عواصم "وكالات"": قالت روسيا اليوم إنها سيطرت على بلدة ستوروجيف الواقعة في شرق أوكرانيا والقريبة من قرية فيليكا نوفوسيلكا التي تحاول قواتها على ما يبدو محاصرتها.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية "نتيجة تحرّك حاسم للوحدات... تم تحرير ستوروجيفوي"، مستخدمة التسمية الروسية للبلدة.

وتتقدّم روسيا ميدانيا بثبات في منطقة دونيتسك الواقعة ستوروجيف ضمن نطاقها، على حساب قوات أوكرانية أقل عديدا وعتادا.

وستوروجيف وفيليكا نوفوسيلكا قريبتان من خط المواجهة في الجنوب الذي خيّم عليه الجمود طويلا وحيث تقول أوكرانيا إن روسيا تخطّط لهجوم جديد.

وتسعى روسيا لتحقيق أكبر مكاسب ميدانية ممكنة قبل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في يناير.

ويثير تعهّد ترامب وضع حد سريع للحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات، قلقا في أوكرانيا وأوروبا، علما أنه لم يقترح آليات ملموسة لأي وقف لإطلاق النار أو اتفاق سلام.

ويقول الجيش الروسي إنه سيطر على أكثر من 190 من البلدات والقرى الأوكرانية هذا العام، في حين تعاني كييف في الحفاظ على مواقعها بسبب نقص العديد والعتاد.

إنتقادات غير عادلة

اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، أن الانتقادات الحادة في بعض الأحيان التي وجهها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمستشار الألماني أولاف شولتس ليست في محلها.

وقال روته في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب ا): "لقد أخبرت زيلينسكي كثيرا أنه يجب عليه التوقف عن انتقاد أولاف شولتس لأنني أعتقد أن هذا غير عادل".

وذكر روته أن ما فعله شولتس من أجل أوكرانيا مثير للإعجاب، مضيفا أن شولتس ضمن أن تكون ألمانيا في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، موضحا أن هذا إنجاز يمكن لكييف أيضا أن تشعر بالامتنان له.

وفي المقابل، تبنى روته موقفا مغايرا لشولتس فيما يتعلق بصواريخ كروز من طراز "تاوروس" التي تطلبها أوكرانيا، موضحا أنه يؤيد تسليمها لأوكرانيا أيضا دون فرض أي قيود على استخدامها، وقال رئيس الوزراء الهولندي الأسبق: "بوجه عام، نعلم أن مثل هذه الإمكانيات مهمة للغاية بالنسبة لأوكرانيا"، مشيرا في المقابل إلى أن الأمر لا يعود إليه ليقرر ما الذي ينبغي للحلفاء توريده.

وكان زيلينسكي انتقد شولتس مؤخرا - من بين أمور أخرى - بسبب اتصاله بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا، رغم رفضه لذلك. كما أعرب الرئيس الأوكراني مرارا عن عدم تفهمه لرفض المستشار الألماني تسليم صواريخ "تاوروس" لبلاده.

جولات خارجية

صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم بأن الرئيس فلاديمير بوتين يخطط للقيام بعدة جولات خارجية في يناير المقبل، دون الكشف عن برنامج الجولات .

وقال بيسكوف في تصريحات لوكالة"سبوتنيك" ردا على سؤال حول الرحلات الخارجية المقبلة للرئيس بوتين: "ستكون في يناير".

ولم يحدد بيسكوف وجهة الجولات الخارجية لكنه قال: "سنوافيكم بالتفاصيل".

تجدر الإشارة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية، أصدرت في مارس العام الماضي، مذكرة توقيف بحق بوتين، وذلك بتهمة ارتكاب جريمة حرب على خلفية الحرب في أوكرانيا.

ودعت المحكمة إلى القبض على بوتين للاشتباه في مسؤوليته عن ترحيل أطفال ونقل أشخاص دون سند قانوني من أوكرانيا إلى روسيا منذ بدء الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير 2022.

بيع "معقد"

قالت روسيا اليوم إن الوضع مع الدول الأوروبية التي تشتري الغاز الروسي من خلال اتفاقية مرور عبر أوكرانيا معقد للغاية، وذلك بعد محادثات بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو.

وأعلنت أوكرانيا أنها لن تجدد اتفاقية عبور الغاز الروسي إلى أوروبا، ومدتها خمس سنوات ومن المقرر أن ينتهي سريانها في نهاية العام، لأنها لا تريد مساعدة موسكو في مجهودها الحربي.

