افتتاح أول خط إنتاج في مصر لإعادة تدوير عبوات الكرتون المستخدمة
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
افتتحت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، أول خط إنتاج من نوعه في مصر لإعادة تدوير العبوات الكرتونية المستخدمة، والذى تم إنشاؤه بالتعاون بين شركة "تتراباك"، الرائدة في حلول تصنيع وتعبئة المواد الغذائية، وشركة "يونيبورد" إحدي أكبر شركات إنتاج الورق المقوي، وذلك بالمنطقة الصناعية بمدينة السادات.
وحضر الافتتاح هوكان ايمسجور السفير السويدى بمصر واللواء عصام النجار رئيس هيئة الرقابة علي الصادرات والواردات وياسر عبد الله رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات وياسمين سالم مساعدة وزيرة البيئة والدكتور عيد الراجحى مسئول ملف معالجة المياه بالوزارة، ووائل خوري، العضو المنتدب لشركة "تتراباك مصر" وشريف المعلم، الرئيس التنفيذي لشركة يونيبورد والمهندس أحمد أبو السعود مدير الاستدامة بالشركة.
وفى بدايه اللقاء وجهت الدكتورة ياسمين فؤاد، الشكر والتقدير للشركة على الجهود المبذولة من جانب القطاع الخاص لدعم التنمية الصناعية فى مصر، وأبلغت تحيات الفريق المهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل.
وأشارت الى عدد من الرسائل المهمة منها ان افتتاح هذا الخط يدعم الرسالة الرئيسية التى قامت عليها للمنظومة المتكاملة لإدارة المخلفات " جمع اكتر، تدور اكتر، دفن اقل" ، بالاضافة الى تجنب التاثير السلبى للمخلفات التى لم يتم تدويرها اذا لم يتم التخلص منها بشكل امن ، باعتبار ان قطاع المخلفات يعد ثانى قطاع بعد الطاقه" الكهرباء، النقل البترول" مسؤول عن انبعاثات تغير المناخ.
كما أشارت إلى ان المشروع الذى يتم افتتاحه اليوم يدعم الشراكة بين القطاع الخاص والحكومة والتى عملت وزارة البيئة على تعزيزه منذ البدء فى وضع قانون المخلفات .
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، على سعي الوزارة الدائم لدعم جميع الجهود والمشروعات التي تعمل علي تحقيق رؤية مصر نحو الاستدامة، والذي يلعب فيه القطاع الخاص دورًا مهمًا في هذا الإطار، مؤكدة على أن هذا المشروع يُعد خطوة مهمة في هذا الاتجاه، مشيرة أنه بالإضافة لتحقيق الأهداف الأساسية لتحسين البيئة، فإن المشروع يؤكد القيمة الاقتصادية لعملية تدوير المنتجات المستخدمة، خاصة إذا تم تنفيذه بطريقة مبتكرة.
وأوضحت وزيرة البيئة أن المشروع تم باستثمار مشترك بلغ 2.5 مليون يورو، حيث تم إنشائه علي مساحة 1000 متر مربع، وبطاقة إنتاجية تصل إلي سعة 8000 طن سنويا من إعادة تدوير العبوات الكرتونية المستخدمة، كما أنه وفق الخطة المقررة من المتوقع الوصول إلي الطاقة الإنتاجية القصوي لخط الإنتاج في نحو 5 سنوات، مع توقعات بتجاوز هذه الأهداف بحلول 2028.
وأوضحت ان شركة يونيبورد نجحت في تخطي الهدف الأولي المُتمثل في جمع 500 طن من العبوات الكرتونية المستخدمة في السنة الأولى من التشغيل، حيث تمكنت من جمع 1,300 طن قبل إطلاق خط إعادة التدوير.
واشارت الدكتورة ياسمين فؤاد الى ان افتتاح خط الإنتاج الجديد يأتى كتطبيق عملي لالتزام شركتي "تتراباك" و"يونيبورد" بتطبيق معايير الاستدامة، والمساهمة في تحسين وضع البيئة العام في مصر، حيث يساعد خط الإنتاج في تقليل كميات المخلفات التي لا يتم تدويرها، بما يؤدي لانخفاض الانبعاثات الكربونية، وسوف تتضاعف النتائج الإيجابية للمشروع باستمرار التعاون مع الأطراف الرئيسية المعنية بما في ذلك القطاع العام وشركات إدارة المخلفات، والمنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلي التعاون المستمر مع ممثلي الصناعة والهيئات الرسمية في تطوير وتنفيذ السياسات الفعالة لإدارة المخلفات وتحقيق أهداف الاستدامة البيئية.
ولفتت الى انه ضمن جهود الإعداد لافتتاح خط الإنتاج ، قامت شركة "تتراباك" بإجراء بحث موسع بالتعاون مع مركز استشارات CID، كما قامت باستخدام تطبيق DWAR من شركة Environ Adapt لتحسين عمليات التحليل الرقمية والوصول إلي أفضل الأساليب الفعالة لعمل نظام جمع العبوات الكرتونية المستخدمة.
وأبدت د. ياسمين فؤاد تطلعها لتكرار هذه التجربة في العديد من المنشآت الصناعية الأخرى.
من جانبه، أوضح وائل خوري، العضو المنتدب لشركة "تتراباك مصر" أن هذا المشروع يأتي بالتعاون مع يونيبورد لتقديم أول خط إنتاج لإعادة تدوير العبوات الكرتونية المستخدمة، وهو خطوة هامة لدعم البنية التحتية لإعادة التدوير في مصر، حيث لا يمثل فقط التزام شركتنا الدائم بمعايير الاستدامة، لكنه في الوقت نفسه يدعم أهداف عملائنا في تحقيق هذه المعايير، مؤكدًا على أن الأهم من ذلك كله، أن العائد سوف ينعكس بطريقة إيجابية علي المجتمع المصري بأكمله.
وأضاف شريف المعلم، الرئيس التنفيذي لشركة يونيبورد أن الشركة ملتزمة بتحقيق الاستدامة، وإدراك مسؤوليتنا تجاه البيئة، لافتا إلى أن هذا الأمر هو ما شجع شركة ينيبورد علي التعاون مع شركة تتراباك في هذا المشروع الذي يتماشي مع أهدافنا في الاستدامة.
وأضاف أننا كشركة رائدة في إنتاج الورق المقوي في الشرق الأوسط، نقوم بإنتاج أكثر من 150 ألف طن من الورق سنويا، مما يلبي أكثر من 70% من احتياجات السوق المحلية من الكرتون. وتتمثل مهمتنا الأساسية في تلبية الطلب المتزايد علي الكرتون بأسلوب مستدام، حيث يعتبر أحد أكثر مواد التعبئة انتشارًا واستخدامًا.
جدير بالذكر، أنه خلال المراحل التمهيدية قبل افتتاح خط الإنتاج، قامت الشركتان بإعداد بيئة العمل من أجل ضمان انسيابية عملية جمع العبوات الكرتونية المستخدمة وتحقيق مستهدفات الإنتاج، حيث تعاونت الشركتان علي مدي 16 شهرا في بناء شبكة شاملة من جامعي العبوات، وتنفيذ دراسات وتجارب لفهم أفضل الديناميكيات العملية، وتحديد الأسعار العادلة، وتنفيذ عدد من النشاطات لتحفيز عمليات الجمع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزيرة البيئة القيمة الاقتصادية بمدينة السادات عبوات الكرتون الصناعية الكبرى المزيد الدکتورة یاسمین فؤاد وزیرة البیئة خط الإنتاج فی مصر
إقرأ أيضاً:
تدوير النفايات في سلطنة عمان.. ثقافة المواطن أم غياب البنية؟
د. داود البلوشي
في مقال نُشر مؤخرًا بجريدة "عمان"، طُرحت مسألة تدوير النفايات المنزلية كقضية مجتمعية، ودُفعت المسؤولية بشكل مباشر إلى المواطن تحت عنوان "نقص الوعي المجتمعي"، في حين غُيّبت بذكاء إشكالية جوهرية، وهي تأخُّر البنية التحتية البيئية والخدماتية الداعمة لهذا السلوك الحضاري.
