لطالما كانت "غيرة البنات" محورًا شيّقًا في عالم الفنون والسينما، لما تحمله من مشاعر متداخلة بين الحب، التنافس، والصراعات النفسية. هذه الظاهرة الاجتماعية لم تغب عن عيون المبدعين الذين قدموا أعمالًا أضاءت على تعقيدات الغيرة بأسلوب درامي مثير، وأثارت في الوقت ذاته تصريحات لافتة من نجوم ومشاهير كشفوا عن تجاربهم وآرائهم حولها.


---

العنوان الفرعي الأول: "غيرة البنات في السينما: قصص تجاوزت الشاشة إلى الواقع"
تناولت العديد من الأفلام العربية والعالمية موضوع الغيرة بين الفتيات بأشكال متعددة. أبرزها:

فيلم "صراع في الميناء" (1956): جسدت فاتن حمامة شخصية "حميدة" التي تخوض صراعًا عاطفيًا بسبب غيرة فتاة أخرى منها على حب أحمد (عمر الشريف).

فيلم "Mean Girls" (2004): مثال عالمي على الغيرة بين الفتيات في المدارس الثانوية، حيث عُرضت كيف يمكن للغيرة أن تؤدي إلى حروب نفسية ومعارك اجتماعية قاسية.

فيلم "الغيرة القاتلة" (2019): فيلم نفسي درامي يبرز كيف يمكن للغيرة أن تتحول إلى أداة تدمير ذاتي وعلاقات متوترة.

 

---

العنوان الفرعي الثاني: "تصريحات المشاهير: هكذا تحدثوا عن غيرة البنات"

1. نيللي كريم: في مقابلة تلفزيونية، صرّحت بأنها عاشت مواقف شخصية عديدة شعرت فيها بغيرة زميلاتها من نجاحها، لكنها ترى الغيرة حافزًا للتطوير وليس للعداء.


2. هند صبري: كشفت أن الغيرة بين الفتيات ليست دائمًا سلبية، بل قد تكون ناتجة عن إعجاب شديد وتحفيز للتفوق.


3. شيرين عبد الوهاب: تحدثت عن تجربتها مع الغيرة في الوسط الفني، ووصفتها بأنها "سلاح ذو حدين" قد يدفع البعض للإبداع أو يثير مشكلات لا داعي لها.


4. تايلور سويفت: صرحت في مقابلة بأنها كتبت بعض أغانيها عن تجارب شخصية مع الغيرة في العلاقات والصداقة، مشيرة إلى أن الفتيات يتأثرن بشدة بمشاعر التنافس.

 


---

العنوان الفرعي الثالث: "هل الغيرة فطرة أم مكتسبة؟ رأي علم النفس والاجتماع"
أثار تناول موضوع غيرة البنات في الأعمال الفنية نقاشات واسعة بين علماء النفس والاجتماع. تشير الدراسات إلى أن:

الغيرة فطرة طبيعية، ولكن المحيط الاجتماعي يساهم في تضخيمها أو تهذيبها.

الأعمال الفنية، خاصة التي تركز على الغيرة، تساعد المشاهدين على التعاطف وفهم مشاعر الغير بدلًا من الحكم عليهم.

هناك حاجة لتقديم نماذج إيجابية في الأعمال الفنية تُظهر كيف يمكن تحويل الغيرة إلى طاقة بنّاءة بدلًا من خلق نزاعات.

 

---

الخاتمة:
سواء كانت الغيرة تعبيرًا عن الحب أو رغبة في إثبات الذات، فقد استطاعت السينما والفنون أن تسلط الضوء على هذا الشعور الإنساني بتعقيداته المختلفة. وبينما تثير تصريحات المشاهير حول الغيرة موجات من الجدل، يبقى السؤال: هل يمكن للفنون أن تقدم حلولًا لهذه الصراعات النفسية؟

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفجر الفني هند صبرى نيللي كريم تايلور سويفت

إقرأ أيضاً:

«لِنَتَسِعْ بَعْضُنَا بَعْضًا… ونُعَلِّم قلوبنا فنّ احترام الرأي الآخر»

في كل مجتمع حيّ، يظل الاختلاف علامة صحة لا علامة خلاف، ودليل نضج لا دليل صدام. فالآراء المتعددة مثل الألوان، لا يكتمل الجمال إلا بتجاورها، ولا تكتمل الصورة إلا بتكاملها. 

ومع ذلك، لا تزال بعض العقول – للأسف – تنظر إلى الرأي المخالف على أنه غزوٌ لفكرتها، أو تهديدٌ لهيبتها، أو مساسٌ بمكانتها، بينما الحقيقة أن الاختلاف لا يجرح إلا القلب الضيق، ولا يزعج إلا العقل المغلق، أما الصدور الواسعة فتتعامل مع التنوع باعتباره غنى للفكر ومساحة للتعلم.

إننا اليوم في حاجة إلى أن ننقل ثقافة احترام الاختلاف من كونها شعارات مثالية، إلى كونها ممارسة يومية في بيوتنا، ومساجدنا، ومؤسساتنا، ومدارسنا، ووسائل إعلامنا. لأن المجتمعات لا تُبنى بالاتفاق الكامل، وإنما تُبنى بإدارة الاختلاف إدارة راقية.

■ القرآن الكريم… مدرسة الاحترام قبل الحوار

حين نفتح كتاب الله تعالى، نجد قيمة احترام الرأي والحوار الحضاري راسخة منذ أول يوم.
يقول سبحانه وتعالى:
﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.
لم يقل: "جادلهم بالعنف"، ولم يقل: "بالغلظة"، بل قال: بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ… أي بأفضل وأرقى ما يمكن.

وهذا دليل عظيم على أن الحوار لا بد أن يكون قائمًا على الأدب قبل الفكرة، وعلى الهدوء قبل الحدة، وعلى الفهم قبل الرد. فكيف إذا كان القرآن يأمرنا بذلك مع المخالف في العقيدة؟ فكيف بمن يخالفنا في الرأي داخل الوطن الواحد والبيت الواحد؟

والله سبحانه يعلّمنا كذلك أدب الاختلاف في قوله:
﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾،
وهذا إقرار صريح بحق الآخرين في عرض ما لديهم، وحقنا في مناقشته دون تسفيه أو تجريح.

■ السنّة النبوية… قمة الأخلاق في إدارة الاختلاف

لقد قدّم النبي ﷺ نموذجًا راقيًا في احترام الرأي حتى مع أصحابه وهم في قمة الخلاف.
ولنا في موقفه يوم غزوة بدر خير شاهد، حين قال للصحابة:
"أشيروا عليّ أيها الناس"،
فأخذ برأي الحباب بن المنذر، وهو رأيٌ عسكري يخالف رأي النبي الأول، ومع ذلك قبله النبي بكل صدر رحب.
هذا هو الأدب النبوي… وهذا هو احترام العقول.

وفي حديث آخر قال ﷺ:
«رحم الله رجلاً سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا اقتضى»،
والسماحة خلق لا يولد إلا من صدر واسع يقبل الآخر ولا يتضايق من اختلافه.

بل إن النبي ﷺ علّمنا ألا نُقصي المخالف ما دام لا يخالف الثوابت، فقال:
«إنما بُعثتم مُيسرين ولم تُبعثوا مُعسرين».

■ أدب الاختلاف… مسؤولية مجتمع كامل

إن احترام الرأي الآخر ليس وظيفة المثقفين وحدهم، ولا واجب الدعاة وحدهم، بل هو مسؤولية مجتمع بأكمله.
فالأب في بيته حين يفرض رأيه بالقوة يخسر الحوار مع أبنائه، والمعلم حين يسخر من رأي تلميذه يخسر احترامه، والمسؤول حين يضيق بالنقد يخسر ثقة الناس.

والحقيقة أن قوتنا لا تُبنى من خلال الصوت الأعلى، بل من خلال القدرة على الاستماع، ولا من خلال الإقصاء، بل من خلال الاحتواء.
فنحن أمة جعلها الله أمة وسطًا، والوسطية ليست رأيًا واحدًا جامدًا، بل فضاء واسع يتسع للجميع.

■ لماذا نخاف من الاختلاف؟

نخاف لأننا لم نتربَّ على ثقافة السؤال.
نخاف لأننا نتصور أن اختلاف الآخر يعني ضعف موقفنا.
نخاف لأننا نخلط بين الرأي والفكرة… وبين الشخص والفكرة.
بينما الحقيقة أن الفكرة التي لا تتحمل النقد هي فكرة لم تُبنَ جيدًا من البداية.

إن المجتمعات التي تتسع قلوب أفرادها للآراء المختلفة هي المجتمعات التي تطور نفسها، وتتعلم من بعضها، وتبني جسورًا لا جدرانًا.

■ فلنتسع لبعضنا… ولنربِّي في قلوبنا أدب الاختلاف

علينا أن نؤمن بأن الاستماع للآخر لا يعني التراجع، وأن قبول اختلافه لا يعني التنازل، وأن احترام رأيه لا يعني الانسحاب.
بل يعني أننا نملك وعيًا وإيمانًا بأن الحقيقة أكبر منّا جميعًا.

وفي الختام…
إن احترام الرأي الآخر ليس مجرد خُلق، بل هو مشروع حضاري يعيد للمجتمع توازنه، وللإنسان قيمته، وللنقاش روحه.
فدعونا نتسع لبعضنا، ونسمع لبعضنا، ونقترب من بعضنا…
فالوطن لا يبنيه رأي واحد… وإنما تبنيه قلوب تتسع للجميع.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الفرعي مصراتة لكرة القدم يشرف على دورة تدريبية للمدربين
  • صريح جدا : هذه هي حدود الغيرة بين الزوجين عند الجزائريين
  • إحالة الشاب الكويتي المتهم بالتحرش بإحدى الفتيات على كورنيش النيل إلى المحاكمة
  • ضحايا الكواليس.. نجوم أطاحت بهم الغيرة قبل أن يُسدل عنهم الستار
  • الراجحي: لماذا تنجح حكومة آل الدبيبة في استيراد المشاهير وتفشل في استيراد الكتاب المدرسي والدواء؟
  • «لِنَتَسِعْ بَعْضُنَا بَعْضًا… ونُعَلِّم قلوبنا فنّ احترام الرأي الآخر»
  • أنفاق غزة تكشف الوجه الآخر لمعاملة الأسرى: “شدّة”، “حانوكاه”، وتناقضات إسرائيلية
  • حبس المتهم بابتزاز الفتيات بنشر صورو فيديوهات لهن بالدقهلية
  • الوجه الآخر لسيول العراق.. بحيرة حمرين تنتعش والطيور المهاجرة تعود إليها
  • جامعة الدول العربية تستضيف الاجتماع الخامس عشر لرابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية