3 عوامل ساهمت في السقوط السريع لنظام الأسد
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
أطاحت فصائل مسلحة بحكم الرئيس بشار الأسد، الأحد، بعد هجوم استمر أسبوعين، شهد سقوط المدن الكبرى الواحدة تلو الأخرى، حتى استولت الفصائل على العاصمة دمشق دون قتال.
وبحسب تقرير (فرانس 24)، انهار حكم عائلة الأسد، الذي استمر 50 عاماً، بسرعة مذهلة بعد أن اندفعت الفصائل المسلحة من جيب تسيطر عليه في شمال البلاد، واستولوا على حلب وسلسلة من المدن الأخرى في غضون أيام، قبل أن يتجمعوا في دمشق.
Why the Assad regime collapsed in Syria – and why so fast
➡️ https://t.co/61cwUC6Ji6 pic.twitter.com/avG59isdqh
دخلت الفصائل المسلحة دمشق دون مقاومة تذكر، الأحد، مع سقوط بشار الأسد، الذي حكم سوريا لـ24 عاماً، ومثّل سقوط الأسد المفاجئ تطوراً مذهلاً في الصراع المدمر، الذي دام 14 عاماً في سوريا، مع بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2011، في ذروة ما يُطلق عليه "الربيع العربي".
وسلطت سرعة انتصار الفصائل المسلحة الضوء على نجاح أبو محمد الجولاني في إسقاط الأسد، بعد أن بدا وكأنه محاصر في آخر معقل له في شمال غرب سوريا، كما كشفت عن ضعف النظام السوري، واعتماده على الدعم من إيران وروسيا، الذي لم يأت في اللحظة الحاسمة والمطلوبة.
تحول الجيش السوري إلى "قذيفة جوفاء"، بعد حرب استمرت 14 عاماً، أسفرت عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص، ونزوح نصف سكان سوريا قبل الحرب البالغ عددهم 23 مليوناً، وتدمير اقتصاد البلاد والبنية التحتية.
وفي السنوات الأولى للحرب، قال الخبراء إن مزيجاً من الخسائر والانشقاقات والتهرب من الخدمة العسكرية أدى إلى خسارة الجيش لنحو نصف قوته التي يبلغ قوامها 300 ألف جندي، وفوجئ الجيش المحبط عندما اندفعت الفصائل المسلحة فجأة إلى معقله في محافظة إدلب في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، ولم تواجه تلك الفصائل مقاومة تذكر.
وقال الخبير في الشؤون السورية في المعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية ديفيد ريغوليه روز: "منذ عام 2011، واجه الجيش السوري استنزافاً في القوى البشرية والمعدات والمعنويات". وأضاف أن الجنود الذين يتقاضون أجوراً زهيدة نهبوا الموارد للبقاء على قيد الحياة، وتهرب العديد من الشباب من التجنيد الإجباري.
HAPPENING NOW - Opposition forces call it revolution, Syrian government falls in stunning end to 50-year rule, President Bashar Assad has been overthrown and all detainees in jails have been set free. pic.twitter.com/OpWh8yLRFq
— Insider Paper (@TheInsiderPaper) December 8, 2024 ضعف الحلفاءعلى مر السنين، اعتمد الرئيس السوري بشكل كبير على الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي من الحليفين الرئيسيين روسيا وإيران، ولولاهما لكان نظامه انهار بالتأكيد في وقت أبكر بكثير من الحرب، وبمساعدتهم، استعاد الأراضي التي فقدها بعد اندلاع الصراع في عام 2011، وأدى تدخل روسيا في عام 2015 بالقوة الجوية إلى تغيير مجرى الحرب لصالح الأسد.
وجاء هجوم الفصائل المسلحة الشهر الماضي بينما لا تزال روسيا غارقة في حربها في أوكرانيا، وفشلت ضرباتها الجوية هذه المرة في صد الفصائل، التي اجتاحت مساحات شاسعة من سوريا.
وقال خبير الشرق الأوسط في (فرانس 24) وسيم نصر: "كان الروس يرغبون في مساعدة النظام السوري بشكل أكبر، لكن مواردهم العسكرية تقلصت كثيراً، نتيجة للحرب الجارية في أوكرانيا".
لطالما قدمت إيران، الحليف الرئيسي للنظام السوري، مستشارين عسكريين للقوات المسلحة، ودعمت الجماعات المسلحة الموالية للحكومة على الأرض. لكن إيران والجماعات المتحالفة عانت من انتكاسات كبيرة في القتال مع إسرائيل هذا العام، وهذا قدم للفصائل المسلحة فرصة لا تعوض للهجوم على الجيش وضرب النظام السوري، ما أفضى إلى إسقاط الأسد.
وبحسب نصر "كان للفصائل المسلحة دين طويل الأمد مع الميليشيات الإيرانية وطهران، وحدث الهجوم الآن لأن إيران وحلفاءها كانوا أضعف من أن يستمروا في دعم النظام السوري".
