بدلا من الترقب والانتظار ونحن نرنو الي الأفق البعيد نقرأ في المنصات المتحاربة ادعاءات بالنصر كل منهم يخرجها في شكل بالونات ملونة تتطاير وسط حمامات زاجلة تنقل الاخبار المتضادة مجهولة المصدر قليلة المصداقية والموثوقية ونحن قد تيبست رقابنا من كثرت التلفت وصدورنا تعلو وتهبط مثل المحرك النفاس يلفظ حرارة تصهر الحديد الزهر ونبحث عن مجرد قطرة ماء ولو من عقر بئر تائهة وسط الرمال فلا نجد غير اللكمات تنهال علينا تارة بمنجنيق هذا الزمان الذي استنكف عن ارسال الحجارة وابدلها بكرات من حديد تحمل في قلبها الأسود افلام من الرعب وخفة ورشاقة في تقطيع الأوصال وتمزيق اي شيء تراه أمامها بشرا وحجرا وسوائم ولا تكتفي بهذا المهرجان من العنف الزائد الذي يطلق علي الأبرياء والقتلة يتلذذون برحلة صيد العصافير هذه ولا مانع بعدها أن يجلسوا لحفلات الشواء يلتهمون كل شيء من الصيد حتي الاكباد لا تسلم من عيونهم الحولاء وافواههم المتصحرة الجائعة التي هي مثل المناشير في القطع والتمزيق تحاكي سمك القرش هذا الفك المفترس الذي يبدو امام هؤلاء السفاحين وكأنه تلميذ صغير في غرفة الإعدام أمامه أعوام واعوام ليتعلم من اين تؤكل الكتف ومن أي جهة تكسر العظام وتفتت مثل ذرات الرمال لتحملها الرياح الي معاقل النظام العالمي الجديد حيث ترقد متوسدة كلابيش الحديد في ايديها المصفدتين وفي أرجلها المكبلة بالاثقال تجعل من المحال الحركة وفي هذا السكون ينام كل شيء وتكون صفحة من التاريخ والجغرافيا وعلم الأجناس والذكاء الاصطناعي وزمن الصورة ونهاية كليات الإعلام التي راحت في خبر كان .
لا أود أن أطيل عليكم ولكن ارجو ان تعجبكم إجابة البروف عبدالله الطيب عندما سئل:
( هل تشاهد التلفزيون ) ؟!
اجاب علي الفور :
( لا املك جهازا في بيتي ) !!..
تصبحوا علي خير مع الاحلام السعيدة بعيدا عن كوابيس حرب غزة وأوكرانيا وحربنا الملعونة العبثية المنسية !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
كان منزلنا في قلب الحصار الذي فرضته مليشيا الجنجويد، المدججة بالأسلحة والمركبات
عندما اندلعت الحرب صباح السبت، الخامس عشر من أبريل 2023، كنتُ أقيم على بُعد 1500 متر فقط من بيت الضيافة والقيادة العامة، حيث دارت أعنف المعارك، استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، الثقيلة منها والخفيفة.
كان منزلنا في قلب الحصار الذي فرضته مليشيا الجنجويد، المدججة بالأسلحة والمركبات القتالية التي ملأت الأفق. اقتحموا منزلنا، واضطررنا إلى الخروج بما نرتديه من ثياب وما ننتعله من أحذية فقط.
ومنذ تلك اللحظة، و ما بعدها ونحن نمر بأكثر من خمسين ارتكازًا للجنجويد، وحتى اليوم، بعد أحداث بورتسودان، لم يخالجني أدنى شك في أن النصر آتٍ، ثقةً بالله وبقواتنا المسلحة.
عمر عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب