بعد تصريحات ترامب.. رئيس وزراء جرينلاند: الجزيرة ليست للبيع
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
في رد قوي على تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، أكد موتى إيجيدي، رئيس وزراء جرينلاند المنتخب، اليوم الاثنين، أن الجزيرة ليست للبيع، رافضًا فكرة التفريط في جزيرتهم الشاسعة التابعة للدنمارك منذ أكثر من 600 عام.
وصرح «إيجيدي» قائلًا: «جرينلاند لنا، نحن لسنا للبيع ولن نكون للبيع أبدًا، يجب ألا نخسر نضالنا الطويل من أجل الحرية»، بحسب وكالة «رويترز».
يأتي هذا التصريح بعد أن طرح ترامب فكرة «ملكية وسيطرة» الولايات المتحدة على غرينلاند، وهي جزيرة كبيرة تقع في القطب الشمالي وتتمتع بحكم شبه ذاتي تحت السيادة الدنماركية، ويقدر عدد سكانها بحوالي 56 ألف نسمة.
وخلال إعلان ترامب عن اختيار كين هويري ليكون سفيرًا للولايات المتحدة في الدنمارك، أشار في منشور على منصة «Truth Social» إلى أهمية جرينلاند، قائلًا: «لأغراض الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم، تشعر الولايات المتحدة الأمريكية أن ملكية جرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة».
وتشكل جرينلاند موقعًا استراتيجيًا مهمًا للجيش الأمريكي في مجال نظام الإنذار المبكر بالصواريخ الباليستية، كما تستضيف قاعدة جوية أمريكية هامة في بيتوفيك، ويعتبر الموقع العسكري الأمريكي في الجزيرة نقطة عبور رئيسية للطائرات بين أمريكا الشمالية وأوروبا.
ووفقًا لصحيفة «وول ستريت جورنال»، في عام 2019، خلال فترة ولايته الأولى، طرح ترامب فكرة شراء غرينلاند بدرجات متفاوتة من الجدية مع مستشاريه، لكن الحكومة الدنماركية وسلطات جرينلاند رفضت الفكرة بشكل قاطع، فقد وصفت رئيسة الوزراء الدنماركية وقتها، ميت فريدريكسن، عرض ترامب بأنه «سخيف»، ما دفعه إلى وصف رفضها للفكرة بأنه «مثير للاشمئزاز»، وقام بإلغاء زيارته إلى العاصمة كوبنهاجن.
أهداف ترامب التوسعيةوعبّر ترامب مرارًا عن اهتمامه بالتوسع الإقليمي، ففي الأسابيع الأخيرة، طرح فكرة ضم كندا وتحويلها إلى ولاية أمريكية، دون أن يوضح مدى جديته في هذا الشأن.
كما هدد بإعادة السيطرة الأمريكية على قناة بنما خلال ولايته الثانية، قائلًا: «إذا لم يتم اتباع المبادئ الأخلاقية والقانونية، فسنطالب بإعادة قناة بنما إلى الولايات المتحدة الأمريكية بالكامل، وبسرعة ودون سؤال»، وهو ما أثار رد فعل قويًا من الرئيس البنمي، خوسيه راؤول مولينو.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جرينلاند ترامب بنما كندا الولايات المتحدة
إقرأ أيضاً:
رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية: التكنولوجيا ليست عدوًا.. والمشكلة في كيفية استخدامها
عقد مجلس الأسرة العربية للتنمية أحد مجالس الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، بالتعاون مع مبادرة «يوم بلا شاشات.. معًا نتواصل»، اليوم السبت، ندوة توعوية موسعة، في مكتبة مصر العامة، وذلك لتعزيز الوعي الأسري والإعلامي في مواجهة تحديات العصر الرقمي، تحت رعاية أ.د. منى الحديدي أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، وترأس الجلسة الدكتور آمال إبراهيم، رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية، وبمشاركة نخبة من الخبراء والإعلاميين والمتخصصين في التنمية البشرية والإعلام الرقمي.
وتناولت الندوة الأثر النفسي والاجتماعي لاستخدام الشاشات على الأطفال والمراهقين، وسبل تحقيق التوازن بين الحياة الواقعية والرقمية، وأهمية دور الأسرة والإعلام في توجيه السلوك الرقمي الآمن.
وشارك في الندوة كل من: أ.د. منى الحديدي – أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، والإذاعية إيناس جوهر، من رواد الإعلام المصري، ود.نادية النشار – رئيس شبكة الشباب والرياضة، والمهندس زياد عبد التواب – خبير التحول الرقمي ونائب وزير الاتصالات الأسبق، ود. آمال إبراهيم – خبيرة التنمية البشرية والإرشاد الأسري ورئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية، والإعلامي أيمن عدلي – رئيس لجنة التدريب بنقابة الإعلاميين، ود. هبة الله السمرى – أستاذة الإعلام الرقمي بجامعة القاهرة، ود. عبد الوهاب غنيم – نائب رئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي.
وتهدف المبادرة إلى ترسيخ مفهوم التواصل الإنساني الحقيقي بين أفراد الأسرة بعيدًا عن الشاشات، وتشجيع الأنشطة الواقعية التي تعيد الدفء والحميمية للعلاقات الأسرية في ظل التحول الرقمي المتسارع.
