كيف تتخلص من الرغبة في الانتقام؟.. مشاعر سلمى بمسلسل «وتر حساس»
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
أحداث كثيرة ومشوقة، جمعت بين كاميليا، التي تجسد شخصيتها الفنانة إنجي المقدم، وابنة خالتها سلمى وتجسدها الفنانة صبا مبارك، خلال أحداث مسلسل وتر حساس، الذي يعرض على شاشة قنوات «ON»، والتي كان سببها «الانتقام» من كلا الشخصيتين، إلا أن «سلمى» أصبحت تخطط لانتقام أكبر بعد وفاة شقيقتها الصغرى، وهو ما نشاهده خلال الحلقات القادمة.
بعد المرور بأحداث مأساوية، تظن أنك تعرضت للظلم أو الأذى بسببها تريد أن تنتقم من الشخص الذي تسبب في تلك الأحداث، وهو ما حدث خلال حلقات مسلسل وتر حساس، وخاصة سعي «سلمى» للانتقام من قاتل شقيقتها الصغرى «ليلى» وهو شقيق كاميليا، لذا نستعرض أبرز الطرق للتخلص من الرغبة في الانتقام، وفق ما ورد في كتاب «التسامح من أجل الخير» للكاتب فريد لوسكين.
حينما يتعرض الإنسان للأذى، يشعر بالغضب والحزن، ولكن يجب ألا تأخذ وقتا كبيرا حتى لا تتملك من مشاعرك، لذلك من الممكن أن تحولها إلى شفقة بالنفس، والسعي وراء إشغال نفسك بأعمال جديدة أو تفريغ طاقة سواء بممارسة التمارين الرياضية أو غيرها، حتى لا ينمو بداخلك الغضب أكثر يدفعك للانتقام بطرق قد تدمر حياتك.
عقاب الشخص المؤذيأحيانا قد يظن الشخص الذي تعرض للأذى، أن المتسبب في ذلك سينجو من العقاب، وأن التسامح يعني التغاضي عن السلوك المشين الذي اتبعه المؤذي، تخلص من مشاعرك السلبية واترك الأخير للعقاب الأقوى دون أن يكون لك دخل، بل ستشاهد رجوع حقك فقط.
من المتوقع أن يتعرض الشخص إلى الأذى من الأشخاص المقربين، لذلك قبل أن تفكر في الانتقام منهم، تذكر المواقف الجيدة التي جمعتكم معا، أو إذا فعل معك الخير، كما أنه يجب أن تصرح بمشاعرك للشخص الذي أذاك وتريد الانتقام منه، وعرفه أن هذا الأمر غير مقبول منه على الاطلاق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صبا مبارك إنجي المقدم الانتقام مسلسل وتر حساس وتر حساس فی الانتقام
إقرأ أيضاً:
العُمانيون أخلاق تتحدث
جابر حسين العُماني **
jaber.alomani14@gmail.com
ورد في الحديث النبوي الشريف: "لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمان أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ" وهو تصريح لأَشرف الأعراب والعجم، وطيب الأخلاق والشيم، محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم، في أهل عُمان، أراد أن يقول به: إن الإنسان العُماني يتميز بأخلاقه وقيمه ومبادئه الإنسانية الراسخة، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من هوية العُماني وسمته؛ فهي أخلاق وقيم لم تكن طارئة أو وقتية أو لحظية، بل نتاج أجيال توحدت وتماسكت وأخلصت وآمنت بمحاسن الأخلاق التي استمدها الإنسان العُماني من هدي الإسلام الحنيف ومن العادات العربية الأصيلة.
لقد اشتهر أهل عُمان بكرمهم وتسامحهم وترابطهم، وكان من كرمهم أنهم يفتحون بيوتهم للضيوف، ويستقبلونهم بالابتسامة والبشاشة والاحترام والإجلال، حتى مع من خالفهم في الدين والمذهب والمعتقد، فأصبح أهل عُمان بأخلاقهم نموذجا رائعا يحتذى به في التعايش السلمي الذي عرف به العُمانيون عبر التأريخ.
