سلط موقع "فورميكي" الضوء على التفاصيل التي كشفها الجيش الصيني عن طرق تشغيل أنظمة الرادارات وأجهزة الاستشعار في البحرية الأمريكية، مؤكدا أن نشر مثل هذه المعلومات الدقيقة يظهر ثقة الصين في قدراتها العسكرية وقد يسبب حالة من الارتباك في الجانب الأمريكي.

وقال الموقع في تقرير ترجمته "عربي21"، أن مجلة صينية متخصصة في الصناعات الدفاعية، نشرت مقالا يتناول كيفية تنفيذ هجمات للتشويش على أساطيل البحرية الأمريكية.



وكشف التقرير الصيني عن قائمة تفصيلية بالأهداف البحرية الأمريكية، تشمل أنظمة الرادار وأجهزة الاستشعار، والتي يمكن أن تهاجم في حال نشوب صراع مستقبلي. ويثير نشر هذه المعلومات تساؤلات حول طبيعة هذه الخطوة، هل هي استعراض قوة، أم استراتيجية لخلط أوراق الخصم؟.



ووفقا للتقرير فإن التفاصيل التي تم نشرها هي ثمرة عمل وحدة الحرب الإلكترونية التابعة للجيش الصيني، وتبيّن كيفية شن هجوم منسق ضد القطع البحرية الأمريكية، مع تركيز خاص على حاملات الطائرات، وبحسب أحد الباحثين المشاركين في المشروع، تم تحديد أنظمة الرادار وأجهزة الاستشعار والبنية التحتية للاتصالات العسكرية الأمريكية بدقة، مما يشير إلى أنه في حالة نشوب صراع، ستكون هذه الأنظمة أهدافا لنيران مركزة من الأسلحة الصينية الخاصة بالحرب الإلكترونية.

مصدر المعلومات

وتم نشر هذه المعلومات في العدد الأخير من مجلة "Defence Industry Conversion in China"، التي تشرف عليها الإدارة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا والصناعة الدفاعية في الصين. تهدف المجلة إلى إشراك المؤسسات والشركات المدنية في تطوير التقنيات العسكرية وإنتاج الأسلحة، مما يشير إلى خطط الصين في دمج القطاعين المدني والعسكري.

وقد تناولت مو جياكيان، خبيرة التدابير الإلكترونية المضادة التابعة للوحدة 92728 لجيش التحرير الشعبي الصيني، بالتفصيل طريقة عمل نظام "قدرة الاشتباك التعاوني" (CEC) التابع للبحرية الأمريكية. يُعد هذا النظام عمودا أساسيا للدفاع الجوي ونظام الإنذار المبكر لأساطيل البحرية الأمريكية، حيث يسمح للسفن بمشاركة موارد الدفاع الجوي واعتراض الصواريخ حتى دون أن تكشفها أجهزة الاستشعار الخاصة بها مباشرة.

وأكدت مو أن فهم هذا النظام يمكن أن يوفر إرشادات أساسية لتطوير تدابير إلكترونية مضادة أكثر فعالية، وتستطيع الصين استخدامها في ساحات القتال البحرية مستقبلا.

ويقول الموقع إن بكين ربما تكون حصلت على هذه المعلومات من خلال شبكات التجسس الواسعة النطاق، والتي قد تشمل مدنيين واستخدام طائرات دون طيار.

واعتبر أن نشر معلومات حساسة بهذه الدرجة من التفصيل يمثل سابقة نادرة الحدوث. فمن جهة، يمكن قراءة هذه الخطوة كإظهار للثقة من جانب الصين التي ترى أنها اكتسبت قدرات تكنولوجية وعسكرية كافية لمواجهة القوة البحرية الأمريكية. ومن جهة أخرى، لا يمكن استبعاد وجود هدف استراتيجي من وراء هذه المعلومات، وهو خلط الأوراق.

وأكد الموقع أن الكشف عن هذه الخطط قد يجبر الولايات المتحدة على إعادة النظر في دفاعاتها وأساليبها التشغيلية، وقد يخلق حالة من عدم اليقين ويكلفها الكثير من الأموال لتطوير تقنياتها العسكرية.