Assad and his family, granted asylum by Russia, have reportedly arrived in Moscow https://t.co/v9xYlFvZaQ pic.twitter.com/fR6as8LGRP
— China Xinhua News (@XHNews) December 8, 2024 حزب الله خارج الخدمةدعم حزب الله (القوة اللبنانية التابعة لإيران) دمشق علناً على الأرض منذ عام 2013، وأرسل آلاف المقاتلين عبر الحدود لدعم الجيش السوري، لكن الفصائل المسلحة شنت هجومهم في أواخر الشهر الماضي، في نفس اليوم الذي دخل فيه وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين إسرائيل وحزب الله، بعد أكثر من عام من الأعمال العدائية في لبنان.
ونقل حزب الله العديد من مقاتليه في سوريا إلى جنوب لبنان لمواجهة إسرائيل، مما أضعف وجوده في الدولة المجاورة، وأدى القتال إلى تدمير قيادة حزب الله، حيث قُتل زعيم التنظيم حسن نصر الله، وخليفته المفترض، وسلسلة من كبار القادة في الغارات الجوية الإسرائيلية، وقال مصدر مقرب من حزب الله، إن التنظيم سحب قواته المتبقية في العاصمة السورية وحمص بالقرب من الحدود.
وفي رده على سقوط الأسد، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ذلك أنه "نتيجة مباشرة للضربات التي وجهناها لإيران وحزب الله، الداعمين الرئيسيين للأسد".
كما زعم الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة وحلفاءها أضعفوا داعمي سوريا (روسيا وإيران وحزب الله) وقال إنه "للمرة الأولى" لم يعد حلفاء الأسد قادرين على الدفاع عن قبضته على السلطة، مضيفاً: "لقد أدى نهجنا إلى تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الفصائل المسلحة اللحظة الحاسمة 300 ألف جندي الدعم العسكري روسيا غارقة سقوط الأسد سقوط الأسد الحرب في سوريا إسرائيل وحزب الله الفصائل المسلحة النظام السوری حزب الله
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني ينفي تورطه في مذبحة “الحمادي”
البلاد – الخرطوم
تواصل الأزمة المسلحة في جنوب كردفان بالسودان تأجيج التوترات، وسط تبادل الاتهامات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن الأحداث التي شهدتها قرية الحمادي، حيث نفى الجيش السوداني بشدة الاتهامات الموجهة إليه بقتل مدنيين، واصفاً تلك الادعاءات بأنها “باطلة” و”سخيفة”، بينما أكدت مجموعات حقوقية وتوثيقات محلية وقوع مذبحة أسفرت عن مقتل 18 مدنياً وإصابة العشرات، في ظل استمرار العمليات العسكرية المكثفة في المنطقة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد الركن نبيل عبد الله، في بيان صحفي، أن القوات المسلحة ظلت على مدار فترة الحرب تحمي المدنيين وتتصدى لانتهاكات “مليشيا الدعم السريع” التابعة لعائلة دقلو، مشدداً على أن الحديث عن استهداف الجيش للمدنيين في منطقة الحمادي مجرد محاولات ترويج كاذبة من قبل “مليشيا آل دقلو” وجناحهم السياسي.
وقال العميد نبيل: “القوات المسلحة دائماً موضع ترحيب من المواطنين في كل مكان يتم تحريره من هذه المليشيا، وهي التي تقدم الحماية للأهالي من بطش وانتهاكات هذه الجماعات المسلحة”.
اتهامات حقوقية ومحلية تتهم الجيش بارتكاب مذبحة
في سياق متصل، تواصل القوات المسلحة السودانية وقواتها المساندة تنفيذ عمليات برية واسعة في ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان ودارفور، بهدف فك الحصار عن المدن والقرى المحاصرة. وأعلنت مصادر عسكرية تمكن متحرك “الصياد” من فك الحصار جزئياً عن مدينة الدلنج من الجهة الجنوبية، تمهيداً لفتح الطريق الذي يربطها بالعاصمة الإقليمية كادوقلي.
وأشاد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار، بالانتصارات المحققة في محاور كردفان، مؤكداً أن الجيش يقترب من فتح طريق الدبيبات – الدلنج المؤدي إلى كادوقلي، مما سيمكن من إيصال الإغاثة الإنسانية إلى السكان المحاصرين.
كما كشفت تنسيقية لجان مقاومة كرري عن تقدم قوات العمل الخاص بالفرقة 22 التابعة للجيش في مناطق شمال غرب كردفان، ونجاحها في كسر الحصار عن مدينة بابنوسة والسيطرة على الأحياء المحيطة بها، مع تنفيذ عمليات تهدف إلى تأمين خطوط الإمداد وقطع مسارات الميليشيات، وربط مناطق جنوب كردفان بشمال وغرب الإقليم.
في المقابل، كشف مستشار قائد “الدعم السريع” الباشا طبيق عن نزوح آلاف المدنيين من مناطق الصراع في جنوب كردفان نحو المناطق التي تسيطر عليها قواته، في ظل حملات انتقامية نفذها الجيش وقواته المساندة. وناشد المنظمات الدولية لتقديم مساعدات عاجلة خاصة مع اقتراب موسم الأمطار الذي سيزيد من معاناة النازحين.
وفي تطور متصل، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن ارتفاع كبير في حالات الإصابة بالكوليرا خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت 2700 حالة إصابة و172 وفاة، 90% منها في ولاية الخرطوم التي تعاني من انقطاع مستمر في الكهرباء والمياه بسبب الضربات المتكررة التي تستهدف محطات الطاقة والمياه والتي نسبت إلى قوات الدعم السريع.