تامر حبيب لـ"الوفد": "عن العشق والهوى"تجربة استثنائية.. والشيطان له مبرراته في كتاباتي
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
ضمن أجواء مليئة بالإبداع خلال الدورة السادسة لمهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير، أدلى السيناريست تامر حبيب بتصريح خاص لبوابة الوفد الإلكترونية، كشف فيه عن تفاصيل وكواليس فيلمه المميز "عن العشق والهوى"، هذا الفيلم الذي أثار إعجاب الجماهير والنقاد بفضل تناوله المتقن لمفهوم الحب بأشكاله المختلفة، حيث يُعد من أبرز أعماله التي تركت بصمة عميقة في السينما المصرية.
تحدث تامر حبيب بشفافية عن فلسفته في كتابة السيناريوهات وكيفية استكشافه للنفس البشرية بأبعادها المعقدة، مسلطاً الضوء على تجربته الإبداعية التي استغرقت ثلاث سنوات، حيث قدم من خلالها شخصيات نابضة بالحياة ومليئة بالتنوع، هذا اللقاء كان فرصة لاستعراض رؤيته العميقة حول الحب، الدراما، وأهمية التعمق في دوافع الشخصيات بعيداً عن القوالب التقليدية.
عند سؤال تامر حبيب عن فيلمه "عن العشق والهوى"، أوضح أن العمل تطلب منه تفكيراً عميقاً ومقاربة مختلفة، قائلاً: "طريقة تفكيري في الفيلم كانت مختلفة تماماً عن أفلامي اللي قبله واللي بعده، كنت أتعامل معه كأنني أتعامل مع مسألة رياضية وتخيلت شخصيتين، A وB، يجمعهما الحب، ثم يتباعدان لتحدث لهما مواقف منفردة، قبل أن يعودا لبعضهما في النهاية، هذه الفكرة ساعدتني على تقديم قصة غير تقليدية تتجنب المبالغة أو النمطية".
وأضاف حبيب أنه أراد من خلال هذا العمل استعراض جميع أشكال الحب موضحاً: "قررت أن أتناول كل أشكال الحب في الفيلم، وهذا هو السبب وراء تسميته "عن العشق والهوى".
وتابع: "كنت حريصاً على ألا توجد شخصية في الفيلم لا تقع في الحب، وألا تكون طريقة حب أي شخصية مشابهة للأخرى".
التفاني في الكتابة واستكشاف الشخصيات
كشف السيناريست تامر حبيب أن كتابة الفيلم استغرقت ثلاث سنوات كاملة، وأنه خلال تلك الفترة كان يعيش حالة من الاكتفاء العاطفي الذاتي، قائلاً: "شعرت أنني أعيش مع الشخصيات التي أكتبها، وكنت محباً لها جميعاً.. كل شخصية لها مبررها ودوافعها، حتى الشخصيات التي قد تبدو سلبية أو شريرة في بعض الأحيان".
وأكد أنه لا يكره أي من الشخصيات التي يكتبها، حتى لو كانت شريرة، مشيراً إلى أمثلة مثل شخصية "قسمت" التي جسدتها النجمة أنوشكا في "جراند أوتيل"، والفناني باسل خياط وسوسن بدر في مسلسل "طريقي".
فلسفة تامر حبيب في تقديم الشخصيات الشريرة
تحدث تامر حبيب عن فلسفته في كتابة الشخصيات الشريرة، قائلاً: "لو قررت كتابة فيلم عن الشيطان نفسه، سأبحث عن دافع أفعاله وسأحاول التماس العذر له.. لا يوجد إنسان يُولد شريراً فجأة؛ هناك دائماً ملابسات وظروف تقوده لاتخاذ قرارات معينة".
وأضاف: "بالنسبة لي، الحياة ليست أبيض وأسود، بل مليئة بالمناطق الرمادية التي تجعل الشخصيات أكثر واقعية".
في نهاية الحوار، أعرب تامر حبيب عن سعادته بالمشاركة في مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير، وأشاد بأهمية المهرجانات في تسليط الضوء على الإبداع الفني.
