أكدت دار الإفتاء المصرية أن الشماتة في المصائب، سواء كانت موتًا أو غير ذلك، من الخصال الذميمة التي تنافي القيم الإنسانية السامية، وتتناقض مع تعاليم الشريعة الإسلامية.

 

الشماتة تظهر قسوة القلب 

 فالشماتة تُظهر قسوة القلب وانعدام التعاطف، وهي سلوك يأباه أصحاب المروءات وتنهى عنه النفوس المستقيمة.

النهي الشرعي عن الشماتة

وأوضحت دار الإفتاء أن الشريعة الإسلامية حرمت الشماتة وحذرت من عواقبها الوخيمة.

واستشهدت بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تُظْهِرِ الشَّمَاتةَ لأخيك فَيَرْحَمَهُ اللهُ ويَبْتَلِيكَ» (رواه الترمذي)، والذي يُحذر فيه من التشفي بمصائب الآخرين، مؤكدًا أن من يشمت بأخيه قد يبتلى بنفس البلاء.

طبيعة الدنيا وتقلب الأحوال

وأشارت دار الإفتاء إلى أن الشماتة تتنافى مع سنة الحياة التي قررها الله تعالى، والتي تقوم على تقلب الأحوال بين السعادة والحزن، والغنى والفقر.

 فمن شمت اليوم قد يجد نفسه غدًا في موضع المشموت به، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: 140].

الشماتة تهدد التماسك المجتمعي

وشددت دار الإفتاء على أن الشماتة لا تهدد الفرد فقط، بل تُضعف التماسك المجتمعي وتشيع الكراهية بين أفراده، مؤكدة أن الإسلام يدعو إلى التراحم والتعاون بين الناس في مواجهة المصائب، وليس التشفي أو الفرح بمآسي الآخرين.

 

واختتمت دار الإفتاء رسالتها بالتأكيد على أهمية التحلي بالتراحم والابتعاد عن الشماتة، لما لها من أثر سلبي على النفس والمجتمع، داعية الجميع إلى الالتزام بأخلاق الإسلام التي تقوم على العدل والرحمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشماتة في الموت حديث النبي دار الإفتاء المصري النبي صلى الله عليه وآله وسلم شريعة الإسلام دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

هل يجوز الحج عن المتوفى المُستطيع حتى لو تم من مال غيره؟.. الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا من أحد المواطنين حول حكم الحج عن شخص توفي وكان مستطيعًا لأداء الفريضة في حياته، لكن لم يحج، فقامت أخته بالحج عنه بعد وفاته ومن مالها الخاص، وذلك حتى تبقى أمواله لصالح أطفاله القصر، فهل ما فعلته الأخت يعد صحيحا شرعا؟

وفي ردها ، أوضحت  الإفتاء أن الحج عن الميت جائز شرعا، بل هو من الأمور المعتبرة في الفقه الإسلامي، لأن الحج عبادة تقبل الإنابة، سواء تم ذلك بمقابل مادي أو تطوعا دون مقابل. ولكن الشرط الأساسي في هذه الحالة هو أن يكون الشخص الذي ينوب عن الميت قد أدى فريضة الحج عن نفسه مسبقا.

هل يجوز للشخص الاحتفال بـ عيد ميلاده؟.. أمين الإفتاء يُجيبهل يجوز توكيل شخص لأداء بعض مناسك الحج عني؟.. الإفتاء تجيب

واستشهدت دار الإفتاء بقوله تعالى : ﴿ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا﴾ [آل عمران: 97] ، وكذلك بما رواه النبي محمد  حين قال:
«بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت» – متفق عليه.

وأكدت الفتوى أن الاستطاعة لا تعني القدرة المالية فقط، بل تشمل أيضا القدرة البدنية، وتوفر الأمن أثناء السفر، وكل ما يعين المسلم على أداء الفريضة دون مشقة خارجة عن المعتاد كما ورد عن النبي قوله في الحديث الشريف:
«من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا» – رواه الترمذي، وهذا تحذير شديد يبرز أهمية أداء الفريضة لمن استطاع إليها سبيلا.

وعلى ذلك، فإن ما قامت به أخت المتوفى يعد عملا صحيحا ومشروعا شرعا، ويجزئ عن الميت، ولا حرج في أن يؤدى الحج عن الميت من مال الغير، خصوصا إذا كان ذلك حرصا على إبقاء ماله لأولاده القصر.

طباعة شارك دار الإفتاء الحج الحج عن الميت

مقالات مشابهة

  • هل يجوز الحج عن المتوفى المُستطيع حتى لو تم من مال غيره؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز للشخص الاحتفال بـ عيد ميلاده؟.. أمين الإفتاء يُجيب
  • فضل حج بيت الله الحرام.. الأزهر للفتوى يوضح
  • كيف أتخلص من وسواس الموت؟.. أمين الفتوى يجيب
  • أشعر بضيق وكراهية الحياة.. أمين الإفتاء ينصح بترديد هذا الدعاء النبوي
  • الموت يغيب والدة السيدة الجليلة
  • هل يجوز الحج عن المريض غير القادر على السفر؟.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم الوقوف بعرفة للحائض والجنب؟.. الإفتاء تجيب
  • بين الجَغِم والبلّ: خرائط الموت التي ترسمها الجبهة الإسلامية على أجسادنا
  • الكائنات الغريبة التي لم نعهدها