عن إحراق مستشفى كمال عدوان.. الصمت الدولي يُغري الاحتلال لارتكاب حرب الإبادة
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ نحو 15 شهرا ضد المدنيين من الأطفال والنساء، في مشهد لم يختلف عن الأيام الماضية لجهة سقوط شهداء وجرحى ضمن مسلسل الإبادة المستمر، وكذلك المرافق الحيوية في قطاع غزة، فلم يدّخر الاحتلال جهدا ولا آلية من آليات الفتك والقتل والتدمير وجرائم القتل الجماعي والتطهير العرقي، إلا استخدمها بكل إجرام ووحشية وهمجية.
فمنذ أن شنّ الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، أعلن المسؤولون الإسرائيليون الدوافع وراء تدمير قطاع الرعاية الصحية في غزة على نطاق واسع، وقد قررت إسرائيل جعل قطاع غزة غير صالح للعيش، ففي 9 تشرين الأول/ أكتوبر، أعلن وزير الدفاع "الإسرائيلي" فرض حصار مُطبق على غزة؛ لا كهرباء، ولا طعام، ولا ماء، ولا وقود كل شيء مغلق، وقال: نحن نقاتل حيوانات بشرية وعلينا أن نتصرف وفقا لذلك، وأضاف: غزة لن تعود إلى ما كانت عليه من قبل، وسوف نقضي على كل شيء وإذا لم يستغرق الأمر يوما واحدا، فسيستغرق أسبوعا، وربما سيستغرق أسابيع أو حتى أشهرا، وسنصل إلى كل مكان.
لقد كانت نية إنهاك القطاع الصحي في غزة وتدميره واضحة منذ بداية العدوان ففي 14 تشرين الأول/ أكتوبر، أي بعد مرور 7 أيام فقط على معركة طوفان الأقصى، عندما أمر جيش الاحتلال بإخلاء 22 مستشفى في شمال قطاع غزة، وها هو اليوم يستمر الاحتلال في استهداف وإحراق أقسام في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، بعدما اقتحمه وأجبر الطواقم الطبية والمرضى ومرافقيهم على إخلائه والتوجه لساحته الخارجية ومن ثم اقتدياهم إلى جهة مجهولة.
تسبّبت عملية احراق مستشفى كمال عدوان في خروج المنظومة الصحية في محافظة شمال غزة عن الخدمة بصورة شبه كاملة، وفقا لتصريحات مسؤولين حكوميين، بالإضافة إلى توقّف عمل جهاز الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني. فقوات الاحتلال تحاصر المستشفيات الثلاثة في المحافظة؛ "الإندونيسي" في بيت لاهيا و"العودة" في جباليا و"كمال عدوان" في منطقة مشروع بيت لاهيا، وتحول دون وصول الأدوية والمستلزمات الطبية إليها. ويهدف الاحتلال، من خلال عمليات التفجير التي ينفّذها في محيط المستشفيات، إلى إجبار الطواقم الطبية فيها على مغادرتها، وذلك في إطار تضييقات تستهدف من تبقّى من الفلسطينيين في شمال غزة الذين ينوي تهجيرهم.
هدف احراق المستشفيات وممارسة التطهير العرقي في قطاع غزة هو امتداد مباشر لطبيعة الكيان كمنظومة استعمارية استيطانية، تشكيلها مرتبط بصورة أساسية، بالنكبة وتجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم، وكثيرا ما يستحضر المسؤولون "الإسرائيليون" النكبة بصفتها عقابا للمقاومة الفلسطينية
إن هدف احراق المستشفيات وممارسة التطهير العرقي في قطاع غزة هو امتداد مباشر لطبيعة الكيان كمنظومة استعمارية استيطانية، تشكيلها مرتبط بصورة أساسية، بالنكبة وتجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم، وكثيرا ما يستحضر المسؤولون "الإسرائيليون" النكبة بصفتها عقابا للمقاومة الفلسطينية، بما في ذلك خلال حرب الإبادة الجماعية الحالية، لأنهم يدركون أن استمرار المشروع الاستعماري الاستيطاني، تماما كما حدث لدى تأسيسه، يعتمد على استمرار استلاب الفلسطينيين حقوقهم.
مع تجاوز العدوان يومَه 450، يصارع ما تبقى من القطاع الصحي للبقاء بأي وسيلة كانت، في ظل تراجع حاد في عدد المشافي والمرافق الطبية، فيما تتزايد مؤشرات الخطر من حرب الابادة الجماعية وقصف واحراق المرافق الحيوية.
