر للاختبار كجزء من عمله المستمر لفهم انتقال فيروس جدري الغزال، بحسب موقع UF Health - University of Florida Health.

كشفت الاختبارات أن الذبابة مصابة بسلالة غير معروفة سابقًا من فيروس أورثوفيروس. من المعروف أن فيروسات هذا الجنس تصيب البشر، والغزلان ذات الذيل الأبيض، والخفافيش، وغيرها من الثدييات. وبينما لم تُفهم آثار فيروسات أورثوفيروس على البشر جيدًا بعد، فقد وردت تقارير نادرة عن ارتباط الفيروس بحالات التهاب الدماغ، والتهاب السحايا، والتهاب المعدة والأمعاء لدى الأطفال.

وقال ليدنيكي، أستاذ الأبحاث في قسم الصحة البيئية والعالمية في برنامج الصحة العامة والصحة العامة وعضو معهد مسببات الأمراض الناشئة في جامعة فلوريدا : "الخلاصة هي أننا بحاجة إلى الاهتمام بالفيروسات الأورثوذكسية، ومعرفة كيفية اكتشافها بسرعة".

نشر فريق جامعة فلوريدا تسلسلات الترميز الجينومي الكاملة للفيروس الذي أطلقوا عليه اسم "سلالة UF-1 من فيروس الزبابة الثديي في جينزفيل" في مجلة Microbiology Resource Announcements.

قالت إميلي دي رويتر، الباحثة الرئيسية في الدراسة، والمرشحة لنيل درجة الدكتوراه من جامعة فلوريدا في مجلة ون هيلث : "هناك العديد من أنواع فيروسات أورثوريو الثديية المختلفة، ولا تتوفر معلومات كافية عن هذا الفيروس المُكتشف حديثًا تدعو للقلق". وأضافت: "كانت فيروسات أورثوريو الثديية تُعتبر في الأصل فيروسات "يتيمة"، موجودة في الثدييات، بما في ذلك البشر، ولكنها لا ترتبط بالأمراض. ومؤخرًا، رُبطت بأمراض الجهاز التنفسي والجهاز العصبي المركزي والجهاز الهضمي".

يأتي اكتشاف مختبر ليدنيكي لفيروسي جيلونغ وأورثوريوفيروس في أعقاب نشر الفريق اكتشافه لفيروسين جديدين آخرين وُجدا في غزال أبيض الذيل المُربّى في المزارع. وصرح ليدنيكي بأنه بالنظر إلى ميل الفيروسات للتطور المستمر، إلى جانب التقنيات المختبرية المتطورة التي يستخدمها الفريق، فإن اكتشاف فيروسات جديدة ليس مفاجئًا تمامًا.

قال ليدنيكي: "أنا لست أول من يقول هذا، ولكن في الأساس، إذا نظرت، فستجد، وهذا هو السبب في أننا نستمر في العثور على كل هذه الفيروسات الجديدة". وأضاف أنه مثل فيروس الإنفلونزا، يمكن لنوعين مختلفين من الفيروس المسبب للمرض أن يصيبا خلية مضيفة، ما يتسبب في اختلاط جينات الفيروسات ومطابقتها، ما يؤدي في الأساس إلى إنشاء فيروس جديد تمامًا.

في عام 2019، عزل ليدنيكي وزملاؤه أول فيروس أورثوروفيروس موجود في غزال. كانت جينات هذه السلالة متطابقة تقريبًا مع فيروس أورثوروفيروس موجود في المنك المُستزرع في الصين وأسد مُصاب بمرض مُميت في اليابان. تساءل المجتمع العلمي كيف يُمكن أن يظهر الفيروس الهجين نفسه في غزال مُستزرع في فلوريدا ونوعين من آكلات اللحوم حول العالم؟ تكهن بعض الخبراء بأن مكونات علف هذه الحيوانات قد تكون من نفس المُصنِّع.

وقال دي رويتر وليدنيكي إنه مع وجود العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها حول الفيروسات الأورثورية وطرق انتقالها، وانتشارها بين المضيفين من البشر والحيوانات، ومدى قدرتها على التسبب في المرض لنا، هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث.

وتشمل الخطوات التالية دراسات علم الأمصال وعلم المناعة لفهم التهديد الذي قد يشكله فيروس الزبابة الثديي من النوع 3 UF-1 على البشر والحياة البرية والحيوانات الأليفة.

للقراء المهتمين بصحة بيبر، كونوا مطمئنين. لم تظهر عليه أي علامات مرض خلال مغامراته الخارجية، ومن المرجح أن يواصل المساهمة في الاكتشافات العلمية من خلال جمع العينات.

وقال ليدنيكي: "كانت هذه دراسةً انتهازية. إذا صادفتَ حيوانًا ميتًا، فلماذا لا تُجرّبه بدلًا من دفنه؟ هناك الكثير من المعلومات التي يُمكن الحصول عليها".

فيروس جديدالقط بيبرفيروس أورثوروفيروس

مقالات مشابهة

  • القط "بيبر" يساعد في اكتشاف فيروس جديد
  • أسماء أولاد من القرآن والصحابة
  • محافظ الدقهلية: بدء افتتاح مشروع فصل وجمع المخلفات من المصدر بمنطقة مبارك بمدينة المنصورة
  • زوج يفقأ عين زوجته إثر شجار بينهما
  • سلطنة عُمان وبلغاريا تبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بينهما
  • هل بلع بقايا الطعام في الفم يفسد الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
  • حماة الوطن يعلن الحصول على نسبة ملائمة من مقاعد القائمة الوطنية لانتخابات الشيوخ
  • حملاوي تستقبل السفيرة الأمريكية بالجزائر..وهذا ما دار بينهما
  • لا يجوز الجمع بين دائرتين بنظام الفردي.. «الوطنية للانتخابات» تعلن إجراءات الترشح لمجلس الشيوخ 2025