لقد جاءت التوجيهات السامية لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- واضحةً وصريحةً في مسألة تطوير المحافظات، إذ اعتبر جلالتُه تنميةَ المحافظات والمدن المستدامة من أولويات الرؤية المستقبلية لعُمان، وركيزةً استراتيجية لتحقيق تنميةٍ شاملةٍ ومستدامةٍ اقتصاديًّا واجتماعيًّا، بما يعزّز قدرةَ المحافظات على إدارة مواردها واستغلالها بكفاءة.
وقد أكّد جلالةُ السُّلطان -أعزّهُ اللهُ- في خطابهِ بمناسبةِ الانعقاد السنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عُمان 2023، قائلًا: إنّ الاهتمام بتنمية المحافظات وترسيخ مبدأ اللامركزية نهجٌ أسّسنا قواعده من خلال إصدار نظام المحافظات، وقانون المجالس البلديّة، استكمالًا لتنفيذ رؤيتنا للإدارة المحليّة القائمة على اللامركزية، سواءً في التّخطيط أو التنفيذ، ولتمكين المجتمع المحلي من إدارة شؤونه والإسهام في بناء وطنه.
من غير العدل تحميل المواطن عبءَ التقصير في غياب الحد الأدنى من الخدمات الأساسية. إذ لا تزال معظم الحارات والمجمّعات السكنية في السلطنة، حتى اليوم، تعاني من مشكلات مزمنة في جمع النفايات. فالحاوياتُ بعيدةٌ ومهترئة، والمخلفاتُ تتكدّس لأيام، والانبعاثات تنشر الأمراض والروائح، كيف نطلب من المواطن فرز نفاياته منزليًّا، في الوقت الذي لا تُوفَّر له حاوية مناسبة أو نظام واضح للتجميع؟
ما لا يجب تجاهله أنّ المواطن العُماني ليس غريبًا عن فكرة الفرز، كثيرٌ من المواطنين يفرزون الورق والكارتون والمعادن والزجاج دون توجيهٍ رسمي، فقط بدافعٍ أخلاقي. العُمانيون، بطبعهم، يحبون بيئتهم ونظافة مدنهم. المشكلةُ ليست في الوعي، بل في البنيةِ التي تأخرت عن اللحاق بهذا الوعي، وفي غياب أدواتِ الدعم والتشجيع.
منطقةٌ مثل سيح المالح، التابعة لشركة تنمية نفط عُمان، تُعدُّ نموذجًا مُشرقًا لما يمكن أن يكون عليه التخطيطُ البيئي السليم: حاويات ملوّنة للفرز، نظام جمعٍ متكامل، بنية طرق تخدم النقل البيئي، وسكان يتجاوبون مع النظام بسهولة. لماذا لا يتم تعميم هذا النموذج؟ ولماذا لا يكون حجرَ أساس في خطة وطنية تُطلقها هيئة البيئة بالشراكة مع المحافظات؟
للوصول إلى نظام متكامل ومستدام، لماذا لا يُؤسَّس كيان وطني جديد، شركة مساهمة عامة بيئية وخدمية، تُعنى بجمع النفايات وتدويرها، وتطوير مياه الصرف، والحدائق، والإنارة، والخدمات العامة، ويُسمح للمواطنين بالمساهمةِ فيها مباشرة؟ رسومُ الخدمات التي يدفعها المواطن اليوم لشركة "بيئة" يمكن تحويلها إلى رأسمالٍ تشغيلي لتلك الشركة الجديدة، في نموذجِ شراكةٍ فعليٍّ بين المواطن والدولة.
لا يمكن أن نطلب من المواطن ما لم تفعله الدولة. لا يجوز لومُ الناس على سلوكياتٍ لم تُعزَّز بخدمات مناسبة، ولا تحميلُ الوعي المجتمعي ما هو في الأصل مسؤوليةٌ حكوميةٌ وتشريعيةٌ وتنظيمية.
الخطوةُ الأولى لتدوير النفايات في عُمان ليست في نشرات التوعية، بل في خدمةٍ محترمة، وتشريعٍ مُلزِم، وحاويات مخصصة، وشراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص.