◄ الرواس: المسابقة ترجمة حقيقية للاهتمام السامي والمتواصل بالشباب

الرؤية- أحمد السلماني

بناءً على التكليف السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه-، أقيم مساء الإثنين، حفل إعلان نتائج مسابقة كأس جلالة السلطان للشباب لعام 2023، برعاية معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ليتوج به نادي صلالة للمرة الرابعة تواليًا.

الحدث الذي تنظمه وزارة الثقافة والرياضة والشباب يُعد محطة رياضية بارزة تهدف إلى تكريم الأندية العُمانية على إنجازاتها في مختلف المجالات الرياضية والشبابية والإدارية، وقد شارك في هذه المسابقة 44 ناديا.

جوائز مالية قيّمة

شهد الحفل توزيع جوائز مالية مغرية على الأندية الفائزة بالمراكز العشرة الأولى، حيث حصل نادي صلالة على المركز الأول وحصل على الكأس الغالية ومكافأة مالية قيمتها 30 ألف ريال عُماني، فيما نال نادي السيب المركز الثاني (الترس الفضي) وجائزة مالية بقيمة 27 ألف ريال عُماني، ومنح المركز الثالث (الترس البرونزي) مع مكافأة مالية قدرها 25 ألف ريال عُماني لنادي صحم أما المراكز من الرابع فذهب لنادي عمان وبمبلغ 20 ألف ريال والخامس نادي مصيره بمبلغ 18 ألف ريال والسادس جاء من نصيب نادي نزوى وحصل على مبلغ 16 ألف ريال فيما حقق نادي أهلي سداب المركز السابع وحصل على مبلغ 14 ألف ريال وحل نادي عبري في المركز الثامن ليتحصل على مبلغ 12 ألف ريال وبنفس الجائزة حصل نادي قريات على المركز التاسع وجاء في المركز العاشر نادي البشائر وبمبلغ 10 آلاف ريال.

من جهته، قال سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب في كلمته بالحفل: "نحتفي بالإعلان عن نتائج مسابقة كأس جلالة السلطان للشباب لعام 2023م، التي تأتي سنويًا لتكريم الأندية على جهودها المقدرة نحو تمكين الشباب من ممارسة أنشطتهم المختلفة في المجالات الرياضية والثقافية والشبابية، وشراكتها القيمة مع المجتمع وتعزيز دوره وإسهاماته في التنمية، كما يسرني أن أنقل لكم شكر وتقدير صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، وإشادة سموه بالدور الملموس الذي تقوم به مجالس إدارات الأندية وجهودها في رعاية الشباب".

وأضاف الراس أن المسابقة تعد ترجمة حقيقية للاهتمام السامي والمتواصل للشباب من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- التي من أهدافها تحفيز الأندية لمواصلة العمل نحو الارتقاء بمستوى نشاطاتها المختلفة لتكون حاضنة للشباب وأكثر استجابة لتطلعاتهم وطموحاتهم.

وقال الرواس إن هذا الحفل السنوي يمثل فرصة لتسليط الضوء على إنجازات الأندية وجهود مجالس إداراتها التطوعية في سبيل خدمة الوطن ورفعته؛ حيث تقوم فكرة المسابقة على تقييم الأنشطة الرياضية والثقافية والشبابية التي تنفذها الأندية وتشارك فيها في المنافسات المحلية والخارجية خلال العام المنصرم، وكذلك تقييم الجوانب الإدارية والمالية للأندية على مدار العام، بحيث يتم اختيار أفضل عشرة أندية للفوز بهذه المسابقة، وتكريم النادي الحاصل على المركز الأول بكأس مسابقة كأس جلالة السلطان للشباب.

وتابع سعادته أنه شارك في هذه النسخة 44 ناديًا، وأظهرت هذه النسخة إجادة مجموعة من الأندية التي تأهلت لتكون ضمن المراكز العشرة الأولى، ومنذ انطلاق المسابقة عام 1998م، وعلى مدى 25 عامًا، قامت الوزارة بتطوير معايير التقييم لتواكب احتياجات كل مرحلة، حيث تعد هذه النسخة هي الأخيرة وفق نظام التقييم السابق، وسيتم تقييم النسخة القادمة على المعايير الجديدة التي وضعت بهدف مواءمة أهداف المسابقة مع خطط الوزارة المستقبلية واستراتيجية الرياضة العمانية القادمة لرؤية "عُمان 2040".

