عربي21:
2025-12-10@10:01:54 GMT

قشة التهدئة!

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

يتابع أهالي قطاع غزة الساحلي، وجلهم نازحون عن بيوتهم أو ما تبقى منها، أخبار التهدئة المملة، ولسان حالهم "بركن تزبط هالمرة"، رغم أنها تكاد تتكرر بذات الصيغ والجمل والعبارات والمصادر والوسائل منذ شهور عديدة، حيث تمنحهم أخبار المفاوضات جرعة كبيرة من الأمل والترقب في بدايتها، ويرهقهم تتابعها ومتابعتها، ثم يحبطهم خبوّها وتراجعها، ذلك أن التهدئة تعني عودة رغيف خبزهم المفقود، وأمنهم المنشود، واستئناف ولو لفترة مؤقتة لحياتهم المعطلة منذ بداية العدوان قبل أكثر من عام، كما أنها فرصة لالتقاط الأنفاس بعدما طالت الحرب وتوسعت وشابها تعقيدات حسابات السياسة المرهقة!

ويتعلق أكثر من مليوني غزي بـ"قشة" أخبار التهدئة المتتابعة رغم إدراكهم للمراوغة الإسرائيلية المعتادة، وخيبة أملهم المتكررة على مدار شهور طويلة من المفاوضات الرامية لوضع حد لعدوان وحشي طال مختلف جوانب حياتهم، إذ لا سبيل أمامهم سوى ذلك، لا سيما أن التهدئة تعني لهم الكثير الكثير، فهي أكثر من مجرد استراحة من موت يطاردهم منذ عام ويزيد، سواء عبر الإصابة المباشرة بصواريخ وقذائف ورصاص جيش الاحتلال، أو كنتيجة متحصلة لآثاره المحيطة بهم، لا سيما جراء المجاعة المتفشية نتيجة نقص وشح الخضروات والمساعدات، ونتيجة الأمراض وضعف الرعاية الطبية جراء إنهاك الطواقم الطبية والاستهداف المتواصل للمرافق الصحية.



وعلى وقع تتابع أخبار مفاوضات التهدئة يتضاعف الأمل بنجاحها وبلوغها محطة الاتفاق ومباشرة التنفيذ، لا سيما بعدما بلغت "البطون" الحناجر جراء افتقاد "رغيف الخبز" نتيجة شح "الطحين" وارتفاع أسعار المتاح منه، حيث يجد غالبية الغزيين أنفسهم وجها لوجه مع شبح الجوع الذي يفتك بهم، ولا حاجة للإشارة إلى اللحوم بأصنافها والفواكه بأنواعها كونها أصبحت خارج قائمة متطلبات أهالي غزة، ليس زهدا فيها، أو اتباعا لنظام غذائي صحي أو ما يعرف بالريجيم، بل قهرا وقسرا لطول فترة حرمانهم منها، وليأسهم من إمكانية التحصل عليها إجمالا، فهي وإن توفر شيء منها، فتكلفتها باهظة جدا لدرجة يعجز معظمهم عن شرائها، وحتى لو امتلاك بعضهم القدرة على شرائها، فالقرار غالبا الامتناع عن ذلك، وتفضيل تأمين "رغيف الخبز" الذي بات عزيزا ومكلفا أيضا، وله الأولوية الأولى عما سواه، فهو سلاحهم لسد الرمق ووأد الجوع.

ودون أدنى مبالغة، فالتهدئة باتت أكثر من مجرد مطلب وحلم لأكثر من مليوني غزي يكابدون ظروفا معيشية تزيدهم وهْنا على وهن، حتى أن مجرد وجود حراك سياسي بشأنها يخفف عنهم شيئا من مكابدة العدوان رغم أن جولات المفاوضات تشهد مجازر دموية وتكثيف لضغوط الاحتلال بصور مختلفة، لا سيما عبر مطالبة الغزيين بإخلاء مناطق جديدة في سياق سعيه لابتزاز المواقف وانتزاع المكاسب من المفاوض الفلسطيني الذي يكرس جهده لوقف العدوان بشكل كامل، فالإخلاء وما أدراك ما الإخلاء؟! عذاب لا يوصف، وجرعة ألم مُرة، وتكرار لمأساة النزوح من جديد، فلا استقرار ولا أمان، بل خوف وقلق وجوع وألم! فمتى ترسو سفينة التهدئة على شاطئ الأمان؟! ومتى يتخلّى المجتمع الدولي عن ازدواجية معاييره؟! ومتى تُشف جراح أهالي غزة ويتم منحهم فرصة لالتقاط الأنفاس وذرف الدموع والحزن على من فقدوا من أحبة؟! ومتى يكف العالم عن صم أذنيه عن أوجاعهم ويلتفت لحقهم بالحياة؟!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة التهدئة الاحتلال الجوع احتلال غزة جوع تهدئة معيشة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لا سیما أکثر من

