موقع 24:
2025-06-03@15:22:47 GMT

سوريا الجديدة أمام مخاض صعب

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

سوريا الجديدة أمام مخاض صعب

احتشدت الجماهير المبتهجة في بعض أكبر المدن السورية وأكثرها أهميةً سياسيةً، لتُسقط تماثيل الرئيس السابق حافظ الأسد خلال الأسبوع الماضي، في مشهد يذكّرنا بإسقاط تماثيل الرئيس العراقي السابق صدام حسين في بغداد عام 2003.

قد يجدد سقوط الأسد آمال المتظاهرين المناهضين للحكومة

وفي هذا الإطار، قال هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في بيروت، في مقاله بموقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" البحثي الأمريكي: "كانت الجماهير تحتفل بالإطاحة المفاجئة بالرئيس بشار الأسد بعد 24 عاماً في السلطة.

لكن سقوط الأسد لن يجلب السلام والاستقرار لسوريا في المستقبل المنظور، حيث ستكافح الجماعة المسلحة التي قادت التمرد، "هيئة تحرير الشام"، وزعيمها المثير للجدل، أبو محمد الجولاني، لإقناع السوريين، ناهيك عن العالم الخارجي، بأنهم تخلوا عن ماضيهم الجهادي". 

Damasco, futura capitale di una Giordania privata della West Bank? After the Fall of Assad, the Middle East Braces for Unrest - Geopolitical Futures https://t.co/GwiStcCjwk

— Germano Dottori (@GermanoDottori) December 11, 2024

ورغم أن معظم السوريين مسلمون ملتزمون، فليس لديهم اهتمام واسع بالدوغماتية الدينية. وهناك القليل من القواسم المشتركة بين المجموعات العرقية والدينية المختلفة في سوريا، مما سيحول بينهم وبين التوصل إلى اتفاق حول أسس النظام السياسي والهوية الوطنية المستقبلية. ومما يزيد الوضع تعقيداً، بحسب الكاتب، أن جيران البلاد يضعون أنظارهم على الأراضي السورية وسط حالة عدم اليقين المتزايدة.

عائلة الأسد

وحكمت عائلة الأسد سوريا لعقود بقبضة من حديد. وبلغت ذروة قمعها للشعب السوري في نوفمبر (تشرين الثاني) 1970، عندما نفذ حافظ الأسد انقلاباً عسكرياً أطاح فيه بشريكه في السلطة صلاح جديد.

ووصفت الدعاية الرسمية الأسد بالقائد الخالد، ونُصبت تماثيل له في كل مدينة وبلدة في البلاد.

وأدت ممارسات حافظ الأسد للسلطة المطلقة إلى تدهور مؤسسات الدولة. وقدَّم نفسه على أنه لا يُقهر ودائم.

وكانت قدرته على توفير الخدمات الاجتماعية الأساسية للشعب السوري تمكنه من استخدام أساليب قمع غير مسبوقة ضد معارضيه، رغم أن نصيب الفرد من الدخل انخفض من 1470 دولاراً في عام 1980 إلى 990 دولاراً في عام 1990.
ولم يُخفف تدهور الموارد المادية في البلاد من تطبيق التدابير الاستبدادية ضد منتقدي سياساته الداخلية والخارجية. كما تفاقم الفساد، الذي كان سمة شائعة للمؤسسات العامة في سوريا، خلال حكم حافظ، حيث اعتبره شكلاً من أشكال الرعاية.

The ouster of Syrian President Bashar al-Assad shattered Iran's network of influence in the Middle East but Israel, the US and Arab powers must now deal with the risk of instability and extremism from the mosaic of forces that replaces him https://t.co/Z5bjQaZrCt 1/12

— Reuters (@Reuters) December 9, 2024

وعندما توفي حافظ الأسد عام 2000، خلفه بشار، الذي كان يبلغ من العمر 34 عاماً فقط، في انتهاك للدستور السوري الذي ينص على أن يكون عمر الرئيس 40 عاماً على الأقل.

صعود الجولاني

وقاد التمرد الذي أطاح بالأسد نهاية الأسبوع الماضي "هيئة تحرير الشام"، التي صنَّفتها العديد من الحكومات الغربية كجماعة إرهابية.

وزعيم هذه الجماعة هو أبو محمد الجولاني، الذي له تاريخ طويل في العمل المسلح؛ فقد شارك في القتال ضد القوات الأمريكية التي غزت العراق عام 2003 بعد انضمامه إلى تنظيم القاعدة.

ثم انتقل الجولاني إلى لبنان عام 2006، حيث أشرف على تدريب مقاتلي جماعة جند الشام السلفية الجهادية. ثم عاد إلى العراق عام 2008 للقتال مع تنظيم داعش الإرهابي، واعتقلته القوات الأمريكية لفترة وجيزة.

وبعد الإفراج عنه انتقل إلى سوريا بعد انتفاضة 2011 ضد الأسد. وأسس جبهة النصرة الجهادية العابرة للحدود، وركز على العراق وسوريا والأردن ولبنان.

وبعد أن استعاد الأسد السيطرة على حلب أواخر عام 2016، غير الجولاني اسم الجماعة إلى "هيئة تحرير الشام". واستقر في محافظة إدلب وأسس حكومة الإنقاذ السورية، متخلياً عن عقيدة الجهاد العابر للحدود ليركز على سوريا فقط.

وأعلن الجولاني أن هدفه يتركز حول القضاء على نظام الأسد وإقامة حكم إسلامي في سوريا، مؤكداً أن عضويته في القاعدة وعلاقته بتنظيم داعش أصبحت من الماضي.

وعزز سيطرته الاستبدادية على إدلب وهمّش جماعات المعارضة الأخرى، سواء كانت دينية أو علمانية.

مجتمع متنوع

وأكد الكاتب أنه لا ينبغي أن تكون التطورات الأخيرة مفاجئة بالنظر إلى تاريخ سوريا المضطرب. بعد استقلالها عام 1943، أصبحت سوريا ساحة للمنافسة حيث تنازعت مصر والعراق والأردن وتركيا وبريطانيا للسيطرة عليها.

ورغم كل الصعاب، تمكن حافظ الأسد من جعل سوريا قوة إقليمية، لكن بشار، الذي كان يخشى أن يؤدي الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 إلى الإطاحة به، تحالف مع إيران التي هيمنت على النظام السياسي السوري بعد انتفاضة 2011. 

For nine years, Syria was a key symbol of Russia’s return to Great Power status. Putin is now withdrawing empty handed, while his propaganda downplays the significance of the defeat. Yet again, Russia opts to retreat rather than escalate pic.twitter.com/unqILRHDgC

— Business Ukraine mag (@Biz_Ukraine_Mag) December 8, 2024

ومع بدء التمرد الشهر الماضي، انهارت قوات النظام المحبَطة التي كانت تقاتل حرباً لأكثر من 13 عاماً. وواصل المتمردون هجومهم بعد الاستيلاء على حلب، واستولوا على حماة رغم الغارات الجوية الروسية المكثفة، وتوجهوا جنوباً نحو حمص التي استولوا عليها دون قتال.
وفي محافظة السويداء، أطلقت الطائفة الدرزية حملة منفصلة أدت إلى فرار مسؤولي النظام دون مقاومة كبيرة. ورفع المتمردون هناك علم الدروز ذي الألوان الخمسة بدلاً من علم الانتفاضة السورية.

وفي درعا، التي شهدت احتجاجات عام 2011 التي أطلقت الحرب الأهلية، استولت فصائل المعارضة على المنطقة الحدودية مع إسرائيل والأردن بعد انسحاب الجيش.

وصلت القوات المتمردة في درعا، التي تعمل تحت قيادة مختلفة، إلى دمشق بينما كانت كتائب الجولاني ما تزال تطهر حمص من قوات النظام. ومع استمرار المتمردين في تقدمهم، تجنبوا التوغل في الساحل الذي يسيطر عليه العلويون، أو المنطقة الكردية التي تتمتع بالحكم الذاتي والمعروفة باسم روجافا، أو محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية.

ورغم تصريحات الجولاني بأنه يريد توحيد سوريا، يقول الكاتب، إن المشهد السياسي في البلاد شديد الاستقطاب، ومن المحتمل أن تنقسم الفصائل التي أطاحت بنظام الأسد قريباً وتتصارع فيما بينها.

التداعيات على المنطقة

ورجح الكاتب أن يستغل جيران سوريا الوضع السياسي والأمني المتغير هناك. وبعد ساعات قليلة من سقوط النظام، استولى الجيش الإسرائيلي على الجانب السوري من جبل الشيخ. وأخبر سكان خمس قرى بالقرب من خط وقف إطلاق النار لعام 1974 بالبقاء في منازلهم أو إخلائها بسبب احتمال اندلاع القتال.

وزار رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو المنطقة وأعلن أن اتفاقية 1974 التي ألزمت إسرائيل بالانسحاب من المنطقة لم تعد ذات صلة. وشنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات على عدة مواقع عسكرية في دمشق الكبرى، بزعم احتوائها على أصول عسكرية استراتيجية. وفي الشمال، قصفت القوات الجوية التركية مواقع كردية وسط تقارير عن اشتعال القتال مجدداً.
ورجح الكاتب استمرار حالة عدم الاستقرار والفوضى وغياب النظام في سوريا لفترة طويلة، مما يهدد جيرانها.

انعكاسات إقليمية محتملة

قد يلهم سقوط نظام الأسد أيضاً الجماعات المسلحة في دول عربية أخرى. على سبيل المثال، قد يحاول المسيحيون والمسلمون السنة في لبنان نزع سلاح حزب الله، الذي تلقى بالفعل ضربة موجعة من إسرائيل، مما يهدد بجر لبنان إلى موجة جديدة من الصراع الطائفي.
وسيعلو صوت المسيحيين الذين يطالبون بنظام فيدرالي في لبنان. أما في العراق، فقد يجدد سقوط الأسد آمال المتظاهرين المناهضين للحكومة، الذين قُمعت حركتهم في عام 2019 على يد ميليشيات مدعومة من إيران.

وتشهد المنطقة العربية حالة من الترقب للاضطرابات المحتملة مع متابعتها للتطورات الدراماتيكية في سوريا، فغالباً ما يمتد تأثير الاضطرابات في سوريا إلى باقي أنحاء الشرق الأوسط، مما يجعل الاستقرار الإقليمي معتمداً على ما سيحدث هناك في المستقبل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بشار الأسد لسوريا الجولاني هيئة تحرير الشام داعش سقوط الأسد الحرب في سوريا الجولاني هيئة تحرير الشام داعش حافظ الأسد فی سوریا

إقرأ أيضاً:

اعتقلوه أمام ابنه.. الشاب الذي دمرت أميركا حياته بترحيله إلى بلده

في مارس/ آذار 2025، قامت حكومة الولايات المتحدة بترحيل كيلمير أبريغو غارسيا، البالغ من العمر 29 عامًا، إلى السلفادور، وهو مواطن سلفادوري كان قد عاش وعمل في الولايات المتحدة لما يقرب من نصف حياته. لم يكن يعلم أنّه سيصبح قريبًا وجهًا لحملة التّرحيل الجماعي المثيرة للجدل التي يقودُها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

تم احتجاز أبريغو غارسيا، المتزوج من المواطنة الأميركية جينيفر فاسكيز سورا، أثناء قيادته في ماريلاند برفقة ابنهما البالغ من العمر خمس سنوات والمصاب بالتوحد، الذي شهد اعتقال والده من قبل قوات إنفاذ القانون الأميركية، مما تسبب له في صدمة نفسية شديدة.

في إفادة خطية لاحقة، ذكرت فاسكيز سورا أن ابنها، الذي لا يستطيع التحدث، كان "منزعجًا جدًا" من "الاختفاء المفاجئ لوالده"، وكان يبكي أكثر من المعتاد، و"يبحث عن قمصان عمل كيلمير ويشمها، ليتنشق رائحة والده المألوفة".

بالطبع، تمزيق العائلات وترويع الأطفال كان منذ فترة طويلة جزءًا من السياسات المعتمدة في "أرض الأحرار"، على الرغم من أن ترامب جعل منها عرضًا أكثر إثارة من سلفَيه الديمقراطيَين: جو بايدن، وباراك أوباما. على أي حال، لا شيء يشبه زرع الخوف والصدمة النفسية باسم الأمن القومي، أليس كذلك؟

إعلان

تم ترحيل أبريغو غارسيا إلى السلفادور مع أكثر من 200 شخص آخر، الذين شاركوا في "شرف" أن يكونوا فئران تجارب شيطانية في تجارب إدارة ترامب الحالية في سياسة مكافحة الهجرة السادية.

تم احتجاز المرحّلين بسرعة في مركز احتجاز الإرهاب (CECOT)، السجن الضخم الشهير الذي بناه نجيب أبوكيلة، الذي يصف نفسه بأنه "أروع دكتاتور في العالم". يضم هذا المرفق آلاف الأشخاص الذين تم اعتقالهم بموجب "حالة الطوارئ" الوطنية، التي أُعلنت في عام 2022 ولا تظهر أي علامة على التراجع.