وتمثل التدفقات التي تمر عبر أوكرانيا نحو نصف إجمالي صادرات روسيا من الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا. وستكون سلوفاكيا وإيطاليا والنمسا وجمهورية التشيك الأكثر تضررا إذا توقفت التدفقات.

وتصدر شركة جازبروم الحكومية الغاز أيضا إلى أوروبا عبر خط أنابيب "ترك ستريم" الممتد عبر قاع البحر الأسود.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه لا يستطيع الإدلاء بتفاصيل أخرى عن المحادثات التي جرت أمس الأحد بين بوتين وفيتسو وتناولت أيضا العلاقات الثنائية والصراع في أوكرانيا.

وصرح فيتسو الأحد بأن بوتين أكد استعداد روسيا لمواصلة توريد الغاز إلى سلوفاكيا رغم أن رئيس الوزراء السلوفاكي قال إن ذلك "مستحيل من الناحية العملية" بمجرد انتهاء سريان اتفاقية نقل الغاز المبرمة بين روسيا وأوكرانيا.

ولم يتضح بعد ما هو الحل المحتمل الذي ربما ناقشه الزعيمان.

وتحرص المجر أيضا على بقاء الطريق الأوكراني رغم أنها ستستمر في استقبال الغاز الروسي من الجنوب عبر خط أنابيب ترك ستريم.

وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي أن من الممكن تجديد الاتفاقية لكن بشرط عدم دفع ثمن الغاز لروسيا إلا بعد انتهاء الحرب، وهو شرط من غير المرجح أن تقبله موسكو.

وقال بيسكوف للصحفيين "سمعتم تصريحات الجانب الأوكراني، وتعرفون الأوضاع في تلك الدول الأوروبية التي لا تزال تشتري الغاز الروسي وتعتبره ضروريا لتشغيل اقتصاداتها بشكل طبيعي".

وأضاف "وبالتالي، أصبحنا الآن أمام وضع معقد للغاية يتطلب مزيدا من الانتباه".

وصرح بوتين الأسبوع الماضي بأن من الواضح أنه لن يكون هناك اتفاق جديد مع أوكرانيا لنقل الغاز الروسي عبرها إلى أوروبا.

إسقاط 47 مسيّرة روسية

أسقطت أوكرانيا 47 طائرة مسيرة من أصل 72 مسيرة أطلقتها روسيا الليلة الماضية على عدة مناطق أوكرانية فيما انحرفت 25 طائرة مسيرة عن طريقها، وفقًا لوزارة الدفاع الأوكرانية. وذكرت وزارة الدفاع في تقرير لها أن القوات الروسية شنّت هجمات على أوكرانيا باستخدام 72 طائرة مسيرة، تم إطلاقها على مناطق أوكرانية مختلفة، كما انحرفت 25 طائرة مسيرة عن مسارها. يشار إلى أن العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير 2022، لا تزال مستمرة، مع تأكيد روسيا على مواصلة عملياتها حتى تحقيق أهدافها، في حين تواصل أوكرانيا مطالبتها بانسحاب القوات الروسية من جميع أراضيها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الغاز الروسی طائرة مسیرة إلى أوروبا

إقرأ أيضاً:

“بوابة الجحيم” في تركمانستان.. ما سر الفوهة المشتعلة التي لا يمكن إخمادها؟ / شاهد

#سواليف

وسط #صحراء_كاراكوم النائية التي تغطي نحو 70% من مساحة #تركمانستان لا شيء يغير منظر كثبانها الرملية الممتدة على مساحة 350 ألف كيلومتر سوى ضوء ساطع يسرّب غاز الميثان المشتعل منذ عام 1971 بلا انقطاع، حتى أصبح من أغرب المعالم الجيولوجية في العالم.

إنها “فوهة دارفازا” المعروفة بـ” #بوابة_الجحيم “، وهي حفرة اشتعلت فيها النيران قبل أكثر من نصف قرن من الزمان، ولم تنطفئ حتى اليوم، مما جعلها أحد أشهر وأكبر الألغاز القابعة في قلب قارة آسيا.

حاليا، يجذب المكان الزوار إلى روعته الليلية، حيث يضيء اللهب السماء ويخلق مشهدا مهيبا، وبالتالي فإن السياح يأتون للتخييم والتقاط الصور رغم بعد الفوهة وصعوبة الوصول إليها.

