رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي:الغرب مستعد لبذل الكثير للحفاظ على هيمنته
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
قال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرجي ناريشكين إن الغرب مستعد لبذل كل ما في وسعه للحفاظ على هيمنته وربما يحاول إثارة صراع عالمي مع مركزه في أوراسيا.. بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية "تاس".
وقال ناريشكين، في مقابلة مع مجلة "رازفيدشيك" إن "أحد السيناريوهات المحتملة لتطور الأحداث في الأمد المتوسط هو محاولة غربية محتملة لإثارة صراع مسلح عالمي يكون مركزه في أوراسيا، كما تعلمون، هذه طريقة مجربة لرأس المال العالمي للخروج من الأزمة".
وفي الوقت نفسه، أشار رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية إلى أن واشنطن ولندن ليستا وحدهما من تتقاسمان القيم المشتركة.
وقال ناريشكين: "لقد نشأت في العالم مجموعات جديدة من البلدان لا تقل استدامة..وهناك لاعبون آخرون أكثر مسؤولية، وإذا اتحدوا، فإنهم قادرون على مواجهة النفوذ الأنجلو ساكسوني وحل جميع المشاكل بمفردهم دون تصعيد الوضع العالمي إلى حرب عالمية ثالثة".
رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية يقترح إنشاء منظومة أمنية من مينسك إلى بيونج يانج
واقترح رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، أن نظامًا أمنيًا يمتد عبر أوراسيا، من مينسك إلى بيونج يانج، قد يحل محل إطار لشبونة - فلاديفوستوك.
وقال "لقد اقترحنا على الغرب ذات يوم إنشاء منطقة أمنية مشتركة من لشبونة إلى فلاديفوستوك، لكنهم رفضوا.. حسنًا، إذن سننشئ إطارًا جديدًا بدونهم، ربما يمتد من مينسك إلى بيونج يانج".
وأشار ناريشكين إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح في وقت سابق من هذا الصيف مبادرة لإنشاء نظام جديد للأمن الجماعي في أوراسيا ليحل محل النموذج الأوروبي الأطلسي الذي عفا عليه الزمن بوضوح.
وأضاف رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية: "لقد أصبح مفهوم إنشاء نظام للأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة في جميع أنحاء القارة الأوراسية، خاليًا من الوجود العسكري للقوى الخارجية، موضوعًا بارزًا بالفعل في المناقشات الدولية.. كما كانت هذه النقطة محورية أثيرت على هامش قمة البريكس في قازان".
وقال مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، إن موسكو تقترب من تحقيق أهداف عمليتها العسكرية الخاصة في حين يواجه الجيش الأوكراني انهيارا محتملا.
وأشار أن "الوضع على الخطوط الأمامية ليس في صالح كييف.. نحن نحمل زمام المبادرة في جميع المجالات ونقترب من تحقيق أهدافنا، في حين أن القوات المسلحة الأوكرانية على وشك الانهيار ونظام زيلينسكي فقد شرعيته، إلى جانب القدرة على عقد الاتفاقات " .
وبحسب ناريشكين، فإن كل المحاولات الرامية إلى خلق حالة من عدم الاستقرار في روسيا باءت بالفشل، مضيفا:"الناس يدركون أننا لا نقاتل ضد المجلس العسكري الحاكم في كييف، بل ضد الغرب الجماعي، وأن حريتنا وسيادتنا على المحك في هذه المواجهة".
"لقد كان الهدف الاستراتيجي للغرب في الصراع الأوكراني واضحا تماما لفرض حرب استنزاف علينا من أجل تقسيم المجتمع الروسي وخلق الظروف الملائمة لـ"ثورة ملونة". ومع ذلك، فإنهم سوف يقاتلون "حتى آخر أوكراني"، وبمجرد أن لا يتبقى أي أوكراني، فإن دول البلطيق وأوروبا الشرقية، وفي وقت لاحق، سوف تضطر ألمانيا إلى الانضمام إلى القتال ضد "الدب الروسي المخيف".
وأضاف ناريشكين: "إن القوى العالمية تمتلك بالفعل التكنولوجيات التي تحتاجها لغسل أدمغة عامة الناس والضغط على النخب المحلية".
وأكد مدير الاستخبارات الخارجية الروسية أن المزيد من التصعيد في التوترات "لن يفشل في استنزاف موارد روسيا فحسب، وهو ما تسعى إليه واشنطن ولندن، بل سيقرب الغرب من هزيمته".
وأضاف: "على الرغم من العقوبات وسرقة أصولنا السيادية، فإن الاقتصاد الروسي ينمو، وتستمر جهود استبدال الواردات بوتيرة عالية، وخاصة في قطاعات التكنولوجيا، وهناك طرق لوجستية جديدة آخذة في الظهور، كما تتعزز علاقاتنا الاقتصادية مع الدول غير الغربية، وخاصة في منطقة أوراسيا الكبرى".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاستخبارات الاستخبارات الخارجية الخارجية الروسية واشنطن لندن حرب عالمية ثالثة جهاز الاستخبارات الخارجیة الروسی رئیس جهاز الاستخبارات الخارجیة
إقرأ أيضاً:
هوائي غامض بقرية فرنسية.. هل يصعّد حرب الظل بين باريس وبكين؟
باريس- في بلدة بولون سور جيس الهادئة بمنطقة أوت غارون جنوب غربي فرنسا، أثار هوائي معدني يبلغ طوله نحو 7 أمتار ومثبت على شرفة منزل ريفي يطل على حديقة صغيرة، فضول السكان وشكوك السلطات.
