حين أكون في مناسبة أو لقاء، دائماً ما تشدّني بعض المواقف والمشاهدات، ولا أستطيع المرور عليها مرور الكرام، بل تستوقفني لأقرأ تفاصيل خاصة بها. وهكذا الحياة لنا فيها قراءات مختلفة منها الغثّ ومنها السمين، ولعلي هنا استعرض السمين منها حتى لا أغثّكم بالغثّ، علماً بأننا نحتاج استعراض كليهما إن استطعنا، علنا نترك أثراً يستفاد منه.
كنت في مناسبة عقد قران إبن أخي – وفقه الله وجميع شباب المسلمين- كانت ليلة جميلة وممتعة فشكراً لكل من كان حريصاً على أن تكون هذه الليلة ضمن ذاكرة الأيام السعيدة، وأطيب الأمنيات للعريس وعروسته بالتوفيق والسعادة والحياة المطمئنة الهانئة، ونفس الأمنيات لكل المقبلين على الزواج، ومن الصور الجميلة التي علقت في ذهني، صورة تلك الطفلة ذات العشر سنوات، اسمها إذا لم تخنِ الذاكرة ( اعتزاز ) في الصف السادس ابتدائي. كنا نجلس أنا وعائلتي ننتظر اكتمال العدد لندخل للصالة معاً، فجاءت الطفلة اعتزاز وسلمت علينا جميعاً ورحبت وقبلت رأس الكبار منا. لم يكن سلامها سلاماً مقصوداً، بل هي مرت من أمامنا وكان بإمكانها كأي طفله في سنها ألا تتوقف لكن توقفها وسلامها وتهذيبها الجمّ استوقفني جداً كطفلة في عمرها وفي زمننا هذا! أقول اعتزازاً بك يا اعتزاز (ما شاء الله بارك الله فيك وحفظك من كل سوء) اعتزاز لفتت انتباهي، فجرى حديث قصير بيني وبينها وأحببت التعرف على أمها لثقتي أن هذه الطفلة الحلوة، بسلوكها، وروحها الطفولية الراقية، هي نتاج توفيق الله عزّ وجلّ، ثم أم مدرسة حقيقية، وأب داعم ومساند مثلما قال شاعرنا الكبير حافظ إبراهيم رحمه الله في قصيدته (العلم والأخلاق) حيث يقول: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق بالفعل حين يعد الأطفال أخلاقياً وسلوكياً، فهو إعداد لشعب بالكامل، فالتربية أساس بناء الشخصية، ومن أساسيات التربية السليمة، حسن اختيار الأسماء ذات المدلولات الجميلة للمواليد.
لفتني اسم اعتزاز. أعتقد حين أسماها والداها، قصدا أن تكون معتزة بدينها ونفسها وأهلها ووطنها. أن يكون الاعتزاز معنى من معاني حياتها السعيدة بإذن الله. اعتزاز أرادت أن ترحب بي، أو تبادلني الإعجاب باللغة اليابانية. وحين سألتها عن ذلك، قالت: أنا أحب (الأنمي) وشدّني ذلك لمتابعة الأنمي، وتأثيره في الأجيال! أبنائي شباب وكلهم يعشقون هذا الأنمي، ولا أكتمكم تشوقت لمشاهدته لأعرف عنه أكثر، وما الذي يشدّ الصغار والكبار له. لماذا حرصت اعتزاز أن تخبرني أنها تحب الأنمي؟ أعرف عنه أقل القليل من المعلومات السطحية، وأنه ثقافة إعلامية يابانية تخاطب جميع فئات العمر بجنسيه، وهو نوع قصصي يعتمد الرسوم المتحركة الجذّابة، وكما ذكرت لي إحدى المهتمات به، أنه متفوق فنياً، ومتنوع قصصياً ما خرجت به أنه فن جاذب مؤثر يستحق الدراسة.
أنت رائعة يا صغيرتي الجميلة اعتزاز وعائلتك أيضاً لكم مني أجمل تحية. الطفلة هذه ذكرتني بأطفال قرية زوجي رحمه الله كنا حين نذهب للقرية ونحن نسير في طرقاتها لنصل للبيت، كل أطفال القرية الذين يقابلوننا يلقون التحية برجولة وكرم نادرين في أطفال المدن فهم يوجهون الدعوة ويرحبون بأساليب رجولية جميلة، وكانت هذه الصورة بارزة بين أطفال القرية ذكوراً وإناثاً، وهي من أجمل الصور التي كنت أراها في القرية.