مقالات ذات صلة وسائل إعلام روسية: العثور على حطام طائرة “أن-24” على بعد 15 كم من مدينة تيندا / فيديو 2025/07/24 لغز يكتنفه الغموض

وُصفت فوهة دارفازا الغازية بأنها ظاهرة طبيعية جزئيا وحادث من صنع الإنسان جزئيا، ويوضح مارك أيرلاند عالم جيولوجيا الطاقة في جامعة نيوكاسل في حديثه للجزيرة نت “ليست ظاهرة طبيعية تماما، لم تكن الطبيعة سوى مصدر للمواد الخام لما حوّله البشر إلى ظاهرة بيئية غريبة استمرت عقودا”.

وفي حين يعتقد أيرلاند أن إشعال النار في الحفرة كان على الأرجح حادثا صناعيا في الماضي لا تزال أصول هذه الحفرة يكتنفها الغموض وتكثر الروايات بشأن تشكلها.

ويرجح بعض الجيولوجيين المحليين تشكل الحفرة بشكل طبيعي في أواخر الستينيات، وظلت تتدفق بالغاز والطين لسنوات عديدة، ولم تشتعل النيران فيها حتى الثمانينيات.

الرواية الأخرى الأكثر انتشارا تعود إلى عام 1971 عندما انطلق الجيولوجيون السوفيات لاستكشاف صحراء كاراكوم في جمهورية تركمانستان السوفياتية الاشتراكية بالقرب من مستوطنة دارفازا.

كان هؤلاء يبحثون في الأغلب عن حقول نفط، لكن المنطقة غنية أيضا بالغاز الطبيعي، لأن النفط والغاز نتاج نفس العملية الجيولوجية، وهي الضغط البطيء والشديد للمواد العضوية القديمة بمرور الوقت.

إعلان

ورغم عدم صدور تقرير رسمي عن الأحداث التي تلت ذلك يُعتقد أنه خلال الاستكشاف الأولي للمنطقة تشجّع الجيولوجيون بشدة بتقديراتهم لكمية الغاز الطبيعي الموجودة فسارعوا إلى إنشاء بعض منصات الحفر.

لكن دون علمهم حفروا فوق كهف ضخم للغاز الطبيعي، فانخفضت طبقات التربة العليا فجأة تحت معدات الحفر بعد بدء العملية بفترة وجيزة مكونة حفرة ضخمة يبلغ عرضها 70 مترا وعمقها 30 مترا.

فجَّر الانهيار مشكلة خطيرة أخرى، إذ بدأت كميات كبيرة من الغاز الطبيعي الخطير بالتسرب إلى الغلاف الجوي معرّضا السكان المحليين والكائنات الحية للخطر، ومثيرا مخاوف من تلوث بيئي واسع النطاق.

يتكون الغاز الطبيعي أساسا من الميثان، وهو غاز عديم اللون والرائحة، ورغم أنه ليس ساما فإنه يمكن أن يحل محل الأكسجين ويجعل التنفس صعبا، كما أنه سريع الانفجار، حيث يمكنه تكوين خليط قابل للاشتعال في الهواء بمستويات منخفضة تصل إلى 5%.

ويقول أيرلاند -الذي يركز عمله على فهم التفاعلات بين العمليات الجيولوجية والأنظمة البيئية المتعلقة بإنتاج الطاقة- “من أكثر الأمور جاذبية وإحباطا بشأن هذه الحفرة هو قلة المعلومات عنها، ليس هناك سجل أو تقرير رسمي أو أي ذكر لهذه الحادثة على الورق، خاصة أن كل ما يتعلق بالغاز والنفط والموارد الطبيعية خلال الحقبة السوفياتية كان يعتبر إستراتيجيا وسريا للغاية”.

ويضيف “ما زال هناك جدل عما إذا كانت قد اشتعلت عن طريق الخطأ ربما بسبب صاعقة أو شيء من هذا القبيل، أو أن السلطات السوفياتية لم يكن أمها سوى خيار إشعال النار في الفوهة عمدا، على أمل أن تنطفئ النيران بعد أن ينفد الغاز من الحفرة”.

أراد العلماء بإشعال الغاز المنبعث من الحفرة أن يمنعوه من الانتشار، وتلك ممارسة شائعة في بعض عمليات حفر النفط والغاز التي يطلق فيها الغاز الطبيعي، وتعرف باسم “الحرق”، حيث تُحرق الغازات الخطرة الزائدة عمدا- ولا سيما في حالات الطوارئ- إذا لم يمكن احتجازها لأسباب تتعلق بالسلامة والتمويل.

