القوة “الصاروخية” اليمنية تنفذ حكم الضمير الإنساني
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
يمانيون../
بينما يُجري الصهاينة محاكمةً شكلية لمجرم الحرب نتنياهو يُنفّذ اليمنيون حكمهم فعلياً، بالصواريخ وبالمسيرات، في مشهد محاكمة تاريخية حضارية تتجاوز حدود اللحظة الراهنة- حبيسة التقاعس العربي والخذلان الدولي- إلى استحضار جذور الصراع وجدلية شرعية بقاء الكيان المحتل.
اتخذ اليمنيون من لحظة الجلسة الثالثة من محاكمة المجرم نتنياهو فرصة لتنفيذ حكم الضمير الإنساني المجمع بالفطرة بجرمية و وحشية كيان اليهود المغتصب والمستحق بحكم القوانين الوضعية والشرائع السماوية للعقوبة، الكيان كوجود وقادته ليس الحاليون وحسب بل من “بن غوريون” أول مجرم صهيوني إلى نتنياهو اليوم.
أعلنت المحكمة الصهيونية تأجيل إدلاء نتنياهو لشهادته لما قالت إنها “أسباب أمنية” لكن صافرات الإنذار كشفت عن السبب الحقيقي، بإمكان هذا الإسناد اليمني المتصاعد كمّا ونوعا أن يكون بداية فعلية لتحقيق قناعة اليهود بحتمية زوال كيانهم ويترجم إيمان اليمنيون بحتمية انتصارهم في وجه الصهيونية العالمية.
الجميل في الفعل اليمني مهما بلغ كما ونوعا وجرأة أن المزاج اليمني رسميا وشعبيا يبدو في كل مرة غير مقتنع بما يصل إليه، فهم يتطلعون دوما لما هو أكبر وأقوى، سيما مع حجم المأساة التي يرتكبها الصهاينة في عزة والتي تجاوزت أرقام المذابح المرتكبة في موسوعات الحروب الحديثة.
يبدو اليمنيون كمن يفعلون ذلك بالنيابة عن كل الساخطين على الصهيونية غير المقتدرين على الفعل، وأصالة عنهم كحملة لمشروع حق يمثل خلاصة جهد الأنبياء وثمرة جهادهم وفق شرعية سماوية عادلة ومنصفة، وهم بفعلهم هذا المستمر والمتصاعد بعد أكثر من عام ومن واقع ضعفهم المعذور من بين حرب وحصار ورغم انكفاء الكثير، فهم يقدمون شهادة على عدالة المشروع وصوابية الطريق وسلامة النهج، واستحالة الحل بغير هذا السبيل المرسوم سلفا، والمجرب كل ما سواه.
حتمية زوال الكيان الصهيوني
يعبر السيد القائد عن روح هذا الإسناد بقوله في أحد خطاباته الطوفانية :
(فيما يتعلَّق أيضاً بأنشطتنا على كل المستويات هي مستمرة، أنشطتنا الشعبية مستمرة، أنشطتنا في كل المجالات: في التبرعات المالية… في غير ذلك، جبهتنا الإعلامية تتحرك باستمرار في إطار هذه المعركة، وفي هذا الموقف المقدَّس. نحن نتحرك كشعبٍ مسلم، هويته إيمانية، يمن الإيمان والحكمة، جهاده من إيمانه، وموقفه من إيمانه، وعزته من إيمانه، ونحن ثابتون في إطار هذا الموقف الذي هو جهادٌ في سبيل الله تعالى، وحملٌ لراية الإسلام، ولراية الجهاد في سبيل الله تعالى، ونحن على ثقةٍ تامة، ونحن نؤمن إيماناً قاطعاً ويقينياً بأنَّ وعد الله سيتحقق في زوال العدو الإسرائيلي: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}[الإسراء:7]، يتحقق الوعد الإلهي: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا}[الإسراء:8]، سُنَّةٌ ثابتةٌ إلهيةٌ في تدبير الله تعالى، كما هي في إطار توجيهاته، ونهجه، وشرعه، وما ألزم به عباده المؤمنين، مسؤولية نتحرك فيها ونحن نثق بأن الله سينجز هذا الوعد العظيم:
– حتمية زوال العدو نؤمن بها إيماناً يقينياً، بإيماننا بكتاب الله، وآيات الله، وبالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
– خسارة الموالين للعدو الإسرائيلي، نؤمن بها قطعاً، كما ذكر الله ذلك في كتابه الكريم (في سورة المائدة)، وتوعَّدهم جميعاً: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ}[المائدة:52-53]، سيصبحون خاسرين، ونادمين، ومفضوحين، ومكشوفين، هذا مآلهم المحتوم.
