سوريا تستعيد أنفاسها… والأردن يتباطأ في مواكبة الواقع الجديد
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
#سواليف
#سوريا تستعيد أنفاسها… و #الأردن يتباطأ في مواكبة #الواقع_الجديد
بقلم: أ.د. #محمد_تركي_بني_سلامة
بعد سنوات طويلة من الألم والمعاناة تحت حكم الطاغية، تدخل سوريا اليوم مرحلة جديدة في تاريخها. المعارضة تتولى السلطة، الأمن والهدوء يعودان تدريجياً إلى شوارع المدن، واللاجئون يبدؤون رحلة العودة إلى وطنهم لإعادة بناء ما دمرته الحرب.
المفارقة الصارخة هي أن الحكومة الأردنية لا تزال تناقش شؤون سوريا مع أطراف بعيدة جغرافياً وثقافياً، متجاهلة القيادة السورية الجديدة التي أصبحت واقعاً سياسياً لا يمكن تجاوزه. وكأن دمشق ليست إلا جزيرة نائية في المحيط الهادئ أو قرية مهجورة في أدغال أفريقيا! كيف يمكن تبرير هذا التجاهل؟ وهل يعقل أن يُترك الجار الأقرب بعيداً عن طاولة الحوار؟
بينما ينشغل السوريون بإعادة بناء وطنهم واستعادة حياتهم، يبدو أن الأردن ما زال يتلكأ في اتخاذ خطوة جريئة نحو القيادة السورية الجديدة. الاجتماعات تُعقد والنقاشات تدور مع أطراف بالكاد تعرف تفاصيل الملف السوري، في حين يُستبعد السوريون أنفسهم من النقاشات. المسافة بين عمان ودمشق لا تتجاوز بضع ساعات بالسيارة، لكنها تبدو في هذه الحالة وكأنها أطول من المسافة إلى عواصم أخرى لا تشاركنا لا الحدود ولا التاريخ.
هل هناك توجس من التعامل مع الواقع الجديد في سوريا؟ ربما. وربما يكون هذا التوجس مبرراً في بعض الأحيان، لكنه لا يمكن أن يظل حجة لتأخير الحوار المباشر مع القيادة السورية الجديدة. إن التردد في فتح قنوات اتصال واضحة مع سوريا لا يخدم سوى تعميق الفجوة وعرقلة جهود تحقيق الاستقرار الإقليمي، وهو ما يضر بمصالح الأردن نفسه.
الشعب السوري اليوم يستحق دعماً حقيقياً من جيرانه قبل أي طرف آخر. استبعاد القيادة السورية الجديدة من النقاشات حول مستقبل البلاد ليس فقط خطوة غير منطقية، بل إشارة إلى افتقارنا إلى الشجاعة اللازمة لمواكبة الحقائق الجديدة. الجغرافيا لا تكذب، والتاريخ لا ينسى، وعلاقات الأردن وسوريا ليست مجرد حدود جغرافية، بل روابط عميقة نسجتها عقود من التعايش المشترك.
إن الحديث عن العلاقات الأخوية يجب أن يتجاوز الكلمات الرنانة إلى أفعال ملموسة تعكس هذا الرابط الحقيقي بين الشعبين. الحوار مع القيادة السورية الجديدة ليس خياراً، بل ضرورة تمليها المصالح الوطنية الأردنية قبل أي شيء آخر. إن تعزيز العلاقات مع سوريا ليس مجرد واجب أخلاقي أو تاريخي، بل خطوة استراتيجية لتحقيق الاستقرار الإقليمي، وضمان مستقبل أفضل لكلا البلدين.
بدلاً من البكاء على أطلال الماضي أو التردد في مواجهة الحاضر، على الأردن أن يبادر بفتح صفحة جديدة مع سوريا. القيادة السورية الجديدة هي جزء من الواقع الإقليمي الآن، والتعامل معها بروح الشراكة والاحترام المتبادل هو السبيل الوحيد لتعزيز الأمن والاستقرار.
الشعب السوري استعاد وطنه، والأمن يعم أرجاء البلاد، وسوريا تستعيد أنفاسها من جديد. فهل ستظل الحكومة الأردنية تراقب من بعيد؟ أم ستتحرك أخيراً لتحقيق مصلحة وطنية مشتركة؟ المبادرة الآن ليست رفاهية، بل ضرورة لا تحتمل المزيد من التأخير. علينا أن ندرك أن التباطؤ في هذه المرحلة قد يُفقد الأردن فرصة ذهبية لتعزيز دوره الإقليمي وعلاقاته مع الجار الأقرب.
سوريا ليست جزيرة نائية، بل هي جارتنا الأقرب، وشعبها شقيقنا الذي طالما تقاسمنا معه التاريخ والمصير. فلنتجاوز هذا التردد، ولنفتح حواراً بناءً يليق بعلاقاتنا التاريخية، ويخدم مصالحنا المشتركة، ويؤسس لمستقبل أفضل للمنطقة بأسرها.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأردن الواقع الجديد محمد تركي بني سلامة
إقرأ أيضاً:
إعلامي: زيزو الأقرب للعب أساسيًا مع الأهلي أمام بالميراس
أكد الإعلامي أمير هشام، أن محمود حسن تريزيجيه جناح فريق الأهلي سيكون في التشكيل الأساسي بنسبة كبيرة أمام بالميراس البرازيلي.
وقال عبر برنامج بلس 90 على قناة النهار الفضائية: لا يوجد أي مشكلة اطلاقا بالنسبة لـ بن شرقي، ومن الوارد مشاركته أيضا في اللقاء القادم سواء كلاعب أساسي أو بديل على حسب مجريات اللقاء.
وأضاف: تشكيل الأهلي الأساسي أمام بالميراس لن يشهد تغييرات سوى مشاركة زيزو بدلا من إمام عاشور.
وأكمل: مركز الظهير الأيسر هو لازال محل تفكير شديد من جانب الجهاز الفني، وستجرى المفاضلة بين مصطفى العش وكريم الدبيس وعطية الله، في ظل تضاؤل فرصة كوكا.
وأشار إلى كريم الدبيس لاعب النادي الأهلي ظهر بمستوى طيب خلال المران الجماعي اليوم، مشيرا إلى أن هناك صراع قوي للعب في مركز الظهير الأيسر مع يحيى عطية الله، واختيار الظهير الأيسر سيكون على حسب استراتيجية خوسيه ريبيرو.
وتابع: فريق بالميراس يضم مجموعة مميزة من اللاعبين ويتميزون بالعامل البدني.
وأتم: إمام عاشور موجود مع بعثة الأهلي حتى الآن، واللاعب سيتواجد بشكل مبدئي حتى لقاء بورتو البرتغالي.