الذاكرة والزهايمر.. كيف يعملان في أدمغة البشر؟
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الذكريات هي جوهر الهوية الإنسانية. فهي تسجل تجاربنا، تحفظ دروس حياتنا، وتساعدنا في البقاء على قيد الحياة، فعلى سبيل المثال تذكر أن الموقد ساخن يمنعنا من لمسه، لكن كيف يعمل الدماغ على تخزين الذكريات واسترجاعها، ويُعد الدماغ آلة معقدة تعيد تشكيل نفسها باستمرار لتخزين الذكريات، والفهم العميق لآلية عمل الذاكرة ليس فقط أمرًا علميًا، بل يحمل تأثيرات عملية واسعة تشمل تحسين قدرات التذكر وعلاج أمراض الدماغ المرتبطة بالذاكرة.
وتبرز “البوابة نيوز” كل ما يخص الذكريات وتخزينها في الدماغ وحدوث الزهايمر وفقا لموقع livescience.
العملية العصبية لتخزين الذكريات:
يتغير الدماغ البشري مع كل ذكرى جديدة بفضل الشبكات العصبية والمشابك. المشابك العصبية هي الفجوات الدقيقة بين الخلايا العصبية التي تتيح الاتصال بينها.
1. آلية الاتصال:
• تعمل الخلايا العصبية عبر نظام كهروكيميائي معقد.
• تغير الشحنة الكهربائية في خلية واحدة يؤدي إلى إفراز ناقلات عصبية.
• تنتقل الناقلات العصبية عبر المشابك إلى الخلايا العصبية الأخرى، مما يؤدي إلى تغييرات جديدة في شحناتها الكهربائية.
2. التشفير العصبي للذكريات:
• قال د. دون أرنولد، عالم الأعصاب بجامعة جنوب كاليفورنيا: “عندما تنشأ ذكرى جديدة، تتكون دائرة عصبية جديدة تتولى عملية التشفير.”
• تقوية الاتصال بين الخلايا العصبية يزيد من احتمالية بقاء الذاكرة، بينما يؤدي ضعف الاتصال إلى نسيانها.
أماكن تخزين الذكريات في الدماغ:
1. الحُصين:
• منطقة دماغية تشبه فرس البحر.
• مسؤولة عن تحويل الذكريات من قصيرة الأمد (20-30 ثانية) إلى طويلة الأمد.
• إذا لم يتم تقوية الذكريات قصيرة الأمد بالتكرار، فإنها تتلاشى.
2. القشرة المخية الحديثة:
• مسؤولة عن تخزين الذكريات طويلة الأمد وتجاربنا الواعية.
• مع ذلك، تُظهر الدراسات أن بعض الذكريات الطويلة الأمد تبقى في الحُصين.
3. اللوزة الدماغية:
• تعالج المشاعر مثل الخوف.
• تسهم في جعل الذكريات العاطفية أكثر ثباتًا.
4. العقد القاعدية والمخيخ:
• تدعم الذاكرة الحركية مثل العزف على آلة موسيقية.
5. القشرة الأمامية الجبهية:
• تساعد في الاحتفاظ بالمعلومات المؤقتة وحل المشكلات.
أسرار الذاكرة:
1. دور العاطفة:
• يؤكد د. أفيشيك أديكاري، عالم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا، أن المشاعر تجعل الذكريات أكثر رسوخًا.
• الذكريات العاطفية تُحفظ بشكل أفضل لأنها مرتبطة بغريزة البقاء.
2. التمثيل الفيزيائي للذاكرة:
• الذكريات مخزنة في شبكة من الخلايا العصبية تُعرف بـ”إنغرام”.
• تساعد هذه الشبكة في استرجاع الذكريات عند الحاجة.
3. الخلايا العصبية الجديدة:
• أظهرت دراسة عام 2019 أن الحُصين يستمر في إنتاج خلايا عصبية جديدة حتى لدى كبار السن، مما يساعد في التعلم والتذكّر.
4. التكنولوجيا الحديثة:
• توصل العلماء إلى طرق لمراقبة المشابك العصبية باستخدام أسماك زيبرا المعدلة وراثيًا لرصد نشاط الدماغ أثناء تخزين الذكريات.
تطبيقات فهم الذاكرة:
1. علاج أمراض مثل الزهايمر:
• قد يساعد فهم آلية تخزين الذكريات في تطوير علاجات للحفاظ على الذاكرة أو استعادتها.
2. تحسين التذكر:
• تقنيات مثل “هيكل الذاكرة” تعتمد على الحُصين لتحسين تذكر المعلومات باستخدام ارتباطها بمواقع تخيلية.
