انخفاض سعر الشيكل وتراجع البورصة الإسرائيلية بالتزامن مع الهجمات اليمنية على يافا المحتلة: استمرار الحصار البحري على إسرائيل يعمق الخسائر المالية ويؤدي إلى عجز في موازنة الكيان. الخسائر طالت قطاع الطيران وتوقف الأعمال التجارية والمصانع وفقدان ثقة الشركات العالمية والمستثمرين.

الثورة  / أحمد علي
تراجعت مؤشرات البورصة “الإسرائيلية” وانخفضت عملة “الشيكل”، بشكل ملحوظ على خلفية التصعيد المتمثل في الهجوم الصاروخي الذي شنته القوات المسلحة اليمنية على تل أبيب مؤخراً .


ووفقاً لبيانات نشرتها صحيفتا “كاكاليست” و”غلوبس” العبريتان ، تراجع مؤشر “تل أبيب 35” بنسبة 1.1 %، فيما تراجع مؤشر “تل أبيب 125” بنسبة 1.3 %، كما انخفض مؤشر “تل أبيب 90” بنسبة 1.6 %.
وأظهرت البيانات أيضاً تراجع مؤشر بنوك تل أبيب بنسبة 0.8 %، فيما تراجعت أسهم قطاع التكنولوجيا بنسبة وصلت إلى 4.4 %.
وأفادت صحيفة “غلوبس” بأن “الشيكل” الإسرائيلي انخفض بنحو 0.9 % مقابل الدولار.
ونفذت القوات المسلحة اليمنية عدداً من العمليات التي استهدفت يافا المحتلة، بعدد من الصواريخ الفرط صوتية من نوع (فلسطين2) وقد تسبب ذلك بأضرار كبيرة، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات المسلحة صواريخ من هذا النوع في هجوم واحد.
تداعيات الحصار على إسرائيل
وكشف بنك “إسرائيل المركزي”، عن تداعيات الحصار الذي تفرضه قوات صنعاء على الملاحة الإسرائيلية.
وقال البنك في تقرير إن حصار صنعاء أدى إلى إطالة فترات الإبحار من وإلى “إسرائيل” بأكثر من الضعف، مما أثر بشكل كبير على حركة الواردات والصادرات وألحق أضراراً بالغة في التجارة الإسرائيلية.
ولفت التقرير إلى أن الوضع في البحر الأحمر ألقى بظلاله على الصادرات الإسرائيلية، حيث كانت تُنقل بضائع بقيمة 3.4 مليار دولار إلى جنوب شرقي آسيا وأوقيانوسيا وشرق إفريقيا عبر هذا الممر البحري.
كما لفت إلى أن عمليات قوات صنعاء أدت إلى توقف شبه كامل لحركة الملاحة في ميناء إيلات، الأمر الذي انعكس على واردات السيارات، حيث تم تفريغ 48% من السيارات المستوردة إلى “إسرائيل” في الميناء عام 2022، مبيناً أن الحصار البحري المستمر يمثل تحدياً اقتصادياً كبيراً لـ”إسرائيل”.
معادلة استراتيجية
وبحسب خبراء اقتصاد فإن العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية في منع جميع السفن المتجهة للكيان الصهيوني من المرور عبر باب المندب فرضت معادلة جوهرية واستراتيجية أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على اقتصاد العدو الإسرائيلي
حيث تعكس هذه المعادلة مستوى الإسناد اليمني لغزة منذ بدء عملية طوفان الأقصى والتي من شأنها تٌعجيل انهيار الاقتصاد الصهيوني حيث تستحوذ التجارة البحرية على 70 % من واردات إسرائيل ويمر نحو 98 % من تجارتها الخارجية عبر البحريين الأحمر والمتوسط وتسهم التجارة عبر البحر الأحمر بنحو 34,6% في اقتصاد الكيان الصهيوني لذ لك تضرر هذا الاقتصاد بشكل كبير ومما لا شك فيه فإن هذه الخسائر تعتبر إضافة إلى الخسائر الناتجة عن العدوان على قطاع غزة والتي وصلت إلى أكثر من 52 مليار دولار وهذه التقديرات تعتبر أولية وقابلة للزيادة بحسب تصريحات محافظ بنك الكيان الصهيوني أمير بارون.
