أكدت حكومة تصريف الأعمال السورية، برئاسة محمد البشير، أن الحياة بدأت تعود تدريجياً إلى معظم المحافظات والمدن في البلاد، مع استعادة الخدمات الأساسية التي تضررت خلال سنوات النزاع ، جاء ذلك في بيان رسمي، أشارت فيه الحكومة إلى الجهود المكثفة لإعادة تأهيل البنية التحتية وضمان استمرارية الخدمات الحيوية مثل الكهرباء والمياه والصحة.

 

وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة بدء عودة النازحين السوريين من المخيمات على الحدود مع تركيا إلى داخل البلاد. وقالت إن عودة هؤلاء النازحين تأتي ضمن خطة شاملة لإعادة الاستقرار وضمان حياة كريمة للمتضررين من الحرب، وأكدت الحكومة أن العديد من النازحين بدأوا بالفعل في العودة إلى مدنهم وقراهم مع توافر الظروف الأمنية والخدمات الأساسية اللازمة لاستقبالهم.

 

محمد البشير، الذي يشغل منصب رئيس حكومة تصريف الأعمال، كُلف بهذه المهمة عقب سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في خطوة تهدف إلى إدارة المرحلة الانتقالية وضمان الاستقرار، وكان البشير قد برز كشخصية قيادية تمتلك خبرة واسعة في مجالات الإدارة والتنمية، حيث شغل سابقًا عدة مناصب حكومية، منها وزير التنمية والشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ.

 

وتعد عودة النازحين إحدى أولويات الحكومة الحالية، التي تعمل على تسهيل هذه العملية بالتنسيق مع منظمات دولية وشركاء إقليميين، وتشير التقارير إلى أن الجهود تتركز على إعادة إعمار المناطق المدمرة وتأهيل الخدمات العامة لضمان عودة دائمة ومستدامة للنازحين.

 

ويأتي هذا التطور في ظل تغيرات سياسية كبيرة تشهدها سوريا بعد سقوط النظام السابق، حيث تسعى الحكومة الجديدة إلى إعادة توحيد البلاد وإطلاق مسار سياسي يحقق الاستقرار ويعيد بناء مؤسسات الدولة.

 

المرشد الإيراني: المقاومة قوية وستصبح أكثر قوة رغم التحديات

 

صرح المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية، أن من يظن أن المقاومة أصبحت ضعيفة وأن إيران ستفقد قوتها بعد الأحداث الأخيرة، فهو مخطئ، وأضاف أن "المقاومة قوية، وستزداد قوة على الرغم من كل التحديات التي تواجهها".

 

تأتي تصريحات خامنئي في أعقاب سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كانت إيران أحد أبرز داعميه طوال سنوات الحرب في سوريا، وترى إيران أن سقوط نظام الأسد يشكل تحديًا جديدًا لمحورها الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بمواقفها تجاه المقاومة في لبنان والفصائل الفلسطينية التي تعتبرها امتدادًا لنفوذها في المنطقة.

 

وأشار المرشد إلى أن المقاومة في لبنان، والتي تقودها جماعة حزب الله المدعومة من إيران، ستظل قوية رغم الضغوط الدولية والإقليمية، وقال: "أعداء المقاومة يحاولون إضعافها بكل الوسائل، لكنهم لن ينجحوا في ذلك، وسنشهد في المستقبل تزايد قوة محور المقاومة في مواجهة المخططات الصهيونية والأمريكية".

 

ويعد سقوط نظام الأسد ضربة موجعة لإيران التي استثمرت موارد كبيرة لدعمه عسكريًا وسياسيًا على مدى العقد الماضي، ومع ذلك، تؤكد طهران أنها لن تتراجع عن دعمها لما تصفه بـ"قوى المقاومة" في المنطقة، وأنها ستواصل العمل لتعزيز نفوذها وحضورها الإقليمي.

 

من جانب آخر، يراقب المجتمع الدولي تداعيات سقوط النظام السوري، لا سيما على العلاقة بين إيران وحلفائها التقليديين، وسط تساؤلات حول مستقبل النفوذ الإيراني في سوريا والمنطقة بأكملها، وعلى الرغم من هذه التحديات، تبدو إيران مصممة على إعادة تموضعها لتعزيز تأثيرها في ملفات المنطقة الحساسة.

 

تشير هذه التصريحات إلى أن طهران ترى في المرحلة المقبلة فرصة لتعزيز مقاومتها للضغوط الخارجية، حتى في ظل المتغيرات الجيوسياسية الكبرى التي تشهدها المنطقة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: برئاسة محمد البشير الحياة بدأت تعود تدريجيا معظم المحافظات سنوات النزاع الخدمات الحيوية الكهرباء والمياه والصحة سقوط نظام

إقرأ أيضاً:

الشيباني: سوريا تريد علاقة سليمة مع روسيا قائمة على التعاون

أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الخميس، أن بلاده تريد فتح علاقة صحيحة وسليمة مع روسيا قائمة على التعاون والاحترام بين البلدين.

 

جاء ذلك في كلمة للشيباني خلال اجتماعه في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نقلتها وسائل إعلام.

 

وقال الشيباني: "نحن هنا اليوم لنمثل سوريا الجديدة، ونريد أيضا أن نفتح علاقة صحيحة وسليمة بين البلدين قائمة على التعاون والاحترام المتبادل".

 

وأضاف: "عملنا منذ 8 ديسمبر (كانون الأول 2024 تاريخ سقوط النظام السابق) وحتى اليوم على ملء الفراغ السياسي والمدني والخدمي في سوريا".

 

وأردف: "استطعنا الحفاظ على المؤسسات الحكومية والمدنية واستطعنا مواجهة كافة التحديات التي تعرضنا لها لبث الفوضى في المنطقة، ونعمل اليوم على لم شمل السوريين في الداخل والخارج".

 

وتابع: "نحن في مرحلة مليئة بالتحديات وهناك أيضا فرص كبيرة جدا لسوريا قوية وموحدة ونطمح أن تكون روسيا إلى جانبنا في هذا المجال".

 

وفي وقت سابق الخميس، وصل الشيباني والوفد المرافق له إلى موسكو في أول زيارة رسمية لمسؤول في الحكومة السورية منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، وذلك بدعوة من لافروف.

 

وتعاني سوريا مشكلات كبيرة في الواقع الأمني، إثر محاولات متواصلة لزعزعة الاستقرار في البلاد من جانب فلول النظام المخلوع، فضلا عن تنفيذ قوى الأمن والجيش عمليات بعدة مناطق في البلاد بهدف فرض السيطرة ومنع الفوضى.

 

وفي 8 ديسمبر 2024، أكملت فصائل سورية بسط سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم نظام البعث، بينها 53 سنة من حكم أسرة الأسد.

 

وأعلنت الإدارة السورية الجديدة، في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، اختيار أحمد الشرع رئيسا للبلاد خلال مرحلة انتقالية من المقرر أن تستمر 5 سنوات.


مقالات مشابهة

  • عودة رام تي آر إكس 2026.. بمظهر رياضي وتصميم الـ بيك أب
  • «سلمان للإغاثة» يوزّع مئات السلال الغذائية على النازحين في سوريا ولبنان
  • ضربة تقضي على النووي .. مخاوف من عودة الحرب بين إيران و إسرائيل
  • نائب بالكنيست : حكومة الاحتلال بدعم أمريكي تقتـ.ل سكان غزة بالجوع
  • تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسد
  • من الحليف إلى الشريك..روسيا تبحث عن سوريا ما بعد الأسد
  • الشيباني: سوريا تريد علاقة سليمة مع روسيا قائمة على التعاون
  • باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل
  • ما هي الصدمة الثلاثية التي تعيق عودة السوريين إلى وطنهم؟
  • فتاة تروي لحظات الرعب التي عاشتها مع سقوط لعبة 360 في منتزة الجبل الأخضر بالطائف.. فيديو