مؤمن الجندي يكتب: بلا وداع
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
في الحياة، كما في الحكايات القديمة، هناك أشياء تبدأ دون أن تكتمل، وأصوات تنطفئ قبل أن تصل إلى صداها.. لا شيء يسبق الرحيل المفاجئ سوى الصمت، ذلك الصمت الذي يسبق العاصفة، ويتركنا نتساءل: أكان الرحيل قدرًا مكتوبًا، أم خيارًا هاربًا من ضوء الحقيقة؟
حين ينطفئ نورٌ في منتصف الطريق، تبدو الخطوات مرتبكة، والعين تبحث في الظلال عن إجابة! ليس الرحيل مجرد غياب، بل هو فصلٌ ناقص في روايةٍ كنا ننتظر نهايتها.
"بلا وداع" هي أكثر النهايات قسوة، تلك التي لا تمنحنا فرصة للتهيؤ أو كلمات لطي الصفحة، إنها تشبه غروبًا مباغتًا يسرق من السماء نورها قبل أن تدرك العين تفاصيل الغياب! حين يحدث الرحيل دون سابق إنذار، يترك خلفه فراغًا يزدحم بالأسئلة: لماذا الآن؟ ولماذا هكذا؟ تبقى الذكريات عالقة في منتصف الطريق، وكأنها تنتظر تفسيرًا لن يأتي.. فالرحيل بلا وداع لا يقطع فقط صلة الحاضر بالماضي، بل يترك الأفق مفتوحًا على احتمالات لا تنتهي.
أما في كرة القدم، فلا شيء يثير الجدل كقرار رحيل مدرب بشكل مفاجئ.. يوم أمس، كان هذا الواقع عنوانًا جديدًا في نادي الزمالك مع إعلان رحيل البرتغالي جوزيه جوميز.
توقع الجميع أن يكون جوميز الرجل المناسب لإستمرار إعادة ترتيب الأوراق داخل الفريق الأبيض، كان مدربًا يحمل فلسفة خاصة ورؤية مختلفة، ولكن فجأة، وكما يحدث كثيرًا في كواليس الرياضة، انتهت العلاقة.
لماذا جاء الرحيل؟في كرة القدم المصرية، تبدو هذه المشاهد مألوفة، حيث يرحل المدربون بشكل سريع، أحيانًا لأسباب واضحة وأحيانًا بسبب أمور تبقى طي الكتمان، أو عروض مالية مغرية خاصة في دول الخليج.
وبالنظر إلى فترة جوميز قد لا يكون هناك الكثير ليُقال من الناحية الفنية، لكن قرار رحيله يفتح الباب أمام تساؤلات أكبر عن الاستقرار الفني في الزمالك، وعن الطريقة التي تُدار بها الأمور داخل النادي، خاصة أنه رحل لتدريب فريق الفتح السعودي رغم تفاوضه مع الزمالك على تجديد تعاقده.
الجماهير، كالعادة، هي الخاسر الأكبر.. ربما يكون رحيل جوميز مجرد محطة عابرة في تاريخ الزمالك، لكنه يسلط الضوء على أهمية بناء منظومة قادرة على الصمود، بعيدًا عن القرارات السريعة التي تعصف باستقرار أي فريق.
في النهاية، كرة القدم، كما الحياة، تحتاج إلى صبر وخطط واضحة لتُبنى الأحلام وتتحقق.. ويبقى الرحيل المفاجئ لغزًا يحمل معه تساؤلات لا إجابات! قد نبحث عن الأسباب، وقد نحاول فهم الدوافع، لكن الحقيقة الوحيدة التي تظل واضحة هي أن كل نهاية، مهما بدت غامضة، تفتح بابًا جديدًا لقصة لم تُكتب بعد.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رحيل جوزيه جوميز رحيل جوميز جوميز والزمالك نادي الزمالك مدرب الزمالك الجديد مؤمن الجندي يكتب مؤمن الجندی
إقرأ أيضاً:
إنستقرام ينقذ طالبة من الانتحار بعد رصد منشور لها في الهند
صراحة نيوز- نجت طالبة جامعية هندية من محاولة انتحار،بعدما التقطت خوارزميات شركة “ميتا” منشورًا مقلقًا لها عبر “إنستغرام”، في حادثة تبرز الدور المتنامي للتكنولوجيا في حماية الأرواح، وتم تمرير بلاغ عاجل إلى الشرطة، التي وصلت إلى منزلها في غضون دقائق.
وبحسب موقع “NDTV”، فإن الفتاة البالغة من العمر 21 عامًا نشرت صورة لعدد من الكبسولات مرفقة برسالة وداع لوالديها قالت فيها: “وداعًا، آسفة ماما وبابا”، مساء الأحد 16 حزيران. وبمجرد رصد المنشور، أرسلت “ميتا” إشعارًا إلى وحدة الجرائم الإلكترونية في “لكناو”، والتي بدورها أبلغت مدير عام شرطة ولاية أوتار براديش.
وفي غضون 8 دقائق فقط، وصلت وحدة أمنية إلى منزل الفتاة في مدينة راي بريلي، حيث تم العثور عليها وهي في حالة اضطراب نفسي شديد. ووفق بيان الشرطة، كانت تمر بضغوط عائلية شديدة لإجبارها على الزواج، بينما كانت ترغب بإكمال تعليمها الجامعي.
وتم تقديم الدعم النفسي والرعاية الطبية اللازمة للفتاة، كما جرى التواصل مع أسرتها لحل المسألة بشكل سلمي، دون اتخاذ إجراءات قانونية، بعد تعهّد الطرفين بإنهاء الخلاف.
وتأتي هذه الواقعة بعد أيام من حادث مشابه شهدته منطقة “ديوريا”، حيث تدخلت الشرطة لإنقاذ شاب يبلغ من العمر 20 عامًا، بعد نشره صورة لحبل مشنقة ورسالة وداع على “إنستغرام”، وذلك بعد تلقي تنبيه مماثل من شركة “ميتا”.
وتسلّط هذه الحوادث الضوء على أهمية التكامل بين التكنولوجيا والجهات الأمنية في رصد السلوكيات الخطرة، ودعم ضحايا الضغوط النفسية والاجتماعية، خصوصًا بين فئة الشباب.