كما أن الخسائر التي يتكبدها العدو الصهيوني جراء الاستهداف اليمني طالت قطاع الطيران وتوقف الأعمال التجارية والمصانع وفقدان الشركات العالمية الثقة بالعمل داخل الكيان الصهيوني بالإضافة إلى هروب الاستثمارات وهجرة رؤوس الأموال إلى الخارج وهي كلفة من الصعب حسابها.
كما أن الموقف اليمني المساند لغزة -وفق خبراء الاقتصاد- سيترتب عليه تراجعاً كبيراً في سوق المال للكيان الصهيوني وقد تهوى السوق إلى أدنى مستوياتها، كما أن الضرر الرئيسي الذي سوف يلحق باقتصاد الكيان الصهيوني بالتحديد يأتي من توقف مئات الآلاف للشركات في المنطقة الوسطى حيث سيعمل ذلك على انخفاض دورة الأعمال بين 70 – 80 % وهذه النسبة تعتبر أكبر من فترة كورونا التي تراجعت خلالها الأعمال بنحو 40 % فقط, كما قد تضطر تلك الشركات في هذه المرحلة إلى البحث عن عمال لعدم وجود فترة محددة لانتهاء عملية طوفان الأقصى.
تعميق الخسائر
ويرجح بعض المحللين الاقتصاديين في كيان الاحتلال الصهيوني أن استمرار اليمن في الحصار البحري على إسرائيل واستمرار كلفة الحرب سوف تعمق الخسائر المالية وتؤدي إلى عجز في الموازنة العامة لإسرائيل، حيث ستكون لهذه العمليات تأثيرات اقتصادية مباشرة وطويلة على إسرائيل بشكل عام وجنوبها بشكل خاص، حيث سيكون الضرر الاقتصادي واضحاً وستمتد درجة تداعياته مع تطور الأحداث ، مما سيعطل المصالح الاقتصادية بالكامل في جنوب إسرائيل وسيطال ذلك أيضاً تل أبيب بسبب تأثير الضربات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية وأنها ستشكل ضربة اقتصادية للكيان الصهيوني ربما يظهر حجم وقيمة فاتورتها مع مرور الوقت وتطورات الحرب.
هجرة الثروات
وللمرة الأولى منذ عدة عقود، أظهر تقرير هجرة الثروات الخاصة لعام 2024م الصادر عن شركة هنلي أند بارتنرز أن المهاجرين الأثرياء المغادرين من الكيان أكثر من أولئك المصرين على البقاء.
ونقلت منصة غلوبس الإسرائيلية عن التقرير خروج إسرائيل من قائمة هنلي أند بارتنرز للدول العشرين المستقطبة للثروات الخاصة، وهو خروج كبير -وفقا لغلوبس عن المركز الـ12 الذي حققته العام الماضي.
التقرير يسلط الضوء على تراجع كبير بالنسبة لإسرائيل التي سبق أن صنفت بين الوجهات العشرة الأولى لأصحاب الملايين المهاجرين لعدة عقود وفق ما ذكرته غلوبس.
ويقول دان ماركوني، كبير مستشاري العملاء بفرع الشركة في كيان العدو، معلقاً على الوضع ان الحرب المستمرة لم تحطم صورة إسرائيل كملاذ آمن فحسب. لكنها تهدد أيضا بالطغيان على إنجازاتها الاقتصادية، وفق غلوبس.
هروب المستثمرين
وتضيف غلوبس أن هروب المستثمرين الأثرياء لا يشكل مجرد ضربة لصورة الأمان، بل يمثل أيضاً انتكاسة اقتصادية كبيرة قد يكون من الصعب عكس اتجاهها.
ويأتي هذا في اطار ما يشهده الكيان من أزمات نتيجة استمرار الحرب على غزة والتي تتزامن مع الحصار البحري الذي يفرضه اليمن على كيان العدو والذي باتت تأثيراته تظهر جليا على اقتصاد الكيان وشركائه.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: القوات المسلحة الحصار البحری على إسرائیل تل أبیب

إقرأ أيضاً:

الكيان الصهيوني وتاريخ النازية

كلما ذُكرت النازية، يقفز إلى الذهن جملة من الكوارث الإنسانية التي خلّفتها الحربان العالميتان الأولى والثانية، وكيف تسبب الزعيم النازي الألماني هتلر في إشعال الحروب في أوروبا وأفريقيا وآسيا. وخسرت البشرية أكثر من خمسين مليون إنسان، معظمهم من المدنيين، ودُمّرت عشرات المدن في أوروبا تحديدًا.