3. التنقل المكاني:
• الحُصين لا يخزن الذكريات فقط، بل يساعدنا في التنقل المكاني وتذكر الأماكن.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الذكريات الدماغ أمراض الدماغ الذاكرة الدماغ البشري ألزهايمر الخلایا العصبیة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الإصطناعي يتجاوز البشر في التعلم
في تطور لافت بمجال الذكاء الاصطناعي التفاعلي، لم يعد البشر يحتكرون تدريب الروبوتات الاجتماعية على التفاعل بفعالية. حيث أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتي سري البريطانية وهامبورغ في ألمانيا عن ابتكار آلية جديدة ماتزال في المراحل الأولية تمكّن الروبوتات الاجتماعية من التعلم والتفاعل دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر.
وقد طورت الدراسة، التي ستعرض في المؤتمر الدولي حول الروبوتات والأتمتة الذي ينظمه معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات في الولايات المتحدة لعام 2025، الذي يُعد من أبرز الفعاليات الأكاديمية في هذا المجال على مستوى العالم، طريقة محاكاة جديدة تسمح بتدريب الروبوتات الاجتماعية واختبار أدائها دون الحاجة إلى تدخل بشري، ما يسرع من وتيرة الأبحاث ويخفض التكاليف، مع المحافظة على دقة النتائج.
وقد استخدم الباحثون روبوتا بشري الشكل لتطوير نموذج ديناميكي قادر على توقع مسار نظرة الإنسان في السياقات الاجتماعية، وهو ما يُعرف بتنبؤ مسار النظرة «Scanpath Prediction».
محاكاة حركات العين
اختبر الباحثون النموذج باستخدام مجموعتين من البيانات المفتوحة، وأظهر الروبوت قدرة عالية على محاكاة حركات العين البشرية بدقة وواقعية، ما يعد مؤشرا على تطور الذكاء الاجتماعي في هذه الأنظمة.
من جانبها، قالت الدكتورة دي فو، المشاركة الرئيسة في الدراسة والمحاضرة في علم الأعصاب المعرفي والمتخصصة في التفاعل بين الإنسان والروبوت في جامعة سري: «تتيح طريقتنا للروبوت أن يركز على ما ينبغي أن يجذب انتباه الإنسان، دون الحاجة إلى مراقبة بشرية مباشرة. والأمر الأكثر إثارة هو أن النموذج يحافظ على دقته حتى في بيئات غير متوقعة ومليئة بالضوضاء، مما يجعله أداة قوية وواعدة للتطبيقات العملية في مجالات التعليم، والرعاية الصحية، وخدمة العملاء».
وتُعد الروبوتات الاجتماعية نوعًا خاصًا من الروبوتات المصممة للتفاعل مع البشر من خلال الكلام، والإيماءات، وتعبيرات الوجه، مما يجعلها ملائمة لبيئات مثل الفصول الدراسية، العيادات الطبية، والمتاجر. من الأمثلة الشهيرة: روبوت «Pepper»، الذي يُستخدم كمساعد بيع في المتاجر، و«Paro»، الروبوت العلاجي المخصص لمرضى الخرف.
تقييم للنموذج
في مرحلة التطبيق، أجرى الفريق البحثي مقارنة بعرض خرائط تبين أولويات نظرات الإنسان على شاشة، بتوقعات الروبوت داخل بيئة محاكاة. هذا التوافق سمح بتقييم مباشر للنموذج في ظروف تحاكي الواقع، دون الحاجة إلى إجراء تجارب فعلية مكلفة أو طويلة الأمد بين البشر والروبوتات.
وأضافت الدكتورة دي فو: «استخدام المحاكاة بدلاً من التجارب البشرية المبكرة يُعد خطوة محورية في مجال الروبوتات الاجتماعية. أصبح بإمكاننا الآن اختبار قدرة الروبوت على فهم الإنسان والاستجابة له بدقة وسرعة. طموحنا القادم هو تطبيق هذا النموذج في مواقف اجتماعية أكثر تعقيدًا، ومع روبوتات من أنواع متعددة».
ويبرز هذا البحث التوجه المتصاعد نحو الاستقلالية في الذكاء الاصطناعي الاجتماعي، بحيث يصبح الروبوت قادرا على التعلم والفهم في بيئات واقعية دون الاعتماد الكلي على الإنسان في كل مرحلة من مراحل التطوير.
مع توسع هذه الابتكارات، يبدو أن العلاقة بين الإنسان والآلة تتهيأ لمرحلة جديدة، تحاكي التفاعل البشري بشكل غير مسبوق، وتفتح آفاقا لتطبيقات أوسع في حياتنا اليومية.
أسامة عثمان (أبوظبي)