مع ذلك، فإن المخاطر التي تواجهها الصين مرتفعة بالقدر ذاته؛ إذ إن الكشف عن مثل هذه المعلومات قد يوضح معطيات مهمة حول قدرات الجيش الصيني في الحرب الإلكترونية ويكشف نقاط ضعفه، مما قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

أضاف الموقع أن الصين تهدف من خلال هذه التسريبات إلى تأكيد الرغبة الحكومية في تعزيز التناغم بين القطاعين المدني والعسكري، أما على الصعيد الدولي، فإن هذه المعلومات تكتسي أهمية سياسية واستراتيجية، حيث توجه رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة وحلفائها مفادها أن الصين مستعدة لمواجهة التفوق البحري الأمريكي بشكل علني، على الأقل من الناحيتين التكنولوجية والمعلوماتية.

يبقى أن نرى -حسب الموقع- ما إذا كانت هذه التسريبات إشارة حقيقية لقدرات بكين أم مجرد خطوة محسوبة لتغيير التصورات الاستراتيجية لدى الخصوم، وفي الحالتين فإن نشر مثل هذه التقارير يزيد من حدة المواجهة بين القوتين العظميين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الصيني امريكا الصين ردارات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البحریة الأمریکیة هذه المعلومات

إقرأ أيضاً:

الصين ترد على وزير الدفاع الأمريكي: عقلية الحرب الباردة لن تُحلّ السلام

نددت الصين بتصريحات هيغسيث واتهمته بـ"عقلية الحرب الباردة"، وردت على ماكرون دون تسميه، مشددة على أن واشنطن تُصعّد التوترات في آسيا، بينما تسعى الدول لحل النزاعات بعيدًا عن الكيل بمكيالين والتدخلات الخارجية. اعلان

في رد فعل سريع، أدانت وزارة الخارجية الصينية ما وصفته بـ"خطاب استفزازي" من قبل وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث خلال مشاركته في مؤتمر شانغريلا الأمني الدولي المنعقد في سنغافورة، مشيرة إلى أن تصريحاته تعكس عقلية الحرب الباردة وتُغذّي التوترات الإقليمية.

وجاء في البيان الذي نشرته الوزارة صباح الأحد أن الوزير الأمريكي "استخدم منصة المؤتمر لاتهامات غير مبنية على واقع"، واتهمته بتجاهل دعوات السلام التي تطلقها دول آسيا، واعتبرت أن خطابه يعكس سياسة أمريكية تسعى لإشعال التنافس بين الكتل، في إشارة إلى التجربة التاريخية للتنافس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

ووصفت بكين موقف واشنطن بأنه "مصدر للتوتر"، وقالت إن الولايات المتحدة "تعمد إلى نشر الأسلحة الهجومية وإجراء المناورات العسكرية المتكررة مع حلفائها"، وهو ما وصفته بأنه "يحول منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى بؤرة ساخنة".

من جانبه، أكد هيغسيث، في كلمة ألقاها السبت أمام الحضور في المنتدى، أن البنتاغون سيتخذ خطوات لتعزيز الدفاعات الأمريكية في الخارج، لمواجهة ما وصفه بـ"التهديدات السريعة التطور" القادمة من الجانب الصيني، خاصة فيما يتعلق بموقفها من تايوان.

وقال: "الجيش الصيني يتدرب كما لو أن المواجهة قد بدأت بالفعل. لن نخفف من حدة الخطورة – فهذا التهديد حقيقي، ويمكن أن يكون وشيكًا".

Relatedماكرون يحذَر الصين: أبعدوا كوريا الشمالية عن أوكرانيا وإلا ستجدون الناتو في آسياالصين: أزمة الفنتانيل في الولايات المتحدة مسؤولية واشنطن وحدهاكبيرة الدبلوماسيين الأوروبيين تحذر من التحالف المتنامي بين روسيا والصينالصين: الولايات المتحدة "تلعب بالنار"

وشدد المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تشانغ شياو غانغ على أن مسألة تايوان "مسألة داخلية بحتة"، وطالب الولايات المتحدة بعدم التدخل فيها، مشيرًا إلى أن أي محاولة للضغط العسكري أو الدبلوماسي من جانب واشنطن ستكون لها عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي.

وحملت الوزارة أيضًا الولايات المتحدة مسؤولية التصعيد في بحر الصين الجنوبي، وأشارت إلى وجود "نشر غير مبرر للأسلحة الهجومية" من قبل القوات الأمريكية في المنطقة، واعتبرت أن هذا التحرك يساهم في "تأجيج التوترات".

وعلى هامش المؤتمر، أعرب وزير الدفاع الفلبيني جيلبرتو تيودورو عن رأيه بأن الولايات المتحدة ليست العامل الأساسي في التوترات الجارية في بحر الصين الجنوبي، وأضاف أن بعض المواقف الصينية "قد تتعارض مع القانون الدولي".

لكن السفارة الصينية في سنغافورة ردّت عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، واصفةً تصريحات تيودورو بأنها "غير دقيقة"، واتهمت الفلبين بتنفيذ عمليات اقتحام غير قانونية في مناطق متنازع عليها.

وأكدت السفارة أن هناك "قوى خارجية" تتحمل المسؤولية الكبرى عن التصعيد، دون أن تسميها، لكنها أشارت إلى أنها تقوم بنشر السلاح وتنظيم التدريبات المشتركة.

ماكرون تحت نيران بكين

لم ينجُ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الانتقاد الصيني، رغم عدم ذكر اسمه مباشرة. فقد نشرت السفارة الصينية في سنغافورة منشورًا على فيسبوك يتضمن صورة لماكرون، وعلقت فيه على محاولات ربط قضية تايوان بأزمة أوكرانيا، مضيفة بسخرية: "إذا حاول أحد التنديد بالكيل بمكيالين باستخدام العدسة ذاتها، فإن النتيجة ستكون هي نفسها".

وللمرة الأولى منذ سنوات، لم يشارك وزير الدفاع الصيني شخصيًا في مؤتمر شانغريلا، بل أوفدت بكين وفدًا من المستوى الثاني برئاسة اللواء هو جانج فنغ، نائب رئيس جامعة الدفاع الوطني لجيش التحرير الشعبي، في خطوة قد تشير إلى توتر العلاقات بين الصين والدول الأخرى المشاركة.

ورغم التوصل إلى اتفاق مؤقت الشهر الماضي لتخفيف الرسوم الجمركية بين البلدين، إلا أن مستقبل هذه الهدنة ما زال غامضًا.

فقد حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة نشرها الجمعة، من أنه لن يكون "لطيفًا" مع الصين إذا استمرت في "خرق الاتفاق"، مما يطرح تساؤلات حول مدى استمرارية هذا التهدئة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • تايوان: الصين نشرت حاملتي طائرات وعشرات السفن حول الجزيرة
  • أربيل تمتن علاقتها مع بكين عبر الجسر الصيني.. صداقة وتفاهم ثقافي
  • نيميسيس سلاح أميركي متقدم لردع التوسع الصيني في المحيط الهادئ
  • الزعابي يستقبل قائد القيادة الوسطى للقوات البحرية الأمريكية
  • الصين ترد على وزير الدفاع الأمريكي: عقلية الحرب الباردة لن تُحلّ السلام
  • البحرية الأمريكية ستنشر صاروخ "توماهوك" مضاد للسفن "مُغير لقواعد اللعبة" بحلول سبتمبر
  • وزير المكتب السلطاني يستقبل قائد القيادة الوسطى لقوات البحرية الأمريكية
  • بكين تستنكر وتعارض بشدة تصريحات وزير الدفاع الأمريكي السلبية بشأن الصين في حوار شانغريلا
  • خطيرة ومسيئة.. الصين تحتج على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي
  • ماكرون يدعو إلى تحالف آسيوي أوروبي جديد في ظل التنافس الأمريكي الصيني