إقرأ أيضاً:

خبير بالشأن الإسرائيلي: ترامب قادر على لجم نتنياهو وفرض التهدئة بغزة والمنطقة

أكد الدكتور سهيل دياب، خبير الشئون الإسرائيلية من الناصرة، أن إسرائيل ستنصاع لما تريده الولايات المتحدة، وأنها ستُصغي إلى المطالب الأمريكية بشأن التهدئة، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيحاول إقناع واشنطن بأن مصالح الغرب وإسرائيل تتطلب المواجهة مع كل من يرفع رأسه في الشرق الأوسط. 

خبير بالشأن الإسرائيلي: نتنياهو سيخضع لترامب.. وأمريكا تضغط لفرض التهدئة في الشرق الأوسط

 

وأوضح "دياب"، خلال مداخلة عبر الإنترنت مع الإعلامية هند الضاوي، ببرنامج "حديث القاهرة"، عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن أن الولايات المتحدة ترغب في التهدئة لثلاثة أسباب رئيسية؛ أولها أنها مقبلة على انتخابات نصفية في عام 2026 وتحتاج إلى أجواء أكثر استقرارًا، خاصة أن القضية الفلسطينية تعتبر محورًا مؤثرًا في المعركة الانتخابية، والرئيس ترامب لا يريد تكرار ما حدث في نيويورك، مضيفًا: "أما السبب الثاني فهو أن ترامب يدرك أن مصالح الغرب وإسرائيل تعتمد على منع التغلغل الاقتصادي الصيني في الشرق الأوسط، بينما السبب الثالث هو أن استمرار التصعيد سيعزز التحالفات بين القوى المختلفة في المنطقة، مثل التقارب التركي المصري، والسعودي الإيراني".

 

وشدد على أن الممارسات الإسرائيلية في الشرق الأوسط تدفع الدول إلى التقارب أكثر مع الصين بدلًا من الولايات المتحدة، مضيفًا أن ترامب يعلم أنه إذا كان حازمًا سيجبر نتنياهو على الانصياع، موضحًا أن الرئيس الأمريكي قادر على "لجم" نتنياهو ودفعه للاستمرار في الخطة، قائلًا إن نتنياهو سينصاع إذا أراد ترامب ذلك.

 

وتابع: "ترامب قادر على فرض رؤيته على نتنياهو فيما يتعلق بضرورة التهدئة في الشرق الأوسط وقطاع غزة".

مقالات مشابهة

  • مصدر:إقالة (أبو رغيف)من رئاسة هيئة الإعلام والإتصالات لأسباب أخلاقية
  • خبير إسرائيلي يكشف: ترامب قادر على إجبار «نتنياهو» على التهدئة في الشرق الأوسط |فيديو
  • خبير بالشأن الإسرائيلي: ترامب قادر على لجم نتنياهو وفرض التهدئة بغزة والمنطقة
  • ‏إحصائية حقوقية: أكثر من 500 نزوح في حضرموت جراء تصعيد الانتقالي
  • افتتاح منفذ جديد لهيئة الكتاب بالأنفوشي استجابة لمطالب أهالي الإسكندرية
  • مجلس المفوضين بهيئة الإعلام يقيل نوفل أبو رغيف ويكلف محمد الغرباوي بدلاً عنه
  • حقائق مذهلة عن الأفاعي… أكثر من مجرد سموم قاتلة
  • اسئلة عن اسباب التهدئة
  • الأردن يدعم غزة بمخابز متنقلة تنتج 140 ألف رغيف خبز يوميًا
  • الصحة العالمية: المضادات الحيوية قد تضر أكثر مما تنفع.. ولا مؤشرات لطارئة صحية عالمية