الحقيقة أن الإعلام مسؤول عن تربية الأجيال وأصبح مؤثراً جداً وقد يتفوق تأثيره على تأثير الأهل، لذا فالإعلام المخاطب للأطفال يجب أن يركِّز على علاقات الأطفال بالناس، وتعليمهم الآداب العامة، وغرس القيَّم والسلوكيات الحسنة، والمطلوبة مع الآخرين، مع التأكيد على قيّمنا الرائعة مثل التواضع والكرم وحسن الاستقبال واحترام الكبار وتقديرهم وعدم تجاوزهم والمروءة، فالأدب يسبق العلم. ولنتذكر جميعاً رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. ونتذكر أنه قال عن نفسه: ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فلتكن مكارم الأخلاق هي الهدف الذي نبني عليه تربيتنا، فالأبناء والبنات أمانة، والوالدان مسؤولان عن حسن تربيتهم وتأديبهم أمام الله، وهم زينة الحياة الدنيا حين يكون الوالدان صالحيْن مدركيْن لأهمية التربية، باذليْن أقصى الجهود ليكون أبناؤهم النعمة التي قدروها وشكروا الله عليها.
اللهم أصلح أبناءنا وأبناء المسلمين ووفق والديهم لحسن تربيتهم والمحافظة عليهم ودمتم.(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).
almethag@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
بتضايقنا أثناء العـلاقة.. اعترافات مرعبة لقاتـ لة صغيرتها بمعاونة عشـ يقها
أمرت النيابة العامة بجنوب الجيزة الكلية بحبس سيدة وعشيقها 4 أيام على ذمة التحقيقات في اتهامهما بقتل ابنة المتهمة الأولى بعد حفلة تعذيب.
وقالت المتهمة خلال التحقيقات إن الطفلة كثيرة البكاء وإنها كانت تضايقها أثناء قضائها وقتا حميما وممارسة الحـ رام مع عشيقها الذي تعرفت عليه بعد حبس زوجها، كما ان خلافاتها مع أسرة زوجها الذين يرغبون في أخذ الطفلة منها أغضبتها أكثر من ابنتها الصغيرة.
كما قال المتهم انه كان يتعدى بالضرب على الرضيعة ويطفئ السجائر في جسدها حتى انقطع بكائها تماما وعندما حملتها والدتها للمستشفى فوجئت بوفاتها ثم فوجئ بإلقاء القبض عليه.
تفاصيل الواقعة
تجردت سيدة من مشاعر الإنسانية عندما أقامت مع عشيقها حفلة تعذيب ضحيتها رضيعتها البالغة من العمر عاما واحدا فقط انتهت بمقتل الرضيعة لعدم تحملها الضرب والكي والحرق بالسجائر وزعمت سقوطها إلا أنه تم كشف حيلتها.
تلقت مديرية أمن الجيزة إشارة من مستشفى الهرم بوصول رضيعة تبلغ من العمر عاما مصابة بكسور وجروح وحروق متفرقة في أنحاء الجسد وادعاء والدتها سقوطها ما أحدث تلك الإصابات بها، واشتبه الأطباء في إصابات الرضيعة مؤكدين عدم تسبب السقوط في تلك الإصابات وتم ابلاغ نقطة الشرطة بالمستشفى.
ترأس العقيد محمد الجوهري مفتش مباحث الهرم قوة أمنية انتقلت إلى مسرح الواقعة وكشفت تحرياته بإشراف اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية والعميد عمرو حجازي رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة أن والدة الطفلة هي من نقلتها إلى المستشفى وعندما تم الاشتباه بإصاباتها تحفظت عليها قوات الشرطة لتفجر مفاجأة بأنها انهالت بالضرب والتعذيب على طفلتها بمعاونة عشيقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديها.
وتوصلت التحريات بإشراف اللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة للمباحث إلى أن والد الطفلة محبوس على ذمة قضية سرقة بالإكراه وأن زوجته تعرفت على شاب وارتبطت به بعلاقة غير شرعية وكان يتردد على منزلها لممارسة الرذيلة وأنهما كانا يعذبان الطفلة لكثرة بكائها ومضايقتهما اثناء ممارستهما الحرام سويا بخلاف رغبة أسرة والد الطفلة في أخذها من والدتها لتربيتها بعد حبس الأب.
ونجحت قوة أمنية برئاسة المقدم مصطفى الدكر رئيس مباحث قسم الهرم في إلقاء القبض على الأم وعشيقها واعترفا بجريمتهما وأنهما كانا يعتديان على الطفلة بالضرب بالأيدي ويطفئان السجائر في جسدها الصغير، وتم تحرير محضر بالواقعة واقتياد المتهمين إلى النيابة العامة للتحقيق.