كيف نجت عائلة سورية من الهجوم الكيماوي في دمشق؟
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
روت عائلة سورية تفاصيل مأساتهم التي عاشوها قبل 11 عاما، عندما نجوا من هجوم بالأسلحة الكيميائية استهدف إحدى ضواحي دمشق في عام 2013. ورغم تمكنهم من اللجوء إلى غرفة آمنة واتباع إجراءات السلامة لساعات، إلا أن العديد من جيرانهم وأفراد المجتمع فقدوا حياتهم في الهجوم نفسه.
نقل المواطن السوري حسين عربيني (41 عامًا) تفاصيل اللحظات العصيبة التي عاشها عندما سقطت الصواريخ بالقرب من منزل عائلته في حي زملكا.
سارع عربيني إلى التوجه إلى غرفة معزولة في منزله، خالية من النوافذ، حيث اصطحب معه والديه وإخوته وعائلاتهم. قام بعزل الباب بشريط لاصق، ووضع تحته ملابس مبللة بالماء، تنفيذًا للتوصيات التي قدمها الدفاع المدني السوري قبل أشهر من الهجوم في محاولة لدرء تسرب الغازات السامة.
وفي حديثه عن تلك اللحظات، قال عربيني: "خلال الثلاث ساعات التي قضيناها في الغرفة، كنا نستعمل الماء والخل الأبيض لاستنشاقه بدلاً من الهواء الملوث". وأضاف: "عندما خرجنا، شاهدنا فرق الإنقاذ تضع الجثث في السيارات والشاحنات، وبعض الجثث كانت تُنقل على دراجات نارية".
بدورها، روت خديجة دباس والدة حسين التي نجت من الهجوم الكيماوي ما عايشوه في تلك اللحظات الصعبة، وتقول: "استيقظنا فجأة على أصوات الناس وهم يصرخون بأنهم تعرضوا للقصف بأسلحة كيماوية. هرعنا إلى الغرفة وجلسنا هناك، ثم بدأنا نفقد القدرة على الرؤية وواجهنا صعوبة كبيرة في التنفس".
وأضافت: "بعد فترة، جاء المنقذون ودفعوا الباب قائلين 'اخرجوا وارحلوا'. خرجنا على الفور، ثم استقلينا سيارة أجرة وغادرنا".
من جانبه، قال والد حسين، موفق عربيني، الناجي هو الآخر من الهجوم الكيماوي: "بقينا في الغرفة لمدة ساعتين، وخلال هاتين الساعتين، توفي العديد من الأشخاص في منازلهم. وفي الساعة الثانية صباحًا، فتحوا الأبواب بالقوة بعدما أغشي على الناس. الحمد لله أنهم طرقوا بابنا".
وفي ذكرى الهجوم، توجه اثنا عشر شخصًا إلى مقبرة الشهداء في الحي يوم الأربعاء لإحياء الذكرى، حيث دُفنت جثث مئات الضحايا الذين سقطوا في الحرب التي استمرت قرابة 14 عامًا.
الآن وبعد سقوط النظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد، يأمل حسين عربيني أن يُحاسب المسؤولون السوريون المسؤولين عن الهجوم الكيماوي "أقسى عقوبة"، وخصوصًا أولئك الذين نفذوا الهجوم أو أصدروا الأوامر بتنفيذه.
وتعهدت السلطات الجديدة في سوريا بقيادة هيئة تحرير الشام بتقديم المسؤولين السابقين إلى العدالة.
Relatedإحراق شجرة عيد الميلاد في سوريا يشعل غضب المسيحيين ويضع هيئة تحرير الشام بموقف محرجوسط قلق من سيطرة الإسلاميين.. النساء السوريات يرفعن الصوت دفاعًا عن حقوقهن فالثورة في أصلها أنثىاتفاق على حل الفصائل في سوريا تحضيرا لدخولها تحت مظلة وزارة الدفاع.. بعد اجتماع مع أحمد الشرعوفي عام 2013، ألقت الحكومة السورية اللوم على مقاتلي المعارضة في الهجوم المميت، وهو الاتهام الذي رفضته الأخيرة، قائلة إن نظام الأسد هو الوحيد الذي يمتلك غاز السارين.
وقع الهجوم الكيماوي في الحادي والعشرين من أغسطس/آب، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص، وأدى إلى توتر كبير على الساحة الدولية.
وكاد الهجوم أن يُفضي إلى ضربة انتقامية من الولايات المتحدة، حيث اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما آنذاك أن استخدام الأسلحة الكيميائية قد تجاوز "الخط الأحمر".
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد أكثر من عقد.. منظمة أمريكية تكشف تفاصيل جديدة عن مصير صحفي أمريكي فُقد في سوريا سفينة شحن روسية تحمل شحنات أسلحة إلى سوريا تغرق في البحر الأبيض المتوسط طرطوس: مقتل 14 من قوات الحكومة السورية الحالية خلال "محاولة اعتقال ضابط في نظام الأسد" وفاةبشار الأسدأسلحة كيميائيةالحرب في سوريامعارضةدمشقالمصدر: euronews
كلمات دلالية: ضحايا عيد الميلاد قطاع غزة بشار الأسد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قتل ضحايا عيد الميلاد قطاع غزة بشار الأسد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قتل وفاة بشار الأسد أسلحة كيميائية الحرب في سوريا معارضة دمشق ضحايا عيد الميلاد قطاع غزة بشار الأسد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا قتل إسرائيل المسيحية رجب طيب إردوغان فولوديمير زيلينسكي كازاخستان یعرض الآن Next من الهجوم فی سوریا
إقرأ أيضاً:
سوريا وإسرائيل بين المخاطر وفخاخ التطبيع
لم تقم أي دولة بتوقيع اتفاقية سلام مع دولة أو كيان آخر وهو يحتل أرضا لها، ناهيك عن أن تكون هذه الدولة أو الكيان متاخما لحدودها، لأن الاتفاق معناه ببساطة تسامحا مع جريمة المحتل وتشجيعا له على المضي قدما في احتلال مزيد من أراضي هذه الدولة. هذه المعادلة التي لا يريد أن يفهمها كثيرون وهم يلوكون بالألسنة احتمالية توقيع اتفاقية سلام بين سوريا في عهدها الجديد وإسرائيل.