ولعل الكيان الصهيوني لا يزال يتغنى بالمذبحة التي تعرّض لها اليهود على أيدي النازية، ويفترض من الضحية أن تستوعب الدرس، وأن تكون لحظة تأمل. وبعد عقود من انتهاء الحرب العالمية الثانية، يقوم الكيان الإسرائيلي بتكرار المأساة من جديد في حق الشعب الفلسطيني منذ قيام الكيان الإسرائيلي غير الشرعي في الخامس عشر من مايو 1948، بواسطة العصابات الصهيونية، وأيضًا بتواطؤ بريطاني -وهي سلطة الانتداب- وتخاذل عربي، وعدم تنسيق من القيادة العربية الموحدة وجيوشها التي دخلت الحرب دون تخطيط، وفي ظل خلافات كبيرة واختراقات تحدثت عنها الوثائق التاريخية لحرب فلسطين عام 1948.

ومنذ نكبة فلسطين وتشرد ملايين من الشعب الفلسطيني في الشتات، وبقاء الآخر تحت سلطة الاحتلال، وخلال أكثر من سبعة عقود، مارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع صور الانتهاكات الإنسانية: من قتل المدنيين، وتشريد السكان، وهدم آلاف المنازل، واعتقال آلاف الفلسطينيين، ومارس أبشع وأشنع الأعمال الإرهابية. ووقفت المنظمات الحقوقية والمدنية عاجزة عن ردع هذا الإجرام النازي الحديث، كما عجزت الأمم المتحدة عن أن تطبق قرارات الشرعية الدولية، مما جعل دور المنظمة الدولية غير فعّال، وأصبحت الثقة معدومة في مقدرتها على تطبيق القانون الدولي الإنساني على سلطات الاحتلال.

ولعل العامل الأهم الذي أدّى دورًا محوريًّا في تمادي سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 حتى الآن، هو الموقف الأمريكي المنحاز مع الكيان الصهيوني، وبشكل علني، من خلال الدعم العسكري والاقتصادي والاستخباراتي بشكل كبير. ولعل هذا التوجه الأمريكي جعل الأمم المتحدة الأمريكية عاجزة عن أداء الدور الذي أكّد عليه الميثاق منذ عام 1945. كما أن السلطات الإسرائيلية تمادت في سلوكها الإجرامي، ليس فقط ضد الشعب الفلسطيني، ولكن ضد الشعوب العربية المحيطة بالكيان، خاصة لبنان وسوريا ومصر والأردن، خلال الحروب المتعددة، ولا تزال الأراضي العربية في جنوب لبنان وهضبة الجولان، علاوة على الأراضي الفلسطينية، محتلة.

عودة إلى علاقة التاريخ بالنازية؛ حيث شهدت الحرب الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، منذ السابع من أكتوبر 2023، مفارقات كبيرة على صعيد الحروب الحديثة. فقد شكّل يوم السابع من أكتوبر هزيمة إستراتيجية مدوية للكيان الصهيوني، باعتراف قيادات الكيان. وبدلًا من المواجهة العسكرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، دخلت إسرائيل في موجة من الجرائم الإنسانية، التي تحولت إلى إبادة جماعية، من خلال تقارير الأمم المتحدة، وقرار محكمة الجنايات الدولية، ومحكمة العدل الدولية، ومن خلال التغطية الإعلامية التي لم يسبق لها مثيل، بفضل التقنية والهاتف الذكي، مما جعل شعوب العالم تشاهد تلك الإبادة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي وقيادته، مما خلق شعورًا بالصدمة، وخرجت ملايين من الشعوب تندد بتلك الجرائم البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية في العصر الحديث.

لقد أعادت مظاهر الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي -ولا يزال- في قطاع غزة وعموم فلسطين، مشهد جرائم النازية في الحرب العالمية الثانية. ورغم وقوع اليهود ضحايا تلك الحرب المدمرة، فإن الكيان الصهيوني يكرر نفس المأساة الإنسانية ضد المدنيين من الشعب الفلسطيني. وسوف يتذكر العالم بعد عقود أن ذكرى جرائم النازية تكررت مرتين: مرة في أوروبا من خلال أحداث الحرب العالمية الثانية، ومرة أخرى في فلسطين المحتلة من قبل الكيان الصهيوني.

