السعودية تدخل عصر الريادة في المواد المتقدمة بإنتاج ألياف الكربون المدعّمة بالجرافين:
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
ديسمبر 14, 2024آخر تحديث: ديسمبر 14, 2024
المستقلة/- في إنجاز غير مسبوق يعزز مكانة المملكة العربية السعودية عالميًا في قطاع المواد المتقدمة، أعلنت شركة فوضى مرتبة القابضة Organized Chaos Holding (OCH) بالشراكة مع جرافين إنوفيشنز مانشستر Graphene Innovations Manchester (GIM) عن الإطلاق الرسمي لشركة GIM GrapheneFibre (شركة ألياف الجرافين) في المملكة.
ويمثل هذا المشروع إنجازًا عالميًا، كونه أول إنتاج تجاري من نوعه في إنتاج ألياف الكربون المدعمة بالجرافين، وهو بدوره ما يعزز مكانة المملكة كمحور عالمي للابتكار والاستدامة وريادة الصناعات المتقدمة، وفقًا لرؤية 2030.
تُعد ألياف الكربون المدعّمة بالجرافين ثورة تقنية تجمع بين القوة الفائقة، خفة الوزن، والموصلية الكهربائية العالية، مما يجعلها حلاً مبتكرًا للتحديات التقنية في مجالات الطيران، صناعة السيارات، الطاقة المتجددة، الفضاء، الدفاع، وقطاع البناء. ومع اعتمادها على المواد الخام المحلية وأحدث التقنيات، تجسد GIM GrapheneFibre نموذجًا للابتكار والتميز السعودي، مسهمةً في تعزيز حضور المملكة عالميًا في مجال التصنيع المتقدم.
وفي هذا السياق قال الدكتور فيفيك كونشيري” Vivek Koncherry”، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة GIM: “هدفنا إحداث نقلة نوعية في قطاع المواد المتقدمة على مستوى العالم، من خلال إنتاج الألياف الكربونية المعززة بالجرافين على نطاق تجاري. فبدمج الخصائص الفريدة للجرافين مع الألياف الكربونية، نرتقي بحدود الابتكار إلى آفاق جديدة. نحن فخورون أن هذا الإنجاز تم تحقيقه بالشراكة الوثيقة مع OCH، مما يعزز مكانة المملكة كقوة عالمية رائدة في مجال التكنولوجيا المتطورة”.
وفي سياق زياراته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، وصف مكتب رئيس وزراء المملكة المتحدة، السير كير ستارمر” Sir Kier Starmer”، الاتفاقية بين GIM وOCH بأنها نموذج يحتذى به في إطار الشراكة السعودية البريطانية.
” نحن ملتزمون بالاستفادة المثلى من موارد المملكة العربية السعودية الغنية وإمكانيات شبابها الواعد”
بهذه الكلمات بدأ عبد الرحمن العساكر، رئيس مجلس إدارة OCH “حديثه، معقبًا بأن ” هذا النوع من الاستثمار هو ما يعزز رؤية 2030م من خلال تعزيز الخبرات المحلية، وتطوير استخدامات أكثر استدامة للموارد النفطية، وفتح آفاق جديدة للصناعات التقنية المتقدمة، مما يضع المملكة في طليعة الريادة في قطاع المواد المتقدمة. ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع في خلق أكثر من 4500 وظيفة مهارية جديدة بحلول عام 2030، إضافةً إلى تحقيق عائدات تتجاوز 6 مليار ريال.”
وأضاف عبد الغني الهندي، الرئيس التنفيذي لـ OCH: “تُمثّل شراكتنا الوطيدة مع GIM خطوة استراتيجية لاستقطاب أفضل الخبرات العالمية إلى المملكة العربية السعودية. فمن خلال التركيز على الابتكار واستثماره، نسعى إلى بناء منظومة تدعم رواد الأعمال، وتمكّن الكفاءات المحلية، وتعزز الاقتصاد الوطني. هذا المشروع يُسهم في إنتاج مواد خام من شأنها أن تكون جاذبة لتوطين أحدث صناعات التقنية العالية ويجعل المملكة في مقدمة الدول المصدرة للمواد المتقدمة”.
إطلاق الإنتاج التجاري لشركة GIM GrapheneFibre : خطوة نحو مستقبل أكثر سرعة وتكيف واستخدام ذكى للموارد.