صحيح أن هذه العملية لا تزال تطلق أطنانا من ثاني أكسيد الكربون، لكن ثاني أكسيد الكربون أقل ضررا بكثير من الميثان، لأنه أحد غازات الدفيئة، وهو أقوى من ثاني أكسيد الكربون بـ25 ضعفا في حبس الحرارة في الغلاف الجوي رغم أنه يختفي من الغلاف الجوي للأرض في غضون سنوات قليلة مقارنة بثاني أكسيد الكربون الذي يبقى لقرون.

كان التقدير المبدئي أن تستمر النيران أياما أو أسابيع قليلة بناء على كميات الغاز السطحية المعروفة، ولم يتوقع الفريق أن تكون الحفرة مرتبطة بشبكة أوسع من مكامن الغاز التي ظلت تغذي اللهب باستمرار منذ ذلك الوقت.

وفي ظل غياب التقنيات المتطورة لاحتواء الانبعاثات كانت نتيجة تسرب الغازات السامة عكسية، لم تنخفض شدة الاشتعال ولم يتوقف تدفق الغاز، ثم تركت على حالها في البلد الذي يملك سادس أكبر احتياطي للغاز في العالم.

أصبحت “بوابة الجحيم” من الملفات الموروثة عن العهد السوفياتي (غيتي) محاولة استكشافية

بعد استقلال تركمانستان عام 1991 أصبحت “بوابة الجحيم” من الملفات الموروثة عن العهد السوفياتي بلا خطة واضحة للإغلاق أو الاستمرار فاستمر اشتعالها، وتستخدمها السلطات التركمانية اليوم كمعلم سياحي يُصدر وهجا غريبا يمكن رؤيته ليلا من على بعد كيلومترات، وتنبعث منه رائحة بيض كريهة لا علاقة لها بالغاز الطبيعي الذي لا رائحة له، بل ينتجها كبريتيد الهيدروجين في باطن الأرض.

لم تُنشأ بوابة الجحيم لهذا الغرض، لكن شهرتها بدأت تتزايد تدريجيا مطلع الألفية مدفوعة بصور الأقمار الصناعية والتغطيات الإعلامية التي وثقتها وسط الصحراء القاحلة، بل أصبحت صورها تُستخدم في تقارير عن تغير المناخ والطاقة الأحفورية، وأدرجتها مجلات عدة ضمن أغرب الأماكن على وجه الأرض.

ومع تحول “بوابة الجحيم” إلى محط أنظار الكثيرين دفع الغموض الذي يكتنفها العديد من العلماء والجيولوجيين إلى محاولة سبر أغوار هذه الحفرة.

كان أولهم المغامر والمستكشف الكندي جورج كورونيس الذي قام بأول رحلة استكشافية للحفرة عام 2013 مرتديا بدلة مقاومة للحرارة مزودة بالأكسجين، بهدف التعرف عن كثب على خصائص الحفرة المتكونة من الآلاف من كرات النار، ومع ذلك كان من الصعب العثور على معلومات أساسية عن الحفرة.

جمع كورونيس عينات بحثية أثبتت وجود بعض أنواع البكتيريا التي تعيش في هذه البيئة القاسية والقادرة على تحمل درجات حرارة عالية للغاية، تعيش هذه الكائنات في بيئة مغلقة داخل الفوهة الساخنة، وهي كائنات فريدة على الأرض.

الدراسات البيئية المنشورة عن بوابة الجحيم قليلة (غيتي) هل يمكن إخماد نيران “بوابة الجحيم”؟

الدراسات البيئية المنشورة عن بوابة الجحيم قليلة، لكن التقديرات تظهر أن الحفرة تطلق كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان، وهما من أقوى الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ووفقا لتقرير من بلومبيرغ، تمتلك تركمانستان أسوا رقم قياسي في العالم لتسرب غاز الميثان المتسبب بتسخين المناخ، وتزايدت دعوات إطفاء نيران الحفرة المشتعلة منذ أكثر من نصف قرن للحد من أضرار تغير المناخ.

في عام 2010 زارها الرئيس السابق قربان قولي بردي محمدوف، وأمر بإيجاد حل لإزالتها أو التأكد من أنها لا تعيق تطوير حقول الغاز المجاورة، لكن لم تُعلن نتائج واضحة، ولم تُتخذ خطوات جدية لإطفائها أو احتوائها.

