قال وزير الثقافة المغربي الأسبق الكاتب والشاعر المغربي محمد الأشعري في تعليق له على التطورات المتسارعة في سوريا: "سقوط النظام السوري نقطة ضوء في الليل الطويل الذي يعيشه الشرق منذ السابع من أكتوبر والمذابح التي نظمها الكيان الصهيوني في أكبر انتقام جماعي عرفته المنطقة".

وأضاف الأشعري في تصريحات لـ "عربي21": "نعم، لا أحد يمكنه التكهن بما سيسفر عنه هذا الفجر الجديد، ولكن من حق الشعب السوري العظيم أن يتفاءل بالمستقبل ويثق في قدراته الكامنة، وفي معجزاته، ليفتح صفحة جديدة في تاريخه، صفحة الحرية والديمقراطية وتعايش الأديان والقوميات".



وفي رد على المشككين في الثورة السورية وكون ما جرى تم بمساعدة إسرائيل، قال الأشعري: "هناك أصوات ناعقة تجهر من الآن بكون سقوط النظام ليس سوى منة من منن إسرائيل التي أقبرت حماس وحزب الله وكسرت شوكة إيران وأن القادم هو خريطة شرق أوسط جديد كما خطط له الكيان الصهيوني، يجب على هولاء أن يتذكروا أن المقاومة التي تفجرت في السابع من أكتوبر هي الزلزال الكبير الذي سنعيش ارتداداته في سوريا وكل العالم العربي وحتى في كل أنحاء العالم، وأن المجازر التي ارتكبها النظام السوري في حق شعبه، والتضحيات العظيمة التي قدمها هذا الشعب لا يمكن أن تذهب هباء".

وأضاف: "من المؤكد أنها، أي التضحيات السورية، ستعرف كيف تخرج من هشاشتها وانكساراتها قوة تعيد سوريا إلى وهجها الحضاري والإنساني، ليس مطلوبا أن تتحول سوريا بين عشية وضحاها إلى ديمقراطية عظيمة، ولكن المطلوب هو الشروع عبر المصالحة الوطنية، والتفاوض العاقل بين كل الأطراف، في إرساء قواعد الدولة الجديدة، بدون عنف، ولا إقصاء ولا قهر، فقد عاشت سوريا زهاء نصف قرن في هذا المناخ".

وعن العلاقة بعناص النظام السابق في سوريا، قال الأشعري: "حتى محاكمة مجرمي النظام السابق يجب أن تتم أمام محكمة الجنايات الدولية ليساهم العالم الحر إذا كان ما يزال هناك عالم حر في التكفير عن مظالمه تجاه الشعب السوري، كل ما ينبغي لنا هو أن لا نخذل تطلعات الشعب السوري اليوم كما خذلناها بالأمس"، وفق تعبيره.

ومحمد الأشعري هو كاتب وأديب مغربي بارز، إلى جانب كونه سياسيًا شغل عدة مناصب حكومية، أبرزها وزير الثقافة والاتصال في المغرب. يُعتبر الأشعري من الأسماء الرائدة في الأدب العربي الحديث، خاصة في مجالي الشعر والرواية. نال جوائز أدبية مهمة، وكان له تأثير ملموس في الساحة الثقافية والسياسية المغربية.

درس الأشعري القانون، وبدأ حياته ناشطًا في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، حيث كان له توجه سياسي يساري، ما انعكس لاحقًا على كتاباته التي تحمل طابعًا نقديًا وتحليليًا للأوضاع الاجتماعية والسياسية.

انخرط في العمل السياسي عبر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأصبح من الوجوه البارزة فيه. شغل منصب وزير الثقافة والاتصال المغربي لعدة سنوات، حيث سعى لتطوير المشهد الثقافي ودعم الفنانين والمبدعين في المغرب. وكان له تأثير في إصلاح المؤسسات الثقافية وتطوير العمل الثقافي في المغرب، خصوصًا في دعم الكتاب والنشر وتنظيم المعارض الثقافية.

وفجر أمس الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكام نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وبدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في الريف الغربي لمحافظة حلب، وسيطرت الفصائل مدينة حلب ومحافظة إدلب، ثم مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق.

ومساء الأحد، كشفت وكالة الأنباء الروسية "تاس"، أن بشار الأسد، الذي حكم سوريا منذ يوليو/ تموز 2000 خلفا لوالده حافظ، وصل مع عائلته إلى العاصمة الروسية موسكو وتم منحهم حق اللجوء.

إقرأ أيضا: مفكّر لـ"عربي21": سقوط الأسد نهاية حقبة سوداء و"إسرائيل" مركز الطغيان

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية سوريا سوريا سياسة رأي تحولات المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

لافروف يلتقي نظيره السوري في موسكو ويدعو الشرع لحضور القمة الروسية العربية

موسكو دمشق "رويترز" "د ب أ": التقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بنظيره السوري أسعد الشيباني في موسكو اليوم في زيارة هي الأولى لمسؤول سوري رفيع المستوى من الحكومة الجديدة بعد الإطاحة بحليف روسيا القديم بشار الأسد في ديسمبر.

وقال لافروف إن موسكو تأمل أن يحضر الرئيس السوري أحمد الشرع قمة بين روسيا والدول الأعضاء في جامعة الدول العربية في موسكو في أكتوبر.

وتابع لافروف "بالطبع، نأمل أن يتمكن الرئيس الشرع من المشاركة في القمة الروسية العربية الأولى، المقرر عقدها في 15 أكتوبر".

ووصل الشرع إلى السلطة، بعد أن قاد قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر وتشكيل حكومة جديدة. وفر الأسد لروسيا حيث حصل على حق اللجوء.

ومنذ ذلك الحين، سعت موسكو إلى الحفاظ على علاقاتها مع السلطات السورية الجديدة، بما في ذلك تقديم الدعم الدبلوماسي لدمشق في مواجهة الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

وفي مؤتمر صحفي مشترك، قال الشيباني إن زيارته إلى موسكو تهدف إلى "بدء نقاش ضروري ... بناء على دروس الماضي، لصياغة المستقبل".

وقال إنه اتفق مع لافروف على تشكيل لجنتين مكلفتين بإعادة تقييم الاتفاقيات السابقة بين سوريا وروسيا.

وأوضح أن هناك فرص كبيرة جدا لسوريا قوية وموحدة معربا عن أمله في أن تكون موسكو إلى جانب دمشق في هذا المسار.

ووجه لافروف الشكر للسلطات السورية على ضمان أمن قاعدتين روسيتين في البلاد، حيث لا تزال موسكو تحتفظ بوجود لها ودعمت رفع العقوبات عن سوريا.

وفي مايو حذر وزير الخارجية الروسي من "التطهير العرقي" للأقليات الدينية السورية على يد "جماعات مسلحة متطرفة".

من جهتها قالت الأمم المتحدة اليوم إنه بينما هدأ القتال إلى حد كبير في محافظة السويداء جنوبي سوريا، تفاقم الوضع الإنساني بشكل كبير.

وبحسب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ما زال يتم الإبلاغ عن اشتباكات متفرقة في مناطق ريفية بعد

العنف الذي نشب مؤخرا.

وذكرت الأمم المتحدة إنه رغم انخفاض العنف، فإن البنية التحتية انهارت.

وتواجه المستشفيات نقصا شديدا في الطواقم والكهرباء والماء والإمدادات الطبية الضرورية. وتوقفت الخدمات العامة في بلدات عديدة تماما.

وبدأت قوافل مساعدات من الصليب الأحمر السوري في الوصول إلى المناطق المتضررة في استجابة للأزمة المتفاقمة.

وذكرت الوكالة أن معظم السكان باتوا الآن يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • لافروف يلتقي نظيره السوري في موسكو ويدعو الشرع لحضور القمة الروسية العربية
  • بوتين يستقبل وزير الخارجية السوري في الكرملين ويؤكد دعم سوريا
  • أنباء عن ظهور إعلامي قريب لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد
  • وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مستهل لقائه وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني في موسكو: نتمنى أن يتجاوز الشعب السوري التحديات، ونتطلع لزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى روسيا
  • موحا الزياني مغربي أذاق الفرنسيين مرارة الهزيمة
  • بدء إجراءات محاكمة 4 من رموز النظام المخلوع في سوريا
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • لأول مرة منذ سقوط الأسد.. الشيباني إلى موسكو
  • وزير الخارجية السوري يترأس وفداً إلى موسكو
  • 120 ألف لاجئ سوري عادوا من الأردن إلى بلادهم منذ سقوط الأسد