وفي سياق التصريحات السابقة، أوضح عبد الرحمن الخالدي، الرئيس التنفيذي للعمليات في OCH: “نعتمد على تطبيق مفهوم ‘CHON’، وهو إطار عمل استراتيجي يجمع بين الذكاء الاصطناعي، والاستثمار السريع، والابتكار المفتوح، والتطوير السريع للنماذج الأولية، ومبادئ الشركات الناشئة المرنة، بهدف تسريع تطوير المنتجات وتحقيق تحسينات مستمرة في الأداء. يعكس هذا النهج رؤية شاملة تضمن مرونة العمليات وكفاءتها مع تعزيز قدرتها على التكيف مع تحديات المستقبل.
وتابعت أريج التركي، رئيسة قسم التخطيط الاستراتيجي في OCH: هدفنا في OCH هو تحويل الأفكار المبتكرة وغير التقليدية في المملكة العربية السعودية إلى فرص تجارية واعدة. من خلال الاستثمار في التقنيات المتقدمة، وتنمية المواهب الوطنية، وتعزيز الشراكات المتنوعة، نعمل على بناء بيئة جاهزة للمستقبل تدعم النمو المستدام والتقدم في مجالي العلوم والتكنولوجيا. كما أننا نركز على تطوير وبناء منظومة بيئية متكاملة مبتكرة تدعم الاقتصاد الدائري والحياد الصفري للكربون من خلال تصميم تقنيات سعودية متقدمة تتماشى مع البنية التحتية المستقبلية. نسعى لأن تكون المملكة في طليعة الدول التي تقود التحول الصناعي العالمي، لذلك ندعو قادة الصناعة والمبتكرين للتعاون معنا والمساهمة في هذه الرحلة الطموحة عبر OCH.SA/collab
في الختام، يتوقع أن يمتد تأثير هذا المشروع إلى ما هو أبعد من حدود خطوط الإنتاج؛ فبدعم من الهيكل الاستثماري لشركة OCH والخبرة التقنية المتقدمة لشركة GIM، سيقوم هذا المشروع بتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية عالميًا، وتمكين المجتمعات المحلية، وإطلاق إمكانات جديدة في مجال المواد المتقدمة، مما يجسد مرحلة جديدة في مسيرة التطور الصناعي، ويعكس مستقبلًا أكثر إشراقًا وحيوية، بما يتماشى مع رؤية المملكة الطموحة والمستدامة لـ 2030.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: المملکة العربیة السعودیة المواد المتقدمة مکانة المملکة هذا المشروع من خلال عالمی ا
إقرأ أيضاً:
إشادة أممية بتسارع جهود توطين الصناعة في سلطنة عُمان
العُمانية: حازت سلطنة عُمان على إشادة دولية واسعة بعد أن حققت تقدمًا متسارعًا في توطين الصناعات النوعية ذات التقنيات المتقدمة، وتطوير قدراتها الإنتاجية، وذلك وفق تقرير منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) لعام 2026، والذي صنّف سلطنة عُمان ضمن الدول الصاعدة عالميًا في القطاع الصناعي.
وأكد التقرير أن سلطنة عُمان حققت قفزة ملحوظة في بناء سلاسل القيمة الصناعية المرتبطة بالصناعات ذات التقنيات المتقدمة، رغم حداثة دخولها هذا المجال؛ حيث تمكنت من تأسيس قاعدة صناعية واعدة في الصناعات المرتبطة بالخلايا الكهروضوئية، مستفيدة من استقطاب استثمارات نوعية، وتطبيق سياسات شراء حكومية محفزة، وتوفير بيئة أعمال جاذبة للتقنيات الحديثة.
وسلّط التقرير الضوء على مجموعة من المشروعات الصناعية قيد التدشين، أبرزها مشروع "يونايتد سولار بولي سيليكون" في المنطقة الحرة بصحار، والذي يعد من بين أهم المشروعات الصناعية على مستوى المنطقة، مستهدفًا إنتاج 100 ألف طن سنويًا من مادة البولي سيليكون لتلبية الطلب الإقليمي المتنامي على حلول الطاقة الشمسية وتعزيز موقع سلطنة عُمان في سلاسل التوريد العالمية.