وقالت الدكتورة آمال إبراهيم رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية، إن الندوة التي قد تبدو عنوانها بسيطًا، لكن مضمونها يمس جوهر حياتنا: «يوم بلا شاشات».
وأضافت: «نحن لا نعيش عصر التكنولوجيا فقط نحن نعيش عصر التهيؤ النفسي للشاشة، عصر أصبحت فيه الشاشة جزءًا من طقوس البيت اليومية: تشاركنا طعامنا، تحضر جلساتنا العائلية، تتسلل إلى غرف أطفالنا، وتزاحم لحظات الهدوء التي كانت ملاذًا لقلوبنا.
استعادة التوازن النفسي داخل الأسرةوتابعت: وهنا تأتي الحقيقة: هذا اليوم ليس دعوة لرفض التكنولوجيا، بل دعوة لاستعادة التوازن النفسي داخل الأسرة، دعونا نسأل أنفسنا بصراحة:
هل ما زلنا نرى بعضنا كما نرى شاشاتنا؟ هل ما زلنا ننصت لأبنائنا بتركيز؟
هل ما زلنا نضحك معًا أم أصبح كل فرد في غرفة افتراضية خاصة به؟ على المستوى النفسي، تشير الدراسات إلى أن الطفل الذي يقضي ساعات طويلة أمام الشاشات تتأثر لديه: قدرته على التركيز، مهاراته الاجتماعية، تطوره الانفعالي، خياله وقدرته على الإبداع.
وواصلت: إضافة إلى ضعف الروابط الأسرية وتراجع الحوار داخل البيت، أما الأسرة التي تفقد وعيها الرقمي، فهي لا تخسر وقتًا فقط، بل تخسر مساحات الأمان العاطفي التي يحتاجها الطفل والمراهق كي ينمو بشكل صحي:مساحة اللعب، مساحة الإصغاء، ومساحة القدوة..وهنا يأتي دور مجلس الأسرة العربية ليؤكد أن التحول الرقمي نفسه ليس هو الخطر، الخطر الحقيقي هو غياب الوعي الأسري بكيفية إدارة هذا التحول، نحن لا نحتاج إلى منع التكنولوجيا، بل نحتاج أن نُعلّم أبناءنا كيف يستخدمونها دون أن تُفقدهم توازنهم، وكيف يقفون أمام الشاشة أقوياء، لا أسرى لها.
«يوم بلا شاشات» ليس عبئًا
وأردفت: «يوم بلا شاشات» ليس عبئًا، وليس تجربة مستحيلة…إنه يوم نستعيد فيه أسرنا من الضجيج الإلكتروني، يوم نرى فيه ملامح أطفالنا، نسمع فيه حكاياتهم، نجرب لعبة جديدة، نخرج للمشي، نتناول وجبة معًا…أو حتى نضحك دون سبب، كما كنا نفعل قبل أن تسرقنا الإشعارات.. القضية الحقيقية ليست في وجود التكنولوجيا، بل في طريقة استخدامها داخل البيت.
وأكملت: الوعي يبدأ من الأسرة، من وضع قواعد واضحة للوقت المسموح للأطفال تحت 12 عامًا، ومن دور الرقابة الوالدية للمراهقين، ومن حوار صريح لا يخوّفهم بل يوعيهم.لأن غياب الوعي الرقمي لم يؤثر فقط على أطفالنا، بل امتد ليُضعف العلاقات الزوجية، ويخلق مسافة باردة داخل البيوت.
وألمحت إلى أن اليوم دعوة لأن نستعيد دفء العائلة، دعوة لأن تعود الأسرة هي السند، وهي المصدر الأول للوعي، وهي الدرع النفسي الذي يحمي أبناءها في عالم يتغير بسرعة، ويوم بلا شاشات، هو خطوة صغيرة لاستعادة بيت مليء بوجوه حقيقية، لا مجرد شاشات مضيئة.
بدورها، أكدت الدكتورة منى الحديدي، أستاذة الإعلام عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عضو المجلس الأعلى للثقافة، أن مبادرة «يوم بلا شاشات.. بلا سوشيال ميديا»، تهدف إلى ترشيد استخدام التكنولوجيا الرقمية وإعادة التوازن إلى أنماط التواصل الإنساني والاجتماعي في المجتمع المصري.
الترشيد والاعتدال في الاستخداموأفادت بأن الهدف من المبادرة ليس الامتناع الكامل عن استخدام الأجهزة الإلكترونية بل الترشيد والاعتدال في الاستخدام بحيث تبقى التكنولوجيا وسيلة نافعة وليست بديلاً عن التفاعل الإنساني الحقيقي، مشددة على أهمية أن يخصّص الأفراد وقتًا يوميًا للتواصل المباشر، وممارسة الهوايات، والأنشطة الثقافية أو الرياضية.
وأبانت أن المُبادرة أن المبادرة وجدت تفاعلاً واسعًا من مختلف الجهات، حيث شاركت مراكز ثقافية وجامعات إقليمية، والمجلس القومي للمرأة، إلى جانب عدد من الحضانات التي نظمت ورشاً فنية للأطفال لتشجيعهم على التلوين والقصص المصورة كبدائل تربوية إيجابية عن التعلق بالأجهزة الذكية.