ما يفعله جيش الاحتلال الآن داخل مستشفيات القطاع من اعتقالات يخالف اتفاقية جنيف الرابعة التي كفلت موادها الحماية الكاملة للمستشفيات المدنية للكوادر الطبية، فبحسب المادة (18) لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء النفاس.
وتنص المادة (20) يجب احترام وحماية الموظفين المخصصين كلية بصورة منتظمة لتشغيل وإدارة المستشفيات المدنية، بمن فيهم الأشخاص المكلفون بالبحث عن الجرحى والمرضى المدنيين والعجزة والنساء النفاس وجمعهم ونقلهم ومعالجتهم.
إذا، يقف القطاع الصحي في قطاع غزة على شفير الانهيار الشامل نتيجة العدوان الهستيري المستمر، بدعم وتسليح أمريكي وصمت عالمي، وتخاذل عربي إزاء جرائم الاحتلال المتكرّرة التي تُغري وتدفع الاحتلال لارتكاب مزيد من الجرائم وتدمير البشر والحجر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة المستشفيات الابادة صحة احتلال غزة مستشفيات ابادة مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی قطاع غزة کمال عدوان
إقرأ أيضاً:
الصحة: خطر انهيار كامل للمنظومة الطبية في قطاع غزة
#سواليف
قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع #غزة، اليوم الثلاثاء، إن #الاحتلال الإسرائيلي يواصل بشكل ممنهج استهداف #المنظومة_الصحية وتقويضها، عبر #عمليات_الإخلاء للمناطق التي تضم #المستشفيات ومراكز تقديم الرعاية الطبية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لاستمرار عمل المرافق الصحية، خصوصًا في جنوب القطاع.
وأكدت الوزارة أن الإخلاءات الأخيرة في محافظة خان يونس تضع مجمع ناصر الطبي أمام خطر التوقف الكامل، وهو المستشفى الوحيد في جنوب غزة الذي يضم خدمات طبية تخصصية، مما يعرض حياة عشرات المرضى والجرحى في أقسام العناية المركزة والطوارئ والعمليات والحضانة لموت محقق في حال خروجه عن الخدمة.
وأضافت الوزارة أن غرف العمليات والعناية المركزة تشهد أوضاعًا #كارثية في ظل تزايد أعداد الإصابات الخطيرة، وسط نقص حاد في الأدوية والمستهلكات الطبية المنقذة للحياة، وكذلك تعطل أجهزة التصوير التشخيصي، مما يمنع إجراء التدخلات الجراحية العاجلة.
مقالات ذات صلة تنشيط السياحة .. لا علم لنا بحفل البتراء 2025/06/03وأشارت إلى أن الطواقم الطبية تعمل في ظروف معقدة ولساعات طويلة، في محاولات مستمرة لإنقاذ أرواح المصابين، بينما باتت الدعوات المجتمعية للتبرع بالدم عاجزة عن تلبية الاحتياج، بسبب تفاقم حالة سوء التغذية بين السكان. كما نبهت الوزارة إلى أن المولدات الكهربائية تعمل ضمن أرصدة وقود محدودة لا تكفي لتغطية الاحتياجات الحيوية في أقسام العناية والعمليات.
وجددت وزارة الصحة مناشدتها العاجلة للجهات المعنية، بضرورة التدخل لإنقاذ ما تبقى من المرافق الصحية التي تواجه خطر الانهيار الكامل، مؤكدة أن المستشفيات القليلة العاملة حاليًا تصارع مستويات غير مسبوقة من الضغط والقصور في الإمكانات.
وذكرت الوزارة أن 40 شهيدًا، بينهم شهيد تم انتشاله من تحت الأنقاض، إضافة إلى 208 إصابات، وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية. وأوضحت أن أعدادًا من الضحايا لا تزال تحت الركام وفي الطرقات، دون قدرة طواقم الإسعاف والدفاع المدني على الوصول إليهم بسبب الاستهداف المباشر للمناطق السكنية.
وبلغت الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، نحو 54,510 شهيد و124,901 إصابة، في حين بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 فقط، 4,240 شهيد و12,860 إصابة.
وفي سياق المجازر المتواصلة، أعلنت وزارة الصحة أن 27 شهيدًا وأكثر من 161 إصابة، بينهم حالات خطيرة جدًا، وصلوا إلى المستشفيات بعد مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال فجر اليوم بحق فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات في إحدى المناطق المخصصة لتوزيعها، ما يضاف إلى سلسلة الجرائم التي تستهدف المدنيين العزل في خضم كارثة إنسانية شاملة يعيشها القطاع المحاصر.