وفي عام 2022 أصدر خلفه سيردار بردي محمدوف قرارا رسميا بإغلاق الحفرة التي أشار إلى أنها من صنع الإنسان، وتتسبب بخسارة موارد طبيعية ثمينة، لكن الإجراءات لا تزال محدودة حتى اليوم.

ورغم عدم وجود سقف زمني لإخماد نيران الحفرة فإن السلطات بدأت باستقطاب مستشارين وعلماء أجانب لإيجاد حل لإخماد النار، ويبدو أنهم متفقون على أن أي محاولة لإغلاقها ستكون مرهقة وخطيرة ومكلفة، وربما غير مجدية.

يتطلب القضاء على فوهة دارفازا إخماد الحرائق، ثم منع تسرب الغاز من الأرض.

ويقترح البعض لإنجاز الخطوة الأولى على سبيل المثال رش إسمنت سريع الجفاف في الفوهة لإزالة الهواء الغني بالأكسجين الذي يغذي الحرائق.

لكن أيرلاند يحذر من المخاطر المحتملة لإطفاء حفرة دارفازا دون معالجة تسرب غاز الميثان، مؤكدا أن الغاز سيجد ببساطة طرقا أخرى للتسرب إلى السطح، مما سيؤدي إلى استمرار المشكلة، ويضيف مصدرا آخر لتسرب الميثان إلى حصيلة البلاد المتراكمة منذ العهد السوفياتي.

وهذا يعني أن الطريقة الوحيدة لخنق “بوابة الجحيم” بشكل صحيح هي خنق التسرب عند مصدر غاز الميثان، لكن إذا لم يتم التنقيب بأقصى درجات العناية لتحديد موقع الصدع الجوفي الذي ينبعث منه الغاز، فقد تؤدي شرارة مفاجئة أو حادث حفر إلى انفجار مميت.

وحتى لو تمكن المهندسون من تحديد موقع الصدع الجوفي فمن غير المؤكد كيفية سده، ففي حين أن إصلاح التسريبات الصناعية قد يكون معقدا فإن التسريبات الجيولوجية أكثر تعقيدا بكثير ومليئة بالشكوك.

ومن المفارقات أن هناك احتمالا ضئيلا لاستخدام عبوة ناسفة كبيرة لعزل غاز الميثان، وقد استُخدمت هذه الطريقة لإخماد حرائق الآبار الصناعية، وليس من الواضح كيف يمكن تطبيق هذا على فوهة دارفازا، ومن المرجح أن الأمر سيتطلب قنبلة ضخمة جدا.

في الواقع، استخدم المهندسون السوفيات رؤوسا نووية مرات عدة لإخماد حرائق آبار الغاز على عمق أميال تحت الأرض، وكانت آخر مرة عام 1981، لكن من غير المرجح أن يجد هذا النهج دعما في عالم اليوم، وقد لا ينجح حتى في فوهة دارفازا.

وما سبق يعني أن إخماد هذه النيران بشكل صناعي صعب جدا، لكن يمكن أن تخمد النيران بشكل طبيعي في يوم ما، وكان باحثون من الفرع العلمي لشركة “توركمان غاز” -وهي شركة الغاز الوطنية التركمانية- قد أشاروا إلى أن توهج الفوهة يبدو أنه آخذ في الخفوت، وربما تتوقف عن الاشتعال يوما ما.

مقالات مشابهة

  • «بوتين» في يوم البحرية الروسي: غواصات نووية وقوة مُتجدّدة.. والبحر رهان استراتيجي
  • مكاسب ميدانية.. روسيا تعلن السيطرة على قرية أوكرانية جديدة
  • روسيا تعلن تحقيق تقدم كبير في أوكرانيا
  • القوات الروسية تسيطر على قريتي مالييفكا" و"زيليوني هاي"
  • أوكرانيا تكثّف هجمات المسيّرات على روسيا وزيلينسكي يرجّح لقاء بوتين
  • القوات الروسية تحرر بلدة وقرية في جمهورية دونيتسك وتضيق الخناق على الجيش الأوكراني في بوكروفسك
  • وزير الخارجية الألماني: أوكرانيا ستتمكن من إصابة العمق الروسي
  • روسيا تعلن تحقيق تقدم ميداني جديد في أوكرانيا
  • “بوابة الجحيم” في تركمانستان.. ما سر الفوهة المشتعلة التي لا يمكن إخمادها؟ / شاهد
  • مفاوضات إسطنبول.. بدء الاجتماع الثلاثي التركي الروسي الأوكراني