إن الدول التي وقعت اتفاقات سلام أو تطبيع مع إسرائيل لا تحتل إسرائيل أرضِا لها بشكل مباشر، بدءا من مصر مرورا بالأردن وصولا لدول عربية أخرى، الأمر الذي يعني أنه نظريا على إسرائيل أن تعيد كافة أراضي الجولان السوري المحتل للسيادة السورية في مقابل السلام، وهذا أمر شبه مستحيل في الوضع الإقليمي الحالي.
تعرف تل أبيب أنها لا تستطيع فرض تطبيع على دمشق في الوقت الراهن، لهذا فهي تعتمد الاستفزازات العسكرية بين الفينة والأخرى والتدخل السافر في الشأن الداخلي السوري، خاصة على الحدود وفيما يخص العرقيات والأديان والمذاهب المختلفة، لتخفض سقف أي مطالب سورية
تعرف تل أبيب أنها لا تستطيع فرض تطبيع على دمشق في الوقت الراهن، لهذا فهي تعتمد الاستفزازات العسكرية بين الفينة والأخرى والتدخل السافر في الشأن الداخلي السوري، خاصة على الحدود وفيما يخص العرقيات والأديان والمذاهب المختلفة، لتخفض سقف أي مطالب سورية مقابل اتفاقيات تطبيعية في المستقبل بين سوريا وإسرائيل. فإسرائيل لا تقبل أن يكون على حدودها نظام مستقر غير خاضع بشكل كامل للإرادة الإسرائيلية بشكل علني أو سري، ناهيك عن أن يكون نظاما وليد ثورة شعبية وله صبغة إسلامية.
من وجهة نظر دمشق، فإن النظام الوليد يقع بين مطرقة الضغوط الدولية وسندان المبادئ والأخلاقيات المتعلقة بالتعامل مع إسرائيل، كعدو يحتل أراضي سورية ناهيك عن جرائمه في فلسطين، وخاصة أن النظام السوري البائد كان يرفع شعار مناصرة فلسطين حتى سقوطه. فليس منطقيا ولا مقبول شعبيا أن يأتي نظام بثورة شعبية في بلد مثل سوريا ليمد لتل أبيب أيادي السلام خاصة في هذا التوقيت. وفي الوقت ذاته فإن سوريا الجديدة في حاجة لكسب المجتمع الدولي كي تستعيد عافيتها، وهذا المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة محابِِ لإسرائيل.
ورغم هذا، فحسنا فعلت الحكومة السورية الجديدة بأن جددت مسألة اتفاقية فض الاشتباك القديمة الموقعة عام 1974 كإطار لعدم الصدام العسكري بين سوريا وإسرائيل، وحسنا فعلت أيضا أن جعلت المفاوضات بينها وبين إسرائيل غير مباشرة، فلا هي أنكرتها ولا هي هرولت إلى الجلوس مع شخصيات إسرائيلية في الغرف المغلقة طمعا في ذهبها وخوفا من سيفها كما فعل سياسيون عرب آخرون للأسف، وعلى رأسهم العسكريون في السودان، ستبقى سوريا في موقف قوة طالما أبقت التعامل مع الملف الإسرائيلي كملف أمني عسكري وليس كملف سياسي دبلوماسيفما جنوا من تلك اللقاءات سوى الفضيحة ودخل السودان بعدها في نفق مظلم ولم يربح شيئا من مثل هذه العلاقات.
هذا الموقف المتزن من سوريا قابلته إسرائيل بتصريحات غريبة عجيبة على لسان وزير خارجيتها جدعون ساعر، يعرب فيها عن رغبتها في تطبيع العلاقات مع دمشق، وداعيا في الوقت ذاته إلى إبرام اتفاق مشابه مع لبنان، وهي التصريحات التي تؤكد التحليل الذي ذهبنا إليه من أن تل أبيب تهدف من الاستفزازات في سوريا لدفع دمشق دفعا نحو تطبيع شبه مجاني منزوع الجولان.
ستبقى سوريا في موقف قوة طالما أبقت التعامل مع الملف الإسرائيلي كملف أمني عسكري وليس كملف سياسي دبلوماسي. وهذا يتطلب إبقاء خط المفاوضات غير المباشرة مفتوحا وفي الوقت نفسه الإصرار على دور للأمم المتحدة في المناطق المتاخمة للقوات الإسرائيلية، وعدم التفريط في أراضي الجولان تحت أية ذرائع ومغريات، فلا هي تقدر على غض الطرف عما يجري على حدودها الجنوبية ولا هي تقدر على خوض مواجهة مفتوحة مع إسرائيل.
x.com/HanyBeshr