– والنتيجة الحتمية للموقف الإيماني، الذي اتَّجه فيه المؤمنون لأداء واجبهم المقدَّس، بالجهاد في سبيل الله، بالولاء لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، هي النتيجة التي وعد الله بها: {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}[المائدة:56]
صواريخ اليمن شلل تام لكيان العدو:
عصراً تدوي الصفارات في الأراضي المحتلة، في يافا وعدد كبير من المستوطنات وسط فلسطين، فهرع المغتصبون بالملايين إلى الملاجئ، ثم يكمل الإعلام الإسرائيلي سرديّته المعتادة كما كل مرة، يتحدث فقط عن إصابة خمسة من الصهاينة فقط و بجراح طفيفة، وبسبب التدافع أثناء الهروب!.
في محاولة لمواجهة هذه التحديات، يمتنع الإعلام العبري عن بث صور توضح الخسائر أو تعكس مدى الذعر والخوف الذي يسود بين المستوطنين الصهاينة، لكن تلك المحاولات الإعلامية تُواجه بواقع مرير على الأرض، حيث تدل الأدلة على فعالية العمليات التي يقوم بها اليمنيون.
ويشير الاعلام العبري إلى الشظايا المتساقطة مع أنه يؤكد ابتداءً اعتراض الصاروخ خارج أجواء الأراضي المحتلة، تناقضات تقديم الرواية تكشف عن دقة الإصابة وتلمح إلى حجم الخسارة التي يخبئها الإعلام العبري في ظل الحظر المفروض.
تتجمد الحياةُ تماماً وسط الأراضي المحتلة وتتوقف الحركة كلياً، بما فيها المحكمة التي تجري فيها مساءلة المجرم نتنياهو، المرافق الحيوية والاقتصادية هي الأخرى تتعطل، أحدها مطار بن غوريون، يوقف اليمنيون الحياة وسط فلسطين المحتلة متى أرادوا، تقول الأوساط الصهيونية إن جرأةَ اليمنيين ورطةٌ لا يمكن التعافي منها، وإن عملياتهم ضربةٌ لا يمكن التنبؤ بها.
أول استجابة لنداء المقاومة:
سريعاً وضمن أجندات الإسناد اليمني المستمر بتصاعد، جاءت عملية الإثنين الصاروخية بعد ساعات من نداء حماس لتشكيل جبهة إسناد لقطاع غزة، يبادر اليمن بالاستجابة الفعلية، لا سقوف للإسناد ولا حد للانتصار، وما يعدُه اليمنُ ويعد به أكبر.
يحيى الشامي
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
*صرخة مُدوّية: من “يُدفّئ” الأردنيين بجمر الإهمال؟ (موسم الحرق السنوي بدأ!)*
صراحة نيوز- الكاتب (المتذمر): نضال أنور المجالي.
يا هلا بالضيف الثقيل! بيوتنا في الشتاء لم تعد بيوتاً، بل صارت مغارة علي بابا للكهرباء الرخيصة، ومقبرة مجانية للأرواح التي لم تجد ثمن مدفأة محترمة!
كل سنة، نفس الفيلم المدبلج باللغة الأردنية الفصحى: “يا حرام، عائلة راحت ضحية..”، “جهاز مقلد، يا ويلي…”، “وين الرقابة؟ يا مسكين…”. المشكلة مش بالكوارث، المشكلة إنه صرنا متعودين عليها وكأنها جزء من التراث الشتوي!
١. المواصفات والمقاييس: يا حارس البوابة (النائم جداً!)
يا جماعة “المواصفات والمقاييس”، تحية للسبات الشتوي العميق الذي تتمتعون به!