مواد الخام
كما أبرز التقرير المقومات التي تمتلكها سلطنة عُمان، مثل توافر المواد الخام كرمال السيليكا عالية الجودة، وقوة سطوع الشمس وحركة الرياح طوال العام، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي على أحد أهم الممرات البحرية الدولية، كما توفر الحكومة مجموعة من الحوافز الاستثمارية أبرزها الإعفاءات الضريبية والملكية الأجنبية 100 بالمائة، مما يجعل سلطنة عُمان بيئة تنافسية لتوطين الصناعات المتقدمة.
وأطلقت شركة "شيدا" أعمال بناء أول مصنع للألواح الشمسية على مساحة 11 ألفًا و250 مترًا مربعًا، إلى جانب توقيع اتفاقية مع شركة "جيه إيه سولار" الصينية لإقامة مصنع بقدرة 6 جيجاواط للخلايا و3 جيجاواط للألواح، باستثمار يبلغ 564 مليون دولار أمريكي، موجهة بشكل رئيس إلى الأسواق الخليجية والإفريقية.
كما أعلنت عن مشروع "شركة موارد للتوربينات" في الدقم، الذي يهدف إلى تصنيع توربينات الرياح باستثمارات تقدر بـ181.8 مليون دولار أمريكي.
وفي مجال تصنيع تقنيات الهيدروجين الأخضر، تستعد سلطنة عُمان لإنشاء مصنع لتجميع الإلكترولايزر بالتعاون مع "صن غرو" الصينية؛ ما يعزز موقعها ضمن خريطة التصنيع ذات التقنيات العالية في الدول العربية.
وأشار المهندس خالد بن سليم القصابي مدير عام الصناعة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، إلى أن هذا التقدم جاء نتاج تبنّي سياسات صناعية محفّزة، ومبادرات ممنهجة تستهدف استقطاب الصناعات النوعية ذات التقنيات المتقدمة، وأوضح أن وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار عملت على تسهيل الإجراءات أمام المستثمرين، ورفع جاهزية المناطق الحرة والاقتصادية لاستقطاب الصناعات المتقدمة، وتمكين القطاع الصناعي عبر حزمة واسعة من الحوافز، شملت تطوير إطار تنظيمي مرن، وتقديم حوافز ضريبية وإعفاءات جمركية، وتبسيط إجراءات الترخيص، إلى جانب توجيه الاستثمارات نحو المناطق الاقتصادية ذات البنية الأساسية المتكاملة والقادرة على ضم المشروعات الصناعية المتقدمة، بما يسهم في تعزيز القيمة المضافة المحلية وربط المستثمرين العالميين بالفرص الصناعية الواعدة.
الصناعة المتخصصة
من جانبه، أوضح المهندس جاسم بن سيف الجديدي المدير الفني لمكتب وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن المشروعات الصناعية المتخصصة في تصنيع تقنيات ومعدات الخلايا والألواح الشمسية بدأت تتبلور ضمن مجمعات صناعية متكاملة، لا سيما في المنطقة الحرة بصحار؛ حيث تتجاور مصانع البولي سيليكون مع مصانع الخلايا والألواح الشمسية، إلى جانب مشروعات مساندة تُكمل سلسلة القيمة وتؤسس لمنظومة تصنيع إقليمية متكاملة.
وأشار إلى أن وتيرة تدفق الاستثمارات العالمية في هذا القطاع آخذة في التسارع، وأن الشركات الدولية باتت ترى في سلطنة عُمان مركزًا مثاليًا لتأسيس صناعاتها، مستفيدة من الدعم الحكومي المباشر، والحوافز الممنوحة للمستثمرين، وتوفير مواقع صناعية ذات جاهزية عالية.
وأضاف: إن الوزارة تعمل بالتوازي على إطلاق وتنفيذ مبادرات تستهدف تطوير الموردين المحليين، لتمكينهم من أن يكونوا جزءًا رئيسًا في سلاسل التوريد، بما يعزز المحتوى المحلي ويُسهم في تطوير منتجات وطنية قادرة على المنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية.
وأكد المهندس جاسم الجديدي أن المنجزات الصناعية المتوالية في سلطنة عُمان تُعيد رسم مشهد التصنيع المتقدم، وترسّخ مكانة البلاد كأحد المراكز الإقليمية الواعدة، في تحول جوهري ينسجم مع توجهات وأهداف الاستراتيجية الصناعية 2040 و"رؤية عُمان 2040".