هذا اللقاء يعكس روح الإبداع والبحث عن العمق الذي يميز أعمال تامر حبيب، والذي يظل واحداً من أبرز الأسماء التي ساهمت في تطوير المشهد السينمائي والدرامي في مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تامر حبيب السيناريست تامر حبيب الكاتب تامر حبيب تامر حبیب
إقرأ أيضاً:
الحب في زمن التوباكو (10)
مُزنة المسافر
ماتيلدا: بعد أن قال لي خورخيه مُنتج كل أسطوانة عملتُ عليها، أشعرُ أنَّكِ لم تتمكنِي من بيع الأسطوانات بكميات تجارية؛ غضبتُ وحملتُ واحدةً كانت على رَفِّ مكتبه، وصوَّبتُها نحو الجدار وقلتُ له: كيف تجدُني حين أكون غاضبةً؟
من لم يَبِعْ؟! أنا أم أنت يا خورخيه؟ وأين هو الجمهور يا خورخيه، إنك تطردهم جميعهم، حين يهتفون باسمي، وتطلب منهم أن يهتفوا باسم المسرح أو باسم شخص عابر قد دفع أغلى تذكرة في المكان..
تشاجرنا كثيرًا، لكنه في النهاية اقتنع بأنني بحاجة إلى كتابة الكلمات الحلوة بدل المُرَّة، تلك التي كان يُلقيها على مسمعي، ويطلب مني أن أُدوِّنها وسط اللحن.
علمتُ لاحقًا أن ألبيرتو الذي أحببتُه كثيرًا قد غادر للعالم المُتقدِّم، لكنه بقي في قلبي ووسط ذكرياتي، وكان يُرافقني في مشاعري التي أكتُبها وأُدوِّنُها. ولأجعل من الأمر أسهل لخورخيه، انتقلتُ إلى الأرياف لشهرٍ واحدٍ، وبالتحديد إلى مزارع البندورة، ومزارع الذرة الحلوة.
عِشْتُ وسط عائلة تعتاش من جمع حبات البندورة، وكانت قلوبهم مُشعَّة بالسعادة، وعيونهم مليئة بالفرحة، كانوا ليلًا يُوقدون النار ليرتاحوا من عناء يوم طويل، ويُفضِّلون سماع اللحن والغناء، وكان صوتي يُكلِّل هذه الليالي الجميلة. أتذكرُّها جيدًا يا جولي؛ لأنهم حرَّكوا قلبي تحريكًا عظيمًا، وجعلوني أنظرُ للحياة ببساطة غريبة، وكان يُدهشُني أنهم يطلبون مني ترك فساتين البُولكا ولبس ثوب الفلاحين والكادحين.
كان الصباح غَيْر الصباحات التي نعرفها في البلدة.. نهارٌ باردٌ، وليلٌ تسكنه رياح عاتية أحيانًا، وكانت الحقول والزروع تتمايل ميلًا لطيفًا حين نقترب منها، كانت الأرياف رائعة يا جولي.
لكن المُدة قد فاتت وراحت، ووصلني جواب من ساعي البريد، اعتقدتُ للوهلة الأولى أنه ربما من أحد المعجبين في المسرح، أو ربما خورخيه، لكنني كنت أهاتفُه وأكلمُه باستمرار عن الأغاني التي كنتُ أكتبُها بتركيزٍ كبير.. إذن من يا تُرى سيبحث عني وأنا هنا ليكتب لي رسالة ما؟!
كان التوقيع يحمل اسمه، كان قلبي مُحقًا، إنه ألبيرتو يبحث عني، فتحتُ الرسالة بعد أن شكرت ساعي البريد على الرسالة ووقعت الاستلام، ووضعت الرسالة في جيب الفستان، وخرجت لصخرة وحيدة وهناك فتحت الظرف، كانت كلماته مختصرة لكنها كانت كافية أن اطمئن عليه.
"لا أعلم إنْ كان الوقت صباحًا أو مساءً في بلادنا يا ماتيلدا، لكنني مشتاقٌ بشدة لكل شيء في بلادنا، لكن فوق كل ذلك لي شوقٌ كبير لكِ، أين ستكونين في صيف هذا العام". ألبيرتو.