تحت ذريعة محاربة العصابات، قام أبوكيلة بسجن أكثر من 85 ألف سلفادوري – أكثر من 1٪ من سكان البلاد – في مجموعة من السجون التي غالبًا ما تعمل كثقوب سوداء من حيث اختفاء البشر إلى أجل غير مسمى، بالإضافة إلى غياب أي مفهوم للحقوق الإنسانية والقانونية. والآن، بعد أن عززت الأموال الأميركية والمرحلون مكانةَ السلفادور الدولية في مجال السجون إلى جانب صورة أبوكيلة كرجل قوي، لا يوجد اندفاع لإنهاء "حالة الطوارئ".

في غضون ذلك، قدمت قضية أبريغو غارسيا على وجه الخصوص فرصة ممتدة لكل من ترامب وأبوكيلة لعرض شغفهما المشترك وازدرائهما للقانون. كما اتضح، حدث ترحيل أبريغو غارسيا إلى السلفادور في انتهاك مباشر لحكم صادر عن قاضي هجرة أميركي في عام 2019، والذي بموجبه لا يمكن ترحيله إلى بلده الأصلي؛ بسبب المخاطر التي قد تتعرض لها حياته.

في الواقع، فرّ أبريغو غارسيا إلى الولايات المتحدة كمراهق، تحديدًا خوفًا على حياته بعد تهديدات العصابات لعائلته. وعلى الرغم من أن الحكومة الأميركية اضطرت بسرعة للاعتراف بأن ترحيله في مارس/ آذار حدث "بسبب خطأ إداري"، فإن فريق ترامب- أبوكيلة لا يزال مصممًا على عدم تصحيحه.

بعد كل شيء، سيشكل هذا سابقة خطيرة تشير إلى أن إمكانية اللجوء إلى العدالة موجودة بالفعل، وأن طالبي اللجوء في الولايات المتحدة يجب ألا يعيشوا في رعب من أن يتم اختفاؤهم فجأة إلى السلفادور بسبب "خطأ إداري".

إعلان

وفقًا لمقال حديث في صحيفة نيويورك تايمز يكشف تفاصيل النقاش داخل إدارة ترامب حول كيفية إدارة الجانب الإعلامي من خطأ أبريغو غارسيا قبل أن يصبح علنيًا، ناقش مسؤولو وزارة الأمن الداخلي الأميركية (DHS) "محاولة تصوير السيد أبريغو غارسيا كـ "قائد" لعصابة الشوارع العنيفة MS-13، على الرغم من أنهم لم يتمكنوا من العثور على أي دليل يدعم هذا الادعاء".

لكن نقص الأدلة لم يمنع ادعاء أولئك الذين لا يهتمون بالحقائق والواقع في المقام الأول، حيث استمر مسؤولو ترامب في الإصرار على انتماء أبريغو غارسيا إلى MS-13، بينما استشهد الرئيس نفسه بلا خجل بصورة معدلة للوشوم على مفاصل الرجل.

كما اعتمدت الإدارة بشكل كبير على حقيقة أنه، في عام 2019، قررت شرطة مقاطعة برينس جورج في ماريلاند أن أبريغو غارسيا كان عضوًا في عصابة؛ لأنه كان يرتدي قبعة شيكاغو بولز، من بين سلوكيات أخرى "مدانة جدًا".

بالتأكيد، فإن التكرار الذي تستشهد به وكالات إنفاذ القانون الأميركية لبضائع شيكاغو بولز كدليل مزعوم على عضوية العصابات سيكون مضحكًا نظرًا للقاعدة الجماهيرية الضخمة للفريق في الداخل والخارج – إذا لم تكن هذه الاتجاهات السخيفة في التنميط، تؤدي مباشرة إلى العذاب الجسدي والنفسي لأبريغو غارسيا والعديد من الأفراد الآخرين.

في أبريل/ نيسان، أمرت المحكمة العليا الأميركية إدارة ترامب بـ "تسهيل" عودة أبريغو غارسيا إلى الولايات المتحدة. بالإضافة إلى فشلها حتى الآن في الامتثال لهذا الأمر، ذهبت الإدارة إلى أطوار سخيفة لتحدي أمر منفصل من قاضية المحكمة الجزئية الأميركية بولا زينيس بأن تقدم تفاصيل حول ما تفعله بالضبط لتأمين إطلاق سراح أبريغو غارسيا.

يبدو أن مسؤولي إدارة ترامب، الذين أزعجهم إلحاح القاضية زينيس، لجؤُوا بعد ذلك إلى عذر "أسرار الدولة" القديم، والذي سيمكن من حجب المعلومات المتعلقة بقضية أبريغو غارسيا من أجل حماية "الأمن القومي" و"سلامة الشعب الأميركي"، كما قالت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين.

إعلان

من جانبه، تعامل أبوكيلة مع وضع أبريغو غارسيا بمزاجية وانتقامية تتناسب مع "أروع دكتاتور في العالم"، حيث لجأ إلى منصة إكس للسخرية من الرجل الذي تم اختطافه وسجنه ظلمًا. خلال زيارة في أبريل/ نيسان في المكتب البيضاوي في واشنطن، أوضح أبوكيلة للصحفيين أنه لن يرفع إصبعًا نيابة عن أبريغو غارسيا: "كيف يمكنني تهريب إرهابي إلى الولايات المتحدة؟".

بالحديث عن الإرهاب، من الجدير بالذكر أنه، قبل فترة طويلة من "حالة الطوارئ" الحالية في السلفادور، كان للولايات المتحدة دور كبير في دعم الإرهاب الحكومي اليميني في البلاد، حيث أسفرت الحرب الأهلية من 1979 إلى 1992 عن مقتل أكثر من 75 ألف شخص.

تم ارتكاب غالبية الفظائع في زمن الحرب من قبل الجيش السلفادوري المدعوم من الولايات المتحدة وفرق الموت المتحالفة معه، وفر عدد لا يحصى من السلفادوريين شمالًا إلى الولايات المتحدة، حيث تشكلت عصابات مثل MS-13 كوسيلة للدفاع الجماعي عن النفس. بعد انتهاء الحرب، قامت الولايات المتحدة بترحيل جماعي لأعضاء العصابات إلى دولة مدمرة حديثًا، مما مهد الطريق لمزيد من العنف والهجرة والترحيل، وبلغت ذروتها، بالطبع، في أروع "دكتاتورية في العالم".

كما يُقال، لا شيء يُسهم في تعزيز السلطة وتقويض الحقوق الفردية بفعالية مثل وجود "عدو إرهابي" قوي ومزعوم — وفي هذه اللحظة، يجد كيلمَر أبريغو غارسيا نفسه في موقع من يتحمل هذا الدور، ليس في نظر رئيس واحد فحسب، بل في نظر رئيسين يتمتعان بنزعة سلطوية واضحة. ومع ذلك، فإن أبريغو غارسيا ليس شخصية بارزة في تنظيم مسلح أو متورطًا في عمليات كبرى؛ بل هو مجرد مواطن عادي، تُستخدم قضيته لتوجيه رسالة ردعية لكل من يظن أن العدالة والقانون قد يحميانه دومًا.

اقترح ترامب بالفعل إرسال مواطنين أميركيين إلى السلفادور للسجن أيضًا – ولتذهب أي مظاهر للشرعية إلى الجحيم. لتحقيق هذه الغاية، اقترح الرئيس أن يبني أبوكيلة المزيد من السجون، وهو مشروع من المفترض أنه لن يتطلب الكثير من الإقناع.

إعلان

الآن، بينما تمضي الحكومة الأميركية قدمًا في القضاء على حقوق الأجانب والمواطنين القانونيين على حد سواء، من الآمن أن نفترض أنه لا أحد في مأمن.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • أول لقاء رسمي بين الإدارة السورية الجديدة وباكستان
  • وثائق تؤكد احتجاز نظام الأسد للصحفي الأمريكي أوستن تايس
  • سوريا تحديات أمنية واقتصادية بعد 6 أشهر من عزل الأسد
  • اعتقلوه أمام ابنه.. الشاب الذي دمرت أميركا حياته بترحيله إلى بلده
  • البورصة السورية تستأنف التداول لأول مرة منذ سقوط النظام
  • هذا مايقوم به النظام السعودي في سوريا
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • داعش يستعر: هل يشعل سوريا الجديدة بنار المفخخات؟
  • سوريا في قبضة التوازنات .. صعود الشرع كواجهة ’’أمريكية_صهيونية’’ وتحجيم السيادة
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!