ويبدو لي أن النظام الدولي الحالي قد سقط أخلاقيًّا وقانونيًّا وإنسانيًّا. وتعد الولايات المتحدة الأمريكية، وهي القطب الأوحد، المسؤولة الأولى عن تمادي الكيان الإسرائيلي، وفشلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة، منذ تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، في قيادة العالم نحو السلام الشامل والعادل. وكانت القضية الفلسطينية هي إحدى ضحايا الانحياز الأمريكي تجاه المحتل الإسرائيلي، رغم أن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية مع الدول العربية كبيرة، وتفوق مصالحها الاقتصادية مع الكيان الصهيوني. ولكنها عقدة التاريخ، والهيمنة الصهيونية على مقدرات القرار السياسي في واشنطن، من خلال جماعات الضغط، وفي مقدمتها منظمة «إيباك» التي تعد ذراع الكيان الصهيوني داخل المؤسسات الفيدرالية الأمريكية، خاصة الكونجرس والبيت الأبيض ووزارة الخارجية.

إن العالم يشهد مذابح يومية في قطاع غزة، حيث عشرات الآلاف من الأبرياء من المدنيين، من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، ودُمّر القطاع الصحي، وأصبحت المجاعة تهدد أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة الذي يعد مدمَّرًا من قبل جيش الاحتلال.

القمة العربية الأخيرة في بغداد تكرّس العجز العربي، من خلال بيانات أصبحت لا قيمة لها في ظل العجز والتشتت العربي، ووجود المشاريع الاستراتيجية المشبوهة التي تخدم مصالح ضيقة.

إن النازية الصهيونية أصبحت واضحة المعالم، في ظل حكومة نتنياهو المتطرفة، التي أشعلت الحروب والصراعات في المنطقة، وهي لا تريد أن تتوقف عن الحرب الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني. ومن هنا، فإن العالم مطالب بوقف الجريمة والإبادة الجماعية، وإنقاذ الأرواح من النازية الجديدة التي يمارسها نتنياهو، المطلوب اعتقاله دوليًّا بموجب مذكرة الاعتقال الصادرة من محكمة الجنايات الدولية.

كما أن المقاومة اليمنية تؤدي دورًا محوريًّا في خلخلة الموقف الإسرائيلي، وتجعل الكيان الصهيوني في حالة مرتبكة، من خلال إطلاق الصواريخ على مطار اللد بشكل متواصل. ويُعدّ موقف صنعاء إيجابيًّا ومساندًا بشكل قوي للمقاومة الفلسطينية. وإذا حدث وقف لإطلاق النار -وهو المرجح وسط الضغوط الدولية- فإن جماعة أنصار الله اليمنية تكون قد أدّت دورًا كبيرًا فيما يخص الضغط على حكومة نتنياهو المتطرفة.

مقالات مشابهة

  • منظمة “إنسان” تدين استمرار العدوان الصهيوني في استهداف مطار صنعاء
  • زعيم المعارضة الصهيوني لابيد : إسرائيل تحت حصار جوي
  • “المجاهدين الفلسطينية” تدين بشدة العدوان الصهيوني على مطار صنعاء
  • “حماس”: العدوان الصهيوني على مطار صنعاء محاولة يائسة لثني اليمن عن إسناد غزة
  • الكيان الصهيوني وتاريخ النازية
  • الدبيبة لـ “النائب العام”: أدعم بشكل كامل استقلال القضاء
  • الضربات اليمنية تُربك مطار اللّد “بن غوريون” وتُعطّل حركة الشحن في قلب الكيان
  • صنعاء تُغلق الأجواء وتفتح جبهة الاقتصاد .. الكيان الصهيوني تحت الحصار الجوي
  • بينهم 30 جثة متفحمة.. الكيان النازي يرتكب محرقة جماعية بحق النازحين في مدرسة “الجرجاوي”
  • برئاسة سعودية.. “بيان مدريد” يدعو لإنهاء حصار غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية