التواضع سمة عظيمة تزين الإنسان وترفع قدره بين الناس، وهو خلق دعا إليه الإسلام وأكد عليه القرآن الكريم في مواضع عديدة، ومن أبلغ هذه الدعوات ما ورد في قوله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18].

التواضع في القرآن الكريم

في هذه الآية الكريمة، يوجه الله تعالى الإنسان إلى التحلي بفضيلة التواضع، محذرًا من مظاهر الكبر والغرور التي تتنافى مع جوهر الإيمان.

فقد نهى الله عز وجل عن صعر الوجه، وهو الميل به عن الناس تكبرًا واحتقارًا لهم، كما نهى عن المشي في الأرض بمرح وأشر، لأن ذلك يعكس غطرسة لا تليق بالإنسان المؤمن.

وقد جاء في تفسير الإمام النسفي: أن المقصود بـ {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ} هو الإقبال على الناس بوجه بشوش وعدم إظهار التعالي عليهم. أما {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}، فهو تحذير من المشي بغرور وتفاخر، لأن الله لا يحب المتكبر الذي يعدد مناقبه ويتفاخر على الآخرين.

التواضع في السنة النبوية

التواضع خلق عظيم تجسد في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان خير قدوة في معاملته للناس. فقد كان يجالس الفقراء ويزور المرضى ويجيب دعوة الضعفاء. وقال صلى الله عليه وسلم: "وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ" [رواه مسلم].

أثر التواضع في بناء المجتمع

التواضع لا يقتصر على كونه خلقًا فرديًا، بل هو ركيزة أساسية في بناء مجتمع متحاب ومتسامح. فالإنسان المتواضع يُحبّه الناس ويقتربون منه، بينما ينفرون من المتكبر الذي لا يرى سوى نفسه.

كيف نطبق التواضع في حياتنا اليومية؟

استقبال الآخرين بوجه بشوش: كن ودودًا وبشوشًا في تعاملك مع الجميع، بغض النظر عن مكانتهم أو حالتهم الاجتماعية.

الاعتراف بفضل الآخرين: لا تجعل النجاح يدفعك لتقليل قيمة من حولك، بل اشكر من ساعدك وأثنِ على جهودهم.

التواضع في الحديث: تجنب التفاخر بإنجازاتك أمام الآخرين، وشاركهم قصصك بروح متواضعة.

الإنصات للآخرين: اجعل وقتًا للاستماع لآراء من حولك، واحترم أفكارهم دون تقليل من شأنها.

 

التواضع خلق عظيم يجلب المحبة والقبول، وهو مفتاح السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة. فلنجعل من هذه الآية الكريمة نبراسًا نهتدي به في تعاملاتنا اليومية، ولنتذكر أن الكبر لا يزيد الإنسان إلا بعدًا عن الآخرين وعن رحمة الله.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التواضع النبى صلى الله النبي صلى الله عليه السنة النبوية القران الكريم الأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح السعادة صلى الله عليه وسلم و متواضع التواضع فی

إقرأ أيضاً:

تخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن خطر نشر الشائعات والغيبة

الرياض

وجّه وزير الشؤون الإسلامية، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، خطباء الجوامع، بتخصيص خطبة الجمعة القادمة 16 / 1 / 1447هـ، للحديث عن خطر نشر الشائعات والغيبة والنميمة، وبيان آثارها السيئة على الفرد والمجتمع.

وجاء التوجيه بأن تكون الخطبة وفق عدة محاور منها بيان وجوب حفظ اللسان من الوقوع في أعراض الناس بما يكرهون، يقول الله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).

كما تتناول الخطبة محور التحذير من نشر الشائعات أو السماع لها وتصديقها، يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).

كما تحذر الخطبة من الغيبة والنميمة، وبيان آثارها السيئة على الفرد والمجتمع، ومن ذلك أنها توغر الصدور، وتشحن النفوس، وتذهب الألفة والمودة، وتزرع الضغينة بين المسلمين، وبيان أنها من كبائر الذنوب والمعاصي، يقول الله تعالى، وكذلك بيان عدم جواز السماع لأهل الإشاعات والغيبة والنميمة، وأن الواجب الإنكار عليهم ونصحهم وتوجيههم وتذكيرهم بالله تعالى.

مقالات مشابهة

  • ذنوب تجلب الفقر.. احذر 17 معصية يقع فيها كثيرون بسهولة
  • فضل سورة الفلق.. تنجيك من 7 مصائب يومية فلا تضيعها
  • خالد الجندي: ضحك النبي سُنة نبوية تليق بعظيم الأخلاق
  • زينة العموري.. مبارك التخرج
  • أجمل ما قيل في التضرع إلى الله.. 6 دعوات لا تهدر ثوابها
  • دعاء سيد الاستغفار.. اعرف سر علاقته بالاستجابة
  • “الثورة نت” ينشر نص كلمة قائد الثورة بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام
  • (نص+فيديو) كلمة قائد الثورة بذكرى استشهاد الإمام الحسين 1447هـ
  • تخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن خطر نشر الشائعات والغيبة
  • شروط وأسباب استجابة الدعاء.. الأوقاف توضحها