بصراحة، أنتم تستحقون جائزة “أفضل فريق ينجح في الاختفاء وقت الحاجة”! السوق غارق بـ”الشموسات” التي تشبه قنابل الغاز الموقوتة، والأجهزة التي لو لمسها الماء لتكهرب الحي بأكمله، وأنتم تسألون: “كيف وصل هذا إلى السوق؟”
يا سيدي، وصل بسيارة “كش ملك” تحمل ختم “نموذج مقبول (على مسؤولية التاجر طبعاً!)”.
هل عملكم يقتصر على فحص “عينة نموذجية” واحدة؟ يعني كأنكم حكم مباراة، تنظرون في وجه الكابتن وتقولون: “ما شاء الله، شكلك صحي، يلا العبوا!” ثم تغضون النظر عن اللاعبين الألف المزورين في الملعب!
يا حضرة المسؤول، دم الضحايا في رقبة من سمح لهذه “الخردة” بالدخول. يجب أن تكون المبررات على شكل “بيان اعتزال” وليس “بيان توضيحي”، والتحرك يجب أن يكون أسرع من سرعة انتشار الحريق!
٢. التجار والمستوردون: الجشع.. الرابح الأبدي!
إلى تجارنا الكرام، يا من تبيعون “مدفأة الموت” وتحلفون إنها “أصلية بتدفي الحارة كلها”!
بمناسبة الشتاء، ألا تشعرون بـ”تأنيب الضمير” البارد؟ لا تقلقوا، الضمير (الذي هو على الأغلب ماركة صينية مقلدة) لا يعمل إلا بالصيف!
كل “شاحن أبو الربع دينار”، وكل “وصلة كهرباء تذوب أسرع من الثلج”، وكل “صوبة” تشتم رائحة البلاستيك المحترق منها وهي مغلقة… هي ليست بضاعة، بل هي أدوات جريمة معروضة للبيع بتخفيضات مغرية!
نتمنى من وزارة الصناعة والتجارة أن ترفع سقف العقوبة. الغرامة البسيطة؟ هذا تيك أواي للتجار! نريد سجن، إغلاق، ومصادرة أرباحهم لـ “صندوق دعم المواطن المتجمد من البرد”! نريدهم عبرة، ليعلموا أن ثمن الربح السريع هو “المقعد الخلفي في سيارة الشرطة”!
٣. رسالة للمواطن (يا مسكين): توقف عن لعب القمار بـ”صوبتك”!
أيها المواطن، يا ضحية الرقابة النائمة والتاجر الجشع، الآن دورك لتكون “الرقيب الشرس على جيبك وحياتك”:
لا تسترخص دمك: عندما ترى مدفأة سعرها “صدمة” من الرخص، تذكر أنها على الأرجح هي التي ستصدمك في منتصف الليل. لا تلحق السعر الأقل في الأجهزة الحساسة، لأنك ستدفع الفاتورة حياتك، أو على الأقل أثاث منزلك بالكامل!
ارمِها فوراً: هل شاحن هاتفك ساخن لدرجة أنه يصلح لتحميص الخبز؟ هل وصلتك الكهربائية تُطلق شرارات ضوئية تشبه الألعاب النارية؟ ارمِها في سلة المهملات! لا تراهن على حظك، لأن الحظ في الأردن ينام باكراً!
التهوية قسَم (قسمة ونصيب!): صوبة الغاز ليست “غرفة عمليات معقمة”! افتح شباكاً صغيراً، “شقفة فتحة” كما يقولون، لكي لا تتحول غرفتك إلى “خيمة صامتة” تودع فيها الحياة بهدوء قاتل!
خاتمة الاتهام: إلى متى سنظل “نحترق” لنتدفأ؟!
يا أيها المسؤولون، الصرخة اليوم يجب أن تكون بقوة انفجار مدفأة غاز مهترئة! لا نريد تصريحات “هادئة بعد العاصفة”، نريد تفعيل حقيقي. نريد حملات تفتيش تقتلع هذه الأجهزة القاتلة، وتضع التجار في الزاوية، وتجعل “المواصفات والمقاييس” تستيقظ من غيبوبتها الشتوية.
لدينا كل الأدوات، لكن ينقصنا “زر التشغيل” الحقيقي. اتقوا الله في أرواح الناس، فالربح السريع لن يساوي “أباريق الماء” التي ستسكبونها على حزنكم بعد فوات الأوان!
حفظ الله الأردن.. وحمى بيوتنا من “جشع التدفئة”!