يقول الطبيب الأمريكي بول هاريسون في كتابه "رحلة طبيب في الجزيرة العربية" أثناء إقامته في سلطنة عُمان، أنها "أرض التسامح والكرم"، ويعد هذا التصريح في حد ذاته اعترافًا ضمنيًا بما يشهد به كل من أقام في سلطنة عُمان أو زارها، لا سيما الرحَّالة الأوروبيون والأمريكيون.
وهو دليل واضح وجلي على ما تمتلكه سلطنة عُمان وأهلها الكرام من قيم أخلاقية نبيلة وجليلة، جعلت من عُمان وأهلها محلًا للاحترام والتقدير والإجلال بين سائر الأمم.
وصرح الجنرال البريطاني فليكس تيكاري هيج، في ختام رحلته إلى الجزيرة العربية، أثناء زيارته لعُمان ولقائه بالعُمانيين، بتقرير موسع عن عُمان وأهلها الكرام ووصفهم بأنهم "شعب صادق ومُنفتح ومُهذَّب وأن سَمْت التسامح الذي يتمتعون به ليست محصورة في سكان المدن الساحلية وإنما ظاهرة عامة يمكن ملاحظتها بوضوح كذلك بين سكان المناطق الداخلية".
وهناك استطلاع أجرته المركز الوطني للإحصاء والمعلومات حول مفهوم "التسامح"، لعام 2025 وكانت النتيجة كالتالي: 90.9% من الوافدين يرون أن المجتمع العُماني يتسم بالتسامح تجاههم، مقارنة مع 90.7% في عام 2024، وأوضحت الإحصائية أن 95.6% من الوافدين لم يتعرضوا إلى أي شكل من أشكال التمييز أو الإساءة من العُمانيين مقارنة بـ93.6% في العام السابق. وعبَّر 90.4% من الوافدين عن انطباعهم بتقبل المجتمع العُماني لهم على الرغم من اختلاف ثقافاتهم المختلفة والمتنوعة.
إن تمسك أهل عُمان بالأخلاق الحميدة الفاضلة ليس من باب العادات الاجتماعية وإنما هو سلوك حضاري واجتماعي متوارث عبر الأجيال، وروح سامية التزم بها الشعب العُماني عبر التاريخ، فاستحق أن يحترم ويقدر ويميز بين سائر الشعوب، ويشار له بالبنان، لما تحلى به من تسامح وأخلاق وقيم ومبادئ فكسب بذلك ثقة ومحبة الجميع، والعُمانيون لا يتفاخرون بأخلاقهم ولكنها هي من تتحدث عنهم في مجالس الرجال والنساء والطرقات والأسواق وهذا ما يلمسه ويراه كل من يخالطهم ويجالسهم.
إنَّ المتأمل فيما تنعم به سلطنة عُمان من خيرات وبركات وأمجاد تليدة ومباركة، يجد أنَّ في ذلك أثر عظيم لدعاء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لأهل عُمان، وهو القائل: "رَحِمَ اَللَّهُ أَهْلَ اَلْغُبَيْرَاءِ"، أي: أهل عُمان " آمَنُوْا بِيْ وَلَمْ يَرَوْنيْ"، وقال لمازن بن غضوبة حين سأله المزيد من الدعاء لأهل عُمان قال: "اَللَّهُمَّ اُرْزُقْهُمْ اَلْعَفَافَ وَاَلْكَفَافَ وَاَلرِّضَا بِمَا قُدِّرَتْ لَهُمْ".
وستبقى سلطنة عُمان مفخرة بين الأمم؛ فهي ليست مجرد رقعة جغرافية وجدت على الأرض، بل هي وطن عظيم يتنفس روح الأصالة والأمجاد، وشعب لا يعرف من الحياة إلا القيم النبيلة والمبادئ السامية الأصيلة.
أخيرًا.. وكما نَصُون تراثنا من الاندثار والضياع، فإن من واجبنا صَوْن أخلاقنا الفاضلة والحفاظ عليها وتعزيز استمراريتها. ويتحقق ذلك بالتركيز على التربية الصالحة، والاهتمام بالتعليم في المدارس والجامعات والنوادي، واعتماد الخطاب المعتدل على منابر المساجد والإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، والتذكير المستمر بالماضي الزاهر الجميل، وكيف كان الآباء والأمهات يرسخون القيم والمبادئ في نفوسهم ونفوس أبنائهم بالممارسة، ويحيونها بالمواقف النبيلة.
** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
رابط مختصر