تداول سكان حي السومرية في العاصمة السورية دمشق، خلال الساعات الماضية، منشورًا مثيرًا للقلق يدعوهم لإخلاء منازلهم في موعد أقصاه الأول من آب/أغسطس المقبل، ما أثار حالة من الذعر والترقب، خاصة في ظل غياب أي توضيحات رسمية أو إجراءات حكومية مرافقة. اعلان

وبالتزامن مع هذا المنشور، استيقظ سكان الحي أمس على مشهد غير مألوف، إذ أُغلقت جميع مداخل الحي بالسواتر الترابية والحواجز الحديدية، باستثناء مدخل وحيد يعرف باسم "المشروع".

حالة الترقب انتقلت بسرعة إلى الشارع التجاري، حيث أغلقت بعض المحال التجارية أبوابها، فيما فضّل آخرون البقاء رغم تصاعد التهديدات.

إحدى السيدات من سكان الحي كشفت لموقع "سناك سوري" أن أشخاصًا ملثمين اقتحموا محل زوجها وهددوه بإغلاقه فورًا، ما أضفى على المشهد طابعًا من الترهيب المنظّم. ورغم تأكيد بعض الأهالي أن عناصر من "الأمن العام" طمأنوهم بعدم وجود قرار رسمي بالإخلاء، فإن المداخل المغلقة والمظاهر الأمنية المفاجئة خلقت حالة من الذعر والبلبلة.

Relatedألمانيا تسعى لاتفاقات مباشرة مع طالبان وسوريا بشأن ترحيل المهاجرين وطالبي اللجوءعملية "غير مسبوقة" في قلب سوريا: تقارير عن إنزال إسرائيلي قرب دمشق وتوغّل قرب الحدود اللبنانيةسوريا: الطائفة الشيعية في دمشق تحيي عاشوراء هذا العام في ظل ظروف استثنائية

وعمّق من حالة الغموض ظهور سيارة بيضاء تجوب الحي، وترفع راية سوداء، بينما كانت تقوم بتصوير المنازل والمحال التجارية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي محاولة لكشف ملابسات ما يحدث، توجّه مختار الحي صباح اليوم برفقة مجموعة من المحامين وعدد من الأهالي إلى مبنى المحافظة، أملاً بلقاء المسؤولين والحصول على توضيحات، لكن الصمت الرسمي لا يزال سيّد الموقف حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

وفيما اعتبره البعض مؤشراً على تصعيد أمني، وردت أنباء عن هجوم شنته مجموعة مسلّحة قادمة من جهة "المعضمية" على أطراف الحي، ما أثار تساؤلات الأهالي حول ما إذا كان الإغلاق نتيجة خطر أمني طارئ، أم تمهيدًا لعملية إخلاء قسري.

المرصد السوري أفاد أيضاً بأن من يُعرف بـ"الأمير"، وهو شخصية نافذة غير رسمية تتحكم في المنطقة، أصدر إنذارًا لنحو 300 عائلة بمغادرة منازلهم خلال 72 ساعة، دون السماح لهم بأخذ ممتلكاتهم أو أثاثهم، تحت ذرائع "أمنية" غير واضحة.

كما نشر المرصد صورة لإعلان منسوب إلى وزارة الداخلية، وتحديدًا "فرع المسكن الوظيفي"، يطلب من شاغلي شقق مشروع السومرية، النظامية والمخالفة، استصدار براءة ذمة للكهرباء والماء خلال 72 ساعة، مع التهديد باتخاذ إجراءات قانونية بحق من يتخلف عن ذلك. الإعلان لم يتضمن توقيعًا واضحًا ولا تاريخ إصدار، مما أثار شكوكًا إضافية حول قانونيته.

في غضون ذلك، مُنع أصحاب المحال التجارية من إعادة فتح متاجرهم، وأُبلغوا بضرورة المغادرة "دون رجعة". كما سُجّلت حوادث اعتداء جسدي على بعض السكان، إضافة إلى تكسير أحد المحال دون توضيح الأسباب أو محاسبة المعتدين.

ويعيش سكان السومرية اليوم تحت وطأة القلق والقلق من مصير مجهول، وسط غياب أي جهة رقابية أو مؤسساتية قادرة على حماية حقوقهم. وبينما تتزايد الدعوات لوقف ما وصفه الأهالي بـ"التهجير القسري"، تواصل الجهات الرسمية تجاهل القضية، ما يفتح الباب أمام مزيد من الانتهاكات.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل غزة دونالد ترامب حركة حماس بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة دونالد ترامب حركة حماس بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا نزاع مسلح أحمد الشرع إسرائيل غزة دونالد ترامب حركة حماس بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا نهر إسبانيا فرنسا فلاديمير بوتين تكساس

إقرأ أيضاً:

 450 مليار دولار في الاستثمار: اعلان حكومي قابل للتطبيق أم شعار انتخابي؟

7 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: أعلنت الحكومة العراقية عن حزمة استثمارية طموحة بقيمة 450 مليار دولار، بهدف تنشيط الاقتصاد وجذب رؤوس الأموال الأجنبية.

ويأتي هذا الإعلان في سياق اقتصادي معقد، حيث يعاني العراق من هشاشة هيكلية في بنيته التحتية وتذبذب في أسعار النفط، المصدر الرئيسي للدخل الوطني.

وتهدف الحزمة، بحسب البيانات الرسمية، إلى تنويع مصادر الاقتصاد عبر مشاريع في الطاقة والصناعة والبنية التحتية. لكن حجم الرقم المعلن يثير تساؤلات حول جدوى التنفيذ في ظل تحديات إدارية وسياسية مزمنة.

ويعيق الواقع الداخلي العراقي انطلاقة هذه الحزمة الاستثمارية فيما تظل البيروقراطية وغياب الشفافية وانتشار الفساد من العوائق الرئيسية أمام جذب الاستثمارات الأجنبية.

ويضاف إلى ذلك الوضع الأمني غير المستقر في بعض المناطق، والذي يقلل من جاذبية العراق كوجهة استثمارية.

و تعتمد الحزمة على إقرار تشريعات جديدة، مثل قانون الشركات، لكن البرلمان، المنشغل بالحملات الانتخابية، يعاني من شلل وظيفي يعرقل إتمام الإجراءات التشريعية اللازمة.

التوقيت السياسي: إعلان انتخابي؟

وشكك مختصون في التوقيت السياسي للإعلان، معتبرين أن الرقم المعلن قد يكون مبالغا فيه لخدمة أغراض انتخابية.

ويرى محللون أن الحكومة تسعى لاستعادة ثقة المواطنين عبر استعراض خطط طموحة، في وقت تواجه فيه انتقادات حادة بسبب ضعف الخدمات العامة.

ويعزز هذا الشك غياب تفاصيل دقيقة حول مصادر التمويل وآليات التنفيذ، مما يجعل الحزمة تبدو كشعار تسويقي أكثر منها خطة منهجية.

ويؤثر الوضع الإقليمي على فرص نجاح هذه الحزمة. تشهد المنطقة توترات جيوسياسية وصراعات تقلل من شهية المستثمرين الأجانب.

وفي الوقت ذاته، يمكن أن يشكل الاستثمار في العراق فرصة لدول الجوار لتعزيز النفوذ الاقتصادي، لكن ذلك يتطلب استقرارا سياسيا وأمنيا يصعب تحقيقه في المدى القريب.

وأكد الباحث في الشأن الاقتصادي العراقي حيدر الشيخ أن الإعلان عن هذا العدد الكبير من الفرص الاستثمارية دفعة واحدة هو بمثابة “بداية لإعلان الحملة الانتخابية”، ويأتي في ظل إطلاق رئيس الوزراء الحالي تسمية “تحالف الإعمار والتنمية” على قائمته الانتخابية.

وقال حيدر الشيخ إن الحديث عن أرقام بهذا الحجم كفرص استثمارية في مجالات مختلفة هو “رقم مبالغ به وغير واقعي وعبارة عن تخمين للفرص”، مشيرا إلى أنه لا يمكن استثمار 160 مشروعا في مجالات مختلفة خلال يوم أو شهر أو سنة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • شبوة .. توترات أمنية واحتجاجات للصيادين وسط فوضى فصائل الإمارات
  • الحيّة: نؤكد استعدادنا بكل مسؤولية لوقف الحرب إلا أن الاحتلال يواصل القتل والإبادة
  • محمود طلحة: سيتم توضيح ما أذاعته الصحافة الإسرائيلية عن أشرف مروان والحديث عنه الآن
  • حماس: الاحتلال فشل في محاولاته بالتهجير القسري في غزة
  • سفارة فلسطين بالعراق توزع "بدل إيجار" على 300 عائلة من اللاجئين الفلسطينيين
  • بيان من عائلة الدميسي حول جريمة القتل
  • الأمم المتحدة : يجب رفع حصار الفاشر فوراً
  •  450 مليار دولار في الاستثمار: اعلان حكومي قابل للتطبيق أم شعار انتخابي؟
  • أبطال عائلة السقا.. أربع أشقاء على الجبهة في حرب أكتوبر 1973 (فيديو)
  • مشهد كتابي في دير ريفا.. الأهالي يفرشون سعف النخيل أمام البابا تواضروس