وتابع الرواس: "يسر وزارة الثقافة والرياضة والشباب أن تتقدم إلى جميع الأندية الفائزة في هذه المسابقة الغالية بصادق التهاني وخالص التبريكات، متمنين لهم المزيد من النجاح والتوفيق، والشكر والتقدير لجميع الأندية المشاركة على إسهامها في خدمة الشباب، متمنين لهم حظًا أوفر في النسخ القادمة للمسابقة، كما نتوجه بالشكر والتقدير لجميع شركائنا من الجهات المدنية والعسكرية والخاصة على إسهاماتهم الفاعلة في تنمية القطاعات الثقافية والرياضية والشبابية، وفي الختام، أرفع للمقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- أسمى آيات الولاء والعرفان على رعايته السامية ودعمه المتواصل للشباب، سائلين الله عز وجل أن يوفقنا جميعًا من أجل مواصلة العمل لخدمة هذا الوطن الغالي في ظل الرعاية السامية لجلالته -حفظه الله وأبقاه".

مسيرة حافلة للمسابقة

وأُطلقت المسابقة لأول مرة عام 1998، وكان نادي السيب أول المتوجين بها، لتتوالى الإنجازات الرياضية على مدار الأعوام. ومن أبرز محطات المسابقة، تتويج نادي السيب باللقب 12 مرة، بينها خمس مرات متتالية من 2005 إلى 2009، وآخرها عام 2017 وفاز نادي أهلي سداب بالكأس لأول مرة في تاريخه عام 2018، وحافظ على اللقب عام 2019، فيما حصد نادي صلالة اللقب ثلاث مرات متتالية أعوام 2020، 2021، و2022. أندية أخرى مثل النصر، نزوى، صحم، والاتفاق، تركت بصمتها المميزة في سجل المسابقة.

آلية احتساب النقاط

وتعتمد لجنة المسابقة التابعة لوزارة الثقافة والرياضة والشباب على نظام دقيق لتقييم الأندية، يشمل الأنشطة الرياضية، حيث تُحتسب درجات مشاركة الأندية في البطولات الرسمية مثل دوري الشباب، دوري الناشئين، ودوري الألعاب الجماعية ككرة القدم والهوكي وكرة اليد ويتم منح نقاط إضافية لمشاركة اللاعبين في مراكز البراعم والناشئين المعتمدة من الاتحادات الرياضية وتُحتسب النقاط لكل لاعب يمثل النادي ضمن قائمة المنتخبات الوطنية.

أما الألعاب الفردية والرياضات التقليدية فيتم تُقيَّمها وفق مشاركة الأندية في البطولات المحلية على مستوى المحافظات أو سلطنة عمان، وكذلك في البطولات الدولية وتُضاف النقاط للأندية التي يُمثل لاعبوها المنتخبات الوطنية في الألعاب الفردية أو التقليدية.

وفيما يتعلق الأنشطة الشبابية والإدارية فيشمل التقييم مسابقة الأندية للإبداع الثقافي والأنشطة الشبابية الأخرى التي تنفذها الوزارة، كما يتم مراجعة السجلات الإدارية والمالية، مع تقييم أداء مجلس الإدارة والتقارير المالية السنوية بما في ذلك المديونية ان وجدت، بما في ذلك جهود النادي في التسويق وجذب الرعاة.

وتُمثل مسابقة كأس جلالة السلطان للشباب منصة لتحفيز الأندية على تقديم الأفضل، سواء في الأنشطة الرياضية أو الثقافية أو الإدارية. كما تسهم في تعزيز التنافس الشريف بين الأندية، ودعم المواهب الشابة التي تُسهم في تطوير المشهد الرياضي والشبابي في سلطنة عُمان.

وقد تبنّت الوزارة هذا المشروع لضمان توفر معايير تستطيع الاندية البناء عليها في تنظيم وتطوير برامجها وأنشطتها سواء الثقافية والاجتماعية والرياضية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عُمان.. حين يكون الحب أمانة والمواطنة مسؤولية

 

 

 

محمد بن علي البادي

حين تنشد الحناجر نشيد "يا ربنا احفظ لنا جلالة السلطان"، فإنها لا تردد كلمات فقط؛ بل تُجدد عهد الولاء، وتبث من أعماقها نبض الحب لعُمان، ولقائدها الحكيم، حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه؛ فهذا النشيد الوطني ليس مجرد رمز للدولة؛ بل هو مرآة صادقة تعكس ما تختزنه قلوب العمانيين من حبٍ لوطنهم، ووفاءٍ لقيادتهم.

لقد خُلق العُماني وفيًّا، جُبل على الإخلاص، وتوارث الولاء جيلًا بعد جيل، كما يُورَّث المجد والكرامة. فمنذ الأزل، وعُمان تعرف الوفاء عرفًا، وترضع أبناءها حب الأرض والقائد مع الحليب. لم يكن الولاء يومًا شعارًا يُرفع؛ بل خُلُقًا يُمارس، وسلوكًا يعيش في تفاصيل الحياة اليومية. في المحن قبل الرخاء، وفي الغياب قبل الحضور، يثبت العُماني أنه لا يساوم على عُمان، ولا ينكص عن حُبّ سلطانها، أيًا كان الزمان وأيًا كانت التحديات.

واليوم، تحت ظل السلطان هيثم بن طارق -أعزه الله-، يواصل العمانيون المسير بكل ثقة. قائدٌ حكيم، نهل من مدرسة النهضة المباركة، وسار على درب البناة الأوائل، مستندًا إلى رؤية واضحة، وعزيمة لا تلين، وإيمانٍ راسخ بشعبه. فعُمان معه لا تكتفي بالبقاء؛ بل تسعى إلى الارتقاء، كما جاء في النشيد: "فارتقي هام السماء واملئي الكون الضياء".

وهنا تتجلّى الصورةُ أكثر وضوحًا: فالعُماني، مهما بلغت به ظروف الحياة، لا يساوم على وطنه. هو ثابت الولاء، راسخ الانتماء، يحمل عُمان في قلبه حيثما حلّ وارتحل؛ سواء خرج لطلب العلم، أو بحثًا عن لقمة العيش، أو للعلاج والتداوي. يظل يشتاق لترابها، ويحنّ لهوائها، ويذكرها في دعائه وسجوده.

هذا المخزون الهائل من الحب والإخلاص، يجب أن يُقابل من الجهات المعنية في الدولة بما يوازيه من رعاية واحتواء. فكل مواطن مخلص هو طاقة كامنة، يمكن أن يُصبح إنسانًا منتجًا، فاعلًا، صالحًا لكل زمان ومكان، مؤهلًا لكل مهنة وحرفة.

إنَّ المواطن العُماني ليس مجرد رقم في سجلات الدولة؛ بل هو أمانة عظيمة في أعناق المسؤولين، استودعهم الله إياها، وحثّ عليها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- في كل محفل ومناسبة، مؤكدًا أن الإنسان هو محور التنمية، وغايتها العليا، وأن رعايته ليست تفضّلًا؛ بل واجب مقدّس يسبق السياسات والخطط.

وحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -أعزه الله- هو الأب الحكيم لهذا الشعب الوفي، ولا ينفك يُعبّر عن استشعاره لهموم مواطنيه، وحرصه على أن يكون كل فرد منهم في موضع الكرامة، والعطاء، والمشاركة الفاعلة في مسيرة البناء الوطني.

وعلى إثر ذلك، باتت قضية الباحثين عن عمل حديثَ كل مجلس، وهمًّا مشتركًا في القلوب. ولم تعد محصورة في أروقة النقاشات الرسمية؛ بل تسللت إلى المجالس العامة، والمساجد، وحتى مناسبات الأفراح والأحزان. الكل يتحدث، الكل يوجعُه هذا الواقع؛ فالمعاناة واحدة؛ سواءً كان الباحث عن عمل خريجًا جديدًا أنهى مشواره الأكاديمي بآمالٍ عريضة، أو موظفًا سابقًا قَدّر الله له أن يُسرّح من وظيفته نتيجة ظروف خارجة عن إرادته، أو عن إرادة الجهة التي كانت تشغله.

إنها مأساة حقيقية، لا تقلّ في وجعها عن آلام المرض أو فَقْد الأحبة، لأنها تمسّ كرامة الإنسان، وتطرق أبواب الأمل في قلبه. وما من وطنٍ يرتقي إلا حين يجعل من إنسانه أولويته، ويمنحه الفرصة ليكون شريكًا في البناء، لا عالةً تنتظر المجهول.

لذلك، فإن الجميع اليوم يناشد بالرأفة بهؤلاء الباحثين عن عمل، ويدعو بقلوب صادقة إلى أن تتكاتف الجهود من الجهات الحكومية، والقطاع الخاص؛ بل وحتى أصحاب رؤوس الأموال وأهل الخير. فمن كان له مدخل أو قدرة على فتح باب لهؤلاء الشباب؛ فليُبادر دون تردد، وليمد لهم يد العون والمساندة، سواء عبر توفير فرص التوظيف، أو من خلال دعم أصحاب المبادرات الصغيرة والمشاريع الناشئة، الذين لديهم الاستعداد لتحمّل مسؤولية العمل والإنتاج إن توفرت لهم الأدوات والفرصة.

إنها مسؤولية وطنية وأمانة أخلاقية قبل أن تكون واجبًا وظيفيًا أو اقتصاديًا. فكل يد تُمد لشاب يبحث عن عمل، هي يد تبني لبنة في جدار الوطن، وكل فرصة تُمنح لإنسان قادر، هي خطوة نحو مجتمع أقوى، وأكثر استقرارًا وتلاحمًا.

وكذلك، لا بُد من التذكير بمسؤولية الوزارات والمؤسسات التعليمية، من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعية، في الوقوف إلى جانب أولياء الأمور، والتخفيف عن كاهلهم، خصوصًا من لا يستطيعون توفير احتياجات أبنائهم الدراسية؛ فالميدان التربوي لا يجب أن يكون حِكرًا على القادرين؛ بل حاضنًا للجميع دون استثناء.

ومن هنا، نُهيب بتلك المؤسسات أن تُراجع سياساتها ومتطلباتها، وأن تُقلل ما أمكن من الأعباء والشروط التي ترهق الأسر، وأن تُفعّل الشراكات مع الجمعيات الخيرية، ومؤسسات المجتمع المدني، والأفراد المقتدرين، لمدّ يد العون لمن لا حيلة له، ممن يعجز حتى عن تأمين أبسط المستلزمات الدراسية.

العلم حق، وليس امتيازًا، والعدالة التعليمية أساس راسخ لبناء أجيال صالحة، لا تُقصى بسبب ضيق ذات اليد؛ بل تُحتضن وتُمنح الفرصة، لتكون عونًا لوطنها، لا عبئًا عليه.

إنَّ عُمان لم تكن يومًا أرضًا فقط؛ بل كانت دومًا روحًا تنبض في القلوب، وقيادةً ترعى شعبها، وشعبًا وفيًا لا يساوم على ولائه. واليوم، ونحن نُجدد عهد الحب والوفاء لوطننا الغالي، ولقائدنا المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- فإننا نرفع أصواتنا لا بالشكوى؛ بل بالأمل، وبالرجاء أن تتضافر الجهود، وتلتفت القلوب والعقول إلى أبناء الوطن الذين ينتظرون فرصة، ويستحقون دعمًا، ليكونوا كما أرادهم وطنهم: منتجين، فاعلين، ومصدر عز وفخر.

اللهم احفظ عُمان وأهلها، ووفق جلالة السلطان في قيادته وسدده في قراراته، وألهم كل مسؤول في هذا الوطن أن يجعل من الأمانة طريقه، ومن الإنصاف منهجه، ومن خدمة الناس غايته، فبذلك تُبنى الأوطان وتُحفظ الأجيال، ويزدهر المستقبل كما نحلم به جميعًا.

عُمان في القلب... وستبقى ما حيينا.

مقالات مشابهة

  • د. جبريل إبراهيم يشيد بصمود القوات المسلحة والقوات المشتركة في معركة فاشر السلطان
  • المركز القطري الثقافي للمكفوفين يحتفل باليوم الدولي للشباب بلقاء توعوي تفاعلي حول الإعاقة البصرية
  • لليوم الثاني على التوالي.. تساقط أمطار متوسطة على مدينة سانت كاترين
  • عُمان.. حين يكون الحب أمانة والمواطنة مسؤولية
  • جلالة السلطان يبعث رسالة شفوية إلى أمير الكويت
  • 187 مليون ريال استثمارات استراتيجية جديدة في "حرة صلالة"
  • الأمير فهد بن جلوي يشهد افتتاح دورة الألعاب الرياضية للأمريكتين للشباب
  • 187 مليون ريال استثمارات استراتيجية جديدة في "حرة صلالة" خلال النصف الأول
  • «الإسكان»: 7 حزم قيد التنفيذ في المرحلة الأولى لمدينة السلطان هيثم بقيمة 206 ملايين ريال
  • ختام فعاليات المرحلة الثانية من مسابقة الأندية للإبداع الثقافي في محافظة مسندم