ورغم أن شكله يوحي بأنه أداة بث أو استقبال تلفزيوني، فإن عدم حصوله على تصريح رسمي، ومكانه القريب من مواقع إستراتيجية زاد من الغموض، وأدخل القرية في دائرة الاشتباه الأمني.
الوكالة الوطنية للترددات في فرنسا (ANFR) اكتشفت وجود الهوائي في مكان غير مصرح به، مما استدعى تدخل الاستخبارات وفتح تحقيق واسع، وتبين أن المنزل تقيم فيه سيدة خمسينية تدعى "جونغ"، تحمل شهادة من معهد بكين للتكنولوجيا، وعملت سابقا في الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا الفضاء، وهي مؤسسة حكومية معنية بتطوير الصواريخ.
يقع المنزل بالقرب من محطة "أوساغيل" للكهرباء اللاسلكية قرب تولوز، والمزودة بـ11 هوائيا للأقمار الصناعية، مما عزز فرضية استخدامه للتنصت أو جمع بيانات مرتبطة بالأقمار الصناعية.
وتفيد تقارير إعلامية بأن هذه المحطة تتحكم في أقمار صناعية تستخدم من قبل شركات كبرى مثل تاليس وإيرباص والمركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء.
وأوضح الجاسوس الفرنسي السابق أوليفييه ماس أن مثل هذه القضايا غالبا ما تتعلق بعملاء صينيين لا يحملون الجنسية الفرنسية، فيتم طردهم بدلا من محاكمتهم، كونهم مجرد وسطاء أو أدوات لعمليات محدودة المدى.
وأكد ماس للجزيرة نت أن نشر مثل هذه القضايا في الإعلام يهدف إلى توعية الرأي العام بأساليب التجسس الأجنبية، لافتا إلى أن الاستخبارات الصينية تركز على سرقة الأسرار التجارية والتكنولوجية لتسريع تقدمها، مستخدمة أساليب متنوعة مثل الاختراقات الإلكترونية، أو تجنيد عملاء نفوذ، أو حتى الإغراء الاجتماعي.
إعلانورغم ترجيح ارتباط السيدة بعملية استخباراتية مصدرها بكين، لم تثبت التحقيقات نقل أي معلومات حساسة. وانتهت القضية بإزالة الهوائي ومغادرة المتهمة، تاركة أسئلة بلا إجابات عن حدود صراع الظل بين أجهزة الاستخبارات فوق الأراضي الفرنسية.
هذه الحادثة تأتي في سياق توتر متصاعد بين باريس وبكين بشأن أنشطة التجسس، إذ سبق أن طردت فرنسا مسؤول جهاز المخابرات الصينية في سفارة باريس ونائبه، وكشفت عن عمليات تجسس فضائي وشبكات تستخدم عروض عمل وهمية لاستدراج أهدافها.
ورغم أن حادثة بولون سور جيس بدت في ظاهرها محدودة، فإنها تعكس -بحسب خبراء أمنيين- نمطا أوسع من نشاطات الاستخبارات الصينية في أوروبا، التي تتدرج من محاولات اختراق مراكز الأبحاث الحساسة، إلى استهداف الصناعات الدفاعية والفضائية، وصولا إلى مراقبة المعارضين السياسيين في الخارج.
وتشير تقارير استخباراتية فرنسية إلى أن بكين تستثمر بكثافة في تطوير قدرات التجسس التكنولوجي، ليس فقط لتعويض الفجوات التقنية بينها وبين الغرب، بل أيضا لتعزيز حضورها في سباق الذكاء الاصطناعي والاتصالات الفضائية.
ويؤكد مسؤولون أمنيون أن جزءا كبيرا من هذه الأنشطة يجري عبر "واجهات مدنية" مثل الشركات، والمؤسسات التعليمية، والمراكز الثقافية، وحتى الأنشطة السياحية.
كما أن أسلوب "العمليات منخفضة الحدة" الذي يتجنب المواجهة المباشرة، يسمح بتقليل التكلفة السياسية إذا ما كشفت العملية، خاصة حين تسند المهام لأشخاص من الدرجة الثانية يمكن الاستغناء عنهم بسهولة.
ووفقا لمصادر مطلعة، فإن الهوائي الذي أزيل في بولون سور جيس قد يكون جزءا من شبكة أوسع، يصعب كشفها بالكامل بسبب اعتمادها على عناصر موزعة جغرافيا، تتصل ببعضها عبر قنوات مشفرة.
وفي الوقت الذي تعلن فيه باريس عن تعزيز التعاون بين أجهزتها الأمنية والاستخباراتية لمواجهة هذه التهديدات، يرى مراقبون أن "حرب الظل" بين فرنسا والصين مرشحة للتصاعد، خصوصا مع تزايد المنافسة على الأسواق والتكنولوجيا في مجالات حيوية كالاتصالات والأقمار الصناعية والطاقة المتجددة.
وتظل حادثة هوائي بولون سور جيس حلقة في سلسلة طويلة من الاشتباكات الخفية، حيث تختلط خطوط الاتصالات الفضائية بملفات الأمن القومي، وتبقى الأسئلة معلقة حول حجم ما يجري في الخفاء، وما إذا كانت هذه المواجهات غير المعلنة ستبقى عند حدود الصراع الاستخباراتي، أم ستتحول إلى مواجهة